شهدت الساحة الفنية الجزائرية مؤخرا، ظاهرة توجه الممثلين، وحتى المناصرين لأندية كرة القدم الجزائرية المختلفة، وكذا للمنتخب الوطني الجزائري، لأداء الأغنية الرياضية، التي لاقت رواجا كبيرا نتيجة لسلسلة النجاحات والانتصارات التي حقّقها المنتخب الوطني لكرة القدم، بعد فوزه على نظيريه المصري والزامبي.
تعد ظاهرة توجه ''المناصرين'' للغناء فريدة من نوعها. فكلماتهم تمخضت من مدرجات الملاعب التي ألفوا ارتيادها؛ حيث تحمل الأغنية بين ثناياها كلمات ''دخيلة'' و''سوقية''، غريبة في أغلبها عن مصطلحات اللهجة الدارجة المتداولة في يومياتنا، يحرض بعضها على العنف بين أنصار الفرق، بدلا من مناصرة أندية الكرة، لتبتعد كلية عن الأغاني الرائدة التي أداها كل من الحاج مريزق، ودحمان الحراشي، والهاشمي فروابي، ثم أغاني الثمانينيات التي ناصرت المنتخب الوطني خلال مونديال 1982، والتي أداها كل من صادق جمعاوي ورابح درياسة. وفي المدة الأخيرة، صنعت فرق موسيقية انطلقت من الملاعب مثل تورينو وميلانو، الاستثناء في أدائها لأغاني تمجّد المنتخب الوطني قبيل إجراء مباراة مصر، وتدعو لاستعادة أمجاد التشكيلة الوطنية.
وهناك فرق شابة تضم مجموعة من ''المناصرين''، ممن قاموا بأداء أغاني تشجيعية، إلا أن كلماتهم كانت هادفة، وحتى إيقاعاتهم تتماشى والذوق العام. ولعل هذه الظاهرة، وإن كانت غريبة وجديدة، إلا أنها تشهد تصاعدا وتزايدا مستمرين، خاصة بعد النجاح الكبير الذي حققته أغاني ''مناصري'' اتحاد العاصمة، الذين يطلقون على أنفسهم تسمية ''المسامعية''، لتنتقل حمى أداء الأغاني الرياضية ما بين المناصرين، مما أدى إلى توالي ظهور الفرق المؤدية للأغاني الرياضية التشجيعية تباعا.
وقد غزت ألبومات الأغاني الرياضية سوق الأشرطة بقوة في الفترة الأخيرة، وسجّلت توافدا منقطع النظير على اقتنائها، دون الاهتمام بأسماء الفرق أو الأصوات التي تؤديها، ليكون مقياس اقتنائها الإيقاعات الريتمية المصاحبة للأغاني التشجيعية، التي يمكن ترديدها في مدرجات الملاعب.
ولعل المثير للاهتمام هو تقبل المنتجين لأغاني ''المناصرين''، وقبول تسجيلها وإصدارها في ألبومات، والقيام بتوزيعها، رغم أن أصحابها غير معروفين، وليسوا بمغنين ولا فنانين، بل من مناصري أندية، عشقوا الكرة، وأحبوا تحفيز فرقهم.