واضربوهن:
أعتقد أن سلوك ضرب المرأة الذي ورد في القرآن الكريم (وَاضْرِبُوهُنَّ) جاء من باب التخويف وتحذير المرأة، وأن الرجل بحق ليس بحاجة إلى هذا السلوك الردعي، لأنه يرتبط بصفة القوامة الذي بدأت به الآية الكريمة (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ)
ولأن رجل اليوم لم يعد هو رجل الأمس، أي ذلك الذي تهابه المرأة وتحترم مكانته وقدرته، فقد بات للأسف غير ناضج مثل الطفل يُعيد الاعتبار إلى ذاته بالقسوة على المرأة وضربها كلما أخفق في إقناعها فكريا أو ماديا أو عاطفيا أو جنسيا.
فالرجل الذي يلجأ إلى اعتماد الضرب كسلوك عدواني يواجه به المرأة هو إما أخ فاشل لم يستطع التوافق مع حقيقة نجاح أخته أو زوج فاشل لم يستطع مواجهة ضغوط الحياة الزوجية، أو خطيب لم يفلح في إقناع نفسه وخطيبته بشخصيته الهشة، غير واثق في نفسه.
عندما وضع الله حد السرقة ، كان من المفترض أن نصل بالمجتمع المسلم إلى عدم الحاجة تماما إلى استخدام هذا الحد، وعندما أشار إلى إمكانية ضرب المرأة فذلك لأنه كان يُفترضُ في الفرد المسلم أن يكون قويا ومُهابا ومُقنعا إلى الدرجة التي لا يضطر معها إلى إثبات رجولته أمام مخلوق ضعيف من خلال الضرب.