الغـــــــرسُ والقِطـــــاف

[جليس صالح_2]

يقضي صاحب العلم صدر شبابه مدارسة للعلم وتحصيلا ويجوز امتحاناته الكثيرة عقبة بعد عقبة، فلما ينتهي بنجاح من أعباء الدراسة والامتحانات، قد يختطفه الموت دون أن يرى ثمرة كدّه، فما أن يرى بواكير نجاحه في جهاده الطويل، حتى يحول الموت بينه وبينها، كأنما يريد القدر حياته للغرس والتعب فقط، ثمّ يولّي تاركا للناس الخير والقِطاف.

فكن أخي المعلم ذاك الرجل الذي يغرس هو، ليقطف غيره، و لا ينتظر الشكر من أحد.

حتى و إن تنكّر لك القريب والبعيد، فحاول أن تكون رجلا لا ترقى إلى سيرتك ريبة ، وكن من أهل الخير، إن فاتهم تأييد أهل الأرض فلن يخذلهم بارئ البريات وسيوفيهم أجورهم.

كتبت هذه الكلمات غيرة مني على أشرف مهنة امتهنتها ، و أنبل رسالة حملتها.

أتمنى لكل معلم نزيه شريف مخلص عيشا سعيدا وعمرا مديدا.

قال الله تعالى: { وما تفعلوا من خير يُوفّى إليكم و أنتم لا تظلمون }.

مودّتي،،،،،،،،،،