تضليل وضلال

[أبو عدل]

بسم الله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين أما بعد:
ما يحيرني دائما هو كيفية إيجاد طريقة التفكير السليمة، لان التفكير السليم هو سبيل النجاة والهداية وهو ما يمكن الانسان الابتعاد عن الظلم بشتى أشكاله.
تبقى هذه الاشكالية تزيدني حيرة عندما أنظر في حال الجماهير التي أصبحت لا تبصر وتهضم كل ما يلقى لها، حيث أصبحت كالبهائم تساق بعصى واحدة. واوجه كلامي بشكل حاد للجحزائريين ليس كلهم بطبيعة الحال ولكن الى تلك الفئة التي أصبحت تتبع كل ما يقال وكل ويظهر لها، خاصة ما يأتينا من الغرب، حيث ينظر اليه على انه الحق، بل اكثر من ذلك اصبح أي عمل او فكرة وتصرف ناتج عن الغربيين يعتبر كمقياس للحق والرشاد ولا يقبل أي نقد او نقاش كنتيجة عن تعظيثم الشخصيات الغربية وحضارتهم، وبذلك أصبحت تلك الافكار والقيم المنحدرة من المجتماعات الغربية بماثابة مقياس للسداد والحق،
إن ما يصيب أمتنا هذه اليوم هو نابع من نظرة الانسان لنفسه وحضارته بمنظار المستحقر لها والمنقص لقيمتها، يجب أن نعلم أننا امة في ارقى مستوياتها الاخلاقية عندما تلتزم بدينها واخلاقها، ولا اقصد هنا اننا لا نستفيد مما وصل اليه غيرنا من العلوم والتكنولوجيا، ولكن يجب على كل فرد مهما كانت مكانته ومستواه أن يقوم بتمحيص الافكار قبل ابتلاعها وان لا ينخدع بالشعارات والتضليلات، فيجب أن يبقى دائما يقظا حتى لا يخدع، وان يتساءل دائما حول الفكرة او الشيء الجديد:
- من أين أتى؟
- وما طبيعته؟
- ومن وضعه وارسله؟
- ولماذا نفعل هذا؟
- هل هذا سيء ام قبيح؟
إلى غير ذلك من الاسئلة التي تمكنك من الاستدلال عن الحق وفرزه عن الباطل.
حيث هناك الكثير من المواضيع التي تجعلني متار في أمري تاتينا من الغرب ونتقبلها دون ما نبحث عن ماهيتها واهدافها والغرض منها وآثارها، نذكر على سبيل المثال حقوق الانسان، حرية وحقوق المرأة، حرية التعبير، وغيرها
فكر جيدا يا أخي

والله ولي المتقين