السلام عليكم ..
بعد الظهر لم أجد سوى التوجه الى المحكمة ..لمتابعة مايجري بها كسرا للروتين..
ولجت قاعة الجلسات...ممرّ...على اليمين مقاعد عامرة بالنساء...على اليسار أخرى عامرة بالرجال...رائع محاكمنا تطبق مبدأ الفصل بين الجنسين ..لو اطلعت جمعيات تغريبية على ذلك لقدت طاولة الإحتجاج من هنا الى باريس انتهاء بهيئة الأمم المتحدة..بصعوبة ظفرت بمقعد شاغر جلست..سيدتنا القاضية شابة في مقتبل العمر تتواصل مع من تنادي عليهم ممتثلين أمامها تتواصل معهم بطيبة وهدوء لافتين للإنتباه...ودييييييعة القاضية وصوتها ناعم ....أثناء ذلك كله أنا طبعا لم أكن معنيا بما يدور من حديث ..لكنني كنت ألهي نفسي بجزئيات من مكونات القاعة لربما كاتب الضبط والحاجب والشرطي والقاضي حتى لاأنساه لربما لم ينتبهوا لكثير ممت شد انتباهي..في خضم ذلك كله وقع في سمعي صوت لصبية كأنها تهمس أو تتحاشى رفع صوتها وتنادي بابا بااااباااااااااااااكل ذلك بصوت خافت التفتُ يمينا ..لأرى طفلة لم تبلغ العاشرة تتوجه صوب جهة الرجال ثم ترفع يدها لتضعها على شفتيها ثم ترفعها ثانية لتطلق سراح أطول قبلة رأيتها لطفل على الهواء........كررت ذلك مرتين ..لم يتوقف مشهد ذهولي وحيرتي ..ليتواصل بإمسكاك عنيف ليد الصبية من طرف الأم وجذبها ناحيتها..لم يعد جاذبا لي كسر الروتين ..ولا قاعة الجلسة وجلستها المريحة ببرودة مكيفاتها ولاهيئة القاضي ولا المحامين ولاالحضور...كل ذلك انسحب من من داائرة اهتماماتي ..ليحل محلّه ذلك المشهد المؤثر لتلك الطفلة وهي تتحرق شوقا لقرب. أبيها ...غادرت القاعة وكأنني أهرب من جلد مشاعري ..غادرتها ولن أعود بعدها خاصة حين جلسات الأحوال الشخصية
على عجل كتبته......بارك الله في متابعتكم...