قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله
أما الطائفةُ بالشام ومصرَ ونحوِهما فهُم في هذا الوقت هم المقاتِلون عن دين الإسلام، وهم من أحقِّ الناس دخولا في الطائفة المنصورة التي ذكرَها النبيُّ صلى الله عليه وسلم بقوله في الأحاديث الصحيحة المستفيضة عنه: " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة.
وقد جاء في حديث آخرَ في صفة الطائفة المنصورة أنهم : " بأكناف البيت المقدس " . وهذه الطائفة هي التي بأكناف البيتِ المقَدَّسِ اليوم ومن يُدَبر أحوالَ العالم في هذا الوقت ، فعُلِم أن هذه الطائفةَ هي أقومُ الطوائفِ بدين الإسلام عِلمًا وعَمَلا وجِهَادًا عن شرق الأرض وغربها ، فإنهم هم الذين يقاتِلون أهلَ الشوكةِ العظيمة من المشركين وأهلَ الكتاب .ومغازيهم مع النصارى ومع المشركين من التُّرك ومع الزنادقة المنافقين من الداخلين في الرافضة وغيرهم كالإسماعيلية ونحوهم من القرامطة معروفةٌ معلومةٌ قديما وحديثا . والعِزُّ الذي للمسلمين بمشارق الأرض ومغاربها هو بعِزِّهم، ولهذا لما هُزِموا سنة تسعٍ وتسعين وستمِائة دخَل على أهل الإسلام من الذلِّ والمصيبة بمشارق الأرض ومغاربها ما لا يعلمه إلا الله، والحكايات في ذلك كثيرة ليس هذا موضعها. وذلك أن سُكَّانَ اليمنِ في هذا الوقت ضِعافٌ عاجزون عن الجهاد أو مُضَيِّعون له، وهم مطيعون لمن مَلَك هذه البلاد حتى ذكروا أنهم أرسلوا بالسمع والطاعة لهؤلاء، ومَلِكُ المشركين لما جاء إلى حلب جرَى بها من القتل ما جرى. وأما سُكَّانُ الحجاز فأكثرُهم أو كثيرٌ منهم خارجون عن الشريعة ، وفيهم من البِدَع والضلال والفجورِ ما لا يعلمه إلا الله ، وأهلُ الإيمان والدِّين فيهم مستضعفون عاجزون ،وإنما تكون لهم القوَّةُ والعِزَّةُ في هذا الوقت لغير أهل الإسلام بهذه البلاد ، فلو ذَلَّت هذه الطائفةُ والعِياذُ بالله تعالى لكان المؤمنون بالحجاز من أذَلِّ الناس لا سِيَّما وقد غلَب فيهم الرفضُ ، ومَلَك هؤلاء التتارُ المحاربون لله ورسوله الآن مرفوضون فلو غلَبوا لفسَد الحجازُ بالكلية .
وأما بلادُ إفريقية فأعرابُها غالبون عليها، وهم من شرِّ الخلق بل هم مستحِقون للجهاد والغزو.
فهذا وغيرُه مما يُبَيِّنُ أن هذه العصابةَ التي بالشام ومصر في هذا الوقت هم كتيبةُ الإسلام ، وعِزُّهم عِزُّ الإسلام ، وذُلُّهم ذُلُّ الإسلام ، فلو استولى عليهم التتار لم يبقَ للإسلام عِزُّ ولا كلمة عالية ، ولا طائفةٌ ظاهرةٌ عالية يخافها أهل الأرض تقاتل عنه ... إلخ ما قال رحمه الله تعالى ورضي عنه .
الفتاوى الكبرى لابن تيمية
هل ينطبق هذا الكلام على زماننا هذا؟؟؟