قبيلة اولاد ساسي التي عادت من تونس

[الميعادي الحر]

طرد المهاجرين الجزائريين من تونس سنة 1882

الجزائر قسنطينة:22جوان1882

عمالة قسنطينة

قسم الشؤون الاهلية

رقم:332

الموضوع :فيما يخص دوار أولاد نائل الذي عاد من تونس


حضرة السيد الحاكم العام .........

حوالي 16 افريل الماضي يشير الحاكم العسكري لتبسة ومناطقها الى وجود اعداد هامة من الاهالي .من قبيلة اولاد نائل ,على الحدود الشرقية .وقد كان هؤلاء الاهالي الجزائريين قد هاجروا الى القيروان

- واستقروا فيها مدة من الزمن – وخلال هذه السنة قرر السيد الجينرال ايتيان etianne طردهم من تونس

وفور تلقي الخبر اعطيت تعليمات الى تبسة وخنشلة لتسهر السلطات على مراقبة ومرافقة هؤلاء المطرودين حتى مدينة بسكرة اين توجد ديارهم وبعد بضعة ايام وصلت هذه الجماعة الى مقرها النهائي وهو مدينة بسكرة فتفضل الحاكم العسكري للمنطقة وزودني بالمعلومات الاتية , عن هؤلاء المهاجرين الذي استقبلهم بنفسه وحرص على ان يلتحقو ببلدهم الاصلي ان الخمسة والخمسين (55) عائلة جزائرية التي القي عليها القبض في ضواحي القيروان هي اصلا من قبيلة اولاد ساسي التي تتفرع عن اولاد محلته . وتتالف هذه العائلات كما يلي 92 رجل , 76 امراة , 124 طفل , تمتلك ثروة حيوانية تقدر كالاتي : 263 جمل 1211 راس غنم ,375 راس عنزة , 9 احصنة ,74 حمار وقد هاجرت هذه العائلات الى تونس حوالي 1853 قبل سقوط توقرت . وبالفعل نلاحظ خلال هذه الفترة ان اولاد ساسي قد تورطو ا بالتمرد الذي قام به محمد بن عبد الله فهاجموا اولاد زكري بضواحي سيدي خالد وهزموا قائد اولاد جلال الحاج ابن بوزيد الذي اقتفى أثارهم محاولا استرداد ماسلبوه منه ولكن بدون نتيجة التحق اولاد ساسي بتقرت ولكن الارهاق والتعب نال منهم نيلا كبيرا , وهم مثقلين بالنساء ولاطفال الذين لم يستطيعوا تحمل حياة التشرد والتنقل المستمر فاهتدوا الى طلب الامان من اعدائهم ليلتحقوا بقبائلهم وفعلا اتجه فرع منهم نحو الشمال فباغتهم قوم الغرابة , والشراقة حلفاء اولاد زكري وقائد اولاد جلال وذبحوهم عن بكرة ابيهم ولما علم الخبر الباقون من اولاد ساسي فروا بدون انتظار الى تونس واستقروا في ضواحي القيروان اين لقوا استقبالا حسنا .

- عندما وصلت دورية فيليبر philbert

الى المنطقة سنة 1881 تجنبا لها زحف اولاد ساسي امامها دون ان يلفتوا الانتباه اليهم وبعد ان قدموا بعض الخدمات للفرنسيين في تونس طلبوا منهم ان يسمحوا لهم بالعودة الى وطنهم الاصلي ,فوافقوا على ذالك . ويبدوا ان قصة اولاد ساسي هذه واقعية ولامجال الى الخيال فيها اذ حتى هذه الساعة هناك جزء من احداث هروبهم الى تونس لاتزال تتردد على السنة الناس في دائرة بسكرة , ومن جهة اخرى فلو ان هؤلاء الاهالي قد اظهروا عصيانهم او لم يقدموا خدمات لمستعمرتنا , لكانت القيادة العسكرية الفرنسية العليا في تونس قد طردتهم الى الجزائر تحت حراسة مشددة او على الاقل كانت قد اشعرت مراكزنا في الحدود ,وبناءا على ذلك يشرفني ان اقترح , ان تؤخذ بعين الاعتبار ارادتهم في الخضوع لسلطاتنا وان لايقلقوا بسب حوادث يرجع وقوعها الى 29 سنة خلت , وهم الان مستقرين بين قبائلهم الاصلية .

1-المصدر:ارشيف ماوراء البحار. اكس .ملف 9هـ 100