الجمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على ناشرف المرسلين
اما بعد
دررسلانية
وقد كان السلف رحمهم الله يوصون طلبة الحديث بالتميز في أمورهم كلها ، باستعمال آثار النبي صلى الله عليه وسلم ، وكانوا يستعينون على حفظ الحديث بالعمل به. قال الخطيب في "الجامع" : ينبغي لطالب الحديث أن يتميز في عامة أموره عن طرائق القوم ، باستعمال آثار النبي صلى الله عليه وسلم ما أمكنه، وتوظيف السنن على نفسه ، فإن الله تعالى يقول : لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة.
عن أبي أيوب سليمان بن اسحق الجلاب ، قال : قال لي إبراهيم الحربي "ينبغي للرجل إذا سمع شيئا من آداب النبي صلى الله عليه وسلم أن يتمسك به".
وعن الحسن قال : كان الرجل يطلب العلم فلا يلبث أن يُرى ذلك في تخشعه ووهديه ولسانه وبصره ويده. لا كطلاب العلم في هذا الزمان بزعمهم ، وما طلبوا العلم حقا ، وما أثر فيهم شيئا ، فإنه لا يزيدهم إلا تمردا ، ولا يزدادون عليه إلا جفاء وعتوا وقلة أدب . كان الرجل يطلب العلم .
وعن ابن عيينة ، قال : كان الشاب إذا وقع في الحديث ، أي في طلبه ، احتسبه أهله. قال الخطيب : يعني أنه كان يجتهد ـ يعني الشاب الذي يطلب الحديث ـ في العبادة اجتهادا يقتطعه عن أهله ، فيحتسبونه عند ذلك ... كأنه مات.
من خطبة: جهل العمل..............