منقول من الشروق اولاين
في خرجة فاجأت المتابعين استنكر أحد أقطاب السلفية المدخلية في مصر محمد سعيد رسلان على شيخ الأزهر أحمد الطيّب ومجالس الفتوى في مصر دعوتهم المطلقة إلى"كبح الدّماء" كما استهجن تعميم وزارة الأوقاف المصرية الإنقلابية إلى الخطباء في البلاد بأن يتحدّثوا عن "حرمة الدّماء"، ذلك أنّها حسبه قد تكبح جماح العسكر في رد اعتداءات من سمّاهم بالتكفيريين عليهم في شبه جزيرة سيناء.
رسلان ومشايخ الإرجاء في مصر والسعودية الذين خرسوا عن الحديث حول خروج وزير الدّفاع المصري عن "ولي الأمر" المنتخب الشرعي محمّد مرسي ولم يصفوه بـ"الخارجي"، عاد ليتهجّم على الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية في مصر متّهما إيّاهم بأنهم اتّفقوا مع الأمريكان على تقسيم الشرق الأوسط وتأسيس دويلة لهم بل ذهب إلى أكثر من ذلك بادّعائه أنّ من يسمّيهم بالتكفيريين ومن يوافقهم الرأي في قتل الجندي المصري أصدروا فتوى بأنّه يجوز أن نتعاون مع اليهود على المرتدين في الجيش المصري، الأخطر في الأمر أنّه طالب بتوضيح مسألة "البغاة" و"الخوارج"
و"دفع الصائل" في إشارة لإنزالها على كل الرافضين للانقلاب من المعتصمين في الساحات، دعوة رسلان إلى قتل المصريين في سيناء وكل من وقف معهم أثارت ضجّة كبيرة وسخطا واسعا لما فيها من تبرير القتل باسم الدين، خصوصا وأنّ ما نسبه للجماعات الإسلامية في مصر من تأييدها لمن يكفّر الجيش ويدعو لقتاله محض افتراء والكل يعلم أنّهم تحمّلوا القتل في مظاهرات رمسيس ودار الحرس الجمهوري والرصاص الحي في مدينة العريش المصرية ولم يبدر منهم هذا التوجّه إلا ما اعتبر ردا لفظيا على أي اعتداء عام على المواطنين بالقتل، وليست هذه المرّة الأولى التي يتبنّى فيها شيوخ السلفية الإرجائية أو المداخلة مثل هذه المواقف، فقد سبق لهم وأن كشفت الوثائق التي وجدت عند أمن الدولة بأنّهم اشتغلوا بلحاهم مخبرين لأجهزة الأمن للتآمر على باقي الجماعات الإسلامية المعارضة لنظام الحكم، بل وسبق وأن أفتى بعض مشايخهم في السعودية إلى قتل كل من يتظاهر ضد نظام الحكم وصدرت فتوى من أحد شيوخهم بتبليغ السلطات الفرنسية بمن سمّوهم بالتكفيريين، بل الأدهى والأمر أنّ منهم من أيّد غزو الأمريكان للبلاد الإسلامية.