من الظواهر الموجودة في المجتمع الصراع بين الزوجة و حماتها هو من الصراعات الأزلية التي لم و لا و لن تنتهي و سببها أن الأم تعتقد أنها الأحق بحب ابنها و أنها من جاءت به إلى الوجود و رعته و تحملت أوقات صعبة في تربيته و الزوجة تعتقد أن دور الأم انتهى و بدأ دورها في رعاية الزوج و بناء أسرة جديدة مستقلة و كل منهما تحاول جذب الرجل إلى اتجاهها و لو حتى باختلاق الأكاذيب و الوشايات ، فمن الرجال من ينقاد وراء أمه مهينا زوجته و معاملا إياها بالعنف ظنا منه أنه يطيع أمه و قد يصل الحد إلى الطلاق ، و منهم من ينقاد وراء زوجته ظنا منه أنها على حق و أن أمه تحاول تخريب أسرته الجديدة فيعاديها و قد يصل به الحد إلى رميها في دار العجزة .
لكن الرجل الحكيم هو الذي يفهم هذا الصراع و يحاول التكيف معه فيرضي أمه و يبين لها أنها أعز مخلوق في حياته و أن زوجته لا يمكن أن تحل محلها مهما فعلت ، ويرضي الزوجة بأن يبين لها حبه و تقديره لها بأسلوب عاطفي و يبين لها أنها المرأة الوحيدة في حياته .
و الخلاصة أن الكل يجب أن يعرف بأن العاطفة الموجهة نحو الأم لا يمكن أبدا أن تتشابه مع العاطفة الموجهة نحو الزوجة لأنها سامية و خالية من كل الرغبات و هي عاطفة لا يمكن أن تعوضها أي عاطفة أخرى في هذا الوجود ، و أن العاطفة الموجهة نحو الزوجة هي مزيج من الحب و الرغبة و يمكن أن تذبل و تموت لتعوض بحب آخر .
فمن منكم الحكيم الذي استطاع أن يتغلب على هذا الصراع و كيف؟