السلام عليكم و رحمة الله
الحق في الحياة ، أو الحق في الإقامة فوق الأرض
من بين التساؤلات التي ظلت و لا تزال تظل تراودني هي المقارنة بين أمرين :
الأول أن الله سبحانه و تعالى خلق الإنسان فوق الأرض ليسترزق و يعيش و يعمل من أجل تطوير ذاته ، و هذا مرتبط دوما بأمر واحد ، هو أن له موطئ قدم و مكان يمكنه أن يستريح فيه ، أي أن يكون له قطعة أرض يقيم فيها بكرامة و أكثر من ذلك هو أن يكون له الحق فيها ، فالله سبحانه و تعالى لم يخلق ذلك الإنسان على الأرض و في نفس الوقت ، لا يستطيع أن يقيم فيها
و الثاني هو أنه لا يحق لأغلب الناس أن يتملكوا قطعة أرض أو عقار ، يأوي و يستر ، لأسباب عديدة
ما نلاحظه في واقعنا اليوم ، نرى أنه لا يحق لجميع الناس أن يحصلوا على ملكية ، سواء قطعة أرض أو منزل يؤويهم ، و هذا لعدة أسباب ، من بينها ارتفاع أسعار العقار أو حظر بيع الأراضي من طرف الدولة ، بالرغم من أن الدولة تعطي أسباب لذلك لكنها لا تعالج تلك الأسباب ، بل ساعدت سماسرة العقار و الأغنياء الجدد الذين ظهروا بعد التسعينيات ، ساعدتهم بغض الطرف
يظل المواطن الجزائري يكد و يعرق من أجل أن يحقق حلم ، حلم قد لا يتحقق و هو في ريعان شبابه ، أو لن يتحقق ،
و هو فقط : منزل يؤويه ، أليست هذه من بين غرائب الدنيا ؟
و أحيانا يرهقونه بعقار عن طريق قروض بنكية ، ربما فيها ربى ، ليظل طوال حياته يسدد القرض ؟
أطرح التساؤل التالي:
متى يتفرغ المواطن الجزائري لبناء بلده و التفكير في إتقان عمله إن كان شغله الشاغل طوال حياته
هو فقط : منزل يؤويه و يستره من مآسي الحياة ؟
هل هي سياسة مقصودة من أجل إشغال المواطن عن أمور أخرى ؟
هل خلق الله الإنسان عبثا في نظر سماسرة العقار و أصحاب البطون المنتفخة ؟
عندما يقابل طالب لعقار ، يقابل جهة تتحكم في ذلك و تسيره ، يكون في نظر تلك الجهة التساؤل التالي : أنت مواطن بسيط ، ليس لك الحق أو لا تستطيع الحصول على عقار ،
أحيانا ينتابني شعور و كأن سماسرة العقار يقولون لي : أنني خلقت عبثا ، " أستغفر الله "
هناك من المواطنين من ظل طوال حياته يبني منزل بسيط أو يسدد ديونه ، و عندما أكمل ذلك ، وافته المنية ، فهو في سن الثمانين من العمر ، لقد ظل طوال حياته يبني بتلك الدراهم المعدودات ، يبني ما أستطاع إليه سبيلا ،
الحق في ملكية منزل يستر و يأوي هو بمثابة الحق في الحياة و هو بمثابة الاعتراف لله سبحانه و تعالى بأن هذا الإنسان الذي خلقته على سطح الأرض ، خلقته فوق قطعة أرض يستطيع أن يبني عليها و يكون عائلة و يبني بلده
بــ قلم رصاص
ملاحظة : الحمد لله أن أسعار القبور لم ترتفع
تحياااتي