بعد التدخل الشيعي : عرض شيوعي أوكراني للتدخل في سوريا
2013-06-05 --- 26/7/1434
المختصر/ لم يعد خافيا على أحد تورط الرافضة الشيعة من أخمص قدمها إلى قمة رأسها في الدم السوري الذي يسيل يوميا بغزارة , حيث تتوافد المجموعات المسلحة والمليشيات الشيعية من كل حدب وصوب إلى سوريا للقتال ضد الثورة السورية , من إيران والعراق ولبنان واليمن , في مشهد طائفي واضح المعالم , لا ينكره إلا فاقد للبصر والبصيرة .
وإذا كانت الثورة السورية تستقبل أعدادا قليلة من المتطوعين للقتال ضمن صفوفها , دفاعا عن النساء والأطفال والمقدسات التي تنتهك كل يوم هناك , ودفاعا عن الحق الذي سيموت إن لم يكن له قوة , فإن الآلاف من الشيعة الرافضة تنخرط للتمادي في الظلم والقهر والباطل , الذي يمارسه النظام النصيري الباطني ضد الشعب السوري , فلا وجه للمقارنة بين هذا وذلك , لا من حيث العدد والعدة , ولا من حيث الغاية والهدف والمقصد , فشتان بينهما كما وصف القرآن الكريم , قال تعالى : {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} النساء/76 , وقال تعالى : {قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} المائدة/100
ولم يتوقف الأمر على الرافضة الشيعة فحسب , فقد تكالبت أمم الأرض على هذه الثورة المباركة, واجتمعت عليها القوى العالمية الكبرى , المتمثلة بالصليبية والصهيونية اليهودية النصرانية , والرافضة الشيعية , والبوذية الوثنية الصينية , والروسية الشيوعية , والعلمانية والليبرالية الغربية والعربية , في مشهد يذكرنا بغزوة الأحزاب , حين اجتمعت قوى الشرك والكفر - قريش وغطفان واليهود - على المسلمين , وقد صور القرآن الكريم ذلك المشهد بقوله تعالى : {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا} الأحزاب /10-11
وفوق كل هؤلاء المتآمرين على الثورة السورية , يأتي الخبر من أوكرانيا هذه المرة , لينبئنا بانضمام فئة جديدة إلى صفوف المتكالبين , لتصبح الحرب على الإسلام والمسلمين واضحة كالشمس , لا يشوبها أي لبس أو شبهة .
فقد كشف مصدر أمني أوكراني , عن أن الجناح الشيوعي في البلاد , عرض على الأسد - بواسطة سفيره لدى أوكرانيا - إرسال آلاف المقاتلين لمحاربة المعارضة ، ولكن بشروط تنبئ بوضوح عن أنهم مقاتلون مرتزقة .
حيث سرَّب المصدر الأوكراني إلى أحمد جمعة أحد قادة المعارضة السورية في حمص , نص رسالة ضابط المخابرات الأوكراني الشيوعي في عهد الاتحاد السوفيتي المنهار الكولونيل (سيرجي رازومجسكي) ، والتي تضمنت تفاصيل العرض العسكري المقدم للأسد.
وتضمنت الرسالة التي أرسلها الشيوعي الأوكراني للأسد : ( أريد أن أدعوكم اليوم لتشكيل كتائب عسكرية متطوعة روسية – أوكرانية , وتقديم المساعدة لرئيس الجمهورية العربية السورية في الحفاظ على الدستور والدولة... نحن 72 ألف ضابط في أوكرانيا , نستطيع بسهولة تشكيل الكتائب التي ستحل الصراع هناك وتنهي المشكلات للأبد في هذا البلد ) كما زعم .
ووفق ما أوردته صحيفة السياسة ، فقد عرض الاستخباراتي الشيوعي على الأسد المقابل الذي يحتاجه مقابل الدعم العسكري وهو : ( إننا نطلب من النظام السوري القليل : نطالب بإعطائنا الجنسية السورية , وبتأمين عائلاتنا , وبمساعدات مادية للتمكن من الحصول على مسكن أو بيت لكل مقاتل في أي مكان يختاره بعد انتهاء هذه الحرب , سواء كان المسكن في أوكرانيا أم البلقان أم صربيا ، لا يهم ) .
وتابع الكلولونيل سيرجي رازومجسكي قوله للأسد : ( اختيار المسكن سيكون رغبة كل مقاتل في اختيار مكان عيشه , وعندما سنعود من هناك (سوريا) سنقرر أين نعيش وماذا سنفعل مستقبلا , اليوم سنتقدم بطلب رسمي للنظام السوري وللرئيس السوري بشار الأسد عن طريق سفيره في أوكرانيا , وأيضا بطلب لقادة أسطول البحر الأسود لروسيا الفيدرالية , لتقدم لنا المساعدات اللازمة من أجل نقل المقاتلين المتطوعين إلى سوريا ) .
وكانت تقارير إعلامية أفادت مؤخرا , عن وجود ضباط كوريين شماليين يحاربون المعارضة السورية لدعم نظام الأسد ، بالإضافة إلى شيعة العراق وطهران وحزب الله اللبناني .
و مع خطورة هذا التحالف الشيطاني الدولي على الثورة السورية والمجاهدين الأبطال هناك , فإن ذلك لا يشكل الخطر الأكبر على هذه الثورة وهذا الجهاد , فلطالما واجه المسلمون على مر التاريخ تكالب الأمم عليهم , وسجلوا مع ذلك انتصارات خلدها التاريخ , كالأحزاب و عين جالوت والحروب الصليبية , ولكن الخوف الحقيقي على هذه الثورة من عدم تكامل أسباب النصر التي وعد الله تعالى به المؤمنين من عباده , ولعل أهم هذه الأسباب طاعتنا لله تعالى ومعصية عدونا له , فالطاعة الطاعة يا ثوار سوريا , والوحدة الوحدة , والصبر الصبر , فإن الله تعالى منجز وعده , وليكن شعاركم دائما قول الله تعالى في كتابه العزيز : {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}البقرة/249
المصدر: مركز التأصيل للدراسات والبحوث