اإنسان

[أحلام 1234]

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

مقاله لأصحاب النفس الطويل:

من بين المخلوقات الحسية التي تعد بالبلايين يظهرهذا الإنسان بشكل متميز جدا ، وتميزه عن بقية المخلوقات يجعله عالما لوحده ، ونواحي تفرده وتميزه كثيرة منها



1/ في خلقته:




قال تعالى: ''لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم''
(التين -4-) فما من شيء في الإنسان إلا وقد ركب وصور على أحسن مثال وأجمله وأعدله وأكمله، قارن بين الإنسان وبين أي مخلوق آخر من حيث الخلقة تجد تشابها في ما لا بد منه للحي كحي، ثم ترى بعد ذلك أوجه التمايز.
يد الانسان تمتاز على يد أي مخلوق آخر، ولولا هذا لما كانت حضارات ، وقامة الإنسان وانتصاب جسمه لا يشبهه فيه غيره، وبشرة الإنسان وأعضاؤه كل ذلك فيه تميز، وهوفي الإنسان أكمل وأعدل وأجمل من الظفر إلى الشعر إلى الأنف إلى الوجه إلى أي شيء.



2/ في علمه:





قال تعالى : '' وعلّم آدم الأسماء كلّها '' (البقرة-31-) .

فالإنسان أعطي ملكة التعلم بشكل لا مثيل لهعند غيره، فالمادة لا تعقل أصلا ، وكذلك النبات، وعلم الحيوان محصور ضمن حدود طعامه وشرابه وسفاده، والخطر الذي يتهدده، ولا يتعلّم شيئا إلا بصعوبة، أمل الانسان فيعقل ذاته ، ويعقل غيره ، ويركب ويحلل، يعرف الأشياء ، ولماذا وجدت، وكيف يستفاد منها، ويعرف القوانين التي تربط بين الأشياء أو التي تخضع لها الأشياء ، وآثار علم الإنسان واضحة جلية.



3/ في إرادته:




قال تعالى: '' إنّا هديناه السّبيل إمّا شاكرا أو كفورا
'' (الإنسان-3-) .



إن العلم شيء سلبي والذي يجعله إيجابيا هو الإرادة، وكلما كانت الإحاطة في موضوع أتم كان مجال الاختيار أوسع ، ولما كان الانسان أكثر علما كان أوسع إرادة، لذا تراه يتصرف أمام الحادث الواحد بأكثر من أسلوب فإذا ظلم قد يعفو أو ينتقم ، وقد يكظم غيظه وقد يؤخر الانتقام لتسنح له الفرصة وقد يجبن...أما الحيوان فله تصرف واحد أمام الحادث الواحدعلى ضآلة عدد مواقفه ومحدودياتها.




4/ في مكانته وإمكاناته:




قال تعالى :'' ألم تروا أن الله سخّر لكم ما في السموات وما في الأرض'' (لقمان-30-)



إن مكانة الإنسان في الوجود هي السيادة ، وذلك أن كل شيء مسخر له، وإمكانيات الانسان تبلغ أن تستفيد من طاقات هذا الكون.فقدرة الانسان هائلة يكفي على سبيل المثال أن نذكر أن كل الحيوانات لا تستطيع أن تصنع فأسا بينما صنع الإنسان الأقمار الصناعية والقنابل الذرية.



5/ في ملكة البيان عنده:





قال تعالى: '' الرحمن * علّم القرآن* خلق الإنسان * علّمه البيان '' (الرحمن1-4) .


إن الحيوانات كلها لا تخرج من أفواهها إلا أصواتا مبهمة، أما الإنسان فإنه يستطيع أن يخرج هذه الأصوات وزيادة على ذلك فإن هيستطيع أن يخرج سبعا وعشرين حرفا تتركب منها مليارات الكلمات في كل لغات العالم التي يتكلم بها الإنسان. فيسخر ويضحك ويبكي ويفسد ويصلح ويقول شعر ونثر....





6/ في في إدراكه وخياله وتصوره:



إن الحيوان يشترك مع الإنسان في حواسه ولكن الإنسان يمتاز عنه إدراكا وتصروا وخيالا ، فالإنسان والحيوان يشاهدان زرقة البحر ولكن شتان بين النظرتين ، فزرقة البحر ألهمت الإنسان شعرا ونثرا ومتعة وتأملات وأشياء أخرى،
وتضع السم للذبابة في ماء السكر فتأكل منه وتموت وتأتي الأخرى والأخرى ويمتن جميعا فلا يخطر لواحدة منهن أن تتعظ،
ترى كم إنسانا يأكل من طعام مات منه غيره ورآه؟؟؟؟.




7/ في استعداده الأخلاقي:

هناك أخلاق فاضلة وأخلاق ومرذولة ، والإنسان عنده استعداد لأن يتدنّى فيكون أخبث الموجودات ،
أو يتعلّى فيمون مثال طهر.
وعنده استعداد في أن يكون في أحد حيزي الخير والشر أو أن يخلط بينهما ، في حين يبقى الحيوان ذا خلق واحد في الغالب.



والآن السؤال : ما غاية كل هذا التميز؟؟؟؟؟




قال تعالى '' أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون'' (المؤمنون -15-)





عن الدكتور سعيد حوّى
__________________