كَادَ يَقْتُلُهَا الخَجَلُ
المناسبة: رؤية الخطيبة في بيتها أوّل مرّة.
من البحر البسيط
قَدْ كَادَ يَقْتُلُهَا -إِذْ دَنَتِ- الخَجَلُ ... تُطَأْطِئُ الرَّأْسَ، فِـي مِشْيَتِهَا مَهَلُ
تَدَثَّرَتْ بِـحِجَابٍ أَسْوَدَ يَسْتُرُهَا ... فَمَـا تُـرَى قَدَمٌ لَـهَا وَلَا حُلَلُ
كَأَنَّ جِلْبَـابَهَا اللَّـيْلُ تُنَـازِعُهُ ... شَمْسٌ لَهَا وَهَجٌ، فِي الصُّبْحِ تَشْتَعِلُ
مَلَأْتُ عَيْنَـيَّ مِنْهَا حِينَمَا جَلَسَتْ ... فَقَالَ لِي طَرْفُهَا: يَكْفِيكَ يَا رَجُلُ
فَقُلْتُ: سُبْحَانَ مَنْ صَوَّرَ خِلْقَتَهَا! ... إِنْسِيَّـةٌ هِيَ أَمْ جَـادَ بِهَا زُحَلُ؟!
خَوْدٌ فَلَمْ تَرَ عَيْنِــي مِثْلَهَا شَبَهًا ... ظَبْـيُ فَلَاةٍ لَـهُ مِـنْ ظِلِّهِ وَجَلُ
بَـادَرْتُهَا بِالحَدِيثِ رَيْثَمَـا أَنِسَتْ ... فَـلَمْ يَشِـنْ ثَغْرَهَا لَغْوٌ وَلَا خَطَلُ
رَخِيـمَةُ الصَّوْتِ لَا أَكَادُ أَسْمَعُهَا ... عِنْدَ الحَدِيثِ، وَمَا يَعِيـبُهَا زَجَلُ
شَبَّتْ عَلَى المَكْرُمَاتِ ذَاكَ مَعْدِنُهَا ... أَكْرِمْ بِقَوْمٍ لأَبْنَائِـي هُمُ الـمَثَلُ
هُمُ الكِرَامُ لَحَى الإِلَهُ شَـانِئَهُمْ ... مِنَ الفَضِيلَةِ وَالعَفَـافِ قَدْ نَهِلُوا
«قَوْمٌ إِذَا اسْتَنْبَحَ الأَضْيَافُ كَلْبَهُمُ» ... تَوَقَّدَتْ نَارُهُمْ، وَخَـافَتِ الرَّخِلُ
عَلَى القِرَى جُبِلُوا مُذْ كَانَ أَوَّلُهُمْ ... وَيَحْزَنُـونَ إِذَا أَضْيَافُهُمْ رَحَلُوا
أنتظر نقدكم