بلغ الملك انى ارفض هذا الزواج..شكرا سعيد شكرا رباب

[البنا]

الآن يجلس سعيد بن المسيب فى مسجد المصطفى محمد..يقرأعلى
الناس درس التفسيروالحديث وبعد انقضاء الجلسه .يختلى به مبعوث الخليفة ويقول له إن امير المؤمنين عبد الملك بن مروان
يخطب ابنتك الى ابنه وولى عهده الوليد بن عبد الملك ويفتح ابواب
الدنيا امام عينيه ولكن سعيد كان يردد قوله تعالى :
قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً }النساء
77
ثم رفع سعيد رأسه ونظر الى هشام وقال له :
بلغ الملك اننى ارفض هذا الزواج رفضا قطعيا..لاأزوج ابنتى فى دار الحكم..خشية ان آتي معها يوم القيامه مسلسلين بسلاسل من حديدالى نار جهنم
وردد هشام الاغراء ثم قلب الاغراء الى تهديد ووعيد وضرب وجلد
ولكن سعيد قال له:والله لا اخشى الا الله الواحد الديان
ثم ذهب سعيد الى بيته فوجد ابنته رباب جالسة قال لها :
ماذا كنت تفعلين يا ابنتى ؟ قالت كنت أقرأ القرآن الكريم......
قال لها :فهل فهمت ما قرأت؟قالت يا أبتاه لقد وقفت امام آيه واحده
اريدك ان تعلمنى ماهى؟قالت له قول الله تعالى :
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }البقرة201
لقد عرفت حسنة الآخرة؟وهى الجنة....فماهى حسنة الدنيا ياأبتاه؟
قال حسنة الدنيا هى الزوجة الصالحة للرجل الصالح
ويجلس سعيد فى بيته المتواضع ويدخل عليه تلميذ فقير من تلاميذه
يسمى عبد الله بن ابى وداعة رجل فقير ضم ثوبه سبعين رقعة مشكلة الالوان مختلفات ولكنه غنى بتقوى الله ..ولكنه غنى بمعرفة
الله
سعيد يسأل ابن ابى وداعة ..مااخرك عن الدروس فى الايام الماضية ياعبد الله؟
فيقول التلميذ الفقير لقد ماتت زوجتى واشتغلت بتكفينها ودفنها
فقال ولم لاتعلمنا حتى كنا نأتيك؟فقال له سيدى كان الحر شديدا
فخشيت عليك من حر الهاجرة هذا ادب هذا ادب
ويدخل سعيد الى ابنته ويقول لها :مارأيك فى عبد الله بن وداعه
اترضين ان يكون زوجا لك ؟
فقالت مارأيك انت يا ابتاه ؟قال لها هو تقى مؤمن ..قالت له :
لقد اخترته على بركة الله ورسوله
(إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة فى
الأرض وفساد كبير )
(أقلهن مهرا أعظمهن بركة)
ويخرج سعيد الى ابن ابى وداعة ويقول له :ألك فى زواج ؟
فقال له ومن التى ترضى ان تتزوجنى يا سعيد؟قال له إن اردت
ذلك فإن ابنتى سأزوجك اياها
ابنته التى رفض الزواج بابن امير المؤمنين ....اذهب وائتنى بأثنين
من اصحاب رسول الله ليشهدا على عقد الزواج ..ويذهب ابن ابى
وداعة ويأتى بالشهود ويوقع العقد ويقول له سعيد اذهب واعد الغرفة
التى ستدخل فيها ويأتىالليل ويذهب سعيد بابنته ليلا ويطرق الباب
ويقول ياعبد الله بارك الله لكما وبارك عليكما ويغلق الباب وينصرف
شكرا لك ياسعيد ..وشكرا لك يا رباب ..لقد علمتونا كيف تكون
الحياة الزوجيه