حـرّاقـة ... بــلا كفـــن

[الماوردي 12]

إهداء إلى روح كل حراق شهيد
حـرّاقـة ... بــلا كفـــن

يا أشرف من في الوطن
يا من كسر الأسر و السجن
يا من أبــى الذل و الغبن
على الأقل ... أنتم فررتم من العطن
و من العيش في رمس نتن
رغيف عفن
و لباس خشن
لا أمــن
لا عمل و لا مهن
لا سكن
و لا حق يُــسَن
لا أمل و لا أمكن
لا في القرى و لا في المدن
في بلد كان كجنات عدن
فيه السلوى و المن
لكـــن !
صار كمستنقع آسن
تمرح فيه الهوام الدكن
و غاب عنه من قــَسَط و وزن
العين فيه بالسن
و السن فيه بالعين
***
ركبتم الأهوال و المحن
في قوارب الموت و المنون
أشرعة بلا سفن
عُباب ليله جَــن
و قلتم : على الله نتكل و به نستعين
من تحتنا اليم و من فوقنا المزن
و الأجاج لنا كفن
لــَيـَأكلـّننا الحوت و النون
خيرٌ و أحسن
من أن
يأكلنا الدود و الدرن
لم نطلب المحال و لا ملك ذا يزن
و لا مجد قريش و لا هوازن
بل طلبنا العيش الحسن
كمثل بقية الأمم و السنن ...
نموت و لا نسجن
أو نـُجن
و ليكن ...
***
يا أطهر الخلق و المنن
الحي فيكم عزيز أبين
و الميت منكم شهيد بيـّن
أما نحن ... !!!
فقد رضينا بالذل و الجبن
و قـَبلنا بالوخز و الطعن
في بعض مناطق البدن
هذا دأبنا منذ أن
أستشهد الحسين و الحسن
فالفرق بيننا و بينكم شاسع البون
كالفرق بين القائِمِ و القاعد الوهن
أو بين
من خــُتن
و بين من لم يـُختن
و من يهن
يسهل الهوان عليه و لكن ...
هل يحس الميت بالشجن ؟؟؟
***
و لقد أخطأ من
تجرأ عليكم و عليكن
بوصفكم ( حراقة ) من أجل فرنك أو شلن
أو من ظن
بكم الظنون و استهن
لا و لم و لن
تكونوا كمن
يخن
و باع النفس و هادن
يا أعظم الإنس و الجن
بل حتى الحِــن
و البـِـن ...