الطريقة المثلى لسقوط النظام الجزائري

[الإدريسي العلوي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

أما بعد: إن إصلاح الواقع الجزائري يتطلب إصلاح الشعب أولا وإن أي تغييرات تحدث في الحكومات لن تأتي بثمار طيبة كثيرة،بل وربما لن تأتي بالثمار أصلا، إذا كان الواقع الشعبي كما هو لم يتغير، وإن ما نشاهده بواقعنا الجزائري من شر هو في أغلبه ما زرعناه كشعب وهو ما نستحقه،لأن الجزاء من جنس العمل.

…إن الانحراف عن المبادئ الأساسية للشعب الجزائري، موجود فينا كأفراد وأسر وأحزاب وجماعات، ونمارسه في عقائدنا وحياتنا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، فالمصالح الشخصية تؤثر فينا بدرجة كبيرة، وكثيراً ما تكون مناهجنا في تربية أبنائنا بعيدة عن المباديء الإسلامية، ولا يهتم كثير منا ببناء التعاون بين أبناء الشعب الجزائري الواحد... إلخ
وإذا لم ننجح بإصلاح أنفسنا وإيجاد أفراد صالحين وأسر سعيدة وعمال نشطين وتجار أمناء ومدرسين مخلصين وطلبة جادين وأحزاب وجماعات عادلة وجمعيات فعالة فإننا لن ننجح في إيجاد حكومات عادلة ومخلصة.

لماذا نلقي اللوم على النواب والوزراء والولاة والمسؤولين في كل المجالات

ونحن نعلم أنهم صنيعة الشعب وحده لا غير،ونحن نعلم أنهم

خرجوا من بين أظهر الشعب،ونحن نعلم أنهم

كانوا معنا يأكلون معنا وينامون معنا

حتى إذا ما غيروا تغيرنا عليهم،وألقينا اللوم على الحكومة

الحكومة لا تجبر أحدا على شرب الخمر

الحكومة لا تجبر أحدا على الزنا واللواط الذي انتشر مؤخرا

الحكومة لا تجبر أحدا على تناول المخدرات

على الرغم من فسادها وتوفيرها لكل ماسبق

لكن هل إذا دعتني الحكومة لشرب الخمر فهل أشرب؟ثم أقول:

إن الحكومة فاسدة؟

أو أتناول المخدرات ثم أقول:

إن الحكومة توفرها؟

ألا تعلمون أن 80 بالمئة من الخمور الجزائرية

توجه للاستهلاك المحلي؟
فقط لأن بعض الشعب يريدها


إذن هو كما قال الله:

وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم

وقال أيضا:

ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس

ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون
والحكومة الفاسدة من المصائب


والمصائب تأتي من الفساد
والفساد من الشعب
إذن

أفلا نرجع إلى الله بإصلاح أنفسنا
لكي ينصلح حال حكومتنا
فينصلح حالنا بعدها؟


أيها الناس:

إصلاح الشعب أولا