يعتبر يوم الثلاثاء في السادس والعشرين من الشهر الثالث لعام 2013 يوماً تاريخياً في الثورة السورية، وهو يوم يشهد استرداد الشعب السوري لمقعده بين العرب ومن بعده بين الأمم، بعد أن قدم لهذا الكثير من التضحيات على درب مؤلم في زمن طال الليل عليه، وهل بعد كل هذا إلا الانتصار حيث تتالى إرهاصاته.
كلمة رئيس الائتلاف كانت مناسبة للمقام فيما ينوب به عن الشعب السوري حق النيابة، ومثل الوفد خلاصة المعارضة بتشكيلاتها حتى الآن، السيد غسان هيتو رئيس الحكومة الانتقالية – سهير الأتاسي من قلب الثورة – جورج صبرا من صلب المعارضة، ومن المجلس الوطني وجوه واضحة، وغيرهم كانوا خلاصة متوافقة على كلمة ألقاها الممثل.
في هذا اليوم توقف النظام في صمت الخاسرين وقد انهار أمام التمثيل العربي وانتهى صوته وقد سحب البساط من تحت قدميه أمام الجميع .. أمام العالم ووصل الصوت مدوياً مؤثراً حتى بالحجر وهناك قلوب بقساوته، وجلس مكر الدول المرتبطة بالمصالح ضد شعبنا السوري على استحياء .. وانتهى دور النظام ممثلاً منذ اليوم.
أكتب لكم اليوم من سورية، وأنا أدرك ما هو أثر هذا على النظام وأعوانه، إنهم اليوم قد سقطوا علنياً أمام العالم وأمام مرتزقتهم وبالتالي فحكمهم اليوم "علناً ورسمياً" (مجرد عصابة متسلطة ناهبة لحكم البلاد) إن سقوط هذا النظام بالتقسيط كالموت الذي يفرضه على المعتقلين حين يميتهم ببطء وكأن الجزاء من جنس العمل .. ربما حتى يعيش النظام آلام المعتقلين بقرب نهايته وإحساسه بها يوماً بعد يوم، والنصر الحتمي للشعب قريب، وقد بات يرى النظام من اليوم مقعده من الذل والمحاكمة والنفي وقد انتهت صلاحيته بختم من جامعة الدول العربية على طريق دمغ يوشم على جسده وإلى الأبد.
النظام يدرك اليوم احتفالنا بسقوطه المعلن هذا على طريق سقوطه النهائي وقد بات في الداخل السوري قاب قوسين أو أدنى في معنويات مرتفعة للمجاهدين والمرابطين العاملين في الداخل الراصدين في كل لحظة ثانية سقوطه بين أيديهم، ذلك رغم جهد النظام الجهيد في التخلص من القيادات الأساسية على الأرض وبمختلف الأساليب خاصة المخلصة منها سواء بقتلها أو اغتيالها أو استهدافها أو اعتقالها، وهو لم يتعلم بعد أن القيادات في الثورة السورية تتولد تباعاً وتتسلم الرايات أشاوس عن أشاوس وأن الشعب السوري يملك الكثير مهما خسر الكثير، ومن الغريب أن حكم أربعين سنة ولمّا يفهم النظامُ فيها شعبَه بعد، ولو كانت السنتان الأخيرتان كنزاً عرض حقيقة الشعب السوري.
ويستحق هذا اليوم أن يكون ذكرى تاريخية بعد عامين بالتمام من بدء الثورة السورية، ولن تكمل بإذن الله العام الثالث، بعد أن صار الشعب السوري ممثل نفسه بين الدول العربية وقد وصل صوته من خلال رئيس الائتلاف وممثلي المعارضة في خطوة مميزة على طريق الحسم السياسي.
كلمة الشعب كانت مؤثرة، أوصلت النقاط الأهم في معاناته بشكل يهتز له وجدان من يسمعه وكأن الصور تلوح أمام الجميع وقد خلا من لم يشهد صوراً من معاناة شعب جبار في وجه سلطة متجبرة سيقسمها الله عمل قريب.
علم الثورة ارتفع ووصل محافل العالم رغم أنف إرهاب النظام ورغم الخوف الذي اجتث من صدور الشعب السوري ورغم كل مكر أراد بالشعب السوء ،، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
وما إعلان استقالة رئيس الائتلاف قبل يوم من استلامه لمقعد الجامعة العربية، إلا رسالة للعالم بأننا شعب ذو قضية لا نبحث عن المناصب ولكنها من تبحث عنا وتدعو لها من هو أهل ولو جار الزمان على أصحابها ردهاً من الوقت وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح.
بقلم: شام صافي
منقول
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2013-03-28, 02:39
هل كان "الأسد" يتفرّج ؟
العرض العادي
