نهاية ح، ب

[walddz]

بينا أنا بين الحروف جالس أرتقب حرفي فإذا

بكلمات بلى معنى تسري من حولي ، فأوجست في نفسي خيفة وتساءلت ماذا يجري

فأجابتني كلمة بشكل 'كمة'

فقلت :من أنت.

قالت: أنا الحكمة.

قلت: و أين حاءك.

قالت:ولت مدبرة وإعتزلت الظهور فهي مُضربة.

قلت:مضربة! ما عهدنا هذا إلا عند بني آدم أو حتى أنتم تضربون.

فقال: صوت من بعيد نعم ، فإلتفت فأذا ب 'شر' تتكلم.

فقلت: إليك عني.

فقال: لا تخف فأنا منك وأنت مني.

قلت:وكيف ذلك!

فقال :من أي جنس أنت ؟

فقلت: من البشر.

فقال: فذاك أنا.

فقلت:أين 'باءك' ،فأجاب أن هي أيضا مضربة.

فتساءلت ،فإذا بجمع من الكلمات من حولي لا يجمع بينهم غير الحزن والأسى ونقص في المعنى.

قالوا:بصوت واحد هَلاَ ضمدت جراحنا.

فقلت:وكيف ذلك.

قالوا: جِدْ لنا حاء الحياة وباء البقاء.

فإنطلقت أبحث ، فإذا بمقبرة فتقدمت نحوها وإذا بقلبي ينبض ،وكلما تقدمت تسارعت النبضات.فإذا بقبران مفتوحان ...

فأقبلت نحوهما فإذا بالحاء و الباء مُلقتان هناك.فقلت سلام ففزعا وسارعا للتراب يدفنان نفسيهما ويصرخان..

باعدنا باعدنا،أما إكتفيتم من تعذيبنا ، أما كفاكم أن أشركتمونا كل خياناتكم ،أما كفاكم أن مسحتم بنا كل خداعكم ،أما طردتمونا من قلوبكم ، أما قتلتمونا بكلماتكم عن أن الحب لا وجود له ،ففرقتم بيننا ونحن الحب يجمعنا،إليك عني،إليك عني،إليك عني...

رغم الألم يبقى الحب أَسْمى المشاعر.