الوداع أصعب كلمة ينطقها العشاق...كلمة تحمل في طياتها دموعا و آلام و آهات....هي بمعناها جرح و لكن ليس كأي جرح....إنه كبير و عميق ليس له دواء....حتى أعظم الأطباء عجزوا عن مداواته....لكن إذا كان الوداع صعبا ...فالفراق أصعب بكثير ...الوداع كلمة تقال و تجرح... و فيه يودع المحبوب محبوبه و يكونان على علم إلى أين سيتجهان...و قد يبقى أمل بينهما..و من الممكن أن يحددا موعدا للقاء جديد و بداية حب جديدة...أما الفراق فيأتي فجأة دون سابق إنذار...و قد...يكون سبب الفراق مجهولا أو بالأحرى سببا تافها،و هكذا لا يستطيع أي من الطرفين أن يتقدم ليفهم الخطأ،لأنها تصبح قضية كرامة و ليس مشكلة حب فقط...و تستمر النظرات الحارقة من دون نتيجة حتى يصبح في وجهة نظرهما أن ذلك الحب الجميل الذي كانا يقولان أنه لا ينسى و أنه كل شيء مجرد لحظات لامبالاة و تخدر عقلي...و يرجعون السبب إلى أخطاء المراهقة و غيرها من الأعذار...لكنها لا يعلمان أنهما يخدعان نفسيهما و هما الخاسر الأكبر...و مع الأيام يصبح العشق كراهية و عداء متبادل...متناسيان انه كان بينهما شيء جميل يسمى حب و ذكريات جميلة...و أكثر ما يبعد العشاق عن بعض هو عدم الثقة و هذا الأخير هو تدخل الناس و كلامهم...فمن أحب و سمع كلام الغير...مصير حبه الدمار...من دون نسيان أهم شيء في هذه القصة و هو الدموع... بحيث تأتي دمعة القسوة أولا...لأنها تدل على الندم...من بعده تأتي دموع الألم و الحسرة...و تبقى جملة أخيرة...
و تستمر الحياة...بدمعها و ابتسامتها...فرحها و حزنها...ألمها و سعادتها...