سكون ذاكرة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > ممّا راقـــنـي

ممّا راقـــنـي هذا المنتدى خاصٌ بمنقولات الأعضاء مما يـنـتـقـونه من عذب الكلام.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

سكون ذاكرة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-03-17, 17:21   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
لقواق ابراهيم
عضو جديد
 
إحصائية العضو










Hourse سكون ذاكرة

و أنا جالس في مكتبي ، خشيت من شيء لم أعرف هويته ، ضاقت بي الدنيا و لا ملجأ للفرار ، حاولت التفكير و لكن دون جدوى ، التمست المساعدة من ذاكرتي فكأني بها جامدة لا تحرك ساكنا ، أشعلت سيجارة من نوع نسيم ، فاهتزت من سكونها و انتعشت ثم اشتكت و بكت لعدم تحملها للضباب المكثف الذي ملأ أجواء المكتب ، احتضنتني الهموم ، تلاشت معنوياتي و دخلت ميدان الحوار من بابه الواسع ، طرحت على ذاكرتي هذا السؤال الروتيني ...
قلت : من أنت بحق خالق السماء بلا عمد ؟
قالت : أنا ذاكرتك أيها المجنون .
كانت تريد التحدي ، و أرادت أن تبرهن منذ الوهلة الأولى أنني لست أهلا للمنافسة و لخوض غمار التحدي ، ثم أنشدت لها هذه الأبيات الشعرية ...

مهما يكن فإني لك حقا مترصدا و عزتي تكمن في لقب مجنون الشعراء
و لعمري ما بات جنوني مهلكي و إن حل الجنون فنعم جنون البقـاء
قالت : مهلا ... مهلا
لا تكن كالذي جاء يسعى جاهدا و قد ذهـب جهده بكسب العنـاء
كان بمقدوري نكران ما بحوزتـي و طبعي ناكر لـمن يتسم بالشقـاء
قلت : لا تتسرعي و كوني واثقة تماما أن الغالب منا و المغلوب فينا له نفس الجزاء ... آه لقد نسيت لأنك لم تذكريني ، و مهما يكن فإن حواري معك الآن غير مستمد من ذاكرتك، لأنه جديد عليك ... بالله عليك ما هو وقت الراحة الذي تفضلينه ؟
قالت : رفقا بي أيها المجنون ، لقد أتعبتني معك و لم تضع حسابا لتعبي ، و ودي أن أرحل عنك لكي ترتاح و أرتاح .
قلت : ألا تعلمين ساكنة جسمي أن الإنسان خلق ليسعى و يشقى ؟
قالت : هناك من يسعى لأجل الكسب و آخر من أجل الشقاء .
قلت :
السعي وراء الكسب ذاك غايتي و من يسعى للشقاء يكون بالرضاء
نيتي للكسب كانت دون غيرها و إن أصابني شقاء فلا لوم و لا بكاء
قالت :
استهانوا بي في محطـة إقامتـي و نسوا أن هيجانـي مسببا للبلاء
شاركتك في إطرابك و أحزانك وأحسنت الجوار في السراء و الضراء
قلت : مسكينة أنت ... لكن حذار ثم حذار أن تكونين ما لا أكون أو تتصفين بصفات غير التي أبغي .
قالت : أ هذا تهدين أم ماذا ؟ أنت دائما عصبي ، أتريد قيادة الحوار بمفردك .
قلت : لنعرج عن هذا التنافس و ندخل ميدان الحوار .
قالت : أنا أبدء الأولى .
قلت : لك ما تشائين ... و ليكن ...
لك و لي فظل من أسمى الفضائل و لك تسريح من مجنون العقلاء
هلم بالبدء من قبل أن يخونك التعبير أو يغيب عنك الإنشاء
قالت : دعك من الشعر يا هذا ... فإنك لم تستو بعد بالشعراء ، ظني بك عازم لركب عجلة الفلاسفة .
قلت :
تلك موهبة لا تباع و لا تشترى و فظل من عند الله محسن العطاء
أثني بها على من يعلو بذكرهـا و أذم بها ذوي المكر و العـداء
قالت : لا بأس ... لا بأس عليك يا شاعر الذم و الثناء ( سكوت ) إن كنت تدعي بأنك شاعر ... فما معنى الحسد ؟
قلت : الحسد !!! مرض لونه شفاف .
قالت : و دواء الحسد ؟
قلت : الوحدة هو الدواء المناسب للمريض بالحسد ... لكي لا ترى العين ما يكسبه المحسود .
قالت : من هم أصحابك ؟
قلت : خزينتي و ما أملك فيها .
قالت : من هم رفاقك ؟
قلت : إثنين لا ثالث لهما ، بهما أرى النور و كل شيء و هما البصيرة .
قالت : من هم أحبابك ؟
قلت : حددي نوع السؤال .
قالت : سؤالي واضح وضوح الشمس .
قلت : هناك نوعان من الأحباب .
قالت : هذا لم أسمع به من قبل .
قلت : هناك أحباب أوفياء و أحباب أعداء .
قالت : دعنا من هذا ... قل لي من أحبابك من غير تمييز ؟
قلت : هذين هما الأحباب ( و أشرت إلى الذراعين ) .
قالت : لنحدد السؤال ... من هم الأحباب الأوفياء ؟
قلت : ذراعي الأيمن .
قالت : و من هم الأحباب الأعداء ؟
قلت : ما يعاكس الذراع الأيمن .
قالت : كيف تميز بين الأصحاب و الرفاق و الأحباب ؟
قلت :
إن خلوت بنفسي فأنت ثلاثتهم و إن شئت تمييزا فالكل بإحصاء
قدر نفسي عند الغيـر تـمييز و صحبة بالفعل عن كلام الإغراء
و أحسن من الرفاق مقلتا العين إن لم تبصر أحداهما فللنظر إخفاء
عزتي في حبيب الهنى عن عداوته و شـر عداوته الثقة بحب الوفاء
قالت :
لا تخدعنك المظاهـر بعد المعاش و بحكم الحياة تجني شهادة الإقتداء
لولا مقلتـا العين لا يمكن للقمر أو النجوم إجبارها لرؤية الأضواء
كل صديـق له ميزان و حاكم ميزانـه قائم بحكمـة الحكمـاء
لكل منا حبيب شاهد و بصير و اسأل عني مثيلاتي من النبهـاء
ثم قالت : ما تساوي عندك الحياة السعيدة ؟
قلت : إن دامت سعيدة تساوي ما تساويه و إن انقلبت لا تساوي ما تساويه
قالت : و الحياة الحزينة ؟
قلت : إن دامت حزينة تفوق ما تساويه و إن انقلبت تفوق ما لا تساويه .
قالت : و ما معنى الحقد ؟
قلت : الحقد !!! شجرة عقيمة لا تثمر طيبا .
قالت : و ما معنى الكراهية ؟
قلت : الكراهية !!! كرهي لها أعظم من كراهيتها .
قالت : لا تهرب عن السؤال .
قلت : عفوا ... الكراهية جرثومة خبيثة تسكن في ذات الإنسان .
قالت : من هم الأنذال ؟
قلت : مخلوقات لم تلحق بركب الرجولة.
قالت : ما معنى الرجولة ؟
قلت : لؤلؤة ... ياقوتة ... مرجانة .
قالت : كلمني عن الجنس اللطيف ؟
قلت : كانت السبب في خروج آدم من الجنة .
قالت : كلمني عن نفسك و ما تشعر به الآن ؟
قلت :
إننـي دومـا أكـن لك ودا و عهـدي لك قائم بلا افتـراء
حان وقت الفراق و إن يشاء الله المتعـال يجدد بيننا لقـاء
قالت :
ظني بـك مقهور و لست كذلك و نعم أهـل أنت بمنزلة النبـلاء
أحييك يا حبيبي بألف تحية معطرة يا شاعـر الهيام بشهادة العـلاء
قلت :
و لك حبيبتي مني مثلها و أكثـر الغالب و المغلوب فينا يجني البهاء
بك يطيب لي إقامة جيد أشعاري و بحضورك أستلهم نطق الهـواء


29 جانفي 1990

لــقــواق إبراهيم








 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
ذاكرة, شكون


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:53

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc