اين انت ...يا صمت ايامي

[جمانة اناهيد]

كم تمنيت .. أن أبتعد عن جوانح الظلام .. وأسافر

عن مدارات اليأس ..

ولكن ...

عندمـــــــــا .. تمـر كلمـات الوداع ..

يهيم .. فكــــــــــري .. وينزف قلبي ..

فتسكن مشـــــــــــــاعري مدن الأحزان .. وتتبعثر لغة الفرح ..

فلا .. الروح تبقى كمــــــــــــا هي .. ولا .. النبض يستكين للراحـة ..

وتبقى الدمـوع رفيقة تفكيــــــــــــــــــري ...

لأبقى أنــا كـمـــا أنـــــا ...

لـهـيـبَ شــوقٍ ينــزَّف الـحروف ...

فيُـدّمِـيَ الكـلـمات ... ويُـزَلـزِلُ الــروح ..

هـا أنـا أعـــود إلـيـكـم مـن جـديـد ..

بـعـد أن طــال نــزّفي وغـيـاب الأمل من حـيــــــاتـي ..

لأُبـحــر مـعـكـم عـلـى أحـد قـواربـي ..

التي لـم يـبـخـل ويـتـوانا زمــانـي فـي تـحـطـيـمـهـا ..

هـا أنــا أعـــود إلـيــكــم ..

بـعـد مـا كنت أظن أن القلوب تتعلم .. وتكف .. عن مناجاة الغائب ..

الذي نسي أحلامنا .. وسـافر مع مراكب الزمـان لعالمٍ مجهول ..

ليتركنا ننبض على دمعات .. الشـــــــــوق وحيـرة الزمـان ..

على جرح ينزف بداخل الروح .. ليعذب .. حباً سكن بداخل جوانحنا ..

هـا أنــا أعـــود إلـيــكــم ..

بـعـد ما كنت أظـن .. أن القلوب .. تُزجَرُ .. فتُطِيع ..

فكم من المرات أمرت ذالكـ النابض أن يقف عن نزف الحب ..

ولكنه يبكي قهـــــــراً .. ويصرخ .. بأنه لا يستطيع ..

أموت .. في اليوم ألف مرةٍ لمجرد .. مرور طيف ذكرياتي معه ...

ذكريات .. ربما .. دفنتها يد الزمن ..

وعاشت .. فقط بين الضلوع .. باكية نائحة ..

تشتكي ... تتعذب .. تُهلِكُـ روحاً .. تحيا على أصداءها ..

وبين .. أحداثها ..

كيف .. نطوي الصفحات ... ؟؟

كيف نقتل النبضات .... ؟؟

تساؤلات حائرة .. قي القلب .. صامتــــــــــــه ؟؟

هي الذكريات .. كطفل صغير .. في مهده ينوح ..

لا يعرف متى وقت اللعب .. والجد .. والحزن ..

يبكي .. عند حاجته .. للأمان ..

ويـتـنـهـد .. عندما تلامسه تلكـ اليد .. المليئة بالحنان ...

الذكريات ...عالم .. دوماً يأتي ويطرق أبوابنا بلا مقدمات ..

يرجعنا .. لماضي انتهى .. ذهب مع أدراج الرياح ..

وأقسمت .. القلوب أن تنســــــــــــــــــــاه..

ولكن ..

من يعلم .. الحنين .. أن يكف عن مناجاة الراحل ؟؟

من يوقف .. الشــــــــــــــــوق لكلمــــــــــــــات الحب ؟؟

من يستطيع .. أن يعطينـــــــــــا دروساً في النسيان ؟؟

لا أحد ..

لا أحد ..

لا أحد ..

لأنه .. أبداً .. لن نستطيع .. أن نقف على أعتاب الذكريات ..

دون .. أن تجرح الخد الدمعات ..

كم من المرات .. حاولت .. أن

أكفن قلبي .. بالكفن الأبيض .. وأنثر عليه التراب ..

وأصادق الرياح .. لكي تعدني أن لا تحرك التراب ..

فلا يعود قلبي للنبض ..

ولكنها .. أبداً .. أبداً .. لا تستمع لندائي ..

وكـأنها تـسـتـلـذُ في عذابي ..!!

كم من المرات ... حاورت الأمل .. وسألته ..

لمـــــــــــــــــــاذا .. تخون في نهاية المطاف .. ؟؟

لمــــــــــــاذا .. تسلم روحي .. لمدارات الضياع ؟؟

لمـــــــــاذا تحطم الحلم بداخلي .. ؟؟

لمــــــــــــــاذا .. تثور أمواج الوداع ؟؟!!


ولكن ..؟؟

لم يجب ندائي .. !!

هجرني .. كما هجرني هــــو ...

طعن روحي وقلبي ... كما فعلها هــــو ...

اااااااااااااا ه
على موتِ مشاعري ...

واااااااااااااه
على تحطم روحي ..

لماذا الموت لم يستقبل جسدي المتهالكـ ويريحني...؟؟

يا أصحاب الهوى .. والعشق وسكرا ته ..أين أنتم ؟؟ ..

كيف عشتم بعد الفراق .؟؟

كيف كانت الثواني والدقائق تمـر عليكم ..؟؟

هل بكيتم عندمـــــــــــا مرت الذكرى في خيالكم.. ؟؟

هل هزمكم الشــــــــــــــــوق في يوم .. ؟؟

هل لعب الحنين .. لعبته في قلوبكم ..؟؟

أم تبسمتم وقلتم أين ذاكـ العهد الماضي .. وبصمتٍ رحلّـتــم ...؟؟

تعلمت من الصمت .. كيف أكتم .. بداخلي البوح ..

وكيف .. أداوي الشجون .. وأعيش بين السجون ..

فأين أنت .. يا صمت أيامي .. ؟؟

أين أنت يا أستاذ حزني .. وفيلسوف حرماني .. ..؟؟

الم تسمع عن حالي من بعدك ..؟؟

فلقد تبعثرت أوراقي .. وأصبحتُ دمعةً تبكيها كل العيون .. .


أنتظر .. بعد الرجاء ..

أن يصرخ قلبي في يوم .. وينسى كل دروسك ...

فر بما .. أستطيع أن أعيش ..

ولو في عالم النسيــــــــــــــــــــــان


هـا أنــا أعـــود إلـيــكــم ..

من جــديــــد ..

فعــذراً مـنـكـم ... وشــكـــراً لـــكــــم

دمــتــم بــكـــل الـحــب والســعـــادة