التداعيات الاقتصادية لأزمة احتجاز رهائن في عين أميناس

[أبو هاجر القحطاني]

التداعيات الاقتصادية لأزمة احتجاز رهائن في عين أميناس
تطرح تساؤلات حول تاثير الهجوم علي منشاه عين اميناس النفطيه علي الجزائر من الناحية الاقتصاديه، وما ان كانت الشركات الغربيه المستثمره في مجإل ألمحروقات ستعيد النظر في استثماراتها في الجزائر.
وتقدر مصادر من وزاره المناجم الجزائريه الخسائر الناجمه عن توقف الانتاج من الغاز الطبيعي في "عين اميناس"، بنحو 44 مليون دولار منذ الخميس الماضي، اي بمعدل يصل الي 14 مليون دولار لليوم الواحد.
وقد يتطلب اعاده تشغيل مجمع "عين اميناس" للغاز اسابيع طويله لاعاده تاهيله ونزع كل الالغام التي قيل انها زرعت فيه.
ويقول المحلل الاقتصادي الجزائري والاكاديمي عبد الكريم تيفرقنيت: " الشركات الاجنبيه بحاجه الي فتره من الزمن لاعاده تاهيل كوادرها من الناحيه النفسيه لاستعاده نشاطها."
وكان وزير الطاقه الجزائري يوسف يوسفي صرح مساء الاحد ان "العمل في قاعده عين اميناس سيتواصل من جديد في ظرف يومين اي بعد الانتهاء من عمليه التمشيط الجاريه حاليا، وان اغلب الشركات عازمه علي مواصله نشاطها في الحقل، لكن وتيره الانتاج قد تتاثر."
وينتج حقل عين اميناس نحو تسعه مليارات متر مكعب سنويا من الغاز الطبيعي الموجه للتصدير الي الاسواق الاوروبيه عبر ايطاليا. ولا يمثل ذلك اكثر من واحد علي عشره من اجمالي انتاج الجزائر من الغاز الطبيعي البالغ نحو ثمانين مليار متر مكعب.
وقالت شركه سوناطراك للمحروقات التابعه للحكومه الجزائريه ان "ايا من الشركات الغربيه التي ترغب في التخلي عن استثماراتها في الجزائر او بيع حصصها فان سوناطراك ستكون مستعده لشراء تلك الحصص".
هذه الانباء جاءت في تقرير بصحيفه الفجر الجزائريه مستندا الي مصادر من شركه سوناطراك لم تكشف عنها الصحيفه.
وقالت الصحيفه: "ان سوناطراك مستعده لشراء استثمارات الشركات بما فيها شركه "بريتيش بتروليوم" البريطانيه المتضرر الرئيسي من الهجوم الدموي علي قاعده عين اميناس."
الا انه لم يتسن لـ"بي بي سي" تاكيد هذه المعلومه من مصدرمستقل.
قد يتطلب اعاده تشغيل مجمع "عين اميناس" للغاز اسابيع طويله.
وقال الاكاديمي السياسي الجزائري عبد الرزاق ساغور لبي بي سي " ان قاعده عين اميناس لانتاج الغاز لا تمثل الا نحو 15 الي 18 في المائه من مجمل الانتاج الجزائري من المحروقات وانه من السهل تعويضها في حال توقفها عن الانتاج علي المدي القصير وبالتالي فان تاثير الهجوم سيكون في الاغلب محدودا."
وقال قاسي عيسي المتحدث الرسمي باسم حزب جبهه التحرير الجزائري "ان ما حدث في عين اميناس لن يؤثر علي الدور الجزائري في مجال المحروقات علي المستوي الدولي باعتبار ان الجزائر شريك اساسي للدول الكبري في مجال المحروقات يعتمد عليه، ومعروف بالتزامه بتنفيذ العقود المبرمه مع الشركات الكبري المنتجه والمستغله للنفط والغاز. كل محاولات زعزعه هذا القطاع للتاثير سياسيا علي الجزائر لن يحقق نتائجها."
لكن المحلل السياسي الجزائري عبد العالي رزاقي قال "ان الانعكاسات الاقتصاديه للهجوم علي قاعده عين اميناس ستكون خطيره علي الوضع الداخلي في البلاد علي المدي المتوسط والبعيد، خاصه في ظل الحرب الدائره حاليا في الساحل والتدخل الفرنسي في مالي بالتحديد، وان الميزانيه الجزائريه علي الارجح ستتدفق منها اموال مستقبلا للانفاق العسكري الموجه لمكافحه الارهاب في الجنوب وتامين الحدود الجنوبيه للجزائر."
ورجحت صحيفة الوطن الجزائريه الصادره باللغه الفرنسيه في عددها ليوم الاثنين ان يكون تاثير الهجوم علي القاعده النفطيه في عين اميناس محدودا للغايه.
وعزت ذلك الي انه بالنظر الي ان السنوات العشر التي عاشتها الجزائر في قتال الجماعات الاسلاميه لم تمنع الشركات النفطيه العالميه من مواصله استثماراتها في الجزائر حتي بعد انتقال علميات هذه الجماعات الي جنوب الجزائر وتزايد اختطاف الرعايا الغربيين في السنوات الثلاث الاخيره.
واضافت الصحيفه في ملحقها الاقتصادي "ان تاثير مثل هذه العمليات المسلحه ربما يؤدي الي ارتفاع تكاليف الاستثمار الغربي في الحقول الجزائريه خاصه من ناحيه تامين الاشخاص والشركات، مما يمكن ان يفضي الي ارتفاع أسعار النفط والمحروقات علي المدي المتوسط."
و تري الصحيفه ان ذلك سيكون مربحا للحكومه الجزائريه من ناحيه ارتفاع تكاليف الإنتاج.
المصدر اخبارك .نت