ضمير الحيرة

[روان علي شريف]

لست أدري ما أصابني أيها الضمير ومن أين سأبدأ.كل الحروف الجميلة ضاعت مني وغابت الشمس خلف الآفاق البعيدة لكن يبق نبض الحياة مستمرا أيها العقل ما دمت لم تضع مني.
وحدك بقيت تؤانسني وتراقب كل عثراتي وتملأ كل الفراغات التي خلفتها الأسئلة المبهمة في ثنايا الزوايا المظلمة للخيال.
مشينا معا على درب لم نسلكه من قبل، درب لم يكن دربنا.يا لغرابة الصدف في اللحظة التي أحسسنا فيها أننا أقرب لبعضنا البعض وقفت أنت تبكي على أطلال مجدنا الضائع وبقيت أنا وحيدا أبحث عن فسحة أمل مفقودة وأثناء بحثي صادفتني فاتنة مهملة على الهامش تسمى (( الحيرة)) وتكف أنت عن البكاء ويردد صدى الذكرى بكاءك نتوقف سويا عند المنعطف والدهشة تكبلني بك أيها الضمير.
هي ذي حروفي الأولى (( ألف ولاء)) هي نواص صادقة لاعترافات ناضجة لولاها لما استوي الكون في مشيته.
لولاها لا ملك ولا رعية ولا أوطان بالطبع هي المعرفة بعينها يؤسس السلطان عليها سلطانه.
ألف اقرأ وألف أكتب مفاتيح غيبية لمصير مشترك يخال لنا أنها تتصادم في مسيرتها لكنها في الحقيقة هي تسير على شكل خطوط متساوية.فالذي يكتب ليس كالذي يقرأ ، يا ترى هل يستوي من يده في النار مع الذي من يده في الماء؟
إن الكتابة لها من قوة التأثير ما يجعل من القارئ عبدا للكاتب، قد يكون هذا العبد ((حاء)) فلنسميه حاء الحيرة الذي ارتبط بها مصيرنا منذ أن اكتشفناها،كما يمكن لنا أن نسميه حاء الحياة التي تجعلك تبتسم وأنت في طريقك إلى حبل المشنقة في حين يكون ياء النسيان بدوره جسر لحياة أخرى يمكن للعبد أن يمر من فوقه ليصبح حرا لكن وحدهم المذنبون من يحاولون المرور في الاتجاه المعاكس يدعون أن الحرية التي يملكون ناقصة.يعبرون فوق ياء الحيرة فيصطدموا بالحاء المهمل الذي هو في الأصل حاء الخلود.
لا تأبه بما سيقولون عنك الحيارى أيها الضمير ما دمت ضمير الحيرة التي تسكنهم الى يوم الدين.