*****
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن أحسن الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محداثتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
فإن من البدع المنتشرة بين أوساط كثير من الناس بدعة الاحتفال بذكرى المولد النبوي
إن النبي صلى الله عليه وسلم وهو صاحب الشأن لم يحتفل بمولده في حياته، بل ولم يأمر بذلك أحداً من الناس وهو المبلغ للدين، ولم يمت صلى الله عليه وسلم حتى أكمل الله به الدين، قال الإمام مالك رحمه الله: "من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم خان الرسالة"، لأن الله تعالى قال: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً) [المائدة: 3] الآية، فما لم يكن يومئذ ديناً، فلا يكون اليوم ديناً" انتهى كلامه رحمه الله.
أيها المسلمون: إن أول من سن وابتدع الاحتفال بالموالد هم الرافضة ملوك الدولة الفاطمية التي انتسبت كذباً وزوراً إلى فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم، ففي القرن الرابع الهجري ابتدع الخليفة الفاطمي العبيدي فكرة الاحتفال بالموالد، واحدث مع المولد النبوي أربعة موالد أخرى: مولد لعلي، وآخر لفاطمة، وثالث للحسن والحسين ورابع لمن يحكم من العبيديين، ثم توسعوا في إحداث الموالد والمناسبات البدعية الأخرى.
عباد الله: إن هذه الدولة التي أحيت وابتدعت المولد النبوي دولة كافرة فاسقة بإجماع المحققين من أهل العلم، عطلت الإسلام وجحدت السنن والآثار، وفي ولايتهم أرغم المصريون على سب أبي بكر وعمر وعائشة رضي الله عنهم أجمعين، ومنع الناس من صلاة التراويح، ومن السعي لطلب الرزق نهاراُ وانتشر الرعب والقتل حتى أكل الناس في زمانهم بعض البهائم والحيوانات.
ولم تعرف الأمة هذا الموالد قبل هذه الدولة فهل هي أهلُ للإقتداء بها.
