و ابى الصمت الكلام ...

[همسة الروح]

و أبى الصمت الكلام......

و أبى الصمت الكلام
و خيم السكون على الجسم و على جميع الأطراف
تتبادل الأعضاء النظرات و الاتهامات
و سكتت الجوارح و هدأت الآلام
فجاة وسط هذا الهدوء الرهيب
سمع صوت ينادي بين الأنقاض
صوت خافت يكاد يتلاشى بين العظام
صوت الذكريات لا يكاد يلفظ الأنفاس
هـ . هـ لقد تعبت لازم انطق بالكلام
لازم أبوح ففي خاطري ألاف الكلمات
سئمت تكرار الأيام
مللت تكدس الأحداث بلا أفراح
ضقت درعا بطيش الآلام
بقسوة الناس بقهر الزمان
لقد أصبحت مستنقع للجراح
لقد كرهت إلام هذا الجسم التعبان
أريد أن ارحل هل لي بالخروج فقد ان لهذا الجسد ان يعيش بسلام
أن يتمتع بالراحة أن يحس بالأمان
نطقت الآلام و الجراح أين نذهب بعد دهر من الزمان فات
اين نرحل و قد سكنا هذا الهيكل حتى أضحى لا يعر معنى الحياة
و كيف نرحل و من يقبل تحمل كل هذا العذاب
ثارت الذكريات و قالت لابد من الرحيل لابد من الاضمحلال
تنهد القلب و تنفس سعداء ظن أن همه قد زال
و هكذا همت الذكريات بالرحيل و الآلام و تبعتها الجراح
و لكنها للأسف لقيت أمامها ألف باب و باب
كيف ترحل و قد سكنت العقل و الروح و الفؤاد
إذا كان الرحيل يعني خراب العقل و الدمار
البقاء أهون يحمي صفة الإنسان
و حينها قررت الذكريات التعيسة البقاء
و عاد خيم السكوت على الأجواء
و مرة أخرى أبى الصمت الكلام