ـــ الجُوعُ الحَقيقيّْ !!!

[محمَّد أمينْ ~]

[ ـــ الجُوعُ الحَقيقيّْ !!! ]


يروي أبطال هذَا الزَّمان أحاديثَ جزيلَة ، عنْ ذاك الذي يسمَّى [ الحبَّ الحقيقي ] ، و الذي أضحى يُشكِّلُ معضلتهم الكبْرى ، متناسينَ بوقاحةٍ آبِدة أراها قدْ أينعتْ و ابتعدَت في السَّماءْ ،، حتى لا يَسهلَ عليناَ قطْفهاَ.

أرومُ الحديثَ في موضوعي هذا ،عنِ [ الجوعِ الحقيقي ]، عنْ فراغِ الرؤوسِ و الألبابْ ، لا فراغِ البطونِ و الجيوبْ .

و لعلَّه يُعزى إلى الإنسلاخِ الفكري و العقائدي المستَوردِ سلاحُه خصيصاً لتفريغِ العقُولْ ، و تجفيفِها و طردِ آلةِ التفكيرِ الإيجابي منها ، كيفَ لا و نحنُ لا نجيد أبداً صنعَ القرارات و لا اتخاذ التدابيرِ و الإحتياطاتْ ، و لا نَجعَلُ لأنفسناَ خُططاً تقيناَ شرَّ الجوعِ الحقيقي.

بلْ، على النَّقيضِ تماماً ،، نحنُ ممَّن يهيؤون الوحلَ عن دراية ،، دونَ تعلُّم السباحةِ فيه ،، و مثاله مريضٌ بداءِ السكري و هو يتناول قطعا من الحلوى ، و هو عن درايةٍ بالنتيجة سلفاً ،، مهيئا لنفسِه عذراً أقبح منْ ذنبْ ،، عذرٌ عادَة ما كانَ القَدرْ .

[ القدرُ ليسَ الا نتيجةً لما تبذلُ منْ أسبابْ ،، فالله عزَّ و جلَّ جعل منك انسانا حرا مخيرا لا مسيَّرْ ]

ـــــــ

سنبقى جوعى الى يومِ نبعثْ ،، ما دمنا نأكل و بشراهةٍ أفكارَا قذرة لا تسمنُ و لا تغني من جوعْ ،، نعمْ سنبقى كذلك ،، ما لم نعلمْ أنَّ الله لا يُحبُّ جوعى العقل و العقيدة ،، جوعى الفكرِ وو الايمانْ.