النظام الزراعي في القرآن والسنة ومظاهر إعجازه - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام > أرشيف القسم الاسلامي العام

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

النظام الزراعي في القرآن والسنة ومظاهر إعجازه

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2007-08-05, 18:51   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
علال محمد
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية علال محمد
 

 

 
إحصائية العضو










New1 النظام الزراعي في القرآن والسنة ومظاهر إعجازه

[النظام الزراعي في القرآن والسنة ومظاهر إعجازه
الجزء الأول : مدخلا لدراسة النظام الزراعي في القرآن والسنة ومظاهره الإعجازية

I- 1- المبادئ العامة للنظام الزراعي في القرآن والسنّة :

1) الله هو الفاعل الحقيقي والإنسان عليه العمل وبذل الجهد:

يقول الله تعالى في سورة يس: (وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ) (يّـس32،34)

أقر الله سبحانه في هذه الآية انه هو الذي يحي الأرض وهو الذي يخرج الحب ويجعل الجنات ويفجّر الأنهار. فهو المزارع الحقيقي على الإطلاق والإنسان مجرد وسيلة. فالله سبحانه نسب الثمر إليه فقال "من ثمره"، إذن فهو المالك الحقيقي وفي الآن نفسه أكد على حقيقة أخرى وهي دور الإنسان وأهمية جده واجتهاده فقال : وما عملته أيديهم".

إذن فهذه المعادلة هي التي تقوم عليها فلسفة النظام الزراعي وأبياته : الله هو المزارع الحقيقي والإنسان عليه أن يتعاطى كل الأسباب بجده وجهده وعقله لإنجاح هذه العملية. فلله الأمر من قبل ومن بعد. وهذا ما يقره حتى غير المسلمين والباحثون في العلوم الزراعية، فيقولون إن القطاع الزراعي جد مرتبط بالكوارث المناخية والظواهر الطبيعية. ونحن نقول مرتبط بالقدرة الإلهية، ويؤكد الله سبحانه هذا المعنى في العديد من الآيات، في نبرة من التحدي، لترسيخ هذا المفهوم في نفوس العباد.

( أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُون أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ {64} لَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ {65} إِنَّا لَمُغْرَمُونَ {66} بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُون)َ (الواقعة 67-69)

- (أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ) (النمل:60)

والأرض وضعها للأنام فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام والحب ذو العصف والريحان فبأي آلاء ربكما تكذبان" (الرحمان 11-12 ).

2- النشاط الزراعي تميل إليه نفوس الناس: يقول تعالى في سورة آل عمران:"زين للناس حب الشهوات من النساء، والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث." ( الآية 14)

فالنشاط الزراعي تميل إليه النفس البشرية بحكم الفطرة التي فطرت عليها. لذا فإن من أقدم الأنشطة الاقتصادية في تاريخ البشرية هي الزراعة وتربية الماشية.

3- الماء هو الركيزة الأساسية لأي نظام زراعي:

فعملية إحياء الأراضي واستصلاحها ترتبط بتوفر عنصر الماء أو عدمه.

- وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجًا {14} لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا {15} (النبأ 15-16).

- وأنزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد. والنخل باسقات لها طلع نضيد". ق 9-10.

- "وجعلنا من الماء كل شيء حي" الأنبياء 30.

وفي هذا المجال مظاهر إعجازية هامة ذكرها العديد من العلماء واطالوا شرحها وأطلقوا عليها اسم الظاهرة المائية وعملية الإحياء.

4- التنوع في المحاصيل النباتية

يقول تعالى في سورة المؤمنون" الآية 18-21 (وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ َإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ) (المؤمنون18، 22)

ويقول تعالى في سورة النحل: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (النحل).

لقد بينت هذه الآيات ان النظام الزراعي في القرآن مبني على تنوع المحاصيل والمنتجات النباتية. ومن الأصناف التي ركزت عليها هذه الآيات: الزرع والزيتون والنخيل والأعناب. فهذه الأنواع تمثل مختلف الطبقات النباتية: العشبية، والجنبية والشجرية. وتواجد هذه الطبقات في النظام الزراعي يمكن من التوازن الايكولوجي في هذه النظام البيئي.

وفي التركيز على هذا التنوع البيولوجي داخل النظام الزراعي، تعريض غير مباشر على مساوئ الزراعات الوحيدة (mono culture) والتي أظهرت التجارب الزراعية الحديثة البعض منها مثل افتقار التربة، كثرة الأمراض والآفات النباتية والحشرات واكتسابها المناعة ضد المبيدات. وهناك أيضا إشارة إلى ضرورة احترام الدورة الزراعية وتداول المنتوجات على المقسم الأرضي الواحد خلال السنوات، وما فيها من منافع : كخصوبة التربة وارتفاع الإنتاج والقضاء على الآفات الزراعية والحشرات. ناهيك عن الفوائد الاقتصادية والتقنية التي تتمثل

في الاستعمال الأمثل للأرض واليد العاملة طيلة السنة.

ونلاحظ أيضا أن القرآن ركز في العديد من المواقع على عدة أنواع من المحاصيل التي يعرفها العرب مثل الرمان، الزرع، العنب، الزيتون والنخيل وهي أصناف مقاومة للظروف المناخية الصعبة وتتلاءم مع مختلف أصناف التربة. والنخيل الذي أولاه القرآن عناية خاصة، فيه من الاعجاز ما أطال في وصفه الباحثون والعلماء.



5- التكامل بين الإنتاج النباتي والحيواني :

يقول الله تعالى في سورة النحل: الله أنزل من السماء ماءً فأحيا به الأرض بعد موتها، إن في ذلك لآية لقوم يسمعون. وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا. إن في ذلك لآية لقوم يعقلون. وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا.' الآية 65-68.

في هذه الآيات ذكر الله تعالى عملية الإحياء وما ينتج عنها من إنتاج نباتي ثم قرنه بالإنتاج الحيواني (وإن لكم في الأنعام) وفي هذا دلالة على أن النظام الزراعي يقوم على ركيزتين : الإنتاج النباتي والحيواني. ثم أضاف نوع آخر من الإنتاج الحيواني إلى جانب الأنعام وهي تربية النحل وما فيها من إنتاج للعسل الذي هو شفاء وغذاء.

كما أشارت هذه الآيات إلى نشاط تكميلي للنشاط الزراعي (ومن ثمرات..) وهو الصناعة الغذائية التحويلية مثل عملية التخمر لانتاج الخمور والخل والخبز وتخمر الحليب لانتاج الجبن واشتقاق العديد من المنتوجات الجديدة انطلاقا من هذه الثمرات (استخراج الزيت من الزيتون والدبس من التمور، وعصير الغلال والمشروبات، والمربيات وتصبير الزيتون واستخراج الدقيق من القمح...) وفي هذه الصناعات دورة اقتصادية هامة وربح اقتصادي عظيم عبر عنه القرآن بالرزق الحسن. والذي نراه الآن هو ثورة حقيقية في عالم الصناعات الغذائية وتنوع المنتجات التحويلية وآلاف المؤسسات والمصانع المختصة في هذا المجال والتي تجني أرباحا طائلة من هذا النشاط.



6- النظام الزراعي نظام متوازن :

يقول تعالى في سورة الحجر : "والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين وإن من شيء إلا عندنا خزائنة وما ننزله إلا بقدر معلوم". الآية (19-21 )

في كلمتي : موزون، وقدر معلوم هناك دلالة واضحة على أن النظام الزراعي الذي يؤسسه القرآن هو نظام متوازن ومتكامل يقوم على التوسط والاعتدال في كل مراحل الإنتاج ابتداء من الحرث والسقي إلى المداوات والتسميد والجني. فلا إفراط ولا تفريط. فالتوازن هو الركيزة الأساسية لضمان النجاح والاستمرارية لكل نشاط زراعي.

وها نحن نرى الآن الاهتمام المتزايد بهذا النوع من الزراعة وهو ما يعبر عنه بالزراعة المستديمة أو الزراعة البيولوجية. كما ارتفعت هذه الأيام أصوات حماة البيئة للحد من التلوث والاستغلال المفرط لثروات الأرض. إذن فهذا النظام الزراعي له رؤية جديدة لزراعة متطورة و متوازنة في الآن نفسه









 


 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:47

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc