بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد اما بعد.
نقول وبالله التوفيق الدليل النقلى على ان الخير والشر بخلق الله تعالىكثيراً ما يثير الملحدون والفرق الضالة هكذا أنواع من المسائل ليظهروا بزعمهم التناقض في الذات الالهية ،تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.
وليحذر المسلم من علماء السوء فقد ورد في الحديث الصحيح أنه يؤتى يوم القيامة بالواحد من علماء السوء فتندلق أقتابه فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى فيقال له: ما لَكَ. فيقول كنت آمر الخير ولا آتيه وأنهى عن الشر وآتيه.
قوله تعالى (وخلق كل شيء فقدره تقديرا)
و قوله تعالى (الله خالق كل شيء)
فدخل تحت كلمة(شيء) الخير والشر
قال تعالى(قل اعوذ برب الفلق من شر ما خلق)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ان الله صانع كل صانع وصنعته
اما الدليل العقلي على ان الله تعالى خالق الخير والشر- انه لو كان للشر خالق سوى الله- لكان في ذلك اثبات وجود إلهين - وهذا محال
وما ادى الى المحال فهو محال
- نقول للذي يسأل (هل الانسان مخير ام مسير)-كما قال اهل الحق- ان الانسان مختار تحت مشيئة الله - فان الله سبحانه وتعالى شاء في الازل حصول كل ما يحصل فى الوجود- يدخل في ذلك اعمال العباد-فهي تحصل بمشيئة الله وخلقه- وليس للعبد الا الاختيار- فالعبد يوجه قصده نحو العمل-والله يخلقه -ولا يخرج العبد في ذلك عن ارادة الله-والا يكون الله مغلوبا وهذا مستحيل
قال الله تعالى(والله غالب على امره)- اي لا احد يمنع نفاذ مشيئة الله - ولا يتصور من الله الظلم- قال تعالى(وما ربك بظلام للعبيد)-
فلم يشأ الله تعالى الا ما سبق العلم به من مقتضيات استعداد العباد- فمن علم الله منه في الازل انه يكفر -اظهر الله تعالى عليه ذلك بخلقه الكفر الذي يصدر منه باختياره -
ومن علم الله تعالى في الازل انه يكون مؤمنا - اظهر عليه ذلك بخلق الايمان فيه -
و الحمد لله رب العالمين