بدون انفعال يفسد الرؤية السليمة للموضوع ، ودون تعصب لا يأتي بالحلول أشارككم وجهة نظري في بلدي الجريح ..
الجزائر بلد لشعب أشمّ أبيّ ، لم يرضخ لأي احتلال على مرّ تاريخه ، عدا الفتوحات الاسلامية لاختلاف أهدافها ..
وماحلّ بها القرن الماضي كان استدمارا للبنية التحتية للشعب عمل على محي تراثها العربي الاسلامي ...
وبعد تأكد المستعمر الفرنسي من عدم جدوى الاستعمار المباشر ..
سحبت ترسانتها العسكرية ( كما تفعل اليوم أمريكا ) بعدما ولّت زمام الأمور في البلاد للسلطة الخفية الموالية لها ، والتي نجهلها نحن الشعب نفسه ، ووهمتنا بأننا نلنا الاستقلال ..
وصفقنا للطابور الأول والظاهر من السلطة في الجزائر ، غير مدركين أنهم عرائس كراكوز تلعب بها السلطة الفعلية في البلاد وتسيرها كيف شاءت ...
فكان منذ الاستقلال الوهمي الى غاية الساعة أن أحاطت السلطة الخفية في البلاد بكلّ المشاريع الوطنية ...
في الوقت الذي نهبت فيه السلطة الظاهرة ما استطاعت اٍليه سبيلا ، أموال الخزينة والبلديات ...
والمافيا الادارية وما أدراك ما المافيا الدارية ، أخطبوط خبيث ناخر كالسرطان في بلادي واليد الفاعلة للّوبي الفرنسي...
ويظلّ هذا الشعب كاللقيط الذي ليس له والدان ، ليس له من يربّيه ولا من يوجّهه ، ولا حتى من يعرّفه هويّته ..
فاذا استمعت له يتحدث فهمت محتواه ، فحديثه مزيج من العربية والفرنسية وكليهما خاطئ ..
واذا أبصرت للعمران السائد في المدن لا تتمكن من تحديد هوية الساكنين ، ففي البناية الواحدة تجد نوافذ مقوسة على الطريقة الاسلامية ، وفي نفس الوقت تجد سطحه بالقرميد الأحمر على الطريقة الأوربية ، ناهيك عن الدهانات المسلّية ...
ما أردت توضيحه أن البلاد لازالت تحت الاستعمار الغير مباشر والذي يخنق كل سبل تحررها واكتفائها الذاتي واستغناءها عن السوق الغربية ...
وسيأتيك نبأه بعد حين ...