لحركات السياسية الإسلامية وبعض التنظيمات الجهادية المتطرفة في الوطن العربي، انتظرت ما سمي بالثورات الشعبية لتبنيها والاستفادة منها واستثمارها لصالحها، ثم الظهور على أنهم أصحابها ومفجروها، ما يعطيهم الحق في زعمهم لأن يمارسوا ضد مواطنيهم كل أنواع القمع والاستبداد وجميع أشكال الترهيب والتخويف، ويسمح لهم بتفجير عقدهم وكبتهم على أفراد مجتمعهم، الأمر الذي جعل كثيرا من الناس في هذه الأوطان تندم على إزاحة الأنظمة الديكتاتورية التي كانت قائمة، لأنها على الأقل كانت تمارس قمعها على المناوئين والمعارضين لها وليس على المجتمع بأكمله.. وهذه التنظيمات الجهادية التكفيرية استغلت ضعف هذه الدول وانهيار الأمن فيها أو هشاشته لتستقوي وتتجبر وتعلن رفضها الكلي المطلق لكل قيم وأخلاق مجتمعاتها، بل ورفضها حتى للمذاهب الدينية المتبعة فيها حتى ولو كانت متشددة نوعا ما كالمذهب المالكي..
وبالمقابل فإن هذه الحركات التي تشيع الفوضى والإرهاب الفكري والجسدي لا تتجرأ على ذكر إسرائيل والصهاينة بسوء، ولا تدعو للجهاد من أجل تحرير القدس و بقية الأراضي العربية المغتصبة من طرف هذا الكيان السرطاني المزروع في جسد أمتنا العربية الإسلامية، وكأن هذا الأمر لا يعني الجهاديين التكفيريين.. ولذلك فإن أمرهم وأمر جهادهم أصبح واضحا جدا، فهم شوهوا بشكل كبير صورة الإسلام وعبثوا بتعاليمه السمحة وأعطوا الفرصة لغير المسلمين بأن ينالوا منه ويصبحوا أكثر عداء له وللمسلمين أجمعين.. وإننا لا نستغرب، والحال كما هي عليه الآن، حين يقال إن مثل هذه التنظيمات ممولة من طرف الصهاينة من أجل ضرب الإسلام والمسلمين.. وللحديث بقية لكنها ذات شجون أكثر وأكبر..