قبلة تدخلك الجنّة

[الأمنيات]

ليست هذه الكلمات للتعبير ،أو الإنشاء ؛وإنما طريق إلى الجنة ،ومحط رضوان الله –تعالى- وأنت عندما تدخل ،أو تدخلين بيتك ،وترى في وسطه شيخا ،أو عجوزا قد كسا الشيب رأسها،وأحنى الدهر ظهرها،وأذبلت الأيّام عينيها،وحفّر الزمن آثارها على قسمات وجهها..ضعيفة تأنس برؤيتك ،وتسرّ لحديثك..وتفرح لفرحك،ويضيق صدرها لحزنك..تنتظر إطلالتك..لا أمل لها في هذه الدنيا سوى أن تراك سعيدا يتصدّع قلبها عند مرضك..وينقبض لتأخرك..أعطتك حنانها، وحبّها..ووهبتك الحياة..بإذن الله ..أهلكت جسدها من أجلك حتى كسا الله تلك العظام باللحم..وجسدك بالطاقة فاشتد عودك، وأصبحت رجلا يافعا قويا، أو امرأة ناضجة..وأصبحت أبا..
وأصبحت أمّا ،وبدأت مسيرتك من جديد مع أولادك تتعب من أجلهم ،وتشقى لراحتهم..وتتعذّب من أجل إسعادهم..وتحترق من أجل إرضائهم..نعم ها قد كبر الأولاد، ولكن انظر إلى نفسك الآن في المرآة، والشيب قد كسا شعرك، والدهر قد أحنى ظهرك، وأنت جالس تنتظر! أن يطل أحدهم ،أو يزورك..فيدخل عليك فجأة ابنك البار،أو ابنتك البارة!فيبتهج قلبك ،وتنتعش روحك ،وتشرق بين جوانك..فتجلس بقربك ،وتتناول رأسك برفق ،وحنان ،وتقبّله.
يا ألله يا له من مشهد عظيم رائع!!،حينما تنتشر رحمة ربك،وتفيض تلك المشاعر من بين زخات القبل،ونبضات القلوب،لا شك أن المنظر أعجبك، والمشهد قد استهواك.. جرّبه تر رحمة الله تتنزل عليك ،وعلى والديك الكريمين -والله الذي لاإله غيره لو خدمنا الوالدين مسيرة حياتنا لما رددنا فضلهما علينا -إذن لماذا تبخل ،وتبخلين على والديك بهذه القبلة؟ لنتذكر دائما قول الله تعالى :" وقضى ربك ألاّ تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إمّا يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل له أفّ ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربّ ارحمهما كما ربياني صغيرا."الإسراء23/24.
مما راق لي