حطمت الأرقام التي قدمها الديوان الوطني للإحصاء كما حطم عدد مطاعم الرحمة الأكاذيب حول عدد الفقراء والتي ظل الوزراء يسوقونها ونستهلكها نحن عميانا من غير هدى ولا بصيرة. يتحدث الديوان ببساطة عن رقم مذهل يمثل عدد البطالين في الجزائر من الفئة الحية المهيأة للمشاركة في الحياة الاقتصادية للبلاد، فعدد البطالين يفوق 15 مليون بطال من مجموع 36 مليون جزائري وهو ما يعني أكثر من 41 بالمائة من مجموع السكان وليس من مجموع طالبي العمل. بالأمس فقط كان الحديث أن معدل بطالة لا يفوق 11 بالمائة وكنا نقول إن هذا الرقم غير معقول في بلد مثل الجزائر فهل كذب الديوان وإن صدق؟ بالمقابل كشف مختصون أن الجزائريين يستهلكون أكثر من مليون خبزة يوميا، رقم مذهل آخر نتج كما يقول المختصون ذاتهم من الدعم الذي تلقاه هذه المادة لدى الدولة وهو الدعم الذي يكلفها أكثر من 40 مليون دولار سنويا. وأكثر الخبز يرمى في المزابل ويبذر تبذيرا. رقم آخر أعلنه رئيس جمعية وطنية وهو أن جمعيات تلقت 3 ملايير سنتم كدعم من الدولة ولا تظهر إلا في مناسبات محدودة وتساءل أين تصرف هذه الأموال ودعا الدولة إلى مراقبة تسييرها المالي. وأختم برقم آخر وليس أخيرا وهو الحديث عن 6 آلاف لاجئ سوري هربوا من آلة العنف الجهنمية في بلادهم ليقعوا فريسة التشرد واستجداء من يقدم لهم قوتا أو فراشا في بلد قيل لهم إن فيه شعبا لا يظلم عنده أحد. والتساؤل المطروح هو كيف دخل كل هؤلاء الجزائر وإن حدث وأن دخلوا فلم لم تتكفل الحكومة بإيوائهم وحفظ كرامتهم للدواعي الإنسانية والأخوة الإسلامية.
https://www.eldjazaironline.net/02/in...-19-06-12.html