بسم الله
بعد معاناة طويلة مع المرض شاء القدر أن تنطفئ شمعة المغفور لها بإذن الله أختنا زينب...شاء القدر أن يغيب عنا رمزا من رموز المنتدى...أختا غالية على فلوبنا...شاء القدر أن يغيب عنا مثالا للأمل والتشبث به تعالى...
رحلت زينب وتركت فراغا كبيرا في قلوبنا لا يسده إلا الإيمان بقضاء الله وقدره ...هي أخت غالية أحللناها مع السواد من العين والسويداء من القلب...
شاء لها الرب عز وجل أن تصوم سويعات معدودة في شهر الرحمة والغفران....فتحققت اخر أمنياتها في الحياة...شاء لها الرب أن تغمض عينيها في صبيحة يوم جمعة مبارك ...في صبيحة أول أيام رمضان المبارك...في هذا الشهر الفضيل وفي هاته الأيام المباركة
طبعا فقدان العزيز الغالي ليس بالأمر الهين...ولا بالذي يمكن نسيانه...طبعا فقدان زينب سيترك أثرا عميقا في قلب كل من عرفها يوما ....سيترك جرحا لن يندمل بسهولة...طبعا تاريخ وفاتها سيترك نقطة سوداء في شريط حياة كل منا...إلى هنا كلامي هو إسقاط للواقع
لكن الغريب في الأمر هو ذلك اليأس الذي بعث بجذوره عميقا في تربة المنتدى....هو ذلك اليأس الذي خيم على قلوب الكثير...هو ذلك اليأس الذي عشش في أركان المنتدى....
حتى خلت الموت تتربص بكل عضو منا على أمل إسقاطه ...حتى خلت الكثير ينتظر دوره ...
للأسف رسمتم لي صورة حزينة عنون الموت أعلاها ...حتى بت خائفا من أن يغيب أي عزيز اخر
يقول عز من قائل في كتابه العزيز الحميد :"قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله..."
روى الطبراني من طريق الشعبي عن بشير بن شكل أنه قال: سمعت ابن مسعود يقول: إن أعظم آية في كتاب الله:"الله لا إله إلا هو الحي القيوم".
و إن أجمع آية في القرآن بخير و شر:"إن الله يأمر بالعدل و الإحسان".
و إن أكثر آية في القرآن فرحا في سورة الزمر:"قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله".
و إن أشد آية في كتاب الله تفويضا:"و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب" .ابن كثير(4/64).
عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { ما يصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه } [متفق عليه]
وعن أبي مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حطّ الله به من سيئاته كما تحط الشجرة ورقها } [متفق عليه].
وعن جابر بن عبدالله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على أم السائب فقال: { مالك يا أم السائب تزفزفين؟ }، قالت: الحمى لا بارك الله فيها. فقال: { لا تسبي الحمى، فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد } [مسلم]. ومعنى تزفزفين: ترتعدين.
و عن أم العلاء رضي الله عنها قالت: عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مريضة فقال: { أبشري يا أم العلاء، فإن مرض المسلم يذهب الله به الخطايا، كما تذهب النار خبث الذهب والفضة } [أبو داود وحسنه المنذري].
هذه الباقه العطرة التي نثرناها عليك من الأحاديث النبوية الصحيحة تدل على عظم أجرك عند الله، إن أنت صبرت على مرضك وقابلت قدر الله تعالى بالتسليم والرضا لا بالجزع والتسخط.
وماذا يفيدك الجزع والتسخط والتشكي؟! إن ذلك لن يفيدك شيئاً، بل هو يزيد عليك الألم والضعف والتعب أضعاف أضعاف ما لو كنت صابراً محتسباً.
أخوكم:م.ت:متحصل على الشهادة الورقة