استرسال الصمت

[طارق النور]

أخفَى زماني في ثناياه.. ما أبان لي أنّي كنت واهما.. حالما.. بالغ التيه في طيبة عرجاء قاصرة النظر لا تُذكر ولا تشفع إذا اسوَدّ شيء من قلب.. كنت أعدّه... ناصع البياض
..
..
فإليك هذه: استرسال الصمت
..
كم من يدٍ على الخدود لازمَتْ تلوم ما يُعاب من صريحِ منطقي.. وشرّ لينٍ مُقلقـي.. وليس لي سوى ابتعادُ هاربٍ من الهوى لأتَّقي..
شرور بحر هائج.. من اللظى مُزيّنٍ.. مُنمَّقي.. تحفّه جميع ما تحبُّه العيون إذ يقول يا عيونَه اعشقي.. بَحرٌ أنا عميقُ قعرٍ فاغرقي.. ويا عيونُ بادري.. تعمّقي.. يَصيدُ سهمُ بحرنا.. بِنظرة.. فحدِّقي
وحدِّقي.. ورُمحَ لين اللفظ مِنكِ أطلقي.. وشاهدي .. مصارع القلب النقي.. وسيره وحثه الخطى إلى جحيمه وموته المحقّقي.. ثم ادمعي تضامنا.. ثم ازفري.. ثم اشهقي.. ولْترسلي وسْط الجحيم دعوة.. لنلتقي.. وباشري بجمرها على الفؤاد.. أحرقي.. عروقه وما بقي
..
..
يا وردةً لا ساق يخلو منك من ذاك الطُّرَيفِ الشائكِ.. يا ما بكِ.. عبيرك الملائكي.. والوردُ أيضا قبلكِ..بل حفَّكِ.. حتى استدار زاهراً وراءكِ.. بل قد غدا رداءك.. هل تعلمين الضُّرّ في صدرٍ حوى قلب العليل المنهكِ.. فلتتركي.. لومي إذا لم تتركي.. ثم افرحي.. هيا اضحكي.. أولَى بهِ.. بثُّ الملام المُرسل.. أولَى به أن يشتكي
لا أرتجي ردًّا ولا عدًّا ولا سدًّا ولا حدًّا .. ولا استناد المـتّكي.. قهرا على ما لم يكن.. لا أبتغي.. منك السما.. أن تُحلكي
..
..
يا قلبَ من يُرضي الإله بياض قلبه لا تُقتمي.. بالغلّ قلبًا.. لا ولا لا تغلقي.. ودّ الإخاء ونهره ذاك الذي منه الإخاء يستقي.. منه ارتواء المرتقي.. حبل الإخاء.. مطلقا لا تطلقي.. إني أعوذ بالرحيم أن أرى.. بقلبك جفاف نبع الودّ ذاك المُغدِق.. وداداً من أخ شقيق شيّقِ
...