الصوفيون يزاحمون الرحمن عرشه ؟؟

[سلطان المصري]

الصوفيون يزاحمون الرحمن عرشه ؟؟

طمح الصوفيه لمزاحمه الرحمن تعالي عرشه , يقول الشعراني – الاولياء تطمح ابصارهم حتي تحيط بالعرش (الجواهر والدرر166 ) وابو العباس المرسي الذي كان يطير في الهواء – وصل في تطوافه الي العرش , يقول :- جُلت في ملكوت الله فرايت ابا مدين متعلقا بساق العرش , وهو رجل اشقر ازرق العينين ( المفاخر العليه 15) . واعلن المرسي انه يعرف العرش اتم معرفه فيقول :- والله اني لاعرف العرش كما اعرف كفي هذه
(تعطير الانفاس 273) . واطلق المرسي علي تلميذه ياقوت الحبشي لقب (العرشي ) نسبه للعرش فاشتهر بهذا اللقب فقيل فيه :- سماه المرسي بالعرشي لان قلبه دائما كان ينظر الي العرش , وليس في الارض الا بدنه ( عيون الاخبار مخطوط ج2 / 442,الطبقات الكبري للمناوي 333) وعرف الصوفيه التزايد في الادعاءات حول العرش , فقد اعلن عبد القادر النقاد للشاذلي انه راي مقامه عند العرش , فقال الشاذلي – كانه استقل ذلك – ( هذه الطينه ارضيه , والنفس سماويه , والقلب عرشي , والروح كرسي , والسر مع الله بلا اين ), والامر يتنزل فيما بين ذلك , ويتلوه الشاهد منه (لطائف المنن لابن عطاء 75.) . فلم يدع لله مجالا معه في عرش او كرسي .. وكان الخضري وهو صوفي مجهول (ت907) يقول :- لا يكمُل الرجل عندنا حتي يكون مقامه تحت قوائم العرش دائما, وتكون الارض كلها بين يديه كالاناء الذي ياكل منه , واجساد الخلق كالبلور يري مافي بواطنها (اخبار القرن العاشر 63 مخطوط , الطبقات الكبري للشعرانيج2/98 ) . وما دام ذلك الخضري قد زعم احتلال قوائم العرش فبامكانه حينئذ ان يدعي التحكم في الارض وسكانها .. واراح الدسوقي نفسه من عناء المنافسه فاعلن ( انا العرش , انا الكرسي , انا اللوح , انا القلم )
(شمه –مسره العينين 10 مخطوط ) . وبقي أن يقول صراحه انا الله ,
(يقول الدسوقي إن الله تعالي قال عنه) ( يا اولياء الله اشهدكم بالله ان من زاره فقد زارني فإنه من نوري ) .( جوهره الدسوقي 103 ) والعرش الذي جعله الصوفيه مجالا لاهوائهم , هو عرش الرحمن الموصوف بالعظمه والكرم شأن صاحبه تعالي (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ.. النمل26) (وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ التوبة129 )( فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ المؤمنون116 ).. ووصف تعالي نفسه بانه صاحب العرش (رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ–غافر 15) ورب العرش (فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ.. الانبياء22 ) .
وهذا ما قاله ائمه الصوفيه وشيوخ المريدين في عرش الرحمن ,
وهذا غيض من فيض .

من ثمرات وقطوف الكتب