معنى اسم الله تعالى الخبير
الدَّلاَلاَتُ اللُّغَوِيَّةُ لاسمِ (الخَبِيرِ
أسماء الله الحسنى للرضواني (2/ 39).
الخبيرُ في اللغةِ من مباني المبالغةِ، فعلُه خَبَرَ يَخْبُرُ خُبْرًا.
وخَبُرْتُ بالأمر: أَي علِمتُهُ.
وخَبَرْتُ الأَمرَ أَخْبُرُهُ: إذا عرفتُهُ على حقيقتِهِ.
وعندَ مُسلمٍ من حديثِ أبي موسى رضي الله عنه؛ أنه قال لعائشةَ: "فَمَا يُوجبُ الْغُسْلَ؟
قَالَتْ: عَلَى الْخَبِيرِ سَقَطْتَ"
مسلم في كتاب الحيض
باب نسخ الماء من الماء (1/ 271) (349).
تعني رضي الله عنها؛ أنه سألَ مَنْ يعلمُ الجوابَ بتمامِهِ فالخَبيرُ الذي يَخبُرُ الشيءَ بعلمِه
انظر تفصيل المعنى اللغوي في لسان العرب (4/ 226)
ومفردات ألفاظ القرآن (ص: 273).
والخِبْرَةُ أبلغُ مِنَ العِلمِ لأنها عِلْمٌ وزيادةٌ
فالخبيرُ بالشَّيءِ مَنْ عَلِمَه وقامَ بمعالجتِهِ وبيانِهِ
وتجربَتِهِ وامتحانه
فأحاطَ بتفاصيلِهِ الدقيقةِ
وألمَّ بكيفيَّةِ وصفِهِ على الحقيقة
انظر بتصرف: الفروق اللغوية لأبي الهلال العسكري (ص: 74).
والخبيرُ سبحانَهُ هو العَالِمُ بما كان
وما هو كائنٌ وما سَيكونُ
وما لو كان كيف يكونُ
وليس ذلك إلا للهِ
فهو الذي لا يَخفَى عليه شَيءٌ فِي الأرضِ ولا فِي السَّماءِ
ولا يتحرَّكُ متحرِّكٌ ولا يسكنُ إلا بعلمِهِ
ولا تستقيمُ حياتُه إلا بأمره وإذنِهِ.
قال تعالى: ï´؟ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ï´¾ [هود: 6]
والله عز وجل خبيرٌ، له جنودُ السماواتِ والأرضِ يُخبرونَهُ بالوقائعِ لِتحقيقِ الحِكمَةِ فِي الخلقِ، وهو عَليمٌ بالأشياءِ قبل إخبارِ الملائِكةِ عنها، وبَعْدَ الإخبارِ عنها.
وعند البخاري من حديث أبي هريرةَ رضي الله عنه؛ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "يَتَعَاقَبُونَ فيكُمْ مَلاَئِكَةٌ باللَّيْلِ وَمَلاَئِكَةٌ بالنَّهَارِ
وَيَجْتَمعُونَ فِي صَلاَةِ الفَجْرِ وَصَلاَةِ العَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فيكُمْ، فَيَسْألُهُمْ وَهْوَ أَعْلَمُ بِهِمْ كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأَتيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ
البخاري في كتاب مواقيت الصلاة
باب فضل صلاة العصر رقم (555)، ومسلم (632).
فسؤالُه سبحانَهُ لهم ليس طلبًا للعلمِ فهو السَّميعُ البصيرُ العليمُ الخبيرُ، ولكِنْ لإظهارِ شَرَفِ المؤمنِ عند ربِّه، وبيانِ فضلِهِ بين ملائكتِهِ وحَمَلةِ عرشِهِ.
قال ابنُ حجرٍ رحمه الله:
"قِيلَ: الحكمةُ فيه: استدعاءُ شهادتِهم لبني آدمَ بالخير، واستنطاقُهم بما يقتضي التَّعطُّفَ عليهم، وذلك لإظهارِ الحِكمَةِ فِي خلق نوعِ الإنسانِ فِي مقابلةِ مَنْ قالَ مِنَ الملائكة:
ï´؟ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ï´¾ [البقرة: 30]
أي وقد وُجِدَ فيهم مَنْ يُسبِّح ويُقدِّسُ مثلُكم بنصِّ شهادتِكم"
فتح الباري (2/ 36)
وانظر: الأسماء والصفات للبيهقي (ص: 264)
وتفسير أسماء الله للزجاج (ص: 45).
وفِي اللغةِ أيضًا
النهج الأسمى (1/ 267 - 272).
الخِبْرُ والخُبْرُ والخِبْرَةُ والخُبْرةُ والمَخْبرَةُ والمخْبُرةُ كُلُّه: العِلمُ بالشَّيءِ، يُقال: من أين خَبَرتَ هذا الأمرَ، أي: مِنْ أينَ علمتَ؟
وقولُهم: لأَخْبُرنَّ خُبْرَكَ: أي لأعلمَنَّ عِلمَك، والخَبَرُ واحِدُ الأخَبارِ.
والخابِرُ: المُخَتَبِرُ المُجرِّبُ، ورَجُلٌ خابِرٌ وخَبِيرٌ: عالمٌ بالخَبَرِ.
وخَبَرْتُ الأمرَ أخبُرهُ إِذا عَرفْتُه على حقيقتِهِ.
والمَخْبَرُ خِلافُ المَنْظَر.
والخبيرُ: العالمُ بالشَّيءِ.
وقال الكِسائي: الخَبيرُ الذي يَخْبُر الشَّيءَ بعلمِهِ
اشتقاق أسماء الله للزجاجي (ص: 127)
الصحاح للجوهري (2/ 641)
النهاية (2/ 6)
اللسان (2/ 1090).
وأنكر أبو علي الفارسي
هو الحسَن بن أحمد بن عبد الغفار بن محمد الفارسي النَّحْوي، ولد في (فسا)، من أعمال فارس، سنة (288هـ)، ودخل بغداد سنة (307هـ)
وتجوَّل في كثير من البلدان، وقَدِمَ حلبَ سنة (341هـ) فأقام مُدَّةً عند سيف الدولة، وعاد إلى فارس فصحب ابنَ بُويه وتقدم عنده فعلّمه النحوَ وصنَّفَ له كتاب الإيضاح فِي قواعد العربية، قال الذهبي: وكان مُتَّهَمًا بالاعتزال
لكنه صادقٌ فِي نفسه. الميزان (1/ 480 - 481)
نزهة الألبَّاء (ص: 232)
الأعلام (2/ 179-180).
على أبي إسحاقَ الزَّجَّاجِ قولَه إنَّ (الخبيرَ) من قولهم: خَبَرتُ الأرضَ: إذا شققتها، وفلانٌ خَبيرٌ بالشيء إذا كان عالمًا به، وكأنَّه هو الذي بَحَثَ عن ذلك الشَّيءِ حتى شقَّ عنه الأرضَ.
وقال: "وهو عندنا من الخَبرِ الذي يُسمعُ لأَنَّ معنى الخبير العالمُ".
وقال: "فالعِلمُ أبدًا مع الخَبَرِ فما حاجةُ أبي إسحاق إلى أَنْ يأخذَهُ من الخَبْرِ والشَّقِّ؟!"
انظر: تفسير الأسماء للزجاج (ص: 45).