معني اسم الله عز وجل البصير
قال بعضهم: ورد ذكر البَصير في كتاب الله تعالى اثنتَين وأربعين مرَّة.
قال تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [البقرة: 233]
وقال تعالى: ﴿ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ ﴾ [الملك: 19]
قال ابنُ كثير:
"والله بصير بالعباد؛ أي: هو عليم بمَن يستحقّ الهداية ممَّن يستحقّ الضلالة
وهو الَّذي لا يُسأل عمَّا يفعل وهم يُسألون؛ وما ذاك إلاَّ لحكمته ورحمته"
"تفسير ابن كثير" (3 / 37).
وإن سألت عن بصَره
فهو البصير - جلَّ جلالُه
الَّذي قد كمل في بصره
أحاط بصرُه بجميع المبْصَرات في أقطار الأرض والسَّموات
حتَّى أخفى ما يكون فيها
فيرى دبيبَ النَّملة السَّوداء
على الصَّخرة الصمَّاء
في اللَّيلة الظَّلماء
وجَميع أعضائها الباطنة والظَّاهرة
وسريان القوت في أعضائِها الدَّقيقة
ويرى سرَيان المياه في أغصان الأشْجار وعروقِها
وجميع النَّباتات على اختلاف أنواعها وصِغَرها ودقَّتها
ويرى نياط عروق النَّملة والنَّحلة والبعوضة وأصغر من ذلك
ويَرى خيانات الأعيُن
وتقلُّبات الأجفان
وحركات الجنان
ويرى ما تحت الأرَضين السَّبع
كما يرى ما فوق السَّماوات السَّبع
"موارد الأمان" ص 27.
قال ابن القيّم - رحمه الله -:
وَهُوَ البَصِيرُ يَرَى دَبِيبَ النَّمْلَةِ السْ
سَوْدَاءِ تَحْتَ الصَّخْرِ وَالصَّوَّانِ
وَيَرَى مَجَارِي القُوتِ فِي أَعْضَائِهَا
وَيَرَى عُرُوقَ بَيَاضِهَا بِعِيَانِ
وَيَرَى خِيَانَاتِ العُيُونِ بِلَحْظِهَا
وَيَرَى كَذَاكَ تَقَلُّبَ الأَجْفَانِ
"النونية" (2 / 215)
لابن القيم، بشرح ابن عيسى.