الاستِعبَار النَفْسِي و الاسْتِعمَار اللُّغَوِي؟؟؟ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للنقاش الجاد

الجلفة للنقاش الجاد قسم يعتني بالمواضيع الحوارية الجادة و الحصرية ...و تمنع المواضيع المنقولة ***لن يتم نشر المواضيع إلا بعد موافقة المشرفين عليها ***

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الاستِعبَار النَفْسِي و الاسْتِعمَار اللُّغَوِي؟؟؟

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-02-05, 10:41   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
طاهر القلب
مراقب مُنتديـات الأدَب والتّاريـخ
 
الصورة الرمزية طاهر القلب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل خاطرة المرتبة  الأولى عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي الاستِعبَار النَفْسِي و الاسْتِعمَار اللُّغَوِي؟؟؟


السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بعد غيبة طويلة قرّرت مجدّدا مشاركتكم أحبّائي
فالحمد لله ربِّ العَالمين, قبلاً وبعدً, حمدًا طيّبًا مباركًا فيه, وأَفْضَل الصَلاَة وأَتَمُّ التَسْلِيم على سَيِّدنا مُحمد المبعُوث رَحمةً للعَالمين وعَلى آلِه وصحبه الطَيِبِينَ الطَاهِرِين ... وبَعدُ :
إنَّ الـمُتَمَعِن لوَضع اللُّغة العربية في مَنَاطِقنا, والتي اقْتَرنَ اسمُ بَعضِها لَفْظًا بالعَرَبِية, فَيُقَال الجمهورية العَربية أو المملكة العَرَبية, ومِنْهُم مَن كَانَت مِنهَا وفِيهَا ضِمْنِيًا ومَعْنَويًا تَحْتَوى على الاتِجَاه العَربِي أو الشَكل العَربِي, وهُو مَا يُؤَكِّدهُ مَا قَد وُضِعَ لِكُّل قُطْرٍ مِنهَا مِن دَسَاتِير, فرُغْمَ هَذَا التَاج الكَبير للُّغة العَربية إلاَّ أَنَهَا تُعَانِي في أَوْطَاِنهَا تِلك ومَرَابِضِها التَارِيخِية وفي أَهْلِها الأَمَّرَيْن والأَشَرَّيْن والقَهْرَين .
لَـمْ يَحْدُث أنْ كَانت اللُّغة العربية فِي هَذا الـمُستوى مِن الحَضِيض وهَذِه النُّزلَةُ مِن الـمَنْزِلَة وانحِطَاط القِيمة, وهَذا الضَّرْبُ الضَارِبُ مِن التَهْمِيش حَتى بَات بَعْضُهم يَصِفها بِالغَير مَفْهُومة مِن نَفْسِه والصَعْبَة في إِدْرَاكِه, وأصْبَحت في حِزْبِه لُغة لا تَصلُح لـمُوَاكَبة العَصر والتِكُنُولُوجيَا؟
وكُل هَذا حَقُهُم أولاً, ثُّمَّ حَقِيقَتُهم ثَانيًا ... فَكيف يَكُون ذلك, وسَنُبَيِن ذَلك؟
تَمَّ بِشَكْلٍ مُمَنْهَج وطَرِيقة طَويلة المدَى التَخطِيطُ لهذَا الوَضْع الـمَأْزُوم للُّغة العربية بينَ ظَهْرَانَّي أَهْلِها وعَشِيرتِها, حيث ابْتَدأَ الأَمْرُ مُنذُ أَنْ وَطِئَ الـمُسْتَعْمِر أَراضِي المنْطِقة, وما فَتِئَ مِن يَومِه الأَول هُجُومَه عليها, وقَد تَسَرْبَلَ فِيها سَرَابِيل عِدَّة وأَمْضَى لهَا المطَايَا وحَدَّ السُيُوف وحَثَّ الأَنْفُس حثًا في سَبيل ذَلك, و رَغُمَ ذلك قَدْ صَمَدَت اللُّغة العربية في وَجْهِه القَبيح ... فَلِمَاذَا؟
لأَنَهَا أَدْركَت أَنَّ الاسْتِعمار استِعمار فِكْرِيٌ في دَرَجَته الأُولى, وكذَا لأَنَ الحِفَاظ على اللُّغة العربية إِبَانَ ذلك الاسْتِعمار, كَانَ عِبَارَة عَن مُكَافَحة ومُجَابَهَةٍ لهذَا الاسْتِعمار اللُّغَوي, فَكان مَوقِفُ اللُّغة العربية من لُغة المستعمر, كَمَوقِف أَصحَاب الأرض ممن اسْتَعْمَر هَذِه الأَرْض ... هَذِه الأَرض التي رَفَضَت وُجُودَ المستَعمر فَوْقَها بِأَي شَكْلٍ مِن أَشكَالِه وإشْكَالاَتِه, وبِأي صِفَةٍ مِن صِفَاته, وإِنَّمَا اسْتِهْدَافُه كَانَ خَيْرَات هَذه الأَرْض .
لـَمْ يَنجَح إَذَن المستَعْمر فِي حَرْبِه اللُّغة, والتي قَد اتَخَذَها مَطِيةً سَهْلَةً لِحَرْبِه الدِين, وقَد أَدْرك مُتَأَخرًا عندما هَمَّ بِحَزْم مَتَاعِه وانْدِحَارِه, أَنَّهُ لَم ولَن يَنْتَصِر على هَاتِه الهَالَة الرَبَانِية المحِيطَة بِالدِين ولُغَتِه في قُلُوب النَاس, فَعَمَد إلى حَربٍ مُختلفَةٍ وأُسلُوبٍ كُلُهُ خُبْثٌ وإِفْسَاد أَلاَ وهُو إيجَادُ وتَفْرِيخُ فِئَةٍ من النَاس يَكُون لِسَانُها عَربي وقَلبُها مِن قَلْبِه, وإِنْ لم تَكُن تُدْرِكُ ذلك أو إِنْ أَدْرَكَت ذلك, وهَبَّ بِكُل مَا يَملِك من قُوَّة لإِنْفَاذ هَذه الطَفْرَة في الجَسَدْ العَربي, فَأصبَحَ اسْتِقلالُ الوَطَن مَنْقُوصًا غَير تَام, وبالتَالي لاَ بُدَّ مِن تَمام استِقْلالِه من كُلِّ جَوَانِب الاسْتِقْلالِية الثَقَافِية والاجْتِمَاعِية والاقْتِصَادية, وقَبْلَها وأَوَّلُهَا وأَهَمُهَا الاسْتِقْلالِية اللُّغَوِية, والتِي لم تَتَحَقَقْ بِشَكْلِهَا النِهَائِي بَعْدُ, وإِنْ كَانَ الاسْتِقْلال السِيَاسيُ مُحَقَقٌ في جَانِبِه العَمَلِي والعِلْمِي .
فالسُؤالُ بَعدَ هَذه المقَدِمة ... لماذَا اللُّغة العربية صَعْبَةٌ وغَير مَفْهُومة اليوم؟
إِنَّ مَن يقُول هَذا السُؤال الجَارِي هُم أَصحَابُ اللِّسان العربي والقلب الأَجنَبي, سَواءٌ بإدْرَاك مِنهُم أو بِغير إِدرَاك, والـمُصِيبَةُ فِيهمَا معًا, فَأمَا الـمُدْركُون فَهُم مِن تَرِكَة الاستعمار, وخَلَفُهُ الـمُسْتَنِير, وهُم الأَخطَر والأَخبَث مِن ُكُل سِنين الاستعمار تِلك مُجتَمعَة, وهُم بِهذا استعمارٌ خَفِّيٌّ بشَكلهِ الحَدِيث, وحَبْلُهُم السُّرِيُّ بَعدُ مَازَال مُرتَبِط بِالأُمْ الكُبْرَى لَهُم, فَلاَ حَيَاة لَهُم إلاَّ بِها, وهَذِه حَقِيقَتُهُم, أَمَا الغَيرُ مُدْركِين, فَلَو أَنَنا دَقَقْنَا في هَذِه الفِئة لَوجَدْنا ذَلك السِّر وَرَاء كُرْهِهَا للُّغة العَربية, وَهُو ثِقَلُهَا البَائِن عَلَيهِم, فَهْمًا, وتَصْحِيفًا, وفَصَاحَةً, ودِرَاسةً, وتَدَارُسًا, ثُّمَ بَحْثًا في تَاريخها ومُؤَرِخِيها, وهُو سَبَبٌ قَائِمٌ في أَنْفُسِهِم وحَاجَةٌ مَبْتُورَةٌ في غَير أَنْفُسِهم, أمَّا الفِئة الأُولى فَطَريقَتُها مَفْضُوحة ودَواءُها سَهْلٌ مَهْلٌ, والرَّدُ عَليها رَدٌ على الـمُستَعمر .
أَمَا الفِئة الثَانية فَهِي كَما أسْلَفْنا قَبْلاً غَير مُدْركَة لَيسَ لمكَانَة اللُّغة والثَقَافَة العربية في كَيَان الفَرد العَربي, بَل غَير مُدْرِكة لِفُصُوص وخَصَائِص اللُّغة العربية في حَدِ ذَاتِهَا, وهَذا نَظَرًا لِلإِهْمَال الذِي طَال اللُّغة العَربية تَدْرِيسًا ثُّمَّ تَكْرِيسًا بَينَ النَشْء, وتَدْرِيبًا لَهُ على خَوضِ غِمَارِها مُنْذُ نُعُومَة أَظَافِره, وهُو كَالتَطْعِيم من أَمْرَاضٍ أَجْنَبِية خَبِيثة كَثِيرة, وكمَا قَال أَحَدُ العَارِفِين عِندما ضَربَ مثلاً لهَا في هَذا الشَأن, فقَال : أَنَّ الطِفل الصَغِير عند لَغْوِه ولَعِبِه يُلاحِظ ويَسْتَحِث تِلك اللَّفظَةُ التِي تَخْرُجُ مِن فَمِّ وَالِدَيْهِ, فَيُقَلِدهُما ويَتَلقَفُ أَلفَاظَهُما خَامًا, ويَرْبُطُهَا بِمَعَانِيهَا هَكَذا إلى أَنْ يَمْتَلِك الآلَةَ الصَحِيحة والفَصِيحة مِن لُغة وَالِدَيه أولاً ثُّمَّ تَكُونُ لَه دُرْبَةُ المدرسة كمَرحَلةٍ ثَانية وثَالثة و رَابعة إلى أَنْ يَتَمَكَن مِنها غَايَة التَمَكُن, ويَكُون بِهَذا قَد أَصْبحَ أَحَد أَلفَاظِها, كَمَا كَانَ أَحَدَ مَعَانِيهَا, وَقَدْ يَكْتَفِى بِهَذَا الفَهْم لهَا لَفْظًا ومَعْنًا, ويُصْبِح هُو وهِي كَفَلَقَةٍ وَاحِدَة لاَ تَنْفَصِل عَن بَعضِها إِلَّا لتَتَصِل, وَلاَ يَتِمُ كَسْرُها بِشَكْلٍ مُبَاِشر, إِلاَّ بِشَكْلٍ مُبَاشِر, وهَذا الأَمرُ مُستَحِيل طبعُا لِأنَهَا أَسَاسُ نَفْسِه ثُّمَّ هِي هُوِيَتُه وامْتِدَادُ أَصْلِه (وَالِدَيْه) فِي لُغَتِهِمَا, إِذَن هُنَا أَدْركنا أَسْبَاب جَهْل الفِئة الثانية للُّغة العَربية في أَنْفُسِهِم, والنَاسُ أَعْدَاء مَا يَجْهَلُون كمَا يُقَال, ثُّمَّ عَدَم قُدْرتِهم عَلى فَصَاحَتِها وفَهْمِهَا, وهَذا حَقُهُم فَلاَ تَثْرِيب .
وهُنَاك سبب آخر عَامٌ يُضافُ, وهُو تَلَّوُن اللِّسان بَين لِسَانَيْنِ, وغَلَبَةُ أَحَدِهِمَا عَلى الآخر, وبِعِبَارةٍ أُخرى تَغْلِيبُ أَحَدِهما على الآخر, ولاَ تَكُونُ هَذه الغَلَبَةُ إلاَّ عَلى حِسَاب اللِّسان الآخر, فَكَان مَا كَان مِن لَوْثَةِ اللِّسان تِلك, ونُفُورِها من اللُّغة العربية لحِساب اللُّغة الأجنبية ...
أقول : "لَو كَانت اللُّغة العربية لُغةُ فرَنسا مَا قَبِلْتُها مِنْهَا"
والله المستعان



مُلاحظة/
الموضُوع عَامٌ وغَيرُ خَاصٍ
لأَنَّهُ يَخُصُنَا مِن أَصْغَر طِفْلٍ بَيْنَنَا إلى أَكْبَر شَيخٍ
لِذَا تَمَّ إدرَاجُه هُنا وشُكرًا









 


رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 14:58

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc