" إذا سمع أحدكم النداء و الإناء على يده فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 381 :
أخرجه أبو داود ( 1 / 549 - حلبي ) و ابن جرير الطبري في " التفسير " ( 3 / 526
/ 3015 ) و أبو محمد الجوهري في " الفوائد المنتقاة " ( 1 / 2 ) و الحاكم ( 1 /
426 ) و البيهقي ( 4 / 218 ) و أحمد ( 2 / 423 و 510 ) من طرق عن حماد بن سلمة
عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن * أبي هريرة * قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : فذكره . و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " و وافقه الذهبي ,
و فيه نظر فإن محمد بن عمرو إنما أخرج له مسلم مقرونا بغيره , فهو حسن . نعم لم
يتفرد به ابن عمرو , فقد قال حماد بن سلمة أيضا : عن عمار بن أبي عمار عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله , و زاد فيه : " و كان المؤذن يؤذن إذا
بزغ الفجر " . أخرجه أحمد ( 2 / 510 ) و ابن جرير و البيهقي .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم . و له شواهد كثيرة :
1 - شاهد قوي مرسل يرويه حماد أيضا عن يونس عن الحسن عن النبي صلى الله عليه
وسلم فذكره . أخرجه أحمد ( 2 / 423 ) مقرونا مع روايته الأولى .
2 - و شاهد آخر موصول يرويه الحسين بن واقد عن أبي غالب عن أبي أمامة قال :
" أقيمت الصلاة و الإناء في يد عمر , قال : أشربها يا رسول الله ? قال : نعم ,
فشربها " . أخرجه ابن جرير ( 3 / 527 / 3017 ) بإسنادين عنه و هذا إسناد حسن .
3 - و روى ابن لهيعة عن أبي الزبير قال : " سألت جابر عن الرجل يريد الصيام
و الإناء على يده ليشرب منه , فيسمع النداء ? قال جابر : كنا نتحدث أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال : ليشرب " . أخرجه أحمد ( 3 / 348 ) : حدثنا موسى حدثنا
ابن لهيعة .
قلت : و هذا إسناد لا بأس به في الشواهد . و تابعه الوليد بن مسلم أخبرنا ابن
لهيعة به . أخرجه أبو الحسين الكلابي في " نسخة أبي العباس طاهر بن محمد " .
و رجاله ثقات رجال مسلم , غير ابن لهيعة فإنه سيء الحفظ , و أما الهيثمي فقال
في " المجمع " ( 3 / 153 ) : " رواه أحمد , و إسناده حسن " !
4 - و روى إسحاق عن عبد الله بن معقل عن بلال قال : " أتيت النبي صلى الله عليه
وسلم أوذنه لصلاة الفجر , و هو يريد الصيام , فدعا بإناء فشرب , ثم ناولني
فشربت , ثم خرجنا إلى الصلاة " . أخرجه ابن جرير ( 3018 و 3019 ) و أحمد ( 6 /
12 ) و رجاله ثقات رجال الشيخين , فهو إسناد صحيح لولا أن أبا إسحاق و هو
السبيعي - كان اختلط , مع تدليسه . لكنه يتقوى برواية جعفر بن برقان عن شداد
مولى عياض ابن عامر عن بلال نحوه . أخرجه أحمد ( 6 / 13 ) .
5 - و روى مطيع بن راشد : حدثني توبة العنبري أنه سمع أنس بن مالك قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنظر من في المسجد فادعه , فدخلت - يعني -
المسجد , فإذا أبو بكر و عمر فدعوتهما , فأتيته بشيء , فوضعته بين يديه , فأكل
و أكلوا , ثم خرجوا , فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الغداة " .
أخرجه البزار ( رقم 993 ) كشف الأستار و قال : " لا نعلم أسند توبة عن أنس إلا
هذا و آخر , و لا رواهما عنه إلا مطيع " . " قال الحافظ بن حجر في " زوائده " (
ص / 106 ) : إسناده حسن " .
قلت : و كذلك قال الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 152 ) .
6 - و روى قيس بن الربيع عن زهير بن أبي ثابت الأعمى عن تميم بن عياض عن ابن
عمر قال : " كان علقمة بن علاثة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم , فجاء بلال
يؤذنه بالصلاة , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رويدا يا بلال ! يتسحر
علقمة , و هو يتسحر برأس " . أخرجه الطيالسي ( رقم 885 - ترتيبه ) و الطبراني
في " الكبير " كما في " المجمع " ( 3 / 153 ) و قال : " و قيس بن الربيع وثقه
شعبة و سفيان الثوري , و فيه كلام " .
قلت : و هو حسن الحديث في الشواهد لأنه في نفسه صدوق , و إنما يخشى من سوء حفظه
, فإذا روى ما وافق الثقات اعتبر بحديثه . و من الآثار في ذلك ما روى شبيب من
غرقدة البارقي عن حبان بن الحارث قال : " تسحرنا مع علي بن أبي طالب رضي الله
عنه , فلما فرغنا من السحور أمر المؤذن فأقام الصلاة " . أخرجه الطحاوي في
" شرح المعاني " ( 1 / 106 ) و المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 8 / 11 / 1 )
. و رجاله ثقات غير حبان هذا , أورده ابن أبي حاتم ( 1 / 2 / 269 ) بهذه
الرواية و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و أما ابن حبان فأورده في " الثقات "
( 1 / 27 ) .