[QUOTE=جمال البليدي;8253232][CENTER][B][FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]بارك الله فيك
معنى علو الله على خلقه وأنواع العلو :
قال الله تعالى: {وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة:255]، وقال تعالى {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} [الأعلى:1]، وقال تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ} [الرعد:13] وذلك دال على أنَّ جميع معاني العلو ثابتة لله من كل وجه، فله علو الذات، فإنه فوق المخلوقات، وعلى العرش استوى أي علا وارتفع وله علو القدر وهو علو صفاته وعظمتها فلا يماثله صفة مخلوق، بل لا يقدر الخلائق كلهم أن يحيطوا ببعض معاني صفة واحدة من صفاته، قال تعالى: {وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} [طه:110] وبذلك يعلم أنه ليس كمثله شيء في كل نعوته، وله علو القهر، فإنه الواحد القهار الذي قهر بعزته وعلوه الخلق كلهم، فنواصيهم بيده، وما شاء كان لا يمانعه فيه ممانع، وما لم يشأ لم يكن، فلو اجتمع الخلق على إيجاد ما لم يشأه الله لم يقدروا، ولو اجتمعوا على منع ما حكمت به مشيئته لم يمنعوه، وذلك لكمال اقتداره، ونفوذ مشيئته، وشدة افتقار المخلوقات كلها إليه من كل وجه 255
قال الطبري({ وهو العلي } على كل شيء { الكبير } الذي لا شيء دونه)) تفسير الطبري .
وقال كذلك(ومنها: العلوّ والارتفاع، كقول القائل، استوى فلان على سريره. يعني به علوَّه علي.)
وقال ابن خزيمة رحمه الله ((الأعلى :المفهوم في لغة العرب أنه أعلى كل شيء,وفوق كل شيء.وقد وصف الله نفسه في غير موضع من تنزيله ,وأعلمنا أنه العلي العظيم .أفليس العلي –يا ذوي الحجج-ما يكون عاليا؟ !)).التوحيد ص112
قال ابن القيم : وله العلو من جميع وجوهه***ذاتا وقهرا مع علو الشأن
لكن نفاة العلو سلبوه ***إكمال العلو فصار ذا نقصان
حاشاه من إفك النفاة وسلبهم***فله الكمال المطلق الرباني .)) الكافية الشافية ص104.
قلت : ومما يدل على ذلك أننا نجد في القرآن الكريم العلو يأتي بمعنى الفوقية
كقوله تعالى: يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [النحل:50]
قال ابن القيم رحمه الله
والفَوْق أنواعٌ كلها لله ثابتة بلا نُكران
فوقية الذات، وفوقية القهر، وفوقية القدْر.
فعلو الذات : أنه مستو على عرشه فوق جميع خلقه ,مباين لهم وهو مع هذا مطلع على أحوالهم، مشاهد لهم، مدبر لأمورهم الظاهرة والباطنة متكلم بأحكامه القدرية، وتدبيراته الكونية، وبأحكامه الشرعية
وأما علو القدر فهو علو صفاته، وعظمتها فلا يماثله صفة مخلوق، بل لا يقدر الخلائق كلهم أن يحيطوا ببعض معاني صفة واحدة من صفاته، قال تعالى: {وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً}
وأما علو القهر : فهو قهره تعالى لجميع المخلوقات فالعالم العلوي والسفلي كلهم خاضعون لعظمته مفتقرون إليه في جميع شؤونهم .
قال الشيخ عبد العزيز الراجحي :وقد وافق أهل التعطيل على نوعين من العلو، وخالفوا في واحد، أثبتوا لله علو القدْر والعظمة والشأن، وعلو القهر والغلبة والسلطان، وأنكروا علو الذات.
الخلاف بينهم وبين أهل السنة في علو الذات، وأهل السنة أثبتوا الأنواع الثلاثة كلها لله كما قال ابن القيم
والفَوْق أنواعٌ كلها لله ثابتة بلا نُكران
ثلاثة أنواع علو القدر، وعلو القهر، وعلو الذات، وأهل التعطيل أوّلوا النصوص التي فيها إثبات علو الذات، وحملوها على علو القدر أو على علو القهر))انتهى كلامه.
وبما أن علو الذات هو المتنازع فيه بين أهل السنة وبين المعطلة سيكون تركيزي في هذا البحث عليه أكثر من غيره والله الهادي إلى سواء السبيل.