افتتاح مدارسة رسالة ثلاثة الأصول لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- - الصفحة 5 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

افتتاح مدارسة رسالة ثلاثة الأصول لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله-

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-04-06, 17:19   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عُبيد الله
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عُبيد الله
 

 

 
إحصائية العضو










New1 * والدَّلِيْلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الص


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

* والدَّلِيْلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ *

قوله: (والدليل)
أي على هذه المراتب الأربع قوله تعالى:
﴿وَالْعَصْرِ﴾ أقسم الله عز وجل في هذه السورة بالعصر؛ الذي هو الدهر وهو محل الحوادث من خير وشر، فأقسم الله عز وجل به على أن الإنسان كل الإنسان في خسر إلا من اتصف بهذه الصفات الأربع: الإيمان ، والعمل الصالح ، والتواصي بالحق، والتواصي بالصبر.
قال ابن القيم -رحمه الله تعالى- : جهاد النفس أربع مراتب:
إحداها: أن يجاهدها على تعلم الهدى ودين الحق الذي لا فلاح لها ولا سعادة في معاشها ومعادها إلا به.
الثانية: أن يجاهدها على العمل به بعد علمه.
الثالثة: أن يجاهدها على الدعوة إليه وتعليمه من لا يعلمه.
الرابعة: أن يجاهدها على الصبر على مشاق الدعوة إلى الله وأذى الخلق ،ويتحمل ذلك كله لله. فإذا استكمل هذه المراتب الأربع صار من الربانيين".

فالله عز وجل أقسم في هذه السورة بالعصر على أن كل إنسان فهو في خيبة وخسر مهما كثر ماله وولده وعظم قدره وشرفه إلا من جمع هذه الأوصاف الأربعة:
أحدها: الإيمان، ويشمل كل ما يقرب إلى الله تعالى من اعتقاد صحيح وعلم نافع.
الثاني: العمل الصالح، وهو كل قول أو فعل يقرِّب إلى الله؛ بأن يكون فاعله لله مخلصًا، ولمحمد صلى الله عليه وسلم متبعًا.
الثالث: التواصي بالحق، وهو التواصي على فعل الخير والحث عليه والترغيب فيه.
الرابع: التواصي بالصبر، بأن يوصي بعضهم بعضًا بالصبر على فعل أوامر الله تعالى، وترك محارم الله، وتحمُّل أقدار الله.
والتواصي بالحق والتواصي بالصبر يتضمنان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اللذين بهما قوام الأمة وصلاحها ونصرها وحصول الشرف والفضيلة لها:﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾[آل عمران:الآية110].








 


قديم 2012-04-06, 17:47   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
السلفية الجزااائرية
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية السلفية الجزااائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هذه المسائل الأربع واجب تعلمها، والعمل بها؛ العلم، والعمل، والدعوة، والصبر، ودليل ذلك قول الله جل وعلا بسم الله الرحمن الرحيم ?وَالْعَصْرِ(1)إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ(2)إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ(3) ?[العصر]، قال جل وعلا (وَالْعَصْرِ), العصر هو الزمان, أقسم الله جل وعلا به لشرفه؛ الزمان المطلق، والعصر يعني والزمن, والعمر, والوقت؛ لأنه أشرف شيء أُعطيه الإنسان, أنْ أعطي عمرا فيه يعبد الله جل وعلا, ويطيعه, فبسبب العمر عبَدَ الله، وبسبب العمر شرُف، إن كتب الله جل وعلا له الجنة أن يكون من أهل الجنة، فهو شريف القدر، عظيم القدر، (وَالْعَصْرِ) جواب القسم، يعني ما معنى جواب القسم؟ يعني لأي شيء جاء القسم؟ لما أقسم الله جل وعلا بالعصر؟ قال جل وعلا ?إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ?[العصر:2], فجواب القسم هو (إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ)، وأكد ذلك، بـ(إنَّ) وباللام في قوله (لَفِي خُسْرٍ)، ومن المتقرر في علم المعاني من علوم البلاغة, أن(إنّ واللام من أنواع المؤكدات), اجتمع هاهنا أنواع من المؤكدات, أولا القسم، الثاني مجيء إنّ، الثالث مجيء اللام التي تسمى المزحلقة, أو المزحلفة, مجيء اللام في خبر إنّ، قال جل وعلا ?إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ?[العصر:2]، وأهل العلم يقولون يعني أهل العلم بالمعاني يقولون "إن مجيء المؤكدات يصلح إذا كان المخاطَبُ منكِرا لما اشتمل عليه الكلام". فمثلا تقول لمن لم يكن عنده الخبر، فلان قادم، لا يصلح أن تقول "إنّ فلانا لقادم" وذاك لم ينكر الكلام، ويريد أن يستقبل الخبر، تقول "فلان قادم"، فأخبرته بقدوم فلان، لكن إن كان منكرا له، أو منزل منزلة المنكر له، فإنه تؤكد الكلام له، لكي يزيد انتباهه، ويعظم إقراره لما اشتمل عليه.
المشركون لأجل ما هم فيه من شرك، وما عاندوا فيه الرسالة، حالهم بل ومقالهم أنهم هم أصحاب النجاة ?وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى?[فصلت:50]، فهم ينكرون أنهم سيكونون في خسارة، و ينكرون -طائفة أخرى منهم- أن يكون الإنسان سيرجع إلى خسارة، وأنه لن ينجوا إلا أهل الإيمان، فأكد الله جل وعلا ذلك لأجل إنكارهم بالمقال والفعل وبالحال، بقوله ?إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ?[العصر:2]، يعني إن جنس الإنسان، الألف واللام هذه للجنس (الـ) الجنسية، (الْإِنسَانَ) يعني جنس الإنسان (إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ), جنس الإنسان في خسر، يعني في خسارة عظيمة، إلا ما اُستثني، وهذا نوع آخر من شد الذهن لقبول الكلام، (إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ)؛ كل الناس، كل الإنسان في هلاك وخسارة، ثم استثنى فقال (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا)، هؤلاء الذين استثناهم الله جل وعلا هم أصحاب هذه المسائل الأربعة التي ذكرها الشيخ رحمه الله تعالى، (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا)،؛ والإيمان علم وعمل، أليس كذلك؟ الإيمان قول وعمل واعتقاد؛ هذا الاعتقاد هو العلم، لأن العلم مورده القلب والعقل، هذا العلم، فأهل العلم ناجون من الخسارة ?إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ? [العصر:3]، ألم نقل: إن الإيمان قول وعمل واعتقاد، وهنا قال (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) فعطف بالواو العمل على الإيمان، وأهل اللغة -النحاة- يقولون إن الواو تأتي كثيرا للمغايرة، فهل معنى ذلك أن العمل غير الإيمان؟ وأن مسمى الإيمان لا يدخل فيه العمل؟ الجواب لا, ذلك لأن المغايرة تكون بين حقائق الأشياء, وحقيقة الإيمان أكبر من حقيقة العمل؛ لأن العمل جزء من الإيمان؛ العمل بعض الإيمان، وعطف الخاصّ بعد العام يأتي كثيرا، وكذلك عطف العام بعد الخاص يأتي كثيرا بالواو, من مثل قول الله جل وعلا ?مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ?[البقرة:98]، هنا (وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ) أليسا من الملائكة؟ لما عطفهم على الملائكة؟ عطفٌ للخاص بعد العام، إذن لماذا يعطف الخاص على العام مع دخول الخاص في العام؟ لابد يكون له قصد، لابد يكون ثَم فائدة، الفائدة التنبيه على أنه في الحكم مثل الأول، ولهذا قال جل وعلا هنا (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)، والشيخ رحمه الله تعالى فهم ذلك؛ فقال (يجب علينا تعلم أربع هذه المسائل)، فذكر العلم ثم العمل؛ لأنه قال وعملوا الصالحات، فلما عطف الخاص على العام دل على شرفه، وعلى أنه يهتم به، وعلى مزيد مكانته، ثم لأنه في الحكم مثل الأول، قال جل وعلا بعد ذلك، (وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) يعني دعا بعضهم بعضا إلى الحق، ودعا بعضهم بعضا إلى الصبر، وهذه هي المسائل الأربعة.
الصبر (وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)؛ الصبر أقسام ثلاثة: صبر على الطاعة، وصبر عن المعصية، وصبر على قدر الله المؤلم بل صبر على أقدار الله التي تسرّ والتي تؤلم، هذه أنواع الصبر الثلاثة؛ صبر على الطاعة، وصبر عن المعصية، وصبر على قدر الله، وكلها يحتاج إليها العالمون، العاملون، الدعاة.
{ الشيخ : صالح آل الشيخ }









قديم 2012-04-10, 18:19   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
تصفية وتربية
مشرفة القسم الاسلامي للنّساء
 
الصورة الرمزية تصفية وتربية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حيّاكم الله
هذه بعض الفوائِد أنقلها من بعض الشُروحات

الفائِدة الأولى أنقلها من شرح الشيخ: عبد الرزاق بن عبد المحسن العبّاد البدر -حفظهما الله-، وقد ذكرها الشيخ -حفظه الله- في شرحه لقول الإمام الشافعي -رحمه الله-:

قال الشيخ:
(قال أحد أئِمة الدعوة وهو الشيخ: عبد اللطيف بن عبد الرحمن -رحمه الله تعالى- تعليقًا على مقولة الشافعي هذه؛ لماذا قال الشافعي لكفتهم؟ قال -رحمه الله-: قلت: لأنّها تتضمن الأصول الدينية، والقواعد الإيمانية، والشرائع الإسلامية والوصايا المرضية. أهـ
هذا كلّه جمعته هذه السورة الوجيزة البليغة. هل معنى قوله: أنها لكفتهم، هل معنى ذلك أنها تُغنِي عن دراسة أمور الشريعة؟ وتُغنِي عن الفِقه في الدِّين وتعلُّم الأحكام ومسائل الدِّين؟ هل هذا معنى كلامه؟ هل هذا هو المراد؟ الجواب: لا. لكن المراد به -كما أوضحت- أن كفى بها واعِظًا جامِعًا موجزًا بليغًا في الحثِّ على العِلم والعمل والدعوة والصبر، كفى بها دلالة على ذلك، ليس المراد أنها كافية ومُغنية للإنسان في طلب العلم.
ولهذا الشيخ عبد اللطيف نُقِل له كلام شخص يُوصي صاحبه، كتب لصاحبه وصيّة، وكأن صاحبه أراد أن يرحل في طلب العِلم على العُلماء وعلى المشايخ، فكتب له أخ له يوضيه، قال لأخيه: يكفيك لطلب العلم سورة العصر.
يعني: لا يحتاج ترحل إلى العُلماء ولا يحتاج إلى أن تقرأ الكُتُب وتطّلع على كلام العُلماء، يكفيك لطلب العلم سورة العصر، يعني لا ترحل للطلب، ولا تقرأ على العُلماء ولا تدرس الكُتب، يكفيك سورة العصر. وهذا من سُوء الفهم لكلام أهل العلم، سمِع بكلام الشافعي وقوله: لكفتهم وفهمه فهمًا خاطِئًا.
فكتب الشيخ عبد اللطيف -رحمه الله- كلامًا في ردِّ هذه المقالة، وبيانًا لِمراد كلام الشافعي -رحمه الله-. قال: "اِعلم أنّ قول الشافعي -رحمه الله- فيه دلالة ظاهرة على وجوب طلب العِلم، -خلافا لفهم هذا الشخص قال يكفيك عن طلب العلم أن تقرأ سورة العصر-.
قال رحمه الله: "اِعلم أن قول الشافعي -رحمه الله- فيه دلالة ظاهرة على وجوب طلب العلم مع القدرة في أي مكان، ومن اِستدل به على ترك الرحلة والاِكتافاء بمُجرد التفكّر في هذه السُورة فهو خلِيّ الذِهن من الفهم والعلم والفكرة، إن كان في قلبه أدنى حياة ونهمة للخير، لأن الله اِفتتحها بالاِقسام بالعصر الذي هو زمن تحصيل الأرباح للمؤمنين، وزمن الشقاء والخُسران للمُعرضين الضالِّين، وطلب العِلم ومعرفته ما قُصِد به العبد من الخِطاب الشرعي أفضل الأرباح، وعنوان الفلاح، والإعراض عن ذلك علامة الإفلاس والإبلاس. فلا ينبغي للعبد العاقل العارف أن يُضيِّع أوقات عُمُره وساعات دهره إلاّ في طلب العِلم النّافع والميراث المحمود، كما قيل في المعنى شِعرًا:
أليس من الخُسران أنّ الليالي تمر بلا نفع وتُحسب من عُمري"
انتهى كلامه رحمه الله تعالى وفيه إيضاح وافي وبيان شافي لمُراد الإمام الشافعي رحمه الله تعالى من مقولته: "لو فكّر النّاس في هذه السورة لكفتهم" (*)) أهـ
من شرح الشيخ عبد الرزاق البدر -حفظه الله- على ثلاثة الأصول، الشريط الثاني، الدقيقة: 69.
لمن أراد تحميل الشريط: هنا
والله الموفق
__________________
* توضيح بالنسبة لذِكر الشيخ حفظه الله لمقولة الإمام الشافعي بذلك اللفظ: (لو فكّر النّاس في هذه السورة لكفتهم)، كلام الشيخ هذا نقله عن الشيخ حمّاد الأنصاري -رحمه الله- حيث قال أنه لم يعثر على كلام الشافعي -رحمه الله- باللفظ الذي ذكره الإمام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله-، وإنما عثر عليه في مناقب الشافعي للبيهقي باللفظ الذي ذكره الشيخ عبد الرزاق، أي: (لو فكّر الناس ...).










قديم 2012-04-10, 18:26   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
تصفية وتربية
مشرفة القسم الاسلامي للنّساء
 
الصورة الرمزية تصفية وتربية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

والفائِدة الثّانية أنقلها من شرح الشيخ: عُبيد بن عبد الله الجابري -حفظه الله-، وهي فائدة نفيسة تتعلّق بباب القول والعمل واختلاف الفرق الضالّة عن فهم أهل السُنة والجماعة:

قال -حفظه الله ورعاه-:
( تكملة الآية قوله تعالى "وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ" في الآية غير ما تقدم من العلم بـلا اله إلا الله و هو العلم بمعناها و العمل بمقتضاها أي ما تدل عليه وما تتطلبه من العباد أمران آخران:
* ففي قوله "وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ" دليل على أن الفاسق الملي عاصي أهل القبلة لا يخرج من مسمى الإيمان وهذا ما اجمع عليه أهل السنة والجماعة، فقالوا في الفاسق الملي انه مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته، أو يقولون مؤمن ناقص الإيمان خلافا للخوارج و المعتزلة، عرفنا مذهب أهل السنة و الجماعة وعقيدتهم في الفاسق الملي و هذا خلاف الخوارج و المعتزلة، فإن الخوارج يكفرون مرتكب الكبيرة في الدنيا ويستحلون دمه وماله وإن مات دون توبة فهو عندهم خالدُ ومخلدُ في النار. ومذهب المعتزلة يخرجون الفاسق الملي من الإسلام ولا يكفرونه بل يجعلونه في منزلة بين المنزلتين لا مؤمن ولا كافر وأما في الآخرة فيقولون إن مات دون توبة فهو خالدُ مخلدُ في النار فوافقوا الخوارج في حكمه في الآخرة واختلقوا معهم في حكمه في الدنيا و كلتا الطائفتين قد ضلت وأضلت و هدى الله سبحانه و تعالى أهل السنة والجماعة إلى القول الحق والمعتقد الصحيح والمنهج السديد، إذ كان عملهم وفق النصوص من القران و سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم فجمعوا بين الوعد والوعيد فقالوا أي: أهل السنة و الجماعة إن مرتكب الكبيرة في الدنيا مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته و أما في الآخرة فهو تحت مشيئة الله إن شاء الله غفر له و رحمه و ادخله الحنة و إن شاء عذبه تحت مشيئة الله، و سيأتي كما قدمنا لهذا مزيد بيان و تفصيل لاحق إن شاء الله تعالى.

* والأمر الثاني الذي تضمنته الآية في قوله تعالى " وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ " فيه دليل على إحاطة علم الله سبحانه وتعالى بأعمال العباد و مجازاتهم عليها وهذا يقتضي من العبد مراقبة الله عزوجل في السر و العلانية. و الله اعلم و صلى الله و سلم نبينا محمد)
أهـ من كتاب إتحاف العُقول بشرح ثلاثة الأصول، ص: 27-28.
وأعتذر على التطويل










قديم 2012-04-13, 15:35   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
تصفية وتربية
مشرفة القسم الاسلامي للنّساء
 
الصورة الرمزية تصفية وتربية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حيّاكم الله جميعًا

قال المصنف رحمه الله:
(اِعْلَمْ رَحِمَكَ اللهُ)
فيه تطلف بالمُتعلّم -كما سبق-
(أَنَّهُ يَجِبُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ)
يجب وجوبًا عينيًا
(ثَلَاثِ هَذِهِ المَسَائِلِ)
- هذه المسائل صلة لما قبلها، فالأولى عملية وهذه اِعتقادية، فيجب على المسلم تعلّمها مع المسائل الأربعة لأن فيها بيان لأصل الدِّين وقاعدته.
(الأُولَى: أَنَّ اللهَ خَلَقَنَا, وَرَزَقَنَا, وَلَمْ يَتْرُكَنَا هَمَلاً)
- الخلق هو الإيجاد من العدم.
- أثبت المؤلف رحمه الله في هذه الجزئية توحيد الرُبوبية وتوحيد الأسماء والصِفات؛ الخلق والرزق: توحيدًا للربوبية، ويستنبط منها اِسمي: الخالق والرزاق.
- فالله خلق الخلق لغاية عظيمة وهي: توحيده وعباده واِبتلاءهم في ذلك (أي في عبادته)، والدليل قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا)، وقوله: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، قال بن عباس -رضي الله عنهما: أي يوحدون.
والظن بأن الله خلقنا عبثًا فيه قدح في حكمة الله.
والله أعلم والله الموفق
________
المصادر: شرح الشيخ صالح آل الشيخ، الشيخ عُبيد الجابري، الشيخ هيثم سرحان -حفظهم الله- جميعًا-.










قديم 2012-04-13, 15:36   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
تصفية وتربية
مشرفة القسم الاسلامي للنّساء
 
الصورة الرمزية تصفية وتربية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وهذه فائِدة ذكرها الشيخ: محمد بن آمان الجامي -رحمه الله- في شرحه:

إعلم انه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم المسائل الثلاث ، المسائل موصوفة بالثلاث صفة، الصفة والموصوف كلاهما معرفان الثلاث لأن المفرد مسألة لذلك تذكر وهذا هو التعليل السليم إن شاء الله الذي هو الأصل قبل أن يقع شئ من التصحيف والأخطاء المطبعية ، تعلم المسائل الثلاث
.









قديم 2012-04-13, 15:55   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
أبوعبد اللّه 16
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبوعبد اللّه 16
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تكملة على ما قالته الاخت ألم الفراق،
صفات الله كثيرة جدا، فعقيدة اهل السنة و الجماعة، ان يسمّوا الله بما سمّى به نفسه في كتابه، و بما سمّاه به رسوله صلى الله عليه و سلم، و الاسماء لا تُستنبط من الصفات، يعني ليس كل صفة تدل على اسم، فمن صفات الله تعالى " و أنه هو اضحك و ابكى" 43 سورة النجم، فمن صفات الله تعالى انه يُضحك و يُبكي، لكن هل نستنبط من هاتين الصفيتين اسمين مثلا اسم "المٌضحك" و " المٌبكي"، هذا خطأ.
لكن العكس صحيح، كل اسم يدل على صفة، مثلا اسم الرزاق، يدل على صفة الزرق، و هكذا.

من كلام الشيخ الالباني ان لم تخنّي الذاكرة.










قديم 2012-04-14, 17:25   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
راجي الصّمدِ
عضو متألق
 
الصورة الرمزية راجي الصّمدِ
 

 

 
الأوسمة
مبدع في خيمة الجلفة 
إحصائية العضو










افتراضي أسأل الله للجميع دوام التّوفيق والسّداد....اللهمّ آمين ...

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال المؤلف رحمه الله تعالى:
(اعلم رحمك الله أنه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم ثلاث هذه المسائل والعمل بهن) ،
(اعلم رحمك الله): تقدم القول فيها في الدروس الماضية.

قوله: (أنه يجب على كل مسلم ومسلمة)، الوجوب هنا وجوب شرعي،
الواجب لغة هو الساقط واللازم، أما في الاصطلاح فهو ما أمر به الشارع أمراً جازماً،
أو على وجه الإلزام، هذا الواجب على الناحية الاصطلاحية.

فاعله يؤجر على فعله، وتاركه يستحق العقاب على تركه.

هذا تعريف الواجب من الناحية الشرعية الاصطلاحية.

وقد ذكرنا في الدرس الماضي أن الواجب قسمان: واجب عيني، وواجب كفائي،
وهذا الذي يتحدث عنه المصنف رحمه الله هو الوجوب العيني، يجب على كل مسلم ومسلمة،
لا فرق في الواجبات الشرعية بين المسلم والمسلمة،
الأصل أن المسلم والمسلمة يتَّحدان في الواجبات الشرعية، إلا ما نُص عليه في الشرع
أنه خاص بالرجال كالجهاد وصلاة الجماعة وصلاة الجمعة.

قال رحمه الله (أنه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم ثلاث هذه المسائل ) ،
بعد أن انتهى من المسائل الأربع الأولى بدأ بمسائل جديدة، وهذه المسائل ثلاث
مسائل يجب على المسلمين تعلُّمها، قال:

" ( الأولى: أن الله خلقنا ) " أي أن الله سبحانه وتعالى أوجدنا من العدم،
قال سبحانه { هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ } [ الأنعام/2]
وقال{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [ البقرة/21]،
الذي خلقكم،وقال سبحانه{ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ } [ الزمر/62]،
فالله سبحانه وتعالى هو الذي أوجدنا من العدم.

"( ورزقنا) " أي الله سبحانه وتعالى هو الذي تكفل برزقنا وهو الذي يقوم على رزقنا،
قال سبحانه { اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاء بِنَاء وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ
وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }
[ غافر/64]،
وقال { إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ } [ الذاريات/58]،
والآيات في هذا المعنى كثيرة.

ثم قال المصنف رحمه الله: ( ولم يتركنا هملا بل أرسل إلينا رسولا
ولم يتركنا: أي خلقنا الله سبحانه وتعالى ورزقنا ولم يتركنا هملا،
الهمل: هو المهمَل المتروك بلا رعاية ولا عناية، أي لم يتركنا الله بلا أمر ولا نهي
ولا بيان لمِا نحتاجة في ديننا ودنيانا، بل أمرنا ونهانا وبيَّن لنا طريق الخير
وطريق الهداية، فلم يخلقنا الله سبحانه وتعالى عبثاً وسُدًى،
قال سبحانه:{ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ *
فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ } [ المؤمنون/116/115]،
وقوله: "وقال { أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى * أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى *ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى }"،
فالله سبحانه وتعالى خلقنا ورزقنا لحكمة عظيمة، وهي أن نعبده سبحانه، قال جل في علاه
{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ
وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ } [ الذاريات/58/57/56]،
ولم يخلقنا الله سبحانه وتعالى في هذه الدنيا أو لهذه الدنيا كي نرتع ونعيش ونتمتع بها،
بل خلقنا الله سبحانه وتعالى وأوجدنا في هذه الدنيا كي نعمل ونطيع ونَجِدّ ونجتهد
في طاعة الله تبارك وتعالى، كي نحصل على ما وعدنا الله تبارك وتعالى به من خيرا ت الآخرة ونعيمها


شبكة الدّين القيّم...









قديم 2012-04-06, 18:01   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
تصفية وتربية
مشرفة القسم الاسلامي للنّساء
 
الصورة الرمزية تصفية وتربية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حيّاكم الله جميعًا

قال المصنف -رحمه الله-: والدليل قوله تعالى: (والعصر * إن الإنسان لفي خير * إلاّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)

* العصر: وهو الزمان، وأقسم به الله لشرفه، لأن أشرف ما أُعطِيَ الإنسـان وهو عمره ليُطيع الله فيه، فبِسببه عرف الله وبسببه شرُف -إن كان من أهل الجنّة-.
وقال العلامة الجامي -رحمه الله- في شرحه على ثلاثة الأصول أن المقصود بالعصر هو عصر الصحابة، لأنه عصر ممتاز، أو المقصود هي صلاة العصر لأنها الصلاة الوسطى على الصحيح من قولي العُلماء. وبذلك قال الشيخ عُبيد الجابري حفظه الله في شرحه.

* إن الإنسان لفي خُسر: جواب القسم، واللام أتت زيادة للتوكيد، والإنسان يشمل جنس الإنس كلهم، ثم استثنى تعالى وقال: (إلا الذين آمنوا): وهم أصحاب المسائل الأربعة "كما قال الشيخ صالح آل الشيخ"، والإيمان عند أهل السنة والجماعة قول وعمل واعتقاد.

* وعملوا الصالحات: عطف العام على الخاص للتنبيه على أهميته، لأن حقيقة الإيمان أكبر من العمل، فالعمل جزء من الإيمان. ولا بد للعمل الصالح من شرطين: الإخلاص والمتابعة.

وقد ذكر الشيخ عبد الله بن عبد الوهاب رحمه الله لطيفة طيِّبة في تفسيره لسورة العصر حيث قال:
(وهنا ذكرت مرتبتين: الإيمان والعمل الصالح، فإن علم وعمل فإنه يتنقل إلى مرتبة ثالثة وهي التواصي بالحق، فإن هو حقّق ذلك فعليه مرتبة رابعة وهي الصبر على أذى النّاس؛ فهذه أربع مراتب إذا عمِل بها الإنسان صار من أولياء الله المتّقين) أهـ بتصرف يسير.

- وقد اِستدل بها الشيخ رحمه الله لأنها بيّنت طرقين لا ثالث لهما: طريق الخُسران، وهوطريق الكُفار وهم الأكثر، والثاني طريق النجاة والفوز برضا الله.

والله أعلم والله الموفق

المصادر: شرح الشيخ صالح آل الشيخ، شرح الشيخ محمد بن آمان الجامي رحمه الله وشرح الشيخ عُبيد الجابري حفظه الله.











قديم 2012-04-06, 18:25   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
راجي الصّمدِ
عضو متألق
 
الصورة الرمزية راجي الصّمدِ
 

 

 
الأوسمة
مبدع في خيمة الجلفة 
إحصائية العضو










افتراضي أثابكم الله جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم ....

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال: ( والدليل قوله تعالى ) الدليل على كل ما تقدم ؛
( قوله تعالى: { والعصر } ) [العصر: 1].
الواو واو القسم، وحروف القسم ثلاثة: الواو والباء والتاء ،
وهذه الواو واو القسم، والعصر هو الزمن، الوقت ، وهذا الوقت
أقسم الله – سبحانه وتعالى – به، وعظّمه،
ولله أن يعظم ما يشاء من خلقه، أما نحن فلا نقسم إلا بالله ؛
لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال:
" من كان حالفاً فليحلفْ بالله أو ليصمتْ ".
و قال – عليه الصلاة والسلام -:
"من حلف بغير الله فقد أشرك " ،
فنحن ليس لنا أن نحلف إلا بالله ،
والله – تبارك وتعالى – له أن يعظم من خلقه من يشاء .
( إن الإنسان لفي خسر ) [العصر: 2].
خسران، في ضياع ، جنس الإنسان في ضياع .
قال ( إلا الذي آمنوا وعملوا الصالحات ) [العصر: 3]
استثناء من الإنسان ، فالذين جمعوا بين الإيمان القلبي والعمل
بالجوارح والأركان وما سيأتي ليسوا بخاسرين
( وتواصوا بالحق ) [العصر: 3].
أي أوصى بعضهم بعضاً بالحق، والحق ضد الباطل، وهو هنا
بمعنى الإيمان والعمل. وتواصوا بالحق: أي تواصوا بالإيمان بالله
سبحانه وتعالى ، والعمل بطاعة الله تبارك وتعالى
( وتواصوا بالصبر ) [العصر: 3]
أي أوصى بعضهم بعضاً بالصبر على طاعة الله – تبارك وتعالى ،
وعن محارم الله، وعلى أقدار الله .

شبكة الدّين القيّم..









قديم 2012-04-07, 06:03   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

وقوله سبحانه : ( والعصر ) .

الواو : واو القسم ، والعصر اسم مقسم به مجرور وعلامة جره الكسرة والمراد به الوقت والزمان .

أقسم الله - تعالى - بالزمان والوقت وهو مخلوق ، والله - جل وعلا -
يقسم بما شاء من الخلق ، والمخلوق لا يقسم إلا بالله ، والله لا يقسم إلا بشيء له أهمية ، وفيه آية من آياته - سبحانه وتعالى - فهذا الزمان فيه عبرة وله أهمية ، ولذلك أقسم الله بالعصر ، وبالليل إذا يغشى ، وأقسم بالضحى .

أما المخلوق فإنه لا يقسم إلا بالله ، ولا يجوز لنا أن نحلف بغير الله ، قال - صلى الله عليه وسلم - : من حلف بغير الله فقد كفر أو أشركوقال من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت

فالله يقسم بما شاء ولا يقسم إلا بما له أهمية وفيه عبرة ، ما هي العبرة في هذا الزمان ؟ العبر عظيمة تعاقب الليل والنهار ، وتقارضهما ، هذا يأخذ من هذا ، وهذا يأخذ من هذا ، يطول هذا ، ويقصر هذا ، تعاقبهما على هذا النظام العجيب الذي لا يتخلف ولا يتغير .

هذا دليل على قدرة الله - سبحانه وتعالى - ثم ما يجري في هذا الوقت من الحوادث والكوارث ومن المصائب ومن النعم ومن الخيرات ، ما يجري في هذا الوقت هذا من العبر ، وكذلك فإن الليل والنهار مجال للعمل الصالح قال تعالى : أي يتعاقبان يخلف هذا هذا لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا وفي بعض القراءات : ( لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذْكُرَ ) .

فالليل والنهار كسب عظيم لمن استغلهما في طاعة الله - عز وجل - ومجال العمل هو الليل والنهار ، ما عندك غير الليل والنهار ، هما مجال العمل والكسب الطيب للدنيا والآخرة ، في الليل والنهار عبر وفوائد لذلك أقسم الله بالعصر .

ما هو جواب القسم ؟ هو قوله : ( إن الإنسان لفي خسر ) الإنسان جميع بني آدم لم يستثن أحدا لا الملوك ولا الرؤساء ، ولا الأغنياء ، ولا الفقراء ، ولا الأحرار ، ولا العبيد ، ولا الذكور ولا الإناث . فـ " أل " في الإنسان للاستغراق ، كل بني آدم في خسر ؛ أي في خسارة وهلاك إذا ضيعوا هذا الوقت الثمين ، واستعملوه في معصية الله ، وفيما يضرهم .

وهذا الوقت الذي هو رخيص عند كثير من الناس يطول عليهم الوقت يملون ويقولون : نريد قتل الوقت ، يأتون بالملهيات ، أو يسافرون للخارج لقضاء العطلة والوقت ، أو يضحكون ويمزحون لقطع الوقت ، فهؤلاء الذين قطعوه وضيعوه سيكون خسارة وندامة عليهم يوم القيامة ، وهو مصدر سعادتهم لو حافظوا عليه .

فجميع بني آدم في خسارة وهلاك إلا من اتصف بأربع صفات هي : العلم ، والعمل ، والدعوة إلى الله ، والصبر على الأذى .

فمن اتصف بهذه الصفات الأربع نجى من هذه الخسارة .

ولا يمكن الإيمان بالله إلا بالعلم الذي هو معرفة الله.

وعملوا الصالحات :
أي عملوا الأعمال الصالحة من واجبات ومستحبات ، فاستغلوا وقتهم بعمل الصالحات بما يفيدهم في دينهم ودنياهم، حتى العمل للدنيا فيه خير وفيه أجر إذا قصد به الاستعانة على الطاعة ، فكيف بالعمل للآخرة ، المهم أنك لا تضيع الوقت بل تستعمله في شيء يفيدك وينفعك .

وتواصوا بالحق : أمروا بالمعروف ، ونهوا عن المنكر ، ودعوا إلى الله - عز وجل - وعلموا العلم النافع ، ونشروا العلم والخير في الناس أصبحوا دعاة إلى الله - عز وجل - .

وتواصوا بالصبر : صبروا على ما ينالهم ، والصبر في اللغة : الحبس ، والمراد به هنا : حبس النفس على طاعة الله ، وهو ثلاثة أنواع :

الأول : صبر على طاعة الله .

الثاني : صبر عن محارم الله .

الثالث : صبر على أقدار الله .

فالأول : صبر على طاعة الله ، لأن النفس تريد الكسل وتريد الراحة ، فلا بد أن يصبرها الإنسان على الطاعة وعلى الصلاة وعلى الصيام وعلى الجهاد في سبيل الله وإن كانت تكره هذه الأمور ، يصبرها ويحبسها على طاعة الله .

والثاني : صبر على محارم الله ، النفس تريد المحرمات والشهوات ، تميل إليها وتنزع إليها ، فلا بد أن يربطها ويحبسها عن المحرمات ، وهذا يحتاج إلى صبر ، وليس من السهل منع النفس عن الشهوات المحرمة ، من ليس عنده صبر فإن نفسه تتغلب عليه وتجنح إلى المحرمات .

الثالث : الصبر على أقدار الله المؤلمة : المصائب التي تصيب الإنسان من موت قريب ، أو ضياع مال ، أو مرض يصيب الإنسان ، لا بد أن يصبر على قضاء الله وقدره لا يجزع ولا يتسخط بل يحبس اللسان عن النياحة والتسخط ويحبس النفس عن الجزع ، ويحبس الجوارح عن لطم الخدود وشق الجيوب . هذا هو الصبر على المصائب .

أما المعائب فلا يصبر عليها بل يتوب إلى الله وينفر منها ؛ ولكن عند المصائب التي لا دخل لك فيها ، بل هي من الله - عز وجل - قدرها عليك ابتلاء وامتحانًا أو عقوبة لك على ذنوب فعلتها ، كما في قوله تعالى : وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ .

فإذا حصلت للمسلم مصيبة في نفسه أو ماله أو ولده أو قريبه أو أحد إخوانه من المسلمين فعليه بالصبر والاحتساب قال تعالى : الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ هذا هو الصبر ، ومن ذلك الصبر على الأذى في الدعوة إلى الله - عز وجل - فإن هذا من المصائب فعليك أن تصبر على ما تلقى من الأذى في سبيل الخير ، ولا تنثني عن فعل الخير ؛ لأن بعض الناس يريد فعل الخير لكن إذا واجهه شيء يكرهه قال : ليس من الواجب علي أن أدخل نفسي في هذه الأمور ، ثم يترك التعليم إن كان معلمًا ، يترك الدعوة إلى الله ، يترك الخطابة إن كان خطيب مسجد ، يترك إمامة المسجد ، يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، هذا لم يصبر على ما ناله من الأذى .

وإذا كنت مخطئًا عليك بالرجوع إلى الحق والصواب
، أما إن كنت على حق ولم تخطئ فعليك بالصبر والاحتساب واستشعر أن هذا في سبيل الله - عز وجل - وأنك مأجور عليه ، وتذكر ما حصل للأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - من الأذى وكيف صبروا وجاهدوا في سبيل الله حتى نصرهم الله - عز وجل - .
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً
لفضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان حفضه الله.










قديم 2012-04-07, 08:51   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
ريحانة الجزائرية
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

سورة العصر

قوله تعالى : والعصر إن الإنسان لفي خسر .

العصر : اسم للزمن كله أو جزء منه .

ولذا اختلف في المراد منه ، حيث لم يبين هنا .

فقيل : هو الدهر كله ، أقسم الله به لما فيه من العجائب ، أمة تذهب وأمة تأتي ، وقدر ينفذ ، وآية تظهر ، وهو هو لا يتغير ، ليل يعقبه نهار ، ونهار يطرده ليل ، فهو في نفسه عجب .

كما قيل :

موجود شبيه المعدوم ، ومتحرك يضاهي الساكن .

كما قيل :


وأرى الزمان سفينة تجري بنا نحو المنون ولا نرى حركاته
فهو في نفسه آية ، سواء في ماضيه لا يعلم متى كان ، أو في حاضره لا يعلم كيف ينقضي ، أو في مستقبله .

واستدل لهذا القول بما جاء موقوفا على علي رضي الله عنه ، ومرفوعا من قراءة شاذة : " والعصر ونوائب الدهر " . وحمل على التفسير إن لم يصح قرآنا ، وهذا المعنى مروي عن ابن عباس .

وعليه قول الشاعر :


سبيل الهوى وعر ، وبحر الهوى غمر ويوم الهوى شهر ، وشهر الهوى دهر


وقيل العصر : الليل والنهار .

[ ص: 88 ]
قال حميد بن ثور :


ولم يلبث العصران يوم ليلة إذا طلبا أن يدركا ما يتمما
والعصران أيضا : الغداة والعشي .

كما قيل :


وأمطله العصرين حتى يملني ويرضى بنصف الدين والأنف راغم
والمطل : التسويف وتأخير الدين .

كما قيل :


قضى كل ذي دين فوفى غريمه وعزه ممطول معنى غريمها
وقيل : إن العشي ما بعد زوال الشمس إلى غروبها ، وهو قول الحسن وقتادة .

ومنه قول الشاعر :


تروح بنا يا عمرو قد قصر العصر وفي الروحة الأولى الغنيمة والأجر
وعن قتادة أيضا : هو آخر ساعة من ساعات النهار ، لتعظيم اليمين فيه ، وللقسم بالفجر والضحى .

وقيل : هو صلاة العصر لكونها الوسطى .

وقيل : عصر النبي صلى الله عليه وسلم أو زمن أمته ; لأنه يشبه عصر عمر الدنيا .

والذي يظهر والله تعالى أعلم : أن أقرب هذه الأقوال كلها قولان : إما العموم بمعنى الدهر للقراءة الشاذة ، إذ أقل درجاتها التفسير ، ولأنه يشمل بعمومه بقية الأقوال .

وإما عصر الإنسان أي عمره ومدة حياته الذي هو محل الكسب والخسران لإشعار السياق ، ولأنه يخص العبد في نفسه موعظة وانتفاعا .

ويرجح هذا المعنى ما يكتنف هذه السورة من سور التكاثر قبلها ، والهمزة بعدها ، إذ الأولى تذم هذا التلهي والتكاثر بالمال والولد ، حتى زيارة المقابر بالموت ، ومحل ذلك هو حياة الإنسان .

[ ص: 89 ]
وسورة الهمزة في نفس المعنى تقريبا ، في " الذي جمع مالا وعدده ، يحسب أن ماله أخلده " . [ 104 \ 2 - 3 ]

فجمع المال وتعداده في حياة الإنسان ، وحياته محدودة ، وليس مخلدا في الدنيا ، كما أن الإيمان وعمل الصالحات مرتبط بحياة الإنسان .

وعليه ، فإما أن يكون المراد بالعصر في هذه السورة العموم لشموله الجميع وللقراءة الشاذة ، وهذا أقواها .

وإما حياة الإنسان ، لأنه ألزم له في عمله ، وتكون كل الإطلاقات الأخرى من إطلاق الكل ، وإرادة البعض ، والله تعالى أعلم .

وقوله : إن الإنسان لفي خسر .

لفظ الإنسان وإن كان مفردا ، فإن أل فيه جعلته للجنس .

وقد بينه الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه في دفع إيهام الاضطراب ، وتقدم التنبيه عليه مرارا ، فهو شامل للمسلم والكافر ، إلا من استثنى الله تعالى .

وقيل : خاص بالكافر ، والأول أرجح للعموم .

و " إن الإنسان لفي خسر " جواب القسم ، والخسر : قيل : هو الغبن ، وقيل : النقص ، وقيل : العقوبة ، وقيل : الهلكة ، والكل متقارب .

وأصل الخسر والخسران كالكفر والكفران ، النقص من رأس المال ، ولم يبين هنا نوع الخسران في أي شيء ، بل أطلق ليعم ، وجاء بحرف الظرفية ، ليشعر أن الإنسان مستغرق في الخسران ، وهو محيط به من كل جهة .

ولو نظرنا إلى أمرين وهما المستثنى والسورة التي قبلها ، لاتضح هذا العموم ; لأن مفهوم المستثنى يشمل أربعة أمور : عدم الإيمان وهو الكفر ، وعدم العمل الصالح وهو العمل الفاسد ، وعدم التواصي بالحق وهو انعدام التواصي كلية أو التواصي بالباطل ، وعدم التواصي بالصبر ، وهو إما انعدام التواصي كلية أو الهلع والجزع .

والسورة التي قبلها تلهي الإنسان بالتكاثر في المال والولد ، بغية الغنى والتكثر فيه ، وضده ضياع المال والولد وهو الخسران .

[ ص: 90 ]
فعليه يكون الخسران في الدين من حيث الإيمان بسبب الكفر ، وفي الإسلام وهو ترك العمل ، وإن كان يشمله الإيمان في الاصطلاح والتلهي في الباطل وترك الحق ، وفي الهلع والفزع .

ومن ثم ترك الأمر والنهي بما فيه مصلحة العبد وفلاحه وصلاح دينه ودنياه ، وكل ذلك جاء في القرآن ما يدل عليه نجمله في الآتي :

أما الخسران بالكفر . فكما في قوله تعالى . لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين [ 39 \ 65 ] .

وقوله : قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله ، أي : لأنهم لم يعملوا لهذا اللقاء ، وقصروا أمرهم في الحياة الدنيا فضيعوا أنفسهم ، وحظهم في الآخرة .

وأما الخسران بترك العمل ، فكما في قوله تعالى : ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم [ 7 \ 9 ] ، لأن الموازين هي معايير الأعمال كما تقدم : فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره [ 99 \ 7 ] .

ومثله : ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا [ 4 \ 119 ] ، لأنه سيكون من حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون [ 58 \ 19 ] ، أي بطاعتهم إياه في معصية الله .

وأما الخسران بترك التواصي بالحق فليس بعد الحق إلا الضلال ، والحق هو الإسلام بكامله ، وقد قال تعالى : ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين [ 3 \ 85 ] .

وأما الخسران بترك التواصي بالصبر والوقوع في الهلع والفزع ، فكما قال تعالى : ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين
[ 22 \ 11 ] .
شرح أضواء البيان لشنقيطي










قديم 2012-04-09, 18:57   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
عُبيد الله
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عُبيد الله
 

 

 
إحصائية العضو










New1 قَالَ الشَّافِعِيُّ –رًحِمَهُ اللهُ تَعَالَى -....



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

السلام عليكم ورحمة الله

* قَالَ الشَّافِعِيُّ –رًحِمَهُ اللهُ تَعَالَى -: "لَوْ مَا أَنْزَلَ اللهُ حُجَّةً عَلَى خَلْقِهِ إِلَّا هَذِهِ السُّورَةُ لَكَفَتْهُمْ"
وَقَالَ البُخَارِيُّ –رَحِمَهُ اللهُ -: "بَابٌ: العِلْمُ قَبْلَ القَوْلِ وَالعَمَلِ". وَالدَّلِيْلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ﴾[محمد:الآية19]، فَبَدَأَ بِالْعِلْمِ قَبْلَ القَوْلِ وَالعَمَلِ.
*


الشافعي:

هو أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع الهاشمي القرشي، ولد في غزة سنة 150 هـ، وتوفي بمصر سنة 204 هـ، وهو أحد الأئمة الأربعة على الجميع رحمة الله تعالى.
مراده -رحمه الله-:
أنَّ هذه السورة كافية للخلق في الحث على التمسك بدين الله بالإيمان، والعمل الصالح، والدعوة إلى الله، والصبر على ذلك، وليس مراده أنّ هذه السورة كافية للخلق في جميع الشريعة.
وقوله : "لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم"؛
لأنّ العاقل البصير إذا سمع هذه السورة أو قرأها فلا بد أن يسعى إلى تخليص نفسه من الخسران وذلك باتصافه بهذه الصفات الأربع: الإيمان، والعمل الصالح ، والتواصي بالحق والتواصي بالصبر


البخاري:
هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري، ولد ببخارى في شوال سنة أربعة وتسعين ومائة، ونشأ يتيماً في حجر والدته، وتوفي رحمه الله في خرتنك بلدة على فرسخين من سمرقند ليلة عيد الفطر سنة ست وخمسين ومائتين.
استدل -رحمه الله- بقوله –تعالى-
: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ﴾[محمد:الآية19] على وجوب البداءة بالعلم قبل القول والعمل، وهذا دليل أثري يدل على أن الإنسان يعلم أولًا ثم يعمل ثانيًا.
وهناك دليل عقلي نظري يدل على أنّ العلم قبل القول والعمل؛
وذلك لأنّ القول أو العمل لا يكون صحيحًا مقبولًا حتى يكون على وفق الشريعة، ولا يمكن أن يعلم الإنسان أن عمله على وفق الشريعة إلا بالعلم، ولكن هناك أشياء يعلمها الإنسان بفطرته كالعلم بأنّ الله إله واحد فإن هذا قد فطر عليه العبد ولهذا لا يحتاج إلى عناء كبير في التعلُّم، أمّا المسائل الجزئية المنتشرة فهي التي تحتاج إلى تعلم وتكريس جهود.









قديم 2012-04-09, 19:27   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
تصفية وتربية
مشرفة القسم الاسلامي للنّساء
 
الصورة الرمزية تصفية وتربية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حيّاكم الله جميعًا

قول المُصنّف -رحمه الله تعالى-: (قَالَ الشَّافِعِيُّ –رًحِمَهُ اللهُ تَعَالَى -: "لَوْ مَا أَنْزَلَ اللهُ حُجَّةً عَلَى خَلْقِهِ إِلَّا هَذِهِ السُّورَةُ لَكَفَتْهُمْ")

قال العلامة: محمد بن آمان الجامي -رحمه الله-:
"قول الإمام الشافعي هذا يدل على دِقّة فهمه.
- اِستشهد المُصنِّف -رحمه الله- بقول الشافعي لأن هذه السُورة اِشتملت على أن كلّ النّاس آيلون إلى خسارة إلاّ أهل هذه الأوصاف؛ وهم المُؤمنون. فهي أجمع سور القرآن للخير بحذافيره، وقال عنها عمر بن العاص -رضي الله عنه- أنها سورة وجيزة بليغة.

قال المصنف -رحمه الله-: (وَقَالَ البُخَارِيُّ –رَحِمَهُ اللهُ -: "بَابٌ: العِلْمُ قَبْلَ القَوْلِ وَالعَمَلِ". وَالدَّلِيْلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ﴾[محمد:الآية19]، فَبَدَأَ بِالْعِلْمِ قَبْلَ القَوْلِ وَالعَمَلِ)

- ذكر قول اليُخاري لأنها رسالـة عِلم وشرح وبيان للواجب الأول: العِلم، فنبّه طالب العِلم إلى أهمية العِلم حتى أنه قبل القول والعمل، قبل أن تستغفر يجب أن تعلم.
وقد نبّه الشيخ آمان الجامي -رحمه الله- في شرحه على الفرق بين العالم والعابد، كما نصح العابد بتخصيص وقت لطلب العلم.
(ولعلِّي أنقل كلامه لاحقًا إن شاء الله).
والله أعلم والله الموفق

المصادر: شرح الشيخ صالح آل الشيخ والشيخ عبد الرزاق البدر -حفظهما الله- وشرح الشيخ محمد آمان الجامي رحمه الله.










قديم 2012-04-09, 20:28   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
راجي الصّمدِ
عضو متألق
 
الصورة الرمزية راجي الصّمدِ
 

 

 
الأوسمة
مبدع في خيمة الجلفة 
إحصائية العضو










افتراضي أسأل الله أن يوفق الجميع ويجزيه خير الجزاء...

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( قال الشافعي – رحمه الله تعالى- :
لو ما أنزل الله حجةً على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم)
لِمَا اشتملت عليه مما تقدم ،
وهذا القول للشافعي عزاه الشيخ حماد الأنصاري لـ "مناقب الشافعي"
للإمام البيهقي – رحمه الله -، نقله عنه ابنه عبد الأول،
وعزاه ابن رجب لأبي نُعيم بلفظ آخر كما في مصاعد النظر للبقاعي ، ومما ورد في فضائل
سورة العصر، حديث أبي مدينة أنه كان الرجلان من أصحاب رسول
الله – صلى الله عليه وسلم – إذا التقيا لم يفترقا إلا على أن يقرأ أحدهما على الآخر سورة العصر. . . إلخ ،
هذا الحديث لا يصح ؛ قال فيه الذهبي – رحمه الله – في تاريخ الإسلام:
هذا حديث غريب جداً، ورواته مشهورون، وقال في أبي مدينة :
قيل له صحبة ولا يصح. اهـ

وأبو مدينة هذا هو علة الحديث، فلا يوجد فيه جرح ولا تعديل،
ولا تثبت صحبته فهو مجهول، فهذا الخبر لا يصح.
قال المؤلف – رحمه الله -: ( وقال البخاري – رحمه الله – )
البخاري الإمام المعروف محمد بن إسماعيل البخاري، ولد في بخارى
وهي مدينة في أوزبكستان، هي اليوم في شمال أفغانستان، وهو
صاحب كتاب الصحيح ، وفقه البخاري في تبويباته ، قال :
( بابٌ العلم قبل القول والعمل ، والدليل قوله تعالى :
{ فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك } [محمد: 19]؛
فبدأ بالعلم قبل القول والعمل ) فيجب أن يقدّم العلم على العمل ،
فهذه الآية استدل بها البخاري – رحمه الله – على وجوب البداءة بالعلم قبل القول والعمل. والله أعلم

شبكة الدّين القيّم..









 

الكلمات الدلالية (Tags)
مدارسة, الأصول, افتتاح, ثلاثة, رسالة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:27

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc