السلام عليكم..
في حديث للشيخ عن جواز إنشاء الجمعيات...شدني تطرقه وهو يتوسع في ذلك الى قضية البدع التي وضع لها البعض شبه قاموس أو جعل أغلب ممارسات الأفراد المرتبطة بحياتهم اليومية جعلها في زمرة البدع كون تلك الممارسات لم تكن معروفة لدى السلف الصالح..حتى أنني مررت ذات مرة على قول أحدهم من ركب هذا المركب يحذر من استعمال الجرس المنبه لطارق الباب ..كونه من الأدوات المستعملة لدى النصارى....فياترى ذاهبون الى أين نحن بهذا النهج الذي وحتما سيقودنا الى غياهب الجهل والتخلف والقهقرى إن لم يتدخل العلماء الأفاضل ويضعوا حدا لهذا الإنزلاق..
أترككم مع فضيلة الشيخ عبد الرحمان عبد الخالق وأتمنى لكم طيب الإفادة...
ـــــــــــــــــــــــــ
لو جئنا الآن و عملنا نوعا من التنظيم ، نعمل مدارس ابتدائية و ثانوية و جامعات و دراسات عليا و تفصيلات ، هذه التفصيلات هل كانت على عهد رسول الله ؟! ، هل جاء بها القرأن و السنة ؟! ، لا شك أنه لم يأت بها القرآن و السنة و لم تكن في عهد رسول الله ، لكن هل هي تخالف القرآن و تخالف السنة و تخالف إجماع الأمة ؟! ، الجواب : لا ، و هل هذه شرعة يراد بها التعبد ؟! ، الجواب : لا ، هذه من الوسائل ، فإنشاء المدارس و الجامعات و الوسائل الكثيرة التي ظهرت في الدعوة كالمكتبات و دور النشر و الإذاعة و التلفزيون و الشريط المسجل و تنظيم المحاضرات و الندوات و المخيمات و النقابات و الاتحادات هذه الأمور كلها أمور لا شك أنها داخلة في وسائل الدعوة ، و من قال بأن وسائل الدعوة هذه إنما هي توقيفية ، بما أنه يجب الوقف فيها على ما كان عند رسول الله ، فهذا لا شك أنه مخالف للقرآن ، مخالف للسنة ، مخالف لإجماع الأمة ، مخالف لسلف الأمة جميعا ، لأنه مازال المسلمون يستحدثون في هذه الوسائل أشياء كثيرة ما كانت على عهد النبي ، فحلق العلم المنظمة و التلاميذ لكل أستاذ و اعطاء الإجازات العلمية و تقسيم علوم الإسلام إلى علوم للقرآن و علوم للسنة و مصطلح حديث و علوم قواعد و علوم نحو ، و نحو ذلك ، كل ذلك ما كان على عهد النبي ، إنما هذه وسائل ، و أقول للأسف أنه جاء الآن من يدعي العلم و الفهم و الفقه يأتي و يقول وسائل الدعوة هذه وسائل توقيفية كأسماء الله و صفاته ، كما لا يجوز اختراع اسم جديد لله لا يجوز كذلك اختراع وسيلة من وسائل الدعوة إلى الله ، ما هذا الجهل و عدم الفقه و عدم الفهم و العمى ؟! ، هل وسائل العلم التي تستحدث لتسير سبل الدعوة هي كأسماء الله و صفاته توقيفية ، هذا من أعظم الجهل و أقول من بدع بهذا فهو المبتدع ، احفظوا عني هذا من بدع بغير بدعة فهو المبتدع فمن أعظم الشر أن نبدع بغير مبدع ، إذا ما كانت هذه بدعة حقيقة فمن بدع بها ؟! ، فوسائل الدعوة ليست توقيفية و إنما هي أمور مشروعة ، كل أمر لا يخالف الكتاب و لا يخالف السنة و لا يخالف إجماع الأمة و ليس هو بإثم فهذا لا شك أنه وسيلة مشروعة ، كالأمثلة التي ذكرناها ، تنظيم العلوم و تقسيمها ، و تنظيم المدارس و تنظيم المعاهد و تنظيم تلقي العلم و الدعوة إلى الله بطريق جماعي مثلا عمل جماعات للدعوة ، النقابات ، الاتحادات ، المؤسسات ، الجمعيات كل هذه الوسائل لا شك أنها لا تدخل في باب الاستحداث و الابتداع و إنما هي أمور من الوسائل و هذه الوسائل لا شك أنها مشروعة . فكما يجوز القتال بالسيف و الرمح و نحو ذلك من الآلات التي كانت موجودة فكذلك إذا استحدث الناس وسائل جديدة للرمي كالبنادق و الصواريخ و القنابل و الدبابات و الطائرات لا شك أنه يجوز استخدام هذه الوسائل في الجهاد إلى الله ، و الجهاد عبادة ، فإن كان الناس في عهد النبي يحاربون بوسائل معينة هي الموجودة و المتوفرة كالسيف و الرمح و السهم ، فإذا استحدث الناس وسائل أفضل من هذا كوسائل اطلاق الرصاص و الصواريخ و القنابل و الطائرات ، لا شك أن هذه الوسائل كلها يجب الأخذ بها ، فهذه واجب الأخذ بها لأن هذه من باب مالا يم الواجب إلا به فهو واجب ، لا يتم الجهاد الحقيقي إلا بهذا ، و كذلك الدعوة إلى الله تبارك و تعالى الحقيقية لا تتم إلا باتخاذ هذه الوسائل إذن هذه وسائل هي واجبة و لا شك ""