السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعتقد أن الأصل في المنتديات -يا جمانة- أنها للنقاش والحوار ومتابعة ذلك، لا لكتابة المقالات، فضلا عن تلك المنقولات، التي سئمنا -والله- من رؤيتها، فهي تنقل من منتدى إلى منتدى، وكأنها كلام رب العالمين، رغم ما يدخلها من اعتراضات كثيرة وإيرادات، فما أكثر الدعاوى فيها، وما أبعد كثير منها عن البينات، وكم نحتاج إلى آليات قراءة النصوص، حتى نكتشف بعدها التاريخي الأرضي السياسي الحزبي.. شيء من الإدراك والتفطن، والجرأة على استخدام العقول بدل اجترار النقول!
والجواب على ما ورد في كلامك طويل، وإنما أكتفي بما ذكر في القاعدة الثانية، وهو: "أن كل ما صح من سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجب قبوله والعمل به وإن كان آحاداً في العقائد" لأقول بعيدا عن جدل المجادلين ومماحكاتهم، فإن غاية ما يفيده حديث الآحاد الظن، وهذه مسألة يتفق عليها العقلاء، كما يقطعون بالمتواتر عقلا أيضا، ولا معنى لذكر شواهد هي نفسها آحاد وتحتاج إلى إثبات! والظن لا يبنى عليه العلم والقطع (الاعتقاد)، فكيف تقطع بما هو عرضة للتصحيح والتضعيف!
لكن يمكن الأخذ بالحديث الآحادي والاستئناس به في حالة أنه يوافق ما في القرآن الكريم أو لا يعارضه -على الأقل-، لأن القرآن مقطوع بثبوته، والعقائد والمبادئ فيه بينة وجلية، ولا تحتاج إلى بيان من غيرها {تلك آيات الكتاب المبين} {وأنزلنا إليك الكتاب تبيانا لكل شيء} والسؤال الذي ينبغي أن نطرحه على أنفسنا ونفكر فيه مليا هو:
لماذا حفظ القرآن الكريم دون أي كتاب آخر، واتفقت الفرق جميعا على ذلك، أليس حفظ ليكون حجة على العالمين، ومن ذا يقوى على إنكار ذلك؟!
وبيان القرآن الكريم لا يحتاج أيضا إلى وصاية من أحد، كائنا من كان، وفي تفسير الطبري الأثري مثلا، اختلاف كبير بين المفسرين في تفسير بعض الآيات، ويمكن أن نرجح بعض التفسيرات على بعض، انطلاقا من موافقتها على النص من عدم ذلك، فالحاصل النص القرآني هو الحكم أولا وأخيرا في الأمور الاعتقادية، والذين ينكرون هذا المسلك، يريدون أن يثبتوا مسائل وقضايا يعرفون سلفا أن القرآن الكريم لا يمضي عليها!
لا أريد الإطالة ولا أحبذها، لكن من يعترض على هذه النقطة تحديدا، فليبسط حجته، ولتكن بصياغته.. ولنتحاور، لكن دعونا من النقول من هنا وهناك رجاء.
ملاحظة: أسابق اتهام المتهمين، فلست قرآنيا، لأني أومن بالسنة الموافقة للقرآن، أو على الأقل لا تعارضه في أصل من أصوله، كما أعتقد أن السنة -وإن كانت ظنية- نتعبد الله بها، لكن في غير العقائد، بل في فروع الشريعة وهذا مذهب جمهور الأمة.