اثبات التوسل بالأنبياء والصالحين . - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد > أرشيف قسم العقيدة و التوحيد

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

اثبات التوسل بالأنبياء والصالحين .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2007-10-08, 17:01   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أبو بكر
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

حكم التوسل بالأولياء والصالحين



الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده

وبعد:

فإنه نتيجة لبعد كثير من المسلمين عن ربهم وجهلهم بدينهم في هذا الزمن فقد كثرت فيهم الشركيات والبدع والخرافات، ومن ضمن هذه الشركيات التي انتشرت بشكل كبير تعظيم بعض المسلمين لمن يسمونهم بالأولياء والصالحين ودعاؤهم من دون الله واعتقادهم أنهم ينفعون ويضرون، فعظموهم وطافوا حول قبورهم.

ويزعمون أنهم بذلك يتوسلون بهم إلى الله لقضاء الحاجات وتفريج الكربات، ولو أن هؤلاء الناس الجهلة رجعوا إلى القرآن والسنة وفقهوا ما جاء فيهما بشأن الدعاء والتوسل لعرفوا ما هو التوسل الحقيقي المشروع؟

إن التوسل الحقيقي المشروع هو الذي يكون عن طريق طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم بفعل الطاعات واجتناب المحرمات، وعن طريق التقرب إلى الله بالأعمال الصالحة وسؤاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، فهذا هو الطريق الموصل إلى رحمة الله ومرضاته.

أما التوسل إلى الله عن طريق : الفزع إلى قبور الموتى والطواف حولها، والترامي على أعتابها وتقديم النذور لأصحابها، لقضاء الحاجات وتفريج الكربات فليس توسلا مشروعا بل هذا هو الشرك والكفر بعينه والعياذ بالله .

فكل من غلا في حيٍ، أو رجل صالح، أو نحوه، وجعل له نوعا من أنواع العبادة مثل أن يقول إذا ذبح شاة: باسم سيدي، أو يعبده بالسجود له أو يدعوه من دون الله تعالى مثل أن يقول: يا سيدي فلان أغفر لي أو ارحمني أو انصرني أو ارزقني أو أغثني، أو نحو ذلك من الأقوال والأفعال التي هي من خصائص الرب والتي لا تصلح إلا الله تعالى، فقد أشرك بالله شركا أكبر، فإن الله تعالى إنما أرسل الرسل وأنزل الكتب لنعبد الله وحده لا شريك له ولا نجعل مع الله إلها آخر.

والذين كانوا يدعون مع الله آلهةً أخرى مثل اللات والعزى وغيرها لم يكونوا يعتقدون أنها تخلق الخلائق، أو أنها تنزل المطر، وإنما كانوا يعبدونها ويقولون: إنما نعبدهم ليقربونا إلى الله زلفى ويقولون: هم شفعاؤنا عند الله.

فأرسل الله رسله تنهى أن يُدعى أحد من دونه لا دعاء عبادة، ولا دعاء استغاثة، وقال تعالى: (قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا) الإسراء: 56 وقال تعالى: (قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له) سبأ :22 فأخبر سبحانه: أن ما يُدعى من دون الله ليس له مثقال ذرة في الملك وأنه ليس له من الخلق عون يستعين به.

ولقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد، فقال في مرض موته: (لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما صنعوا) وكان ذلك سدا لذريعة الوقوع في الشرك فإن من أكبر أسباب عبادة الأوثان كان بسبب تعظيم القبور بالعبادة ونحوها.

وأما ما جاء في توسل عمر بن الخطاب بالعباس رضي الله عنهما، الذي قد يحتج به البعض، فإن عمر توسل بدعاء العباس لا بشخصه، والتوسل بدعاء الأشخاص غير التوسل بشخصهم بشرط أن يكونوا أحياء؛ لأن التوسل بدعاء الحي نوع من التوسل المشروع بشرط أن يكون المتوسل بدعائه رجلا صالحا. وهذا من جنس أن يطلب رجل الدعاء من رجل صالح حي ثم يطلب من الله أن يقبل دعاء هذا الرجال الصالح الحي له.

أما الميت الذي يذهب إليه السائل ليسأل الله ببركته ويطلب منه العون قد أصبح بعد موته لا يملك لنفسه شيئا ولا يستطيع أن ينفع نفسه بعد موته فكيف ينفع غيره؟! ولا يمكن لأي إنسان يتمتع بذرة من العقل السليم يستطيع أن يقرر أن الذي مات وفقد حركته وتعطلت جوارحه يستطيع أن ينفع نفسه بعد موته فضلا عن أن ينفع غيره، وقد نفى النبي صلى الله عليه وسلم قدرة الإنسان على فعل أي شيء بعد موته فقال: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) فتبين من الحديث أن الميت هو الذي بحاجة إلى من يدعو له ويستغفره له، وليس الحي هو الذي بحاجة إلى دعاء الميت، وإذا كان الحديث يقرر انقطاع عمل ابن آدم بعد موته، فكيف نعتقد أن الميت حي في قبره حياة تمكنه من الاتصال بغيره وإمداده بأي نوع من الإمدادات؟ كيف نعتقد ذلك؟! وفاقد الشيء لا يعطيه والميت لا يمكنه سماع من يدعوه مهما أطال في الدعاء قال تعالى: (والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير، إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم) فاطر:13،14 فنفى الله عنهم الملك وسماع الدعاء ومعلوم أن الذي لا يملك لا يعطي، وأن الذي لا يسمع لا يستجيب ولا يدري، وبينت الآية أن كل مدعو من دون الله كائنا من كان فإنه لا يستطيع أن يحقق لداعيه شيئا .

وكل معبود من دون الله فعبادته باطلة، قال تعالى(ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين، وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله) الآية يونس: 106،107 ويتبين من هذه الآية أن كل مدعو من دون الله لا ينفع ولا يضر، فإذا ما الفائدة من عبادته ودعائه، وهذا فيه تكذيب لأهل الخرافة الذين يقولون ذهبنا للقبر الفلاني أو دعونا الولي الفلاني وتحصل لنا ما نريد، فمن قال ذلك فقد كذب على الله، ولو فرض أن حصل شيء مما يقولون فإنه حصل بأحد سببين:

إن كان الأمر مما يقدر عليه الخلق عادة فهذا حصل من الشياطين لأنهم دائما يحضرون عند القبور، لأنه ما من قبر أو صنم يعبد من دون الله إلا تحضره الشياطين لتعبث في عقول الناس.

وهؤلاء المتوسلون بالأولياء لما كانوا من جنس عباد الأوثان صار الشيطان يضلهم ويغويهم كما يضل عباد الأوثان قديما فتتصور الشياطين في صورة ذلك المستغاث به وتخاطبهم بأشياء على سبيل المكاشفة، كما تخاطب الشياطين الكهان وقد يكون بعض ذلك صدقاً، ولكن أكثره كذب، وقد تقضي بعض حاجاتهم وتدفع عنهم بعض ما يكرهون مما يقدر عليه البشر عادة، فيظن هؤلاء السذج أن الشيخ، أو الولي هو الذي خرج من قبره وفعل ذلك، وإنما هو في الحقيقة الشيطان تمثل على صورته ليضل المشرك المستغيث به، كما تدخل الشياطين في الأصنام وتكلم عابديها وتقضي بعض حوائجهم.

أما إن كان الأمر مما لا يقدر عليه إلا الله كالحياة والصحة والغنى والفقر، وغير ذلك مما هو من خصائص الله، فهذا انقضى بقدر سابق قد كتبه الله ولم يحصل ذلك ببركة دعاء صاحب القبر كما يزعمون.

فينبغي على الإنسان العاقل ألا يصدق مثل هذه الخرافات، وأن يعلق قلبه بالله وينزل حاجته به حتى تقضي ولا يلتفت إلى الخلق لأن الخلق ضعفاء مساكين فيهم الجهل والعجز، وكيف يطلب الإنسان حاجته من مخلوق مثله؟ وقد يكون ذلك المخلوق ميتا أيضا لا يسمع ولا يرى ولا يملك شيئا، ولكن الشيطان يزين للناس ما كانوا يعملون.


الكرامات المزعومة

لقد اختلطت الأمور على كثير من الناس اختلاطا عجيبا جعلهم يجهلون حقيقة المعجزات والكرامات، فلم يفهموها على وجهها الصحيح، ليفرقوا بين المعجزات والكرامات الحقيقية التي تأتي من الله وحده إتماما لرسالته إلى الناس وتأييدا لرسله أو إكراما لبعض أوليائه الصالحين الحقيقيين، لم يفرقوا بينها وبين الخرافات والأباطيل التي يخترعها الدجالون ويسمونها معجزات وكرامات ليضحكوا بها على عقول الناس وليأكلوا أموالهم بالباطل .

ولقد ظن الجهلة من الناس أن المعجزات والكرامات من الأمور الكسبية والأفعال الاختيارية التي تدخل في استطاعة البشر، بحيث يفعلونها من تلقاء أنفسهم وبمحض إرادتهم، وبهذا الجهل اعتقدوا أن الأولياء والصالحين يملكون القدرة على فعل المعجزات والكرامات في أي وقت يشاءون، وما ذلك إلا بجهل الناس بربهم وبحقيقة دينهم.

ونقول لهؤلاء إن تصوير ما يحدث من هؤلاء الدجالين على أنها معجزة أو كرامة لهذا الولي أو ذلك كذب، وإنما هذه الحوادث كلها من عبث الشياطين أو من اختراع عقلية ماكرة اصطنعت تلك الحوادث الوهمية وسمتها كرامات ومعجزات لتضفي على أصحاب هذه القبور مهابة وإجلالا فتجعل لهم بركات ليعظمهم الناس.

ولا يمكن لأي عاقل يحتفظ بفطرته السليمة أن يصدق أن الميت يمكنه القيام بأي عمل بعد أن خرجت روحه من بدنه وبطلت حركته وأكل الدود جسمه وأصبح عظاما بالية، من الذي يصدق مثل هذه المزاعم المفضوحة إلا إنسان جاهل ساذج!! لأن هذه المزاعم التي يزعمونها مما يستحيل أن يفعلها الأحياء فضلا عن الأموات! فهل نلغي عقولنا التي منحنا الله لنصدق مثل هذه الخرافات؟ إن العقول المستنيرة والفطرة السليمة ترفض بشدة تصديق مثل هذه الخرافات لما في ذلك من مخالفة لسنن الله الشرعية والكونية. قال تعالى: (ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون اله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون، ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون) آل عمران: 79،80


المشركون قديما وحديثا

إن الكثيرين من الناس من مرتادي القبور والمزارات يقولون: إن المشركين في الجاهلية كانوا يعبدون الأصنام، أما نحن فلا أصنام عندنا نعبدها، بل لدينا قبور لبعض المشايخ والصالحين لا نعبدها ولكننا فقط نسأل الله أن يقضي حاجاتنا إكراما لهم، والعبادة غير الدعاء.

ونقول لهؤلاء إن طلب المدد والبركة من الميت هو في الحقيقة دعاء، كما كانت الجاهلية تدعو أصنامها تماما ولا فرق بين الصنم الذي يعبده المشركون قديما وبين القبر الذي يعبد الناس ساكنه حديثا، فالصنم والقبر والطاغوت كلها أسماء تحمل معنى واحدا وتطلق على كل من عبد من دون الله سواء كان إنسانا حيا أو ميتا أو جمادا أو حيوانا أو غير ذلك، ولما سئل المشركون قديما عن سبب توسلهم بالأصنام ودعائهم لها كان جوابهم: (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) الزمر:3 أي وسطاء بيننا وبين الله لقضاء حاجتنا، ومن ذلك يتبين أنه لا فرق بين دعوى الجاهلية الأولى وبين عباد القبور الذين ينتسبون إلى الإسلام اليوم فغاية الجميع واحدة وهي الشرك بالله ودعاء غير الله.


شرك المحبة

إن مجرد انصراف القلب والمشاعر كلها إلى مخلوق بالحب والتعظيم فيما لا يجوز إلا الله يعتبر عبادة له، فالذين يزعمون أنهم يحبون الموتى من الأولياء والصالحين لكنهم يعظمونهم ويقدسونهم بما يزيد عن الحد الشرعي هم في الحقيقة يعبدونهم لأنهم من فرط حبهم له انصرفوا إليهم فجعلوا لهم الموالد والنذور وطافوا حول قبورهم كما يطوفون حول الكعبة واستغاثوا بهم وطلبوا المدد والعون منهم، ولولا التقديس والغلو فيهم ما فعلوا كل ذلك من أجل الموتى.

ومن غلوهم فيهم أيضا أنهم يحرصون على أن يحلفوا بهم صادقين بينما لا يتحرجون من أن يحلفوا بالله كاذبين هازلين، والبعض منهم قد يسمع من يسب الله تعالى فلا يغضب لذلك ولا يتأثر بينما لو سمع أحدا يسب شيخه لغضب لذلك غضبا شديدا أليس في ذلك غلو في أوليائهم ومشايخهم أكثر من تعظيمهم لله؟ وأن محبتهم لهم غلبت محبة الله، قال تعالى: (ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله) البقرة:165


الله قريب من عباده

إن الله تعالى قريب من عباده( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) البقرة: 186 فليس بين الله وبين عباده ما يمنع من مناجاته واللجوء إليه وطلب الحاجة منه مباشرة حتى يلجأ الإنسان إلى قبور الموتى يتوسل بهم ويدعوهم ليشفعوا له عند الله ويسألهم مالا يملكون ويطلب منهم ما لا يقدرون عليه.

بل يجب على الإنسان أن يلجأ إلى ربه مباشرة، ويتوسل إليه التوسل المشروع وذلك بالتقرب إليه بالطاعات والأعمال الصالحة ودعائه بأسمائه الحسنى وصفاته العلا وأن يكون معتقدا تمام الاعتقاد أن الله تعالى هو المعز المذل المحيي المميت الرازق النافع المدبر لشؤون الحياة كلها وأن بيده وحده النفع والضر، قال صلى الله عليه وسلم (واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك بشيء إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك) فالفرد سواء كان حيا أو ميتا من باب أولى لن ينفع ولن يضر أحد إلا بشيء قد كتبه الله.

لذا فيجب على كل من ابتلي بمثل هذه الشركيات وهذه البدع والخرافات من طواف حول القبور وتعظيمها وسؤال أصحابها الحاجات وتفريج الكربات أن يتوب إلى الله من هذا العمل الفاسد الذي هو في الحقيقة شرك بالله وصاحبه مخلد في النار والعياذ بالله . قال تعالى: (إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار) المائدة 72 وأن يخلص العبادة لله وحده لا شريك له في كل شأن من شؤون حياته وأن يعبد الله بما شرعه إن كان صادقا في إسلامه وألا يلتفت لأحد من الخلق كائنا من كان لا في دعاء ولا غيره مما لا يقدر عليه إلا الله وأن يلتزم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وألا يخالط أهل البدع وأهل الشرك لئلا يتأثر بهم ويقلدهم فيهلك معهم ويخسر الدنيا والآخرة والله أعلم .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

قرأها وراجعها الأستاذ الدكتور/ ناصر بن عبد الكريم العقل









 


آخر تعديل أبو بكر 2007-10-08 في 17:35.
قديم 2007-10-08, 17:06   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
djally
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية djally
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بورك فيك أخي أبو بكر و أبو عثمان
و صحح الآية يا أخ أبو عثمان
وقال :" وإذا سألك عبداي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعهم يرشدون "

عبادي
و شكرا لكم










قديم 2007-10-08, 17:16   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أبو بكر
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد :

1 الكاتب : [ رحال سحاب ]
2000-12-22 12:15 Am المشاركات : 2014
حـكــم التوســل أخــذ البــركــة مـــن الأمــــوات ( الرد على محمد سعيد رمضان البوطي )







تنبيهــــــــــــات مهمــــــــــــة





من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى فضيلة الأخ المكرم الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي وفقه الله . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد : فقد تأملت ما ذكرتم في رسالتيكم المؤرختين في 20 ربيع الآخر سنة 1406 هـ وفي 7 / 6 / 1406 هـ ، وقد سرني كثيرا حرصكم على البحث عن الحق الذي هو ضالة المؤمن ، ولا شك أن الحق لا يرتبط بالمذهبية ، كما أنه لا يعرف بالرجال وإنما الرجال يعرفون به .

أما الملاحظات التي استشكلتموها وهي :

( الملاحظة الأولى ) :

ما ذكرتم في ص 144 من الكتاب وهو ( لا مانع من أن نلتمس منهم البركة والخير ) وقصدكم بذلك أحمد البدوي وأحمد الرفاعي وعبد القادر الجيلاني وأمثالهم ، وقد أشكل عليكم أن يكون هذا من الشرك الأكبر وذكرتم ما فعلته أم سليم وأم سلمة وأبو أيوب الأنصاري من التماس البركة في جسد النبي ، ولا شك أن هذا تبرك خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا يقاس عليه غيره؛ لأمرين : -

الأول : ما جعله الله سبحانه في جسده وشعره من البركة التي لا يلحقه فيها غيره .

الثاني : أن الصحابة رضي الله عنهم لم يفعلوا ذلك مع غيره كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم من كبار الصحابة ، ولو كان غيره يقاس عليه لفعله الصحابة مع كبارهم الذين ثبت أنهم من أولياء الله المتقين بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم لهم بالجنة ، وهذا يكفي ، دليلا على ولايتهم وصدقهم وقد اجتمعت الأمة على أن أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر رضي الله عنه ، كما أن من عقيدة أهل السنة والجماعة عدم الشهادة لأحد بجنة ولا نار إلا من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم ، لأنهم لا يعلمون حقيقة أمره وخاتمة عمله ، وما دام لا يدري ما يفعل الله به كيف يطلب منه البركة والخير كما أن الصحابة رضي الله عنهم لم يفعلوا ذلك مع النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته مع أنه سيد ولد آدم وجاء بالخير كله من الله سبحانه ولمزيد الفائدة أذكر بعض ما قاله أهل العلم في هذه المسألة .

قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله في " فتح المجيد " ( وأما ما ادعاه بعض المتأخرين من أنه يجوز التبرك بآثار الصالحين فممنوع من وجوه : منها : أن السابقين الأولين من الصحابة ومن بعدهم لم يكونوا يفعلون ذلك مع غير النبي صلى الله عليه وسلم لا في حياته ولا بعد موته ، ولو كان خيرا لسبقونا إليه ، وأفضل الصحابة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم وقد شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن شهد له بالجنة وما فعله أحد من الصحابة والتابعين مع أحد من هؤلاء السادة ولا فعله التابعون مع سادتهم في العلم والدين وهم الأسوة ، فلا يجوز أن يقاس على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد من الأمة ، وللنبي صلى الله عليه وسلم في حال الحياة خصائص كثيرة لا يصلح أن يشاركه فيها غيره . ومنها : أن في المنع من ذلك سدا لذريعة الشرك كما
لا يخفى ) . اهـ .

ولا شك أن الشرك خطره عظيم والنفوس ضعيفة والشيطان حريص على التلبيس عليها وجرها إلى الشرك كما ذكر الله سبحانه ذلك عنه في آيات كثيرة ، ولذلك دعا إبراهيم عليه السلام ربه أن يجنبه وبنيه عبادة الأصنام لما يعلم من عظيم خطره ودقته وضعف النفس أو غفلتها وأنه يحبط العمل مع أن الله سبحانه برأه منه وشهد له بالإخلاص واتخذه خليلا واختار ملته لهذه الأمة وهي إخلاص العبادة لله وحده والبراءة من الشرك بأنواعه ، كما أن الشرك أول ما نشأ في قوم نوح عليه السلام هو بسبب التبرك بالصالحين ، ففي صحيح البخاري رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله سبحانه : وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا الآية ، قال : ( هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا فلم تعبد حتى إذا هلك أولئك ونسخ العلم عبدت ) .

وقد روى الترمذي رحمه الله وغيره بسند صحيح من حديث أبي واقد الليثي قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حنين ونحن خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حنين ونحن حديثو عهد بكفر وللمشركين سدرة يعكفون حولها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط فمررنا بسدرة فقلنا يا رسول الله أجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال النبي صلى الله عليه وسلم الله أكبر إنها السنن قلتم كما قالت بنو إسرائيل لموسى { اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ لتركبن سنن من كان قبلكم }

قال ابن القيم رحمه الله في تعليقه على هذا الحديث في كتابه " إغاثة اللهفان " ( فإذا كان اتخاذ هذه الشجرة لتعليق الأسلحة والعكوف حولها اتخاذ إله مع الله تعالى مع أنهم لا يعبدونها ولا يسألونها فما الظن بالعكوف حول القبر والدعاء به ودعائه والدعاء عنده فأي نسبة للفتنة بشجرة إلى الفتنة بالقبر لو كان أهل الشرك والبدعة يعلمون ) انتهى بحروفه . وهذا هو الأصل الأصيل في منع التبرك بالمخلوقات إلا ما استثناه الشارع - ومن ذلك التبرك بشعر النبي صلى الله عليه وسلم وعرقه وغيرهما مما مس جسده استثناء - من هذا .

وقد سمى الله سبحانه وتعالى الذين يطيعون من جادلهم من أهل الباطل في حل ما لم يذكر اسم الله عليه مشركين وذلك في قوله تعالى : { وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ } وليس هذا عبادة لهم ولا دعاء لهم من دون الله ولكنهم طاعوهم في تحليل ما حرم الله فكانوا بذلك من المشركين ، فكيف بمن يرجو البركة من الأموات ويدعوهم من دون الله أو مع الله سبحانه .

والمقصود أن الشرك بالله أمره عظيم وخطره جسيم ولذلك جاءت الشريعة بسد الذرائع الموصلة إليه من أي باب ، مثل : نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في المقبرة ، وشد الرحال لزيارة المقابر ، وتجصيص القبور واتخاذها عيدا - أي زيارتها في أوقات محددة متكررة كما يتكرر العيد - واتخاذ السرج عليها إلى غير ذلك .


( الملاحظة الثانية ) :

أما ما يتعلق بعلم الغيب فلا شك أن المراقبين حين انتقدوا ما ذكره فضيلتكم عن الغيب لم يكن لهم هوى أو قصد سيئ ، لأنا نعلم نزاهتهم بحمد الله وبعدهم عن أن يقصدوا أحدا بضرر أو سوء ظن وإنما هو ظاهر عبارتكم حين قلتم ما نصه : ( فلنلاحظ كيف أن القرآن سلب الإنسان الوصول إلى مفاتح الغيب ولكنه لم يسلب عنه معرفة الغيب ذاته ) إلخ ، ولم توضحوا بعد ذلك أن الغيب في الجملة علمه إلى الله وحده ، وإنما الإنسان يستخرج بعض الغيب بالطرق التي أباحها الله كالتنقيب عن كنوز الأرض وما في البحار وكالحساب للكسوفات ونحوها حتى تبرءوا مما نسبه إليكم المراقبون ، ولا يخفى أن الله سبحانه كما أنه جعل مفاتح الغيب عنده نفى علم الغيب عن غيره فقال سبحانه في سورة النمل : { قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ } وقال عز وجل في آخر سورة هود : { وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ } الآية .

فاتضح من الآيتين وما جاء في معناهما في الكتاب والسنة أن علم الغيب على الإطلاق إلى الله وحده وإنما يعلم منه ما نص عليه الكتاب العزيز أو صحت به السنة أو استخرجه الإنسان في الطرق التي علمه إياها مولاه سبحانه وهداه إليها مما وقع في هذا العصر أو قبله ومما سيقع في المستقبل مما لا يعلمه الناس اليوم ، فأرجو تأمل ما ذكرته لكم ليتضح لكم خطأ عبارتكم ودلالتها على ما ذكره المراقبون ، ولعلكم في المستقبل توضحون ما يزيل الشك ويوضح الحق ، والهدف هو التناصح والتعاون على الخير والتحذير مما يخالف الكتاب والسنة والحق ضالة المؤمن متى وجدها أخذها .

وأما ما ذكرتم عن الفناء بشهود المكون عن الأكوان ، وما نقلتموه عن شيخ الإسلام ابن تيمية في ذلك من ذم هذه الحال لكنها لا تصل إلى الكفر البواح فقد فهمته ، ولكن ما ذكرته الرقابة في ذلك من أنه كفر بواح وجيه وصحيح إذا كان الفاني معه عقله ونطق بمثل ما نقل عن أبي يزيد البسطامي ( ما في الجبة إلا الله ) وكقول بعضهم : ( أنا الحق أو سبحاني ) ، أما إذا كان الناطق لمثل هذان محكوما عليه بزوال العقل كما أشار إليه أبو العباس بما نقلتم عنه فإن عذره وجيه لرفع القلم عن من زال عقله .

وقد ذكر هذا المعنى العلامة ابن القيم رحمه الله في المجلد الأول من " مدارج السالكين " من ص 155 إلى 158 ، وأسأل الله أن يمنحنا وإياكم الفقه في دينه والبصيرة في حقه وأن يعيذنا وإياكم من مضلات الفتن ونزغات الشيطان إنه خير مسئول .

وأما ما أشرتم إليه من جهة الاحتفال بالموالد وأنه لا شك أنها بدعة إذا فهمت أنها عبادة . . . إلخ فأقول : لا ريب أن المقيمين لحفلات الموالد يعتقدون أنها عبادة ويتقربون إلى الله بذلك ، وبذلك يعلم أنها بدعة بلا شك . لأن المصطفى صلى الله عليه وسلم لم يفعلها ولم يأذن فيها ولم يقرها ولم يفعلها أصحابه رضي الله عنهم وهم خير القرون وأكمل الناس حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلم الناس بالشرع المطهر ، وهكذا من بعدهم في القرون المفضلة ، هذا لو سلمت من المنكرات الأخرى وأنى لها السلامة مع ما غلب على أكثر النفوس من الجهل والغلو ، وقد يقع فيها من الشرك الأكبر وكبائر الذنوب ما لا يخفى على مثلكم .

ولو فرضنا أن المحتفلين بالموالد لم يقصدوا بها القربة فإنها بذلك تعتبر تشبها باليهود والنصارى في إقامة الأعياد لأنبيائهم وعظمائهم والتشبه بهم ممنوع بالنص والإجماع كما أوضح ذلك أبو العباس ابن تيمية في " اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم لا عملا بالأحاديث الصحيحة ومنها : ما خرجه الإمام أحمد بسند جيد عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا : { من تشبه بقوم فهو منهم } فأرجو تدبر هذا الموضوع كثيرا طلبا للحق وحرصا على براءة الذمة وحذرا من الوقوع فيما حرمه الله . والله المستعان .

أما دراسة سيرته صلى الله عليه وسلم في المدارس والمعاهد والكليات وفي الخطب فلا بأس بذلك بل ذلك من القربات ومن نشر العلم ، وهكذا وعظ الناس وتذكيرهم بسيرته وسنته بين وقت وآخر كل ذلك مما يعلم من الدين بالضرورة أنه مطلوب ومشروع ، رزقني الله وإياكم وسائر إخواننا المزيد من العلم النافع والعمل الصالح مع حسن الفهم عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم إنه خير مسئول .

خاتمة :
اطلعت على الفصل الذي أشرتم إليه في رسالتكم وقرأته بتدبر فوجدته فصلا مفيدا نافعا ، ضاعف الله مثوبتكم وزادني وإياكم من العلم والهدى وقد لاحظت عليه بالإضافة إلى ما سبق ما يلي :

1- قلتم في ص 218 ( وقد أجمعت الأمة على أن الإكثار من الصلاة على سيدنا محمد خير جلاء للقلب وأفضل طهور للنفس ) إلخ ، اهـ هذا القول فيه نظر ، ولو قلت : ( على أن الإكثار من الصلاة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من خير جلاء للقلب ومن أفضل طهور للنفس ) إلخ لكان أولى ، أما كون ذلك ( خير جلاء ) فلا يظهر لي وجهه ، والصواب : أن خير جلاء للقلوب هو ذكر الله سبحانه وتلاوة كتابه الكريم ، وإذا انضم إلى ذلك الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كان خيرا إلى خير ، ومما يدل على ذلك قوله عز وجل : { الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } وقوله صلى الله عليه وسلم ( الإيمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله ) الحديث ، رواه الشيخان وهذا لفظ مسلم ، وهكذا حديث عبد الله بن عمرو : ( وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله ) الحديث ، والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة ، وإنما القصد الإشارة والتذكير.

2- قولكم في الهامش ص 219 ذكر ابن حجر الهيثمي في كتابه : " الدر المنضود " نقلا عن بعض أهل العلم : ( أن المسلم إذا فقد المرشد الكامل ) إلخ . ليس بجيد بل وليس بصحيح ، فإن الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لا يغني عن طلب العلم بل ولا الإكثار من ذكر الله لا يغني عن طلب العلم ، فالواجب على من فقد المرشد أن لا يخضع للكسل وترك طلب العلم بل يجب عليه أن يطلب العلم من مظانه مع الإكثار من ذكر الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم . لأن الله سبحانه يعينه بهذا الإكثار على تحصيل المطلوب ، وسبق أن نبهنا أنه ليس هناك مرشد كامل على الحقيقة سوى الرسل عليهم الصلاة والسلام ، بل كل عالم وكل داع إلى الله لا بد فيه من نقص والله المستعان ، وبهذا يعلم فضيلتكم أن الأولى حذف هذا التعليق .

3- يظهر من سياق كلامكم في ص 330 - التعليق - : وهو : ( قلت لواحد من هؤلاء بعد أن انتهينا ذات ليلة من صلاة التراويح فلندع الله في ختام صلاتنا هذه . . . ) إلخ - أنكم أردتم الدعاء الجماعي ولهذا رفض ذلك الشخص الذي أشرتم إليه ، والذي يظهر لي أن الصواب معه في هذا الشيء . لأنه لم يحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه رضي الله عنهم فيما أعلم أنهم دعوا بعد الصلوات الخمس أو بعد التراويح دعاء جماعيا . أما الدعاء بين العبد وبين ربه بعد صلاته أو في آخر التحيات قبل السلام فهذا مما جاءت به السنة ، ولكنه قبل السلام أفضل. لكثرة الأحاديث في ذلك كما نبه على ذلك غير واحد من أهل العلم كشيخ الإسلام ابن تيمية والعلامة ابن القيم رحمة الله عليهما والدعاء الذي ذكرتم عن سعد أخبر رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يدعو به في دبر كل صلاة فيحتمل أنه كان قبل السلام ويحتمل أنه بعد السلام ، وعلى كل حال فليس فيه حجة على الدعاء الجماعي ، فأرجو تدبر الموضوع ومراجعة كلام أهل العلم في ذلك .

هذا ما تيسر لي من الجواب عما أشكل عليكم رغم كثرة المشاغل وضيق الوقت . وأسأل الله أن يمنحني وإياكم وسائر إخواننا الفقه في دينه والثبات عليه ، وأن يعيذنا جميعا من مضلات الفتن ، إنه خير مسئول










قديم 2007-10-10, 00:31   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
محمد أبو عثمان
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محمد أبو عثمان
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا يا أبا بكر وبارك الله فيك يا djally على التنبيه










قديم 2007-10-10, 12:36   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ليتيم مراد
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ليتيم مراد
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز لسنة 2013 وسام التميز وسام التميّز 
إحصائية العضو










افتراضي الله أكبر

الله أكبر لاإله إلا الله
ظهر الحق
بارك الله فيكم جميعا على هذه الردود وجزاكم الله خير

أخي فقير إن مثل هذه المواضيع لا يمكن ان تناقش بسهولة وبكل بساطة في منتدى الجلفة










قديم 2007-10-13, 17:31   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
أكاريم
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية أكاريم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مشكووووووووووووووووووووووور اخي الكريم
بارك الله فيك










قديم 2007-10-14, 06:35   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
خادم السنة
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية خادم السنة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله في كل من نافح عن العقيدة الصحيحة
وأسأل الله الهداية لنا جميعا










قديم 2007-11-16, 13:13   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
almorchid1
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية almorchid1
 

 

 
إحصائية العضو










Hot News1 حقيقة الصوفية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يبدوا من الحوار أو النقاش الذي طرحه الأخ فقير ؟أنه متعلق جدا بالمنهج الصوفي هداه الله وهذان موقعان يبينان حقيقة الصوفية ما بنت عليه أساسها من بدع وخرافات هذانا الله ىأجمعين
الموقع الأول: https://www.saaid.net/feraq/sufyah/index.htm
الموقع الثاني:https://www.d-sunnah.net/forum/forumd...php?forumid=21
و أرجوا من جميع الأعضاء والإخوة الكرام والمعني بالأمر زيارة الموقعين حتى تعم الفائدة ويتضح الحق من الباطل والله تعالى أعلم. أخوكم المرشد










قديم 2007-11-19, 19:27   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
الزاوي
محظور
 
إحصائية العضو










Hot News1 ... الدفاع عن روح الاسلام ...

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى ْآله وصحبه وسلم تسليما
اما بعد اخي المرشد جزاك الله خيرا على تلك الموقعين إن أردت بهم نصرت الكتاب والسنة وهذه شبكة فيها كل ماتحتاجه من المواقع والذين يتصورون أن التصوف هوحلقات شطح في غرفة فمثلهم كمثل الغرب الذين يصورون الاسلام وماأدراك ماالاسلام لحية وقنبلة والخوذ في ايات الله بغير علم ،وأدلك بمرجع هوقريب منك عنوانه "شواهد وبرهين " لسيد الفقير جزاه الله كل خير فتعرف أن أي سند من الاحديث الا وفيه رجال من اعلام التصوف ولا رواية من رويات القرءآن الا وفيها اعلام من أعلام التصوف ، وأنا بدوري ارشدكم الى حقيقة الوهابية وكيف تحركهم الاياد الصهيونية
وارجومن المشرفين أن يكون يمتزون بالانصاف ان يتركوا هذا الرابط .لكي تعم الفائدة وشكرا

واليكم هذا الرابط










آخر تعديل محمد أبو عثمان 2007-11-19 في 21:44.
قديم 2007-11-19, 21:09   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
فتحي الجزائري
قدماء المنتدى
 
الصورة الرمزية فتحي الجزائري
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










Lightbulb أخي في الله الزاوي بارك الله فيك...ولكن..

[align=right]أخي في الله الزاوي بارك الله فيك....مشكور كثيرا...ولكن..

لقد أحببت السكوت في البداية لكن أسلوبك في الدعوى هو الذي أخرجني عن السكوت...كيف لا وأنت تكلمت بغير دليل وأتهمت الوهابية كما سميتها أنت بأنها تتحرك بأيدي صهيونية ...حيث بدأ الخلاف من قضية التوسل ...فإذا به وصل إلى الطعن في منهج بأكمله ...يا أخي بارك الله فيك ... هل إبن باز والعثيمين والألباني وغيرهم عليهم رحمة الله لا توجد عندهم غيرة على الدين وأهله او على فلسطين الحبيبة ...أم ماذا ...يا أخي ...لقد قالوا بالتحريم من أدلة في كتاب الله وسنة رسوله ثم هم لم يكفرو المسلمين فهناك فرق بين لفظ الكفر والكافر فذلك فعل وتلك صفة ...لقد قالو ذلك حبا ونصحا لأهل فلسطين وغيرهم ثم انظر إلى فائدة هاته العمليات هل أثرت في اليهود ...يموت فلسطيني ويقتل بعده المئات ...ثم أين الدليل على جواز العمليات الإنتحارية...هل هناك سوى الدليل العاطفي أين قال الله وقال الرسول ....هل عبادة الله تكون بالعواطف ...أو بمجوعة صور للنساء والأطفال المشردين.... (نسأل الله أن ينصر الإسلام والمسلمين في كل مكان) ... أو أناشيد إن لم نقل غناء ...أهكذا سيخرج اليهود ....أخي الحبيب يجب ان تخضع عواطفنا للشرع لا العكس ...لقد نقلت قول الشيخ جمعة ...فكان دليله ...من قال عن العمليات بانها إنتحار فهو حمار!!!!!!!!! بارك الله فيكم هل هذا دليل ....؟؟؟؟
أخي الكريم نحن كلنا مسلمين ونحب الله ورسوله وآل بيته و أصاحبه الكرام ....ونحب الخير للمسلمين ..لكن يجب ان نعبد الله على يقين ....اللهم إهدني وأخي الزاوي وجميع المسلمين....آمين...وبالله التوفيق...[/align]
[align=center] حكم العمليات الانتحارية بن باز والألباني والعثيمين [/align][align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]

[align=right]العمليات الانتحارية في الزمن الحاضر كلها غير مشروعة{محدث العصر الإمام الألباني رحمه الله}
أجوبة الأئمة في حكم العمليات الانتحارية كلام علامــة الإمام الألبــــــاني رحمه الله تعالى
السائل : ذكرت في جلسة سابقة : ما أجزت العمليات الانتحارية ، العمليات الانتحارية ما أجزتها فبدنا توضيح بسيط بارك الله فيك ، وهل يستطيع الرجل أو المرء أن يخرج للجهاد بعد سماح والديه ؟
الألباني : أنا في ظني بالنسبة للعمليات الانتحارية تكلمت أكثر من مرة بشيء من التفصيل، لكن المشكلة في ذلك أن المجالس تختلف تارة نوجز ، تارة نفصل .
من المعلوم عند العلماء جميعا دون خلاف بينهم ، أنه لا يجوز للمسلم أن ينتحر انتحارا بمعنى خلاصا من المصائب ، من ضيق ذات اليد ، من مرض ألم به ،حتى صار مرضنا مزمنا ونحو ذلك ، فهذا الانتحار للخلاص من مثل هذه الأمور ، بلا شك أنه حرام وأن هناك أحاديث صحيحة في البخاري ومسلم أنه :
(( من قتل نفسه بسم أو بنحر نفسه أو نحو ذلك ، بأنه لا يزال يعذب بتلك الوسيلة يوم القيامة )) . حتى فهم بعض العلماء بأن الذي ينتحر يموت كافرا ، لأنه ما يفعل ذلك ، إلا وقد نقم على ربه عز وجل ما فعل به من مصائب لم يصبر عليها ، المسلم بلا شك لا يصل به الأمر إلى أن يفكر في الانتحار، فضلاً عن أن ينفذ فكرة الانتحار، ذلك لأنه مسلم – وهنا مثال للموضوع السابق ، أن العلم يجب أن يقترن به العمل فإذا كان ليس هناك علم صحيح فلا عمل صحيح ، حينما يعلم المسلم ويربي المسلم على ما جاء في الكتاب والسنة ، تختلف ثمرات انطلاقاته في الحياة الدنيا، وتختلف أعماله فيها عن أعمال الآخرين ، الذين لا أقول لم يؤمنوا بالله ورسوله ،، لا ، آمنوا بالله ورسوله ، ولكن ما عرفوا ما قال الله ورسوله ، فمما قال الله عز وجل على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، إن أصابته سراء حمد الله وشكر فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له فأمر المؤمن كله خير ، وليس ذلك إلا للمؤمن .
فمن أصابه مرض مزمن ، من أصابه فقر مدقع وهو مؤمن ، ما تفرق معه إن كان صحيح البنية أو كان عليلا ، إن كان غنيا المال أو كان فقير ما بتفرق معه ، لأنه كما يقال في بعض الأمثال العامية هو كالمنشار عالطالع والنازل هو مأجور يأكل الحسنات ، إن أصابته سراء شكر الله عز وجل فأثيب خيرا ، ولو أصابته ضراء صبر فكان خيرا له من الذي إذًا ينتحر هذا في الغالب لا يكون مؤمنا ، لكن يمكن نستطيع نتصور أن مسلما ما أصابته نوبة فكر انحرف به فانتحر ، هذا يمكن أن يقع لهذا الإنسان ، ولهذا الاحتمال ما نقول نحن يقينا هذا ليس مؤمنا ، هذا كتارك الصلاة الجاحد لشرعيتها ، إذا مات مسلم إسمه : أحمد بن محمد أو محمد بن زيد أو ما شابه ذلك ، لكن كان معلوما في إنكاره للصلاة بإنكاره شريعة الإسلام ، هذا إذا مات لا يدفن في مقابر المسلمين ، كذلك بالنسبة لمن انتحر وعرف أنه انتحر ناقما على الله عز وجل ما أحل به من مصائب!
أما إن قلنا بأنه يمكن أنه تصيبه نوبة فكرية فينتحر ، لهذا الاحتمال لا نقول نحن أن كل من انتحر فهو كافر ولا يدفن في مقابر المسلمين .
الآن نأتي إلى العمليات الانتحارية هذه عرفناها من اليابانيين وأمثالهم حينما كان الرجل يهاجم باخرة حربية أمريكية مثلا بطائرته فينفجر مع طائرته ولكن يقضي على الجيش الذي هو في تلك الباخرة الحربية الأمريكية تماما ، نحن نقول : العمليات الانتحارية في الزمن الحاضر الآن كلها غير مشروعة وكلها محرمة ، وقد تكون من النوع الذي يخلد صاحبه في النار ، وقد تكون من النوع الذي لا يخلد صاحبه في النار كما شرحت آنفا .
أما أن يكون عملية الانتحار قربة يتقرب بها إلى الله ، اليوم إنسان يقاتل في سبيل أرضه في سبيل وطنه ، هذه العمليات الانتحارية ليست إسلامية إطلاقا ، بل أنا أقول اليوم ما يمثل الحقيقة الإسلامية ، وليس الحقيقة التي يريدها بعض المسمين المتحمسين ، أقول : اليوم لا جهاد في الأرض الإسلامية إطلاقا ، هناك قتال ، هناك قتال في كثير من البلاد ، أما جهاد يقوم تحت راية إسلامية ويقوم على أساس أحكام إسلامية ، ومن هذه الأحكام أن الجندي لا يتصرف برأيه ، لا يتصرف باجتهاد من عنده وإنما هو يأتمر بأمر قائده ، وهذا القائد ليس هو الذي نصب نفسه قائدا، وإنما الذي نصبه خليفة المسلمين ، أنا أعني انتحارا قد كان معروفا من قبل في عهد القتال بالحراب وبالسيوف وبالسهام ، نوع من هذا القتال كاد يشبه الانتحار مثلا حينما يهجم فرد من الكفار المشركين فيعمل بينهم ضربا يمينا ويسارا ، هذا في النادر قلما يسلم ، هل يجوز له أن يفعل ذلك ، نقول يجوز ولا يجوز ، إذا كان قائد الجيش المسلم هو في زمن الرسول هو الرسول عليه السلام ، إذا أذن له جاز له ذلك ، أما أن يتصرف بنفسه فلا يجوز لأنها مخاطرة ومغامرة إن لم نقل مغامرة تكون النتيجة خاسرة ، لا يجوز إلا بإذن الحاكم المسلم أو الخليفة المسلم لما ، لأن المفروض في هذا الخليفة السلم أنه يقدر الأمور حق قدرها ، فهو يعرف متى ينبغي أن يهجم مثل مائة من المسلمين على ألف أو أقل أو أكثر فيأمرهم بالهجوم وهو يعلم أنه قد يقتل منهم عشرات ، لكن يعرف أن العاقبة هي للمسلمين ، فإذا قائد الجيش المسلم المولى لهذه القيادة من الخليفة المسلم ، أمر جنديا بطريقة من طرق الانتحار العصرية ، يكون هذا نوعا من الجهاد في سبيل الله عز وجل ، أما انتحار باجتهاد شاب متحمس ،كما نسمع اليوم مثلا أفراد يتسلقون الجبال ويذهبون إلى جيش من اليهود ويقتلون منهم عددا ثم يقتلون ، ما الفائدة من هذه الأمور ؟!!!
هذه تصرفات شخصية ، لا عاقبة لها لصالح الدعوة الإسلامية إطلاقا .
لذلك نحن نقول للشباب المسلم حافظوا على حياتكم ، بشرط أن تدرسوا دينكم وإسلامكم ، وأن تتعرفوا عليه تعرفا صحيحا ، وأن تعملوا به في حدود استطاعتكم ، هذا العمل ولو كان بطيئا ولو كان وئيدا ، فهو الذي يثمر الثمرة المرجوة ، التي يطمع فيها كل مسلم اليوم مهما كانت الخلافات الفكرية أو المنهجية قائمة بينهم ،كلهم متفقون على أن الإسلام يجب أن يكون حاكما ، لكن يختلفون في الطرق كما ذكرت أولا ، ،،،،
وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم

العمليات الانتحارية قتل للنفس بغير حق وصاحبها ليس بشهيد
العمليات الانتحارية محرمة والفاعل لها قاتل لنفسه{فقيه الإمام ابن عثيمين رحمه الله }
أجوبة الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :


قال – رحمه الله – في شرح حديث قصة أصحاب الأخدود (1) محدِّدًا الفوائد المستنبطة منه : إن الإنسان يجوز أن يغرر بنفسه في مصلحة عامة للمسلمين ، فإن هذا الغلام دلَّ الملك على أمر يقتله به ويهلك به نفسه ، وهو أن يأخذ سهما من كنانته .... قال شيخ الإسلام : لأن هذا جهاد في سبيل الله ، آمنت أمَّة وهو لم يفتقد شيئا ، لأنه مات ، وسيموت آجلا أو عاجلا .

فأما ما يفعله بعض الناس من الانتحار ، بحيث يحمل آلات متفجرة ، ويتقدم بها إلى الكفار ، ثم يفجرها إذا كان بينهم ، فإن هذا من قتل النفس والعياذ بالله ، ومن قتل نفسه فهو خالد مخلد في نار جهنم ابد الآبدين ، كما جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام (2) . لأن هذا قتل نفسه لا في مصلحة الإسلام ، لأنه إذا قتل نفسه وقتل عشرة أو مائة أو مائتين ، لم ينتفع الإسلام بذلك ، فلم يسلم الناس ، بخلاف قصة الغلام ، وبهذا ربما يتعنت العدو أكثر ويوغر صدره هذا العمل ، حتى يفتك بالمسلمين اشد فتك .

كما يوجد من صُنع اليهود مع أهل فلسطين ، فإن أهل فلسطين إذا مات الواحد منهم بهذه المتفجرات وقتل ستة أو سبعة ، أخذوا من جراء ذلك ستين نفرا أو أكثر ، فم يحصل في ذلك نفع للمسلمين ، ولا انتفاع للذين فُجرت المتفجرات في صفوفهم .

ولهذا نرى أن ما يفعله بعض الناس من هذا الانتحار ، نرى أنه قتل للنفس بغير حق ، وأنه موجب لدخول النار – والعياذ بالله - ، وأن صاحبه ليس بشهيد ، لكن إذا فعل الإنسان هذا متأولا ظانا أنه جائز ، فإننا نرجو أن يَسلَم من الإثم ، وأما أن تكتب له الشهادة فلا ، لأنه لم يسلك طريق الشهادة ، ومن اجتهد وأخطأ فله أجر . (3) .

سؤال : ما الحكم الشرعي فيمن يضع المتفجرات في جسده ، ويفجر نفسه بين جموع الكفار نكاية بهم ؟ وهل يصح الاستدلال بقصة الغلام الذي أمر الملك بقتله ؟ .

الجواب : الذي يجعل المتفجرات في جسمه من أجل أن يضع نفسه في مجتمع من مجتمعات العدو ، قاتل لنفسه ، وسيعذب بما قتل به نفسه في نار جهنم ، خالدا فيها مخلدا ، كما ثبتت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم فيمن قتل نفسه في شيء يعذب به في نار جهنم .

وعجبا من هؤلاء الذين يقومون بمثل هذه العمليات ، وهم يقرؤون قول الله تعالى :] وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا[ ( النساء : 29 ) ثم يفعلوا ذلك ، هل يحصدون شيئا ؟هل ينهزم العدو ؟أم يزداد العدو شدة على هؤلاء الذين يقومون بهذه التفجيرات ، كما هو مشاهد الآن في دولة اليهود ، حيث لم يزدادوا بمثل هذه الأفعال إلا تمسكا بعنجهيتهم ، بل إنا نجد أن الدولة اليهودية في الاستفتاء الأخير نجح فيها ( اليمينيون ) الذين يريدون القضاء على العرب .

ولكن من فعل هذا مجتهدا ظانا أنه قربة إلى الله عز وجل نسأل الله تعالى ألا يؤاخذه ، لأنه متأول جاهل .

وأما الاستدلال بقصة الغلام ، فقصة الغلام حصل فيها دخول في الإسلام ، لا نكاية في العدو ، ولذلك لما جمع الملك الناس ، وأخذ سهما من كنانة الغلام ، وقال : باسم الله رب الغلام ، صاح الناس كلهم ، الرب رب الغلام ، فحصل فيه إسلام أمة عظيمة ، فلو حصل مثل هذه القصة لقلنا إن هناك مجالا للاستدلال ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قصها علينا لنعتبر بها ، ولكن هؤلاء الذين يرون تفجير أنفسهم إذا قتلوا عشرة أو مائة من العدو ، فإن العدو لا يزداد إلا حنقا عليهم وتمسكا بما هم عليه .

وقال رحمه الله :

... إن ما يفعله بعض الناس من الانتحار ، بحيث يحمل آلات متفجرة ويتقدم بها إلى الكفار ثم يفجرها إذا كان بينهم فإن هذا من قتل النفس والعياذ بالله ، ومن قتل نفسه خالد مخلد في نار جهنم أبد الآبدين – كما جاء في الحديث - .

لأن هذا قتل نفسه لا لمصلحة الإسلام ، لأنه إذا قتل نفسه وقتل معه عشرة ، أو مائة ، أو مائتين ، لم ينتفع الإسلام بذلك ، لم يسلم الناس ، بخلاف قصة الغلام فإن فيها إسلام الكثير . أما أن يموت عشرة أو عشرين أو مائة أو مائتين من العدو فهذا لا يقتضي إلام الناس بل ربما يتعنت العدو أكثر ويوغر صدره هذا العمل حتى يفتك بالمسلمين أشد فتك . كما يوجد من صنع اليهود مع أهل فلسطين . فإنه إذا مات أحد منهم من هذه المتفجرات وقتل ستة أو سبعة أخذوا من ذلك ستين نفرا أو أكثر ،فلم يحصل بذلك نفع للمسلمين ولا انتفاع بذلك للذين فجرت هذه المتفجرات في صفوفهم .

والذي نرى : ما يفعله بعض الناس من هذا الانتحار نرى أنه قتل للنفس بغير الحق ، وأنه موجب لدخول النار والعياذ بالله ، وأن صاحبه ليس بشهيد ، لكن إذا فعل الإنسان هذا متأولا ظانا أنه جائز ، فإنا نرجو أن نسلم من الإثم . وأما أن تكتب له الشهادة فلا ، لأنه لميصل طريق الشهادة ، لكنه يسلم من الإثم لأنه متأول ، ومن اجتهد فأخطأ فله أجر . (4)
الهوامش :
______________________________________________
1- القصة أخرجها مسلم في كتاب الزهد والرقائق ، باب قصة أصحاب الأخدود ، حديث رقم 3005

2- إشارة للحديث الذي أخرجه البخاري في كتاب الطب ، باب شرب السم والدواء به وبما يخاف منه ، حديث رقم 5778

3- شرح رياض الصالحين 1/165-166

4- العمليات الاستشهاد صورها وأحكامها 83
[/align]










آخر تعديل فتحي الجزائري 2007-11-19 في 23:48.
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:29

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc