من قواعد الدعوة السلفية الراسخة ، ومزاياها الرفيعة الثابتة - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

من قواعد الدعوة السلفية الراسخة ، ومزاياها الرفيعة الثابتة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-06-16, 12:38   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
سميرالجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية سميرالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
لقد خاض و تاه الكثير من الشباب في مسألة العذر بالجهل متى يعذر الجاهل بجهله
و ماهي المراجع في هذه المسألة و هل وقع خلاف قديم بين السلف فيها و هل هو معتبر ؟

أستمع
حفظ


النصّ :
الشيخ: العذر للجهل ثابت بالقرآن وثابت بالسنة أيضا وهو مقتضى حكمة الله عز وجل ورحمته يقول الله تبارك وتعالى)
وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ)
ويقول الله تعالى) إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ) إِلَى قوله (رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس
على الله حجة بعد الرسل) وإلى قول الله تبارك وتعالى) وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) ولقول الله تعالى
(وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) والآيات في هذا عديدة كلها تدل
على أنه لا كفر إلا بعد علم وهذا مقتضى حكمة الله ورحمته إذ أن الجاهل معذور وكيف يؤاخذه الله عز وجل وهو أرحم
الراحمين وهو أرحم بالعبد من الوالدة بولدها على شيء لم يعلمه. فمن شرط التكفير بما يكفر من قول أو عمل أن يكون
عن علم وأن يكون عن قصد أيضا فلو لم يقصده الإنسان بل سبق لسانه إليه لشدة غضب أو لشدة فرح أو لتأويل تأوله
فإنه لا يكون كافرا عند الله عز وجل يدل لهذا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لله أشد فرحا بتوبة عبده من أحدكم
كان في فلاة من الأرض ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه فأضلها أي ضاعت منه فطلبها فلم يجدها فأضطجع تحت
شجرة ينتظر الموت آيس منها فإذا براحلته عنده فأخذ بخطامها وقال اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح)
وهذا خطأ عظيم هو في نفسه كفر لكن الرجل ما قصده لكن لشدة الفرح سبق لسانه إلى هذا ولم يكن بذلك كافرا لأنه لم يقصد
ما يقول وكذلك (أخبر النبي عليه الصلاة والسلام عن رجل كان مسرفا على نفسه وخاف من الله تعالى أن يعاقبه فأمر أهله
إذا مات أن يحرقوه ويزروه في اليم ظنا منه أنه يتغيب عن عذاب الله ولكن الله تعالى جمعه بعده وسأله لم فعل هذا قال
يا ربي خوفا منك فغفر الله له) مع أنه كان شاكا في قدرة الله والشك في قدرة الله كفر لكنه متأول وجاهل فعفا الله عنه وليعلم
أن مسألة التكفير أصلها وشروطها لا يأخذها الإنسان من عقله وفكره وذوقه فيكفر من شاء ويعصم من شاء. الأمر في التكفير
وعدم التكفير إلى الله عز وجل كما إن الحكم بالوجوب أو التحريم أو التحليل إلى الله وحده كما قال تعالى
(ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب) فالأمر في التكفير والعصمة إلى الله تبارك
وتعالى وأعني بالعصمة يعني الإسلام الذي يعصم الإنسان به دمه وماله هو إلى الله إلى الله وحده فلا يجوز إطلاق الكفر
على شخص لم تثبت في حقه شروط التكفير وقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام (أن من دعا رجلا بالكفر أو قال
يا عدو الله وليس كذلك فإنه يعود هذا الكلام على قائله يكون هو الكافر وهو عدو الله) فليحذر الإنسان من إطلاق التكفير
على من لم يكفره الله ورسوله وليحذر من إطلاق عداوة الله على من يكن عدوا لله ورسوله وليحبس لسانه فإن اللسان آفة
الآفات ولهذا لما حدث النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل بما حدثه به عن الإسلام قال له عليه الصلاة والسلام
(ألا أخبرك بملاك ذلك كله قال بلى يا رسول الله فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم بلسان نفسه وقال كف عليك هذا كف
عليك هذا) يعني لا تطلقه أحبسه قيده فقال يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به يعني هل نحن مؤاخذون بما نتكلم به
فقال النبي صلى الله عليه وسلم (ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم
إلا حصائد ألسنتهم) ولهذا يجب على الإنسان أن يكف لسانه عن ما حرم الله وأن لا يقول إذا قال إلا خيرا لقول النبي
صلى الله عليه وسلم (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت) والخلاصة أن مسألة التكفير والعصمة
ليست إلينا بل هي إلى الله ورسوله فمن كفره الله ورسوله فهو كافر ومن لم يكفره الله ورسوله فليس بكافر حتى وإن عظمت
ذنوبه في مفهومنا وفي أذواقنا الأمر ليس إلينا الأمر في هذه الأمور إلى الله ورسوله ولا بد للتكفير من شروط معلومة
عند أهل العلم ومن أوسع ما قرأت في هذا ما كتبه شيخ الإسلام رحمه في فتاويه وفي كتبه المستقلة فأنصح السائل وغير
السائل أن يرجع إلى كلام شيخ الإسلام ابن تيميه لأنه وأقولها شهادة عند الله أوفى رأيت كلاما في هذه المسألة العظيمة.


**************

كما سئل رحمه الله :
ما حكم من ينطق بالشهادة ويذبح لغير الله وهل هناك فرق بين المسائل الخفية والظاهرة في العذر بالجهل ؟
وهل يكفي مجرد بلوغ القرآن ولو لم يفهم .؟

للتحميل هنــــــــا الدقيقة الثانية









 


قديم 2014-06-16, 12:51   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
متبع السلف
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

هذان جوابان للشيخ ابن عثيمين في المسألة اقرأهما بتمعن :
في اللقاء المفتوح برقم 53 سئل الشيخ:
في كثير من البلاد الإسلامية هناك أضرحة يطاف حولها وتعبد من دون الله، وفي بعض القرى هناك أضرحة رئيسية يطاف حولها يومياً، وفي بعض القرى هناك نحو تسعة وتسعين ضريحاً، وهذه يحج إليها ويطاف بها، وذكر أحد إخواني أنه طاف بها منذ صلاة الفجر إلى صلاة الظهر حتى أكمل الطواف، وفي هذه القرى مساجد تقام فيها الصلوات، ومع ذلك بلغتهم دعوة التوحيد، فما حكم هذه الصلوات؟ وما حكم هذه العبادات؟


الجواب
من طاف بالأضرحة -يعني: القبور- يدعو صاحب القبر، ويستغيث به، ويستنجد به، فهو مشرك شركاً أكبر، وقد قال الله تعالى: { إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ } [المائدة:72] وإذا صلى هؤلاء في المساجد وهم مصرون على هذا الشرك -أعني: دعاء أصحاب الأضرحة والاستغاثة بهم- فإن صلاتهم لا تقبل منهم ولا تنفعهم عند الله، لقول الله تعالى: { وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ } [التوبة:54].
لكن الواجب على أهل العلم في تلك البلاد أن يكثفوا الدعوة، والذهاب إلى هؤلاء لبيان الحق لهم، وألا ييئسوا من روح الله، وإذا كان لا يمكن أن ندعوهم جهاراً على سبيل العموم؛ لأن من الناس من يقول: لو ذهبت إلى هؤلاء العامة وأدعوهم وأقول لهم: إن عملكم هذا شرك ربما يقتلونني، فإنه من الممكن أن يختار من زعمائهم من يختار، ويدعوه إلى بيته أو يزوره هو في بيته، ويتكلم معه بهدوء، ويبين له محاسن الإخلاص، ويبين له -أيضاً- أن هؤلاء الموتى لا يستجيبون له، كما قال الله تعالى: { إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ } [فاطر:14] وقال تعالى: { وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ } [الأحقاف:5-6] فليكثف الدعوة معهم؛ لأن هؤلاء الذين يترددون إلى الأضرحة ويدعونهم يعتبرون في حكم أهل الجاهلية، فلا بد من دعوتهم وتكثيف الدعوة معهم، ولعلَّ الله سبحانه وتعالى أن يهديهم على أيدي إخواننا المصلحين.
فها هو يجعلهم في حكم أهل الجاهلية فلم لم يعذرهم بالجهل ويقيد الحكم
ولم يشترط لتكفيرهم إقامة الحجة
وفي فتاوى نور على الدرب :
من السودان السائل فرح يقول في هذا السؤال: ما حكم من يطوف بالقبة أو الضريح وهو جاهل الحكم, هل يكون مشركاً شركاً أكبر يخلد في النار؟ وماذا يجب عليه؟ جزاكم الله خيراً.
فأجاب رحمه الله تعالى: الطواف بالقبور والأبنية المبنية عليها ينقسم إلى قسمين: القسم الأول أن يطوف لا لعبادة صاحب القبر ولا لدعائه والاستغاثة به، ولكن عادة اعتادها فصار يفعلها، أو كان يظن أن هذا مما يقرب إلى الله عز وجل، فهذا ليس بمشرك ولكنه مبتدع، ويمكن أن نسمي بدعته هذه شركاً أصغر؛ لأنه وسيلة إلى الشرك الأكبر. أما إن كان يطوف بالقبر أو بالبناية عليه تعبداً وتقرباً وتعظيماً لصاحب القبر، أو كان يطوف به ذلك ويدعو صاحب القبر ويستغيث به فإن هذا مشرك شركاً أكبر مخرجاً عن الملة، يستحق عليه قول الله تبارك وتعالى: (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) .
فهل عذرهم الشيخ هنا أم حكم بكفرهم وأنهم في النار؟










قديم 2014-06-16, 13:00   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
سميرالجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية سميرالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
الإمام المجدد رحمه الله يدفع هذه التهمة ويُفصِّل قوله في المسألة فيقول كما في [الدرر السنية في الأجوبة النجدية 1/102-104]: ((أركان الإسلام الخمسة: أولها الشهادتان، ثمَّ الأركان الأربعة؛ فالأربعة: إذا أقربها وتركها تهاوناً؛ فنحن وإن قاتلناه على فعلها، فلا نكفِّره بتركها؛ والعلماء: اختلفوا في كفر التارك لها كسلاً من غير جحود؛ ولا نكفر إلا ما أجمع عليه العلماء كلهم: وهو الشهادتان، وأيضاً نكفِّره بعد التعريف إذا عرف وأنكر. فنقول أعداؤنا معنا على أنواع:
النوع الأول: مَنْ عرف أنَّ التوحيد دين الله ورسوله، الذي أظهرناه للناس وأقرَّ أيضاً أنَّ هذه الاعتقادات في الحجر والشجر والبشر الذي هو دين غالب الناس أنه الشرك بالله، الذي بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم ينهى عنه، ويقاتل أهله ليكون الدين كله لله، ومع ذلك لم يلتفت إلى التوحيد ولا تعلمه ولا دخل فيه، ولا ترك الشرك: فهو كافر نقاتله بكفره، لأنه عرف دين الرسول فلم يتبعه، وعرف الشرك فلم يتركه، مع أنه لا يبغض دين الرسول ولا من دخل فيه ولا يمدح الشرك ولا يزينه للناس.
النوع الثاني: مَنْ عرف ذلك؛ ولكنه تبين في سب دين الرسول مع ادعائه أنه عامل به، وتبين في مدح من عبد يوسف والأشقر ومن عبد أبا علي والخضر من أهل الكويت، وفضَّلهم على من وحَّد الله وترك الشرك، فهذا أعظم من الأول، وفيه قوله تعالى: "فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين"، وهو ممن قال الله فيه: "وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون".
النوع الثالث: مَنْ عرف التوحيد وأحبه واتبعه وعرف الشرك وتركه، ولكن يكره مَنْ دخل في التوحيد، ويحب من بقى على الشرك: فهذا أيضاً كافر فيه قوله تعالى: "ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم".
النوع الرابع: مَنْ سَلِمَ من هذا كله؛ ولكنَّ أهل بلده يصرحون بعداوة أهل التوحيد وإتباع أهل الشرك، وساعين في قتالهم، ويتعذر أن ترك وطنه يشق عليه، فيقاتل أهل التوحيد مع أهل بلده، ويجاهد بماله ونفسه: فهذا أيضاً كافر؛ فإنه لو يأمرونه بترك صوم رمضان ولا يمكنه الصيام إلا بفراقهم فعل، ولو يأمرونه بتزوج امرأة أبيه ولا يمكنه ذلك إلا بفراقهم فعل - وموافقتهم على الجهاد معهم بنفسه وماله مع أنهم يريدون بذلك قطع دين الله ورسوله أكبر من ذلك بكثير - فهذا أيضاً كافر، وهو ممن قال الله فيهم: "ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم" إلى قوله: "سلطاناً مبيناً"، فهذا الذي نقول.
وأمَّا الكذب والبهتان؛ فمثل قولهم: إنا نكفِّر بالعموم ونوجب الهجرة إلينا على مَنْ قدر على إظهار دينه، وإنا نكفِّر مَنْ لم يكفر ومَنْ لم يقاتل، ومثل هذا وأضعاف أضعافه، فكل هذا من الكذب والبهتان الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله.
وإذا كنا لا نكفِّر مَنْ عبد الصنم الذي على عبد القادر والصنم الذي على قبر أحمد البدوي وأمثالهما لأجل جهلهم وعدم مَنْ ينبههم؛ فكيف نكفِّر مَنْ لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا أو لم يكفر ويقاتل؟! سبحانك هذا بـهتان عظيم، بل نُكفِّر تلك الأنواع الأربعة لأجل محادتهم لله ورسوله، ورحم الله امرءاً نظر نفسه وعرف أنه ملاق الله الذي عنده الجنة والنار، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم)).
فكلام المجدد رحمه الله واضحا لا يكفر الا من عرف الاسلام ثم اشرك بعدها ولا يعمل بمقتضيه تلك المعرفة من عمل ومحبة ونصرة للتوحيد وأهله وترك وبغض ومعاداة للشرك وأهله، وكذلك هو لا يُكفِّر بأمر محتمل أو متنازع فيه، وإنما يكفِّر بما أجمع عليه العلماء









قديم 2014-06-16, 13:07   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
متبع السلف
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سميرالجزائري مشاهدة المشاركة
فكلام المجدد رحمه الله واضحلا يكفر الا من عرف الاسلام ثم اشرك بعدها ولا يعمل بمقتضيه تلك المعرفة من عمل ومحبة ونصرة للتوحيد وأهله وترك وبغض ومعاداة للشرك وأهله، وكذلك هو لا يُكفِّر بأمر محتمل أو متنازع فيه، وإنما يكفِّر بما أجمع عليه العلماء
وماذا عن كلامه الآخر وفيه نقل الإجماع في مسألأة تكفير من اشرك بالله وتفصيله في مسألة قيام الحجة ؟ كيف تفهمه؟
هل هو تناقض من الشيخ أم لابد من الجمع ؟
قال رحمه الله:
قال الإمام محمد بن عبد الوهاب –رحمه الله - : "فإن الذي لم تقم عليه الحجة هو الذي حديث عهد بالإسلام والذي نشأ ببادية بعيدة، أو يكون ذلك في مسألة خفية مثل الصرف والعطف فلا يكفر حتى يعرف ؛ وأما أصول الدين التي أوضحها الله وأحكمها في كتابه فإن حجة الله هو القرآن فمن بلغه القرآن فقد بلغته الحجة، ولكن أصل الإشكال أنكم لم تفرقوا بين قيام الحجة وبين فهم الحجة فإن أكثر الكفار والمنافقين من المسلمين لم يفهموا حجة الله مع قيامها عليهم كما قال تعالى : (( أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا)) وقيام الحجة نوع، وبلغوها نوع وقد قامت عليهم وفهمهم إياها نوع آخر وكفرهم ببلوغها إياهم وإن لم يفهموها. إن أشكل عليكم ذلك فانظروا قوله : صلى الله عليه وسلم في الخوارج (( أينما لقيتموهم فاقتلوهم )) وقوله : (( شر قتلى تحت أديم السماء )) مع كونهم في عصر الصحابة..."
أما استدلالك بكلامه في ابتداء دعوته كحال كثير من المرجئة فلا يفيدكم شيئا عند التحقيق العلمي ، لكنك ألفت الكذب والروغان يؤزك في ذلك جهال وضلال ، فكلام الشيخ في عدم تكفير من عند قبة البدوي صرح أحفاده أنه كان في زمن فترة حيث جاء في الدرر السنية(13/434):
وأما قوله - عن الشيخ محمد، رحمه الله -: إنه لا يكفر من كان على قبة الكواز، ونحوه، ولا يكفر الوثني حتى يدعوه، وتبلغه الحجة، فيقال: نعم; فإن الشيخ محمدا رحمه الله، لم يكفر الناس ابتداء، إلا بعد قيام الحجة والدعوة، لأنهم إذ ذاك في زمن فترة، وعدم علم
بآثار الرسالة، ولذلك قال: لجهلهم وعدم من ينبههم، فأما إذا قامت الحجة، فلا مانع من تكفيرهم وإن لم يفهموها.










قديم 2014-06-16, 13:13   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
متبع السلف
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

يا أخي سمير رتب نقاشك ولا تنقل كثيرا فيتشعب الموضوع ، عليك بالتجرد للحق فنجاة نفسك لا يعدلها شيء ، فقط هل نقل إليك أحد عن السلف نقلا موثقا أنهم عذروا عباد القبور أم لا؟
إن قلت نعم قلت لك هاته وأجزم أنه لا يوجد.
وإن قلت لا فمن اين عرفت أن السلف اختلفوا فيها؟










قديم 2014-06-16, 13:16   رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
سميرالجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية سميرالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة متبع السلف مشاهدة المشاركة
هذان جوابان للشيخ ابن عثيمين في المسألة اقرأهما بتمعن :
في اللقاء المفتوح برقم 53 سئل الشيخ:
في كثير من البلاد الإسلامية هناك أضرحة يطاف حولها وتعبد من دون الله، وفي بعض القرى هناك أضرحة رئيسية يطاف حولها يومياً، وفي بعض القرى هناك نحو تسعة وتسعين ضريحاً، وهذه يحج إليها ويطاف بها، وذكر أحد إخواني أنه طاف بها منذ صلاة الفجر إلى صلاة الظهر حتى أكمل الطواف، وفي هذه القرى مساجد تقام فيها الصلوات، ومع ذلك بلغتهم دعوة التوحيد، فما حكم هذه الصلوات؟ وما حكم هذه العبادات؟


الجواب
من طاف بالأضرحة -يعني: القبور- يدعو صاحب القبر، ويستغيث به، ويستنجد به، فهو مشرك شركاً أكبر، وقد قال الله تعالى: { إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ } [المائدة:72] وإذا صلى هؤلاء في المساجد وهم مصرون على هذا الشرك -أعني: دعاء أصحاب الأضرحة والاستغاثة بهم- فإن صلاتهم لا تقبل منهم ولا تنفعهم عند الله، لقول الله تعالى: { وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ } [التوبة:54].
لكن الواجب على أهل العلم في تلك البلاد أن يكثفوا الدعوة، والذهاب إلى هؤلاء لبيان الحق لهم، وألا ييئسوا من روح الله، وإذا كان لا يمكن أن ندعوهم جهاراً على سبيل العموم؛ لأن من الناس من يقول: لو ذهبت إلى هؤلاء العامة وأدعوهم وأقول لهم: إن عملكم هذا شرك ربما يقتلونني، فإنه من الممكن أن يختار من زعمائهم من يختار، ويدعوه إلى بيته أو يزوره هو في بيته، ويتكلم معه بهدوء، ويبين له محاسن الإخلاص، ويبين له -أيضاً- أن هؤلاء الموتى لا يستجيبون له، كما قال الله تعالى: { إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ } [فاطر:14] وقال تعالى: { وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ } [الأحقاف:5-6] فليكثف الدعوة معهم؛ لأن هؤلاء الذين يترددون إلى الأضرحة ويدعونهم يعتبرون في حكم أهل الجاهلية، فلا بد من دعوتهم وتكثيف الدعوة معهم، ولعلَّ الله سبحانه وتعالى أن يهديهم على أيدي إخواننا المصلحين.
فها هو يجعلهم في حكم أهل الجاهلية فلم لم يعذرهم بالجهل ويقيد الحكم
ولم يشترط لتكفيرهم إقامة الحجة
وفي فتاوى نور على الدرب :
من السودان السائل فرح يقول في هذا السؤال: ما حكم من يطوف بالقبة أو الضريح وهو جاهل الحكم, هل يكون مشركاً شركاً أكبر يخلد في النار؟ وماذا يجب عليه؟ جزاكم الله خيراً.
فأجاب رحمه الله تعالى: الطواف بالقبور والأبنية المبنية عليها ينقسم إلى قسمين: القسم الأول أن يطوف لا لعبادة صاحب القبر ولا لدعائه والاستغاثة به، ولكن عادة اعتادها فصار يفعلها، أو كان يظن أن هذا مما يقرب إلى الله عز وجل، فهذا ليس بمشرك ولكنه مبتدع، ويمكن أن نسمي بدعته هذه شركاً أصغر؛ لأنه وسيلة إلى الشرك الأكبر. أما إن كان يطوف بالقبر أو بالبناية عليه تعبداً وتقرباً وتعظيماً لصاحب القبر، أو كان يطوف به ذلك ويدعو صاحب القبر ويستغيث به فإن هذا مشرك شركاً أكبر مخرجاً عن الملة، يستحق عليه قول الله تبارك وتعالى: (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) .
فهل عذرهم الشيخ هنا أم حكم بكفرهم وأنهم في النار؟

وسئل رحمه الله في [مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين]: هل يعذر الإنسان بالجهل فيما يتعلق بالتوحيد؟
فأجاب بقوله:
((العذر بالجهل ثابت في كل ما يدين به العبد ربه؛ لأنَّ الله سبحانه وتعالى قال: "إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ" حتى قال عز وجل: "رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ"، ولقوله تعالى: "وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا"، ولقولهتعالى: "وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ"، ولقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "والذي نفسي بيده لا يسمع بي واحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بما جئت به إلا كان من أصحاب النار"، والنصوص في هذا كثيرة.
فمن كان جاهلاً فإنه لا يؤاخذ بجهله في أي شيء كان من أمور الدين؛ ولكن يجب أن نعلم أنَّ من الجهلة من يكون عنده نوع من العناد، أي إنه يذكر له الحق ولكنه لا يبحث عنه ولا يتبعه، بل يكون على ما كان عليه أشياخه ومن يعظمهم ويتبعهم، وهذا في الحقيقة ليس بمعذور، لأنه قد بلغه من الحجة ما أدنى أحواله أن يكون شبهة يحتاج أن يبحث ليتبين له الحق، وهذا الذي يعظِّم من يعظِّم من متبوعيه شأنه شأن من قال الله عنهم: "إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ"، وفي الآية الثانية: "وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ".
فالمهم؛ أنَّ الجهل الذي يعذر به الإنسان بحيث لا يعلم عن الحق ولا يذكر له: هو رافع للإثم، والحكم على صاحبه بما يقتضيه عمله.
ثم إنْ كان ينتسب إلى المسلمين، ويشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فإنه يعتبر منهم، وإنْ كان لا ينتسب إلى المسلمين فإنَّ حكمه حكم أهل الدين الذي ينتسب إليه في الدنيا، وأما في الآخرة فإنَّ شأنه شأن أهل الفترة؛ يكون أمره إلى الله عز وجل يوم القيامة، وأصح الأقوال فيهم: أنهم يمتحنون بما شاء الله، فمن أطاع منهم دخل الجنة، ومن عصى منهم دخل النار، ولكن ليعلم أننا اليوم في عصر لا يكاد مكان في الأرض إلا وقد بلغته دعوة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بواسطة وسائل الإعلام المتنوعة واختلاط الناس بعضهم ببعض، وغالباً ما يكون الكفر عن عناد)).









قديم 2014-06-16, 13:26   رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
سميرالجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية سميرالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

لماذا لا تعترفون الا بشخص الشيخ الفوزان
هل الشيخ فوزان طعن في ربيع والشيخ الالباني رحمه الله
تتمسحون به ؟










قديم 2014-06-16, 13:29   رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
متبع السلف
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

أنت تثبت أن الشيخ متناقض ، فمرة يعذر ومرة لا يعذر فعلى أي قوليه تثبت ؟
وباي طريقة ترجح بينهما؟
وفي نصوص الوحيين لابد من الجمع بين المتعارضين أو الترجيح أو يتساقطان على قول .
قال الإمام البربهاري رحمه الله في شرح السنة ص24:


ولا يخرج أحد من أهل القبلة من الإسلام حتى يرد آية من كتاب الله عز و جل أو يرد شيئا من آثار رسول الله صلى الله عليه و سلم

أو يصلي لغير الله أو يذبح لغير الله وإذا فعل شيئا من ذلك فقد وجب عليك أن تخرجه من الإسلام فإذا لم يفعل شيئا من ذلك فهو مؤمن ومسلم بالإسم لا بالحقيقة.

انظر قوله وجب عليك أن تخرجه من الإسلام ، ولم يقيد ذلك ببلوغ الحجة ولا بغيرها، فأين الملبسون من قول هذا الإمام رحمه الله؟










قديم 2014-06-16, 13:31   رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
متبع السلف
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سميرالجزائري مشاهدة المشاركة
لماذا لا تعترفون الا بشخص الشيخ الفوزان
هل الشيخ فوزان طعن في ربيع والشيخ الالباني رحمه الله
تتمسحون به ؟
نعترف بكل من وافق الحق وأنا نقلت لك عن المجدد فهل أنت لا تعترف به ظ ونقلت عن شيخ الإسلام والشيخ الفوزان نقلت لك عنه لأنك طلبت قلوه فقط.
يا أخي لسنا نتمسح بأحد بل نتبع ولا نبتدع ، ودعك من الشيخين ربيع والألباني واتركنا في بحث المسألة تحديدا.









قديم 2014-06-16, 13:43   رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
سميرالجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية سميرالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ابن تيمية ابن القيم اليسوا من السلف ؟










قديم 2014-06-16, 13:48   رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
متبع السلف
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سميرالجزائري مشاهدة المشاركة
ابن تيمية ابن القيم اليسوا من السلف ؟
الله يهديك ليسوا من السلف عند الإطلاق ، ومحال أن تجد لهم قولا بعدم تكفير المشرك وكل كلام ائمة الدعوة نقلا عنهم ونفي لقولهم بالعذر لما نسبه غليهم ابن جرجيس العراقي.









قديم 2014-06-16, 14:33   رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
سميرالجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية سميرالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

فقد نُقل للشيخ الألباني رحمه الله أقوال لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
في العذر بالجهل و ردّ الشيخ محمد بن عبد الوهاب
على من يتهمه بتكفير المجتمعات ، و تعليق الشيخ ناصر عليها ..


العبيلان: هنا -سلمك الله- عبارة أريد أن أقرئها عليك لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
-عليه رحمة الله-.
الشيخ الألباني: رحمه الله.
العبيلان: في كتاب الشيخ الفاضل: (صالح العبود)؛ يقول:
"والشيخ( أي محمد بن عبد الوهاب ) يُكفِّر من كفر بإجماع المسلمين، وهو الذي قامت عليه الحجة،
ولا يكفر من لم تقم عليه الحجة".
الشيخ الألباني: تمام.
العبيلان: حتى إن الشيخ( محمد بن عبد الوهاب) قال -عليه رحمة الله-: "إنَّ أوَّل الأركان الخمسة للإسلام:
الشهادتان، وقد أجمع العلماء على كفر تاركها ووجوب قتاله، أما الأربعة الباقية فإذا أقر
الإنسان بها وتركها تهاونًا، فنحن وإن قاتلناه على فعلها؛ فلا نكفره بتركها".
الشيخ الألباني: ما شاء الله!
العبيلان: "لأن العلماء اختلفوا في كفر التارك لها كسلاً من غير جحود".
الشيخ الألباني: ما شاء الله!
العبيلان: أيضًا هنا عبارة أخرى ثم تُعلِّق -سلمك الله- ينقل شيخ الإسلام محمد بن عبد
الوهاب عن شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: "لما استحل طائفة من الصحابة والتابعين الخمر؛
كقدامة وأصحابه، ظنوا أنها تباح لمن عمل عملاً صالحًا على ما فهموه من آية المائدة،
اتفق علماء الصحابة كعمر وعلي وغيرهما على أنهم يستتابون فإن أصروا على الاستحلال؛
كفروا، وإن أقروا بالتحريم جُلِدُوا، فلم يكفروهم بالاستحلال ابتداء لأجل الشبهة حتى يُبيَّن
لهم الحق، فإن أصروا كفروا؛ ولهذا كنت أقول للجهمية -الذين نفوا أن يكون الله فوق
العرش-: أنا لو وافقتكم كنت كافرًا، وأنتم عندي لا تكفرون".
الشيخ الألباني: تمام.
العبيلان: "لأنكم جهال".
الشيخ الألباني: ما شاء الله!
العبيلان: "ونحن نعلم بالضرورة –هذا كلام الشيخ الآن لعله كلام الشيخ محمد بن عبد
الوهَّاب- أنَّ الرَّسول صلَّى الله عليه وسلم لم يشرع لأمته -أو لعل هذا كلام شيخ الإسلام-
أن يدعو أحدًا من الأحياء ولا الأموات ولا الأنبياء ولاغيرهم، لا بلفظ الإستغاثة، ولا بلفظ
الإستعاذة ولا غيرهما، كما أنه لم يشرع لهم السجود لميت، ولا إلى غير ميت ونحو ذلك؛
بل نعلم أنه نهى عن ذلك كله، وأنه من الشرك الذي حرمه الله ورسوله؛ لكن لغلبة الجهل
وقلة العلم بآثار الرسالة.
الشيخ الألباني: الله أكبر!
العبيلان: في كثير من المتأخرين لم يكن تكفيرهم بذلك؛ حتى يبين لهم ما جاء به الرسول
صلى الله عليه وآله وسلم؛ ولهذا ما بينت هذه المسألة قط لمن يعرف أصل دين الإسلام
إلا تفطن له؛ وقال: هذا أصل دين الإسلام، وكان بعض أكابر الشيوخ العارفين من أصحابنا
يقول: هذه أعظم ما بينته لنا".
الشيخ الألباني: الله يجزيه الخير، هذا كلام شيخ الإسلام أكيد.
العبيلان: هذا كلام شيخ الإسلام نعم، عاد هنا كلام لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
لو أذنت لي يا شيخ!
الشيخ الألباني: تفضل.
العبيلان: حينما اتُهِمَ أنَّه يُكفِّرُ المسلمين قال: "وأمَّا الكذب والبهتان؛ فمثل قولهم: إنا نكفِّر
بالعموم، ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، وإنَّا نُكفِّر من لم يُكفِّر
ومن لم يُقاتِل، ومثل هذا وأضعاف أضعافه -يعني: زعمهم أنه يكفر من لم يقم عليه الحجة
ونحو ذلك يقول الشيخ-؛ فكل هذا من الكذب والبهتان الذي يصدون به الناس عن دين الله
ورسوله، وإذا كنا لا نُكفِّر من عبد الصنم الذي على عبد القادر، والصنم الذي على قبر
أحمد البدوي وأمثالهما، لأجل جهلهم وعدم من ينبِّهُهم؛ فكيف نُكفِّر من لم يشرك بالله
إذا لم يهاجر إلينا، ولم يُكفِّر ويُقاتِل؟! سبحانك! هذا بهتان عظيم!".
الشيخ الألباني: سبحان الله! هذا كلام عظيم جدًا، وأنا أقول:
«فهذا الحقُّ ما به خفاء .. فدعني عن بنيات الطريق»
لقد قلنا في كثير من المجالس -وإخوانا الحاضرين يعرفون هذا- وخاصة هؤلاء النابتة
الجديدة التي ديدنها هو تكفير حكام المسلمين؛ وبالتالي المحكومين، يقولون عنا بأننا نُكفِّر
الجماهير، ولا نُكفِّر الحكام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله.
حكمنا بالنسبة للحكم بغير ما أنزل الله معروف ولا حاجة للخوض فيه؛ لكن أنا قصدي
أن أقول: أنا لا أُكفِّر هؤلاء العامة الذين يطوفون حول القبور لغلبة الجهل.


بل وقلت -ولعلَّ الأخ أبو الحسن يذكر هذا-: إنني أتعجب من بعض العلماء الذين يقولون
بأنه لا يوجد اليوم أهل فترة؛ فأنا أقول: أهل الفترة موجودون خاصة في بلاد الكفر أوروبا
وأمريكا إلى آخره.
بل أنا أقول قولةً ما أظن أحد يقولها اليوم؛ أنا أقول: أهل الفترة موجودون بين ظهرانينا؛
وأعني: هؤلاء الجهلة الذين يجدون من يؤيد ضلالهم: استغاثتهم بغير الله، ونذرهم لغير الله،
وذبحهم لغير الله، ويسمُّون هذه الشركيات كلها بتوسل. والتوسل كما تعلمون نوعان.
فهؤلاء من أين لنا أن نُكفِّرهم وهم لم تبلغهم دعوة الكتاب والسنة؛ أعني: هؤلاء العامة
والمضللون من بعض الخاصة، والبعض الآخر قد يوجدون في بلد ولا يوجدون في بلد
آخر؛ ولذلك فهذا الكلام الذي تلوته عليَّ آنفًا، أنا متأثر به جدًا جدًا؛ حتى قلت هذه الكلمة:
أن أهل الفترة اليوم يعيشون بين ظهرانينا، يصلون معنا، ويصومون ويحجون؛ لكنهم
ما يفقهون ماذا يقولون، حينما يقولون: أشهد أن لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا رسول الله،
فهو -كما أشرتم في كلامكم وفيما قرأتم- لابد قبل كل شيء من تحققنا من علم هذا المتكلم
بأنه عالم بما يقول، ويعني ما يقول، فإذا انتفى أحد الأمرين؛ لم يجز لنا بحقه إلا التعزير.
ومنذ أيام قريبة جرى بحث بيني وبين أحد الإخوان ردًا على هؤلاء الذين يبادرون
إلى تكفير الحكام -وكما يقولون عندنا في سوريا: "بالكوم"؛ بالجملة يعني- ينسب إلينا
بعض هؤلاء الخارجين (ثم تكلم الشيخ بالهاتف).
بينت له خطورة التكفير -لهذا الذي كنا نتناقش معه- وأشرت إلى هؤلاء الذين يفترون
علينا الكذب، كما افتروا على الشيخ محمد بن عبد الوهاب وغيره، ولنا أسوة بالأنبياء
والرسل كما هو معلوم بالقرآن؛ قلت: إذا رأينا مسلمًا -نعرف أنه مسلم-، رأينا مسلمًا
داس المصحف بقدمه -لا شك هذا أمر منكر؛ لكن لا يجوز أن نسارع إلى إصدار الحكم
بتكفيره؛ حتى نتثبت أنه أولاً: فعل هذا الفعل وهو يريد إهانة المصحف، وهو عارف
أن هذا الكتاب الذي يدوسه بقدمه هو القرآن الكريم؛ فإذا كان عارفًا بأنه القرآن الكريم
وقاصدًا إهانته؛ فهذا كفره كفر ردة؛ لكن مادام أنه يحتمل ألا يكون هذا القرآن
هو كلام الله، أو هذا الكتاب الذي داسه بقدمه يحتمل أنه ليس كتاب الله؛ ثم مع الإحتمال
آخر يحتمل أنه كتاب الله، وهو أراد أن يستهزئ به وأن يهينه فهذا ردة، أما إذا فعل
ذلك في حالة ثورة غضبية فهو لا يدان؛ وإنما أيضًا يعزر.
وأنا أذكر في مثل هذه المناسبة أنني لا أفرق في النتيجة وفي العاقبة بين أن يأخذ الرجل
المصحف ويدوسه أو أن يضرب به الأرض، كلٌ من الصورتين لا بد من تطريق
كل من الإحتمالين.
الأول: أنه يدري أنه هذا كلام الله.
وثانيًا: أنه يقصد الإهانة والاستهزاء بكلام الله؛ وإلا فنحن نقرأ في القرآن الكريم
بأن كليم الله موسى ضرب الألواح في الأرض؛ فهل هذا يعتبر كفرًا وكفر ردة؟
حاشا، لكن هو لغيرته على التوحيد، ولما رأى قومه قد عبدوا العجل؛ ثارت ثورته
غيرة على التوحيد، ووقع منه ما وقع؛ لكن هذا الذي وقع ليس بقصد منه، القصد
هو الأساس في المحاسبة والمعاقبة، فإذا لم يوجد هذا القصد مقترنًا مع اللفظ؛ لم يجز
المبادرة إلى التكفير؛ وإنما إلى التعزير، نعم.
العبيلان: لعل هناك صورة تبين بوضوح ما أردتم الإشارة إليه
قد نرى رجلين كلاهما يمزق المصحف؛ فنعطي هذا حكمًا، وهذا حكمًا آخر.
الشيخ الألباني: تمام.
العبيلان: فهذا أراد تمزيقه إكرامًا له وحتى لا يهان فله حكمه، وذاك أراد تمزيقه
لما علمنا من نيته إهانةً له فله حكمه.
الشيخ الألباني: جميل جدًّا؛ إذن "إنما الأعمال بالنيات". هو هذا. أحسنت.
علي حسن: كلمة ابن القيم وجدناها؛ فلعل أخونا أبو أحمد يضيفها في الشريط
بطريقته الخاصَّة.
الشيخ الألباني: جميل.

-----------


العبيلان: وأيضًا هذا كلام لابن القيم يدل على ما تقدم من كلام سماحة الشيخ العلامة
محمد بن إبراهيم -رحمه الله-: يقول ابن القيِّم: "وسأله صلى الله عليه وسلم الحجاج بن
علاط؛ فقال: إن لى بمكة مالاً، وإن لي بها أهلاً، وإني أريد أن آتيهم؛ فأنا في حل إن أنا
نلت منك أو قلت شيئًا؟ فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول ما شاء"
ذكره أحمد -وإسناده من كتابك يا شيخ!-.
وفيه دليل على أن الكلام إذا لم يرد به قائلة معناه: إما لعدم قصده له، أو لعدم علمه به،
أو أنه أراد به غير معناه؛ لم يلزمه مالم يرده بكلامه.
الشيخ الألباني: الله أكبر!
العبيلان: وهذا هو دين الله الذي أرسل به رسوله؛ ولهذا لم يلزم المكره على التكلم بالكفر
الكفر، ولم يلزم زائل العقل بجنون أو نوم أو سكر ما تكلم به، ولم يلزم الحجاج بن علاط
حكم ما تكلَّم به.
الشيخ الألباني: ما شاء الله!
العبيلان: ولم يلزم الحجاج ابن علاط حكم ما تكلم به؛ لأنه أراد به غير معناه، ولم يعقد قلبه
عليه؛ وقد قال تعالى: ﴿لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ﴾،
وفي الآية الأخرى: ﴿وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ﴾؛ فالأحكام في الدنيا والاخرة مرتبة
على ما كسبه القلب وعقد عليه، وأراده من معنى كلامه."
الشيخ الألباني: هذا هو الحق، ما شاء الله!
العبيلان: (ص:403 / المجلد: 4) من إعلام الموقعين.
الشيخ الألباني: يعطيكم العافية، وجزاكم الله خيرًا. كلام العلماء -يا سيدي!- ينطبق
عليه "خير الكلام ما دخل الأذن بغير إذن". جزاك الله خيرًا.










قديم 2014-06-16, 14:37   رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
متبع السلف
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سميرالجزائري مشاهدة المشاركة
فقد نُقل للشيخ الألباني رحمه الله أقوال لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
في العذر بالجهل و ردّ الشيخ محمد بن عبد الوهاب
على من يتهمه بتكفير المجتمعات ، و تعليق الشيخ ناصر عليها ..


العبيلان: هنا -سلمك الله- عبارة أريد أن أقرئها عليك لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
-عليه رحمة الله-.
الشيخ الألباني: رحمه الله.
العبيلان: في كتاب الشيخ الفاضل: (صالح العبود)؛ يقول:
"والشيخ( أي محمد بن عبد الوهاب ) يُكفِّر من كفر بإجماع المسلمين، وهو الذي قامت عليه الحجة،
ولا يكفر من لم تقم عليه الحجة".
الشيخ الألباني: تمام.
العبيلان: حتى إن الشيخ( محمد بن عبد الوهاب) قال -عليه رحمة الله-: "إنَّ أوَّل الأركان الخمسة للإسلام:
الشهادتان، وقد أجمع العلماء على كفر تاركها ووجوب قتاله، أما الأربعة الباقية فإذا أقر
الإنسان بها وتركها تهاونًا، فنحن وإن قاتلناه على فعلها؛ فلا نكفره بتركها".
الشيخ الألباني: ما شاء الله!
العبيلان: "لأن العلماء اختلفوا في كفر التارك لها كسلاً من غير جحود".
الشيخ الألباني: ما شاء الله!
العبيلان: أيضًا هنا عبارة أخرى ثم تُعلِّق -سلمك الله- ينقل شيخ الإسلام محمد بن عبد
الوهاب عن شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: "لما استحل طائفة من الصحابة والتابعين الخمر؛
كقدامة وأصحابه، ظنوا أنها تباح لمن عمل عملاً صالحًا على ما فهموه من آية المائدة،
اتفق علماء الصحابة كعمر وعلي وغيرهما على أنهم يستتابون فإن أصروا على الاستحلال؛
كفروا، وإن أقروا بالتحريم جُلِدُوا، فلم يكفروهم بالاستحلال ابتداء لأجل الشبهة حتى يُبيَّن
لهم الحق، فإن أصروا كفروا؛ ولهذا كنت أقول للجهمية -الذين نفوا أن يكون الله فوق
العرش-: أنا لو وافقتكم كنت كافرًا، وأنتم عندي لا تكفرون".
الشيخ الألباني: تمام.
العبيلان: "لأنكم جهال".
الشيخ الألباني: ما شاء الله!
العبيلان: "ونحن نعلم بالضرورة –هذا كلام الشيخ الآن لعله كلام الشيخ محمد بن عبد
الوهَّاب- أنَّ الرَّسول صلَّى الله عليه وسلم لم يشرع لأمته -أو لعل هذا كلام شيخ الإسلام-
أن يدعو أحدًا من الأحياء ولا الأموات ولا الأنبياء ولاغيرهم، لا بلفظ الإستغاثة، ولا بلفظ
الإستعاذة ولا غيرهما، كما أنه لم يشرع لهم السجود لميت، ولا إلى غير ميت ونحو ذلك؛
بل نعلم أنه نهى عن ذلك كله، وأنه من الشرك الذي حرمه الله ورسوله؛ لكن لغلبة الجهل
وقلة العلم بآثار الرسالة.
الشيخ الألباني: الله أكبر!
العبيلان: في كثير من المتأخرين لم يكن تكفيرهم بذلك؛ حتى يبين لهم ما جاء به الرسول
صلى الله عليه وآله وسلم؛ ولهذا ما بينت هذه المسألة قط لمن يعرف أصل دين الإسلام
إلا تفطن له؛ وقال: هذا أصل دين الإسلام، وكان بعض أكابر الشيوخ العارفين من أصحابنا
يقول: هذه أعظم ما بينته لنا".
الشيخ الألباني: الله يجزيه الخير، هذا كلام شيخ الإسلام أكيد.
العبيلان: هذا كلام شيخ الإسلام نعم، عاد هنا كلام لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
لو أذنت لي يا شيخ!
الشيخ الألباني: تفضل.
العبيلان: حينما اتُهِمَ أنَّه يُكفِّرُ المسلمين قال: "وأمَّا الكذب والبهتان؛ فمثل قولهم: إنا نكفِّر
بالعموم، ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، وإنَّا نُكفِّر من لم يُكفِّر
ومن لم يُقاتِل، ومثل هذا وأضعاف أضعافه -يعني: زعمهم أنه يكفر من لم يقم عليه الحجة
ونحو ذلك يقول الشيخ-؛ فكل هذا من الكذب والبهتان الذي يصدون به الناس عن دين الله
ورسوله، وإذا كنا لا نُكفِّر من عبد الصنم الذي على عبد القادر، والصنم الذي على قبر
أحمد البدوي وأمثالهما، لأجل جهلهم وعدم من ينبِّهُهم؛ فكيف نُكفِّر من لم يشرك بالله
إذا لم يهاجر إلينا، ولم يُكفِّر ويُقاتِل؟! سبحانك! هذا بهتان عظيم!".
الشيخ الألباني: سبحان الله! هذا كلام عظيم جدًا، وأنا أقول:
«فهذا الحقُّ ما به خفاء .. فدعني عن بنيات الطريق»
لقد قلنا في كثير من المجالس -وإخوانا الحاضرين يعرفون هذا- وخاصة هؤلاء النابتة
الجديدة التي ديدنها هو تكفير حكام المسلمين؛ وبالتالي المحكومين، يقولون عنا بأننا نُكفِّر
الجماهير، ولا نُكفِّر الحكام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله.
حكمنا بالنسبة للحكم بغير ما أنزل الله معروف ولا حاجة للخوض فيه؛ لكن أنا قصدي
أن أقول: أنا لا أُكفِّر هؤلاء العامة الذين يطوفون حول القبور لغلبة الجهل.


بل وقلت -ولعلَّ الأخ أبو الحسن يذكر هذا-: إنني أتعجب من بعض العلماء الذين يقولون
بأنه لا يوجد اليوم أهل فترة؛ فأنا أقول: أهل الفترة موجودون خاصة في بلاد الكفر أوروبا
وأمريكا إلى آخره.
بل أنا أقول قولةً ما أظن أحد يقولها اليوم؛ أنا أقول: أهل الفترة موجودون بين ظهرانينا؛
وأعني: هؤلاء الجهلة الذين يجدون من يؤيد ضلالهم: استغاثتهم بغير الله، ونذرهم لغير الله،
وذبحهم لغير الله، ويسمُّون هذه الشركيات كلها بتوسل. والتوسل كما تعلمون نوعان.
فهؤلاء من أين لنا أن نُكفِّرهم وهم لم تبلغهم دعوة الكتاب والسنة؛ أعني: هؤلاء العامة
والمضللون من بعض الخاصة، والبعض الآخر قد يوجدون في بلد ولا يوجدون في بلد
آخر؛ ولذلك فهذا الكلام الذي تلوته عليَّ آنفًا، أنا متأثر به جدًا جدًا؛ حتى قلت هذه الكلمة:
أن أهل الفترة اليوم يعيشون بين ظهرانينا، يصلون معنا، ويصومون ويحجون؛ لكنهم
ما يفقهون ماذا يقولون، حينما يقولون: أشهد أن لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا رسول الله،
فهو -كما أشرتم في كلامكم وفيما قرأتم- لابد قبل كل شيء من تحققنا من علم هذا المتكلم
بأنه عالم بما يقول، ويعني ما يقول، فإذا انتفى أحد الأمرين؛ لم يجز لنا بحقه إلا التعزير.
ومنذ أيام قريبة جرى بحث بيني وبين أحد الإخوان ردًا على هؤلاء الذين يبادرون
إلى تكفير الحكام -وكما يقولون عندنا في سوريا: "بالكوم"؛ بالجملة يعني- ينسب إلينا
بعض هؤلاء الخارجين (ثم تكلم الشيخ بالهاتف).
بينت له خطورة التكفير -لهذا الذي كنا نتناقش معه- وأشرت إلى هؤلاء الذين يفترون
علينا الكذب، كما افتروا على الشيخ محمد بن عبد الوهاب وغيره، ولنا أسوة بالأنبياء
والرسل كما هو معلوم بالقرآن؛ قلت: إذا رأينا مسلمًا -نعرف أنه مسلم-، رأينا مسلمًا
داس المصحف بقدمه -لا شك هذا أمر منكر؛ لكن لا يجوز أن نسارع إلى إصدار الحكم
بتكفيره؛ حتى نتثبت أنه أولاً: فعل هذا الفعل وهو يريد إهانة المصحف، وهو عارف
أن هذا الكتاب الذي يدوسه بقدمه هو القرآن الكريم؛ فإذا كان عارفًا بأنه القرآن الكريم
وقاصدًا إهانته؛ فهذا كفره كفر ردة؛ لكن مادام أنه يحتمل ألا يكون هذا القرآن
هو كلام الله، أو هذا الكتاب الذي داسه بقدمه يحتمل أنه ليس كتاب الله؛ ثم مع الإحتمال
آخر يحتمل أنه كتاب الله، وهو أراد أن يستهزئ به وأن يهينه فهذا ردة، أما إذا فعل
ذلك في حالة ثورة غضبية فهو لا يدان؛ وإنما أيضًا يعزر.
وأنا أذكر في مثل هذه المناسبة أنني لا أفرق في النتيجة وفي العاقبة بين أن يأخذ الرجل
المصحف ويدوسه أو أن يضرب به الأرض، كلٌ من الصورتين لا بد من تطريق
كل من الإحتمالين.
الأول: أنه يدري أنه هذا كلام الله.
وثانيًا: أنه يقصد الإهانة والاستهزاء بكلام الله؛ وإلا فنحن نقرأ في القرآن الكريم
بأن كليم الله موسى ضرب الألواح في الأرض؛ فهل هذا يعتبر كفرًا وكفر ردة؟
حاشا، لكن هو لغيرته على التوحيد، ولما رأى قومه قد عبدوا العجل؛ ثارت ثورته
غيرة على التوحيد، ووقع منه ما وقع؛ لكن هذا الذي وقع ليس بقصد منه، القصد
هو الأساس في المحاسبة والمعاقبة، فإذا لم يوجد هذا القصد مقترنًا مع اللفظ؛ لم يجز
المبادرة إلى التكفير؛ وإنما إلى التعزير، نعم.
العبيلان: لعل هناك صورة تبين بوضوح ما أردتم الإشارة إليه
قد نرى رجلين كلاهما يمزق المصحف؛ فنعطي هذا حكمًا، وهذا حكمًا آخر.
الشيخ الألباني: تمام.
العبيلان: فهذا أراد تمزيقه إكرامًا له وحتى لا يهان فله حكمه، وذاك أراد تمزيقه
لما علمنا من نيته إهانةً له فله حكمه.
الشيخ الألباني: جميل جدًّا؛ إذن "إنما الأعمال بالنيات". هو هذا. أحسنت.
علي حسن: كلمة ابن القيم وجدناها؛ فلعل أخونا أبو أحمد يضيفها في الشريط
بطريقته الخاصَّة.
الشيخ الألباني: جميل.

-----------


العبيلان: وأيضًا هذا كلام لابن القيم يدل على ما تقدم من كلام سماحة الشيخ العلامة
محمد بن إبراهيم -رحمه الله-: يقول ابن القيِّم: "وسأله صلى الله عليه وسلم الحجاج بن
علاط؛ فقال: إن لى بمكة مالاً، وإن لي بها أهلاً، وإني أريد أن آتيهم؛ فأنا في حل إن أنا
نلت منك أو قلت شيئًا؟ فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول ما شاء"
ذكره أحمد -وإسناده من كتابك يا شيخ!-.
وفيه دليل على أن الكلام إذا لم يرد به قائلة معناه: إما لعدم قصده له، أو لعدم علمه به،
أو أنه أراد به غير معناه؛ لم يلزمه مالم يرده بكلامه.
الشيخ الألباني: الله أكبر!
العبيلان: وهذا هو دين الله الذي أرسل به رسوله؛ ولهذا لم يلزم المكره على التكلم بالكفر
الكفر، ولم يلزم زائل العقل بجنون أو نوم أو سكر ما تكلم به، ولم يلزم الحجاج بن علاط
حكم ما تكلَّم به.
الشيخ الألباني: ما شاء الله!
العبيلان: ولم يلزم الحجاج ابن علاط حكم ما تكلم به؛ لأنه أراد به غير معناه، ولم يعقد قلبه
عليه؛ وقد قال تعالى: ﴿لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ﴾،
وفي الآية الأخرى: ﴿وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ﴾؛ فالأحكام في الدنيا والاخرة مرتبة
على ما كسبه القلب وعقد عليه، وأراده من معنى كلامه."
الشيخ الألباني: هذا هو الحق، ما شاء الله!
العبيلان: (ص:403 / المجلد: 4) من إعلام الموقعين.
الشيخ الألباني: يعطيكم العافية، وجزاكم الله خيرًا. كلام العلماء -يا سيدي!- ينطبق
عليه "خير الكلام ما دخل الأذن بغير إذن". جزاك الله خيرًا.
عليك بالأمر العتيق كما قال ابن مسعود ، والناقل ملبس فلم ينقل باقي اقوال المجدد في التكفير وأراد أمرا محددا فقط ولا يستقيك له فعله.
فقد سبق النقل عن المجدد أنه يكفر من وقع في الشرك دجهلا وكلامه واضح بين لا لبس فيه ولا غموض.
ومسألة اهل الفترة فيها كلام طويل الذيول ليس هذا محله.









قديم 2014-06-16, 14:38   رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
متبع السلف
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

دعني أختصر لك الطريق أكثر
ما حكم من سب الله ورسوله ؟ هل يعذر بالجهل أم لا؟
أجبني باختصار.










قديم 2014-06-16, 14:40   رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
متبع السلف
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

يقول الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب :" اعلم أن العلماء أجمعوا على من صرف شيئا من الدعاء لغير الله فهو مشرك ولو قال لا إله إلا الله محمد رسول الله وصام وصلى إذ شرط الإسلام مع التلفظ أن لا يعبد إلا الله . فمن أتى بالشهادتين وعبد غير الله فما أتى بها حقيقة . وإن تلفظ بها كاليهود الذين يقولون لا إله إلا الله وهم مشركون ومجرد التلفظ لا يكفي في الإسلام بدون العمل بمعناها وإعتقاده إجماعاً " إ .هـ . تيسير العزيز الحميد .










 

الكلمات الدلالية (Tags)
الثابتة, الدعوة, الراشدة, الرفيعة, السلفية, ومزاياها, قواعد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 22:29

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc