لكن ازدياد الانقسامات السياسية و تتعثر الحلول الناجعة و تراجع الاقتصاد و ازدياد العنف، جميع هذه الامور تقف امام الحصول على الاستقرار الدائم في المجلات كافة، و أهمها امتلاك الحقوق الإنسانية، من اجل مجتمع أفضل و حياة كريمة، فيما تشكل هيمنة الإسلاميين على الساحة السياسية في اغلب دول الربيع العربي، صراعات و تحديدات جديدة تلوح بأفاق خطيرة على الأصعدة كافة.
إذ لم يكن الإسلاميون هم من أطلق شرارة الانتفاضات العربية التي هزت تونس و مصر و ليبيا و سوريا و اليمن، لكنهم ابرز من قطف ثمار التغيير في تلك الدولة، مما اثار قلق الكثير من الليبراليين الذين يعارضون التحول الاسلامي لدول ظلت علمانية على مدى عقود طويلة.
...........
و مصر التي تشهد موجة جديدة من اعمال العنف تزامنت مع الذكرى الثانية للثورة التي اطاحت نظام حسني مبارك، المثال الذي يجسد صعوبة فرض احترام حقوق الانسان في منطقة تشهد تغييرات جذرية،
و يتضمن الدستور المصري الجديد الذي اعدته لجنة هيمن عليها اسلاميون و شككت فيها المعارضة، "بنودا مبهمة" حول حرية التعبير و الدين و الاسرة "لها تداعيات خطيرة على حقوق المرأة و ممارسة الحريات الاجتماعية التي يحميها القانون الدولي".
و في ليبيا التي تعاني من هشاشة هيكليات الدولة الموروثة عن نظام معمر القذافي، تواجه السلطات الجديدة صعوبة في ضبط المجموعات المسلحة التي تشكلت خلال النزاع كما ترتكب الميليشيات التي تسيطر على عدة مناطق "انتهاكات جسيمة مع الافلات من العقاب".
و بعد عامين على اطاحة نظام معمر القذافي "لا يزال الاف الأشخاص وراء القضبان، بعضهم موقوفون لدى الحكومة و اخرون لدى الميليشيات، دون امل بمحاكمتهم قريبا".بحسب فرانس برس.
الانظمة الجديدة التي انبثقت عن الربيع العربي غالبا ما تتجاهل حقوق الانسان على ان التحدي القائم الان يكمن في بناء ديمقراطيات تعتنق هذه المبادئ.
يتبين في نهاية الامر ان سقوط الانظمة الديكتاتورية لربما كان الجزء الاسهل من التغيير.
ان الاصعب هو استبدال انظمة قمعية بديمقراطيات تحترم حقوق الانسان.
و اشارت هيومن رايتس ووتش الى "الاختراق الذي حققته احزاب اسلامية تهدد باستخدام الديانة لالغاء حقوق المرأة و المنشقين و الاقليات" باعتبار هذه الحقوق "مفروضة من الغرب" و "تتعارض مع الاسلام و الثقافة العربية".
........
تحاليل خاصة.