س :هل يجوز للعلماء أن يبينوا للشباب وللعامة خطر التحزب والتفرق؟ - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم خاص لطلبة العلم لمناقشة المسائل العلمية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

س :هل يجوز للعلماء أن يبينوا للشباب وللعامة خطر التحزب والتفرق؟

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-04-06, 23:27   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
التوحيد الخالص
عضو محترف
 
الصورة الرمزية التوحيد الخالص
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طارق المتيجي مشاهدة المشاركة
أشكرك أخي على النصيحة ،

فما تعريف الإجماع ؟؟


إذن التحزب حرام ؟؟؟؟؟؟


مالدليل في ذلك ؟؟؟
ارجوا ان يكون هذا قد اروى عطشك








 


قديم 2012-04-06, 23:29   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
التوحيد الخالص
عضو محترف
 
الصورة الرمزية التوحيد الخالص
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

May 2010 - 10:33 AM السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
كلام مهم للشيخ الالباني رحمه الله حول التحزب ، واظن ان الشيخين ربيعا والعباد كانا حاضرين في الجلسة
هناك من يطعن في السلفية بأنهم ليس لهم منهج في الدعوة إلى الله ولماذا لا يكونون حزباً مثل الآخرين فما جوابكم.؟

https://www.alathar.n...pdit&cntid=3328

ذكر الشيخ للقرار الجائر الذي اتخذه الإخوان في الأردن في مقاطعة حلقات الشيخ

https://www.alathar.n...pdit&cntid=3329

إذا نظم المسلمون أنفسهم لجمع الأموال وإنشاء الجمعيات الخيرية وغيرها هل يعد هذا من التحزب الممنوع .؟

https://www.alathar.n...pdit&cntid=3330
.
و الجلسة لها تتمة في الشريط 371 من سلسلة الهدى و النور.










قديم 2012-04-06, 23:30   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
طارق المتيجي
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية طارق المتيجي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي هل يجوز للعلماء...........

أخي لم أجد دليلا واضحا وصريحا يحرم التحزب

بما أنك مطلع ومقتنع فأتيني بالدليل الواضح أذهب إليه مباشرة

من هذا جمال البليدي ؟؟

أنا لاحظت كلاما فيه إتهام لعلماء آخرين ربما لهم هم كذلك دليل بالجواز










قديم 2012-04-06, 23:34   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
التوحيد الخالص
عضو محترف
 
الصورة الرمزية التوحيد الخالص
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طارق المتيجي مشاهدة المشاركة
أخي لم أجد دليلا واضحا وصريحا يحرم التحزب

بما أنك مطلع ومقتنع فأتيني بالدليل الواضح أذهب إليه مباشرة

من هذا جمال البليدي ؟؟

أنا لاحظت كلاما فيه إتهام لعلماء آخرين ربما لهم هم كذلك دليل بالجواز

لا اله الا الله كل هذه الادلة لم تقنعك اقراها عسى الله ان يفتح قلبك للهدى وسلوك السبيل القويم









قديم 2012-04-06, 23:38   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
التوحيد الخالص
عضو محترف
 
الصورة الرمزية التوحيد الخالص
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فقد وردَ على هذا الموقعِ الدعويِّ انتقادٌ آخرُ من النوع الذي قد سبق، يحمل في طيَّاته شبهاتٍ مكذوبةً على الدعوةِ السلفيةِ بأنها دعوةٌ حزبيةٌ مفرِّقةٌ مبتدعة، تجرُّ الفتنَ، وأنّ التغيير لا يحصل بالفتنة، وقد رأيت من المفيد أن أردّ على شبهاته المزعومةِ ومفاهيمِه الباطلة بتوضيحها بالحقّ والبرهان، عملاً بقوله تعالى: ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالحَقِّ عَلَى البَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ﴾ [الأنبياء: 18].
[وهذا نصّ انتقاده]:
«السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أراسلُكَ وأنا أعلم يقينًا بأنَّ الشيخ فركوس عبدٌ من عباد الله ونحسبُك من المتقين.
1 - إطلاق لفظ السلفية على الفرقة الناجية ألا يُعتبر هذا حزبيةً، وأنت تعلم أنّ القرآن فيه لفظ الإسلام كما قال الله تعالى: ﴿تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ [يوسف: 101].
2 - لا أشكّ أنّ كثيرًا من المسلمين يعتقدون أنّ السلفيَّ هو لِحيةٌ وقميص، وماذا عن حالق لحيته ألا يدخل الجنّة حنفي…؟! إنّ اسمَ السلفية فرّقت فأبصر..! ما هو الدليل القاطع على وجوب التسمية للفرقة الناجية؟
إنّ التغيير لا يكون بالدخول في الفتن أي الشبهات، ولو يجلس الشيخ فركوس في مسجده لكان خيرًا له وما النصر إلاّ من عند الله ومن سمَّع سمَّعَ اللهُ به، ﴿مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [يوسف: 90]».

فأقـول -وبالله التوفيق وعليه التكلان-:
إنّ السلفيةَ تُطلَقُ ويرادُ بها أحد المعنيين:
الأول: مرحلةٌ تاريخيةٌ معيّنةٌ تختصُّ بأهل القرون الثلاثة المفضّلة، لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ»(١)، وهذه الحِقبة التاريخيةُ لا يصحُّ الانتساب إليها لانتهائها بموت رجالها.
والثاني: الطريقةُ التي كان عليها الصحابةُ والتابعون ومَن تبعهم بإحسان من التمسّك بالكتاب والسُّـنَّة وتقديمهما على ما سواهما، والعمل بهما على مقتضى فهم السلف الصالح، والمراد بهم: الصحابة والتابعون وأتباعهم من أئمّة الهدى ومصابيحِ الدُّجَى، الذين اتفقتِ الأُمَّة على إمامتهم وعدالتهم، وتَلَقَّى المسلمون كلامَهم بالرِّضا والقَبول كالأئمّة الأربعة، والليثِ بنِ سَعْدٍ، والسُّفيانَين، وإبراهيمَ النَّخَعِيِّ، والبخاريِّ، ومسلمٍ وغيرِهم، دون أهلِ الأهواء والبدعِ ممّن رُمي ببدعة أو شهر بلقبٍ غيرِ مرضيٍّ، مثل: الخوارج والروافض والمعتزلة والجبرية وسائر الفرق الضالَّة. وهي بهذا الإطلاق تعدُّ منهاجًا باقيًا إلى قيام الساعة، ويصحّ الانتسابُ إليه إذا ما التُزِمت شروطُهُ وقواعِدُهُ، فالسلفيون هم السائرون على نهجهم المُقْتَفُونَ أثرَهم إلى أن يرث اللهُ الأرضَ ومَن عليها، سواء كانوا فقهاءَ أو محدّثين أو مفسّرين أو غيرَهم، ما دام أنهم قد التزموا بما كان عليه سلفُهم من الاعتقاد الصحيح بالنصّ من الكتاب والسنّة وإجماع الأمّة والتمسّك بموجبها من الأقوال والأعمال لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ»(٢)، ومن هذا يتبيّن أنّ السلفيةَ ليست دعوةً طائفيةً أو حزبيةً أو عِرقيةً أو مذهبيةً يُنَزَّل فيها المتبوعُ مَنْزِلةَ المعصوم، ويتخذ سبيلاً لجعله دعوة يدعى إليها، ويوالى ويعادى عليها، وإنما تدعو السلفيةُ إلى التمسُّك بوصية رسولِ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم المتمثِّلة في الاعتصام بالكتاب والسُّنَّة وما اتفقت عليه الأمّة، فهذه أصولٌ معصومة دون ما سواها.
وهذا المنهج الربانيُّ المتكاملُ ليس من الحزبية الضيّقةِ التي فرّقت الأمّةَ وشتّتت شملَها، وإنما هو الإسلام المصفَّى، والطريقُ القويمُ القاصدُ الموصلُ إلى الله، به بعث اللهُ رسلَه وأنزل به كتبَه، وهو الطريقُ البيِّنةُ معالِمُه، المعصومةُ أصولُه، المأمونةُ عواقِبُه؛ أمّا الطرقُ الأخرى المستفتحة من كلّ باب فمسدودة، وأبوابها مغلقة إلاّ من طريق واحد، فإنه متّصلٌ بالله موصولٌ إليه، قال تعالى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ﴾ [الأنعام: 153]، وقال ابنُ مسعودٍ رضي الله عنه: «خطّ لنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم خطَّا ثمّ قال: «هَذَا سَبِيلُ اللهِ» ثم خطّ خطوطًا عن يمينه وشماله، ثمّ قال: «هَذِهِ سُبُلٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ، ثُمَّ قَرَأَ: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ(٣)، وقد جاء في «تفسير ابنِ كثيرٍ»(٤): «أنّ رجلاً سأل ابنَ مسعود رضي الله عنه: ما الصراطُ المستقيم؟ قال: تَرَكَنَا محمّدٌ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم في أدناه وطرفه في الجنة، وعن يمينه جوادٌّ(٥) وعن يساره جوادٌّ، ثمّ رجال يدعون من مرَّ بهم، فمن أخذ في تلك الجواد انتهت به إلى النار، ومن أخذ على الصراط انتهى به إلى الجنة، ثمّ قرأ ابن مسعود الآية».
وعليه يُدرك العاقلُ أنه ليس من الإسلام تكوين أحزابٍ متصارعةٍ ومتناحرةٍ ﴿كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾ [المؤمنون: 53]، فقد ذّمّ الله التحزّب والتفرّق في آياتٍ منها: قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ﴾ [الأنعام: 159]، وفي قوله تعالى: ﴿وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البَيِّنَاتُ﴾ [آل عمران: 105]، وإنما الإسلام حزب واحد مفلح بنصّ القرآن، قال تعالى: ﴿أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [المجادلة: 22]، وأهلُ الفلاح هم الذين جعل الله لهم لسانَ صِدْقٍ في العالمين، ومقامَ إحسانٍ في العِلِّـيِّين، فساروا على سبيل الرشاد الذي تركنا عليه المصطفى صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم الموصلِ إلى دار الجِنان، بيِّنٌ لا اعوجاجَ فيه ولا انحرافَ قال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى البَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِها لاَ يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلاَّ هَالِكٌ»(٦).
واللهُ سبحانه وتعالى إِذْ سَمَّى في كتابه الكريمِ الرعيلَ الأوَّلَ ﺑ «مسلمين» لأنّ هذه التسميةَ جاءت مطابقةً لما كانوا عليه من التزامهم بالإسلام المصفّى عقيدةً وشريعةً، فلم يكونوا بحاجةٍ إلى تسميةٍ خاصّةٍ إلاّ ما سمّاهم اللهُ به تمييزًا لهم عمّا كان موجودًا في زمانهم من جنس أهل الكفر والضلال، لكن ما أحدثه الناس بعدهم في الإسلام من حوادث وبدع وغيرها ممَّا ليس منه، سلكوا بها طرق الزيغ والضلال، فتفرّق بهم عن سبيل الحقّ وصراطه المستقيم، فاقتضى الحال ودعت الحاجة إلى تسميةٍ مُطابقةٍ لِمَا وَصَفَ به النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم الفرقةَ الناجيةَ بقوله: «مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي»(٧)، ومتميّزة عن سُبُل أهل الأهواء والبدع ليستبين أهل الهدى من أهل الضلال. فكان معنى قوله تعالى: ﴿هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ﴾ [الحج: 78]، إنما هو الإسلام الذي شرعه الله لعباده مجرّدًا عن الشركيات والبدعيات، وخاليًا من الحوادث والمنكرات في العقيدة والمنهج، ذلك الإسلام الذي تنتسب إليه السلفية وتلتزم عقيدتَه وشريعتَه وتؤسِّسُ دعوتَها عليه، قال ابن تيمية -رحمه الله-: «لا عيبَ على مَن أظهر مذهبَ السلفِ وانتسبَ إليه واعتزى إليه، بل يجب قَبول ذلك منه باتفاق، فإنّ مذهبَ السلفِ لا يكون إلاّ حقًّا»(٨).
هذا، وللسلفية ألقابٌ وأسماءٌ يُعرفون بها، تنصب في معنى واحد، فهي تتفق ولا تفترق وتأتلف ولا تختلف، منها: «أصحاب الحديث والأثر» أو «أهل السُّنَّة»، لاشتغالهم بحديث رسولِ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وآثارِ أصحابه الكرام رضي الله عنهم مع العمل على التمييز بين صحيحِها وسقيمها وفهمها وإدراك أحكامها ومعانيها، والعملِ بمقتضاها، والاحتجاجِ بها، وتسمى ﺑ «الفرقة الناجية» لأنّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم قال: «إِن بَني إِسرائيلَ افْتَرَقُوا عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ مِلَّة، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً كُلّها في النّارِ إلا مِلَّة واحدة» فقيل له: ما الواحدة؟ قال: «مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيومَ وَأَصْحَابي»(٩)، وتسمى -أيضًا- ﺑ «الطائفة المنصورة»، لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الحَقِّ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ»(١٠). وتسمى ﺑ «أهل السُّنَّة والجماعة» لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «يَدُ اللهِ مَعَ الجَمَاعَةِ»(١١)، وقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الجَمَاعَةَ شِبْرًا فَمَاتَ إِلاَّ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً»(١٢)، وفي قوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلاَّ وَاحِدَةً وَهِيَ الجَمَاعَةُ»(١٣)، والمراد بالجماعة هي الموافقةُ للحقّ الذي كانت عليه الجماعةُ الأولى: جماعةُ الصحابة رضي الله عنهم، وهو ما عليه أهلُ العلم والفقه في الدِّين في كلّ زمان، وكلُّ من خالفهم فمعدود من أهلِ الشذوذ والفُرقة وإن كانوا كثرة قال ابن مسعود رضي الله عنه: «إِنَّ جُمْهُورَ النَّاسِ فَارَقُوا الجَمَاعَةَ، وَإِنَّ الجَمَاعَةَ مَا وَافَقَ الحَقَّ وَإِنْ كُنْتَ وَحْدَكَ»(١٤)، والنبي صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وصف الفِرقةَ الناجيةَ بقوله: «مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي»(١٥)، وهذا التعيين بالوصف يدخل فيه النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وأصحابُه دخولاً قطعيًّا ولا يختصّ بهم بل هو شاملٌ لكلّ من أتى بأوصاف الفِرقة الناجية إلى أن يرث اللهُ الأرضَ ومن عليها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- في معرض تعيين الفرقة الناجية: «وبهذا يتبيّن أنّ أحقّ الناس بأن تكون هي الفرقة الناجية: أهل الحديث والسنّة، الذين ليس لهم متبوع يتعصّبون له إلاَّ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، وهم أعلم الناس بأقواله وأحواله، وأعظمهم تمييزًا بين صحيحها وسقيمها، وأئمّتهم فقهاء فيها، وأهل معرفة بمعانيها واتباعًا لها: تصديقًا وعملاً وحبًّا وموالاةً لمن والاها ومعاداة لمن عاداها، الذين يروون المقالات المجملةَ إلى ما جاء به من الكتاب والحكمة، فلا يُنَصِّبُون مقالةً ويجعلونها من أصول دينهم وجُمل كلامهم إن لم تكن ثابتةً فيما جاء به الرسول صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم بل يجعلون ما بعث به الرسول صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم من الكتاب والحكمة هو الأصل الذي يعتقدونه ويعتمدونه»(١٦).
هذا، ولا يعاب التسمي ﺑ «السلفية» أو ﺑ «أهل السنة والجماعة» أو ﺑ «أهل الحديث» أو ﺑ «الفِرقة الناجية» أو «الطائفة المنصورة»؛ لأنه اسم شرعيٌّ استعمله أئمة السلف وأطلقوه بحسَب الموضوع إما في مقابلة «أهل الكلام والفلسفة» أو في مقابلة «المتصوفة والقبوريين والطُّرُقيِّين والخُرافِيِّين» أو تُطلق بالمعنى الشامل في مقابلة «أهل الأهواء والبدع» من الجهمية والرافضة والمعتزلة والخوارج والمرجئة وغيرِهم. لذلك لما سُئل الإمام مالك -رحمه الله- مَن أهلُ السُّنَّة؟ قال: «أهل السُّنَّة الذين ليس لهم لقب يعرفون به لا جهمي ولا قدري ولا رافضي»(١٧)، ومراده -رحمه الله- أنّ أهل السُّنَّة التزموا الأصلَ الذي كان عليه رسولُ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وأصحابُه، وبقوا متمسّكين بوصيّته صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم من غير انتساب إلى شخص أو جماعة، ومن هنا يُعلم أنّ سبب التسمية إنما نشأ بعد الفتنة عند بداية ظهور الفِرق الدينية ليتميّز أهلُ الحقّ من أهل الباطل والضلال، وقد أشار ابنُ سيرين -رحمه الله- إلى هذا المعنى بقوله: «لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعتِ الفتنةُ، قالوا: سمّوا لنا رجالَكم، فيُنظَرُ إلى أهل السُّنَّة فيؤخذ حديثُهم، ويُنظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثُهم»(١٨)، هذا الأمر الذي دعا العلماءَ الأثباتَ والأئمّةَ الفحولَ إلى تجريد أنفسهم لترتيب الأصول العظمى والقواعدِ الكبرى للاتجاه السلفي والمعتقد القرآني، ومن ثمَّ نسبته إلى السلف الصالح لحسم البدعة، وقطع طريق كلّ مبتدع. قال الأوزاعي -رحمه الله-: «اصبر نفسك على السنّة، وقف حيث وقف القوم، وقل بما قالوا، وكفّ عمّا كَفُّوا عنه، واسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ما وسعهم»(١٩).
هذا، والسلفية إذ تحارب البدعَ والتعصّبَ المذهبيَّ والتفرّقَ إنما تتشدّد في الحقّ والأخذ بعزائم الأمور والاستنان بالسنن وإحياء المهجورة منها، فهي تؤمن بأنّ الإسلامَ كُلَّه حقٌّ لا بـاطل فيه، وصِدق لا كذب فيه، وَجِدٌّ لا هزل فيه، ولُبٌّ لا قشورَ فيه، بل أحكامُ الشرع وهديُه وأخلاقُه وآدابُه كلُّها من الإسلام سواء مبانيه وأركانه أو مظاهره من: تقصير الثوب وإطالة اللحية والسواك والجلباب، ونحو ذلك كلّها من الدِّين، والله تعالى يأمرنا بخصال الإسلام جميعًا وينهانا عن سلوك طريق الشيطان، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾ [البقرة: 208]، وقد ذمَّ الله تعالى بني إسرائيلَ الذين التزموا ببعض ما أُمروا به دون البعض بقوله تعالى: ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ﴾ [البقرة: 85]. والحكم المسبق على المعيّن بدخول النار والمنعِ من دخول الجنة بتركه للهدي الظاهري للإسلام ليس من عقيدة أهل السنة لكونه حكمًا عينيًّا استأثر الله به، لا يشاركه فيه غيره، وقد بين الله سبحانه وتعالى أنّ استحقاق الجنة ودخولها إنما يكمن في إخلاص العبادة لله سبحانه واتباع نبيه صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، وقد ذمَّ الله تعالى مقالة أهل الكتاب في قوله تعالى: ﴿وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ، بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [البقرة: 111-112]،
فالسلفيةُ لا تهوِّن من شأن السنّة مهما كانت، فلا تهدر من الشرع شيئًا ولا تهمل أحكامَه، بل تعمل على المحافظة على جميع شرعه: علمًا وعملاً ودعوةً قَصْدَ بيانِ الحقّ وإصلاحِ الفساد، وقد أخبر النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم عن الغرباء: «الَّذِينَ يَصْلُحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ»(٢٠).
والسلفيةُ ليست بدعوةٍ مُفرِّقة، وإنما دعوة تهدف إلى وحدة المسلمين على التوحيد الخالص، والاجتماع على متابعة الرسول صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم والتزكيةِ بالأخلاق الحسنة، والتحلي بالخصال الحميدة، والصدعِ بالحقّ وبيانِه بالحجّة والبرهان، قال تعالى: ﴿وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ﴾ [الكهف: 29]، فقد كان من نتائج المنهج السلفي: اتحاد كلمة أهل السُّنَّة والجماعة بتوحيد ربهم، واجتماعهم باتباع نبيِّهم، واتفاقهم في مسائل الاعتقاد وأبوابه قولاً واحدًا لا يختلف مهما تباعدت عنهم الأمكنة واختلفت عنهم الأزمنة، ويتعاونون مع غيرهم بالتعاون الشرعي الأخوي المبني على البرّ والتقوى والمنضبط بالكتاب والحكمة.
هذا، والسلفية تتبع رسولها في الصدع بكلمة الحقّ ودعوة الناس إلى الدين الحقّ، قال تعالى: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾ [النحل: 44]، والبقاء في البيوت والمساجد من غير تعليم ولا دعوة إخلالٌ ظاهر بواجب الأمانة وتبليغ رسالات الله، وإيصال الخير إلى الناس، قال تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ﴾ [آل عمران: 187]، فيجب على الداعية أن يدعو إلى شهادة أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، يدعو إلى الله بها على علم ويقين وبرهانٍ على نحو ما دعا إليه رسولُ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، قال تعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [يوسف: 108]، والعلم إذا لم يَصْحَبْهُ تصديقٌ ولم يؤازِرْهُ عملٌ وتَقْوَى لا يُسَمَّى بصيرةً، فأهلُ البصيرةِ هم أولوا الألباب كما قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ القَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ﴾ [الزمر: 18].
ومن منطلق الدعوة إلى الإسلام المصفّى من العوائد والبدع والمحدَثات والمنكرات كان الانتساب إلى «أهل السُّـنَّة والجماعة» أو «السلفية» عِزًّا وشَرَفًا ورمزًا للافتخار وعلامةً على العدالة في الاعتقاد، خاصّةً إذا تجسّد بالعمل الصحيح المؤيَّد بالكتاب والسنّة، لكونها منهج الإسلام في الوحدة والإصلاح والتربية، وإنما العيب والذّمُّ في مخالفة اعتقاد مذهب السلف الصالح، في أي أصل من الأصول، لذلك لم يكن الانتساب إلى السلف بدعةً لفظيةً أو اصطلاحًا كلاميًّا لكنه حقيقة شرعية ذات مدلول محدّد..
وأخيرًا؛ فالسلف الصالح هم صفوة الأمّة وخيرها، وأشدّ الناس فرحًا بسنّة نبيّهم صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وأقواهم استشعارًا بنعمة الإسلام وهدايته التي منَّ الله بها عليهم، متمثلين لأمر الله تعالى بالفرح بفضله ورحمته قال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ، قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ﴾ [يونس: 57-58]، قال ابن القيم رحمه الله تعالى: «الفرح بالعلم والإيمان والسنة دليل على تعظيمه عند صاحبه، ومحبّته له، وإيثاره له على غيره، فإذا فرح العبد بالشيء عند حصوله له على قدر محبّته له ورغبته فيه، فمن ليس له رغبة في الشيء لا يفرحه حصوله له، ولا يحزنه فواتُه، فالفرح تابع للمحبة والرغبة»(٢١).
نسأل الله أن يُعزَّ أولياءَه، ويُذِلَّ أعداءَه، ويهديَنا للحقِّ، ويرزقَنا حقَّ العِلم وخيرَه وصوابَ العمل وحُسنَه، فهو حَسْبُنَا ونعم الوكيل، وعليه الاتكال في الحال والمآل، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ، وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.

الجزائر في: 11 جمادى الأولى 1428ﻫ
الموافق ﻟ: 28 ماي 2007م

١- أخرجه البخاري في «الشهادات» باب لا يشهد على شهادة جور إذا أشهد: (2509)، ومسلم في «فضائل الصحابة» باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين...: (6472)، والترمذي في «المناقب» باب ما جاء في فضل من رأى النبي وصحبه: (3859)، وابن حبان في «صحيحه»: (7228)، وأحمد: (5383)، والبزار في «مسنده»: (1777)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

٢- أخرجه مسلم في «الإمارة» باب قوله لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق..: (4920)، والترمذي في «الفتن» باب ما جاء في الأئمة المضلين: (2229)، وأحمد: (21889)، وسعيد بن منصور في «سننه»: (2372)، من حديث ثوبان رضي الله عنه.

٣- أخرجه الدارمي في «سننه»: (206)، وابن حبان في «مقدمة صحيحه» باب الاعتصام بالسنة وما يتعلق بها نقلاً وأمراً وزجراً: (7)، والحاكم في «المستدرك»: (3241)، وأحمد: (4131)، والبزار في «مسنده»: (1718)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. والحديث صححه أحمد شاكر في «تحقيقه لمسند أحمد»: (6/89)، وحسنه الألباني في «المشكاة»: (166)

٤- [2/191].

٥- الجوادُّ: جمع جادّة، وهي معظم الطريق، وأصل الكلمة من جدَدَ. [«النهاية» لابن الأثير: 1/313].

٦- أخرجه ابن ماجه في «المقدمة» باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين: (43)، والحاكم في «المستدرك»: (331)، وأحمد: (16692)، والطبراني في «الكبير»: (18/247)، من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه. والحديث حسنه المنذري في «الترغيب والترهيب»: (1/47)، وصححه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (937).

٧- أخرجه الترمذي في «الإيمان» باب ما جاء في افتراق هذه الأمة (2641)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه. قال العراقي في «تخريج الإحياء» (3/284) «أسانيدها جياد»، والحديث حسّنه الألباني في «صحيح الجامع» (5343).

٨- «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (4/149).

٩- أخرجه الحاكم في «المستدرك»: (444)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما. قال ابن تيمية رحمه الله في «مجموع الفتاوى» (3/341): «الحديث صحيح مشهور في السنن والمساند»، وحسنه سليم الهلالي في «درء الارتياب عن حديث ما أنا عليه والأصحاب».

١٠- سبق تخريجه.

١١- أخرجه الترمذي في «الفتن» باب ما جاء في لزوم الجماعة: (2166)، والحاكم في «المستدرك»: (398)، من حديث ابن عباس رضي الله عنه. وصححه الألباني في «المشكاة»: الهامش رقم (5)، من (1/61).

١٢- أخرجه البخاري في «الفتن» باب قول النبي سترون بعدي أمورا تنكرونها: (6646)، ومسلم في «الإمارة» باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن: (4790)، من حديث ابن عباس رضي الله عنه.

١٣- أخرجه أبو داود في «السنة» باب شرح السنة: (4597)، والحاكم في «المستدرك»: (443)، وأحمد: (16613)، والطبراني في «الكبير»: (19/377)، من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما. والحديث صححه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (204).

١٤- أخرجه ابن عساكر في «تاريخ دمشق»: (49/286). وصححه الألباني في «المشكاة»: (1/61).

١٥- سبق تخريجه.

١٦- «مجموع الفتاوى لابن تيمية»: (3/347).

١٧-«الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء» لابن عبد البر: (35)، «ترتيب المدارك» للقاضي عياض: (1/172).

١٨- رواه مسلم في «مقدمة صحيحه»: (84)، والدارمي في «سننه»: (422).

١٩- «الشريعة» للآجري: (58).

٢٠- أخرجه الطبراني في «الأوسط»: (219)، من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه، وأخرجه أبو عمرو الداني في «الفتن»: (25/1)، من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، وصححه الألباني «السلسلة الصحيحة»: (3/267).

٢١- «مدارج السالكين» لابن القيم: (3/158).














قديم 2012-04-07, 00:11   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
طارق المتيجي
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية طارق المتيجي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي هل يجوز للعلماء...........

هل الذي لاينتمي للسلفية يعد كافرا ؟؟؟

هل عدم إنتمائي للسلفية يخرجني من (( أهل السنة والجماعة )) ؟؟؟










قديم 2012-04-07, 00:23   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
التوحيد الخالص
عضو محترف
 
الصورة الرمزية التوحيد الخالص
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

[quote=طارق المتيجي;9509089] هل الذي لاينتمي للسلفية يعد كافرا ؟؟؟

هل عدم إنتمائي للسلفية يخرجني من (( أهل السنة والجماعة )) ؟؟؟
[/q

لم اقل انك خارج عن الدين وانت كافر لاكن مخالفة السنة واهل السنة قد تدخل الانسان في البتداع والعياذ بالله










قديم 2012-04-07, 00:25   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
التوحيد الخالص
عضو محترف
 
الصورة الرمزية التوحيد الخالص
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الأمر بلزوم جماعة المسلمين وإمامهم
إن الاجتماع على الحق ولزوم الجماعة المتمسكة به؛ وعدم مفارقتهم؛ منمقاصد الشريعة الإسلامية ومحاسنها وفضائلها، ومن ميز أهل السنة على غيرهممن أهل الأهواء، فلذلك كان من ألقابهم الشرعية وصفهم بأنهم: أهل السنةوالجماعة.
وقد وردت نصوص كثيرة من الكتاب والسنة وأقوال العلماء في الأمر بالتمسك بالجماعة ونبذ الفرقة ولقد اتفق أهل السنة والجماعةعلىوجوبلزوم جماعة المسلمين الذين هم على طريقة السلف وعلى طريقة النبي صلى اللهعليه وسلم ، ولو كانوا قلة في بعض الأزمنة ، ولو كثر المخالفون لهم والتمسكبها في كل عصرٍ ومِصرٍوترك الفرقة ، لمجيء الأمر بالجماعة في الكتاب والسنة
تعريف الجماعة
الجماعة لغة :مأخوذة من مادة جمع وهي تدور حول الجمع والإجماع والاجتماع ، وهو ضد التفرق، وهي اجتماع طائفة من الناس على أمر واحد 0
والجماعة شرعاً :ما عليه أهل الحق من الاتباع وترك الابتداع 0
قال الترمذي : و تفسير الجماعة عند أهل العلم هم أهل الفقه والعلم والحديث
قال ابن مسعود : الجماعة ما وافق الحق وإن كنت وحدك 0
وأهل الحق يراد بهم الصحابة والتابعون ومن تبعهم بإحسان ، ونهج نهجهم إلى يوم الدين
فقد أمر الله - عز وجل - بالاجتماع في الدين، ونهى عن التفرق فيه، وبين هذا فيكتابه بياناً شافياً يفهمه جميع الناس، ونهانا أن نكون كالذين من قبلنا تفرقواواختلفوا فهلكوا ولم يفلحوا قال - تعالى -: وَلاَتَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُالْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ(سورة آل عمران (105))
قال الإمام ابن كثير
وحدد الله – تعالىأن الرسول بريء من الذين تفرقوا في الدين، وذكر مآلهم فقال: إِنَّالَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍإِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ (سورة الأنعام (159)
والظاهر أن الآية عامة في كل من فارق دين الله، وكان مخالفاً له، فإن الله بعثرسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وشرعه واحد لا اختلاف فيه ولاافتراق، فمن اختلف فيهوَكَانُوا شِيَعاًأي: فرقاً كأهل الملل والنحل - وهي الأهواء والضلالات - فالله قد بَرَّأ رسوله مما همفيه(تفسير ابن كثير (3/377).
وقال الإمام السعدي: في قوله تعالى إن الذين فرقوادينهم وكانوا شيعا. يتوعد تعالى الذين فرقوا دينهم أي: شتتوه وتفرقوافيه وكل أخذ نصيبا من الأسماء التي لا تفيد الإنسان في دينه شيئا،كاليهودية والنصرانية والمجوسية، أولا يكمل بها إيمانه بأن يأخذ من الشريعةشيئا، ويجعله دينه، ويدع مثله، أو ما هو أولى منه، ودلت الآية الكريمة أنالدين يأمر بالاجتماع والائتلاف، وينهى عن التفرق والاختلاف في أهل الدين،وفي سائر مسائله الأصولية، و الفروعية، وأمره أن يتبرأ ممن فرقوا دينهمفقال: لست منهم في شيء أي لست منهم و ليسوا منك، لأنهم خالفوك وعاندوك
(تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان)


وقال تعالى وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا (آل عمران)
قال الإمام ابن كثير رحمه الله
وقوله: { وَلا تَفَرَّقُوا } أمَرَهُم بالجماعة ونهاهم عن التفرقة وقد وردت الأحاديثُ المتعددة بالنهي عن التفرق والأمر بالاجتماع والائتلاف(تفسير القرآن العظيم)
وروىابن جريررحمه الله بسنده عن عبد الله بن مسعود أنه قال في قوله:"واعتصموا بحبل الله جميعا"، قال: الجماعة.( جامع البيان في تأويل القرآن)
وقال الإمام السعدي رحمه الله
ثم أمرهم تعالى بما يعينهم على التقوى وهو الاجتماع والاعتصام بدين الله، وكون دعوى المؤمنين واحدة مؤتلفين غير مختلفين، فإن في اجتماع المسلمين على دينهم، وائتلاف قلوبهم يصلح دينهم وتصلح دنياهم وبالاجتماع يتمكنون من كل أمر من الأمور، ويحصل لهم من المصالح التي تتوقف على الائتلاف ما لا يمكن عدها
(تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان)
وقال الإمام الطبري في قوله تعالىوَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْإِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء): يقتل بعضكم بعضا، ويأكل شديدكم ضعيفكم، حتى جاءالله بالإسلام، فألف به بينكم، وجمع جمعكم عليه، وجعلكم عليه إخوانا(جامع البيان في تأويل القرآن)
وقال تعالى وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(آل عمران)
قال أبو جعفر الطبري رحمه الله يعني بذلك جل ثناؤه:"ولا تكونوا"، يا معشر الذين آمنوا "كالذين تفرقوا" من أهل الكتاب"واختلفوا" في دين الله وأمره ونهيه من بعد ما جاءهم البينات"، من حجج الله، فيما اختلفوا فيه، وعلموا الحق فيه فتعمدوا خلافه، وخالفوا أمرَ الله، ونقضوا عهده وميثاقه جراءة على الله"وأولئك لهم"، يعني: ولهؤلاء الذين تفرقوا، واختلفوا من أهل الكتاب من بعد ما جاءهم "عذاب" من عند الله"عظيم"، يقول جل ثناؤه: فلا تتفرقوا، يا معشر المؤمنين، في دينكم تفرُّق هؤلاء في دينهم، ولا تفعلوا فعلهم، وتستنوا في دينكم بسنتهم، فيكون لكم من عذاب الله العظيم مثل الذي لهم(جامع البيان في تأويل القرآن)
وقال أبو جعفرالطبري رحمه الله حدثني المثني قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قوله:"ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا" ونحو هذا في القرآن أمر الله جل ثناؤه المؤمنين بالجماعة، فنهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم أنما هلك من كان قبلهم بالمراء الخصومات في دين الله. (جامع البيان في تأويل القرآن)
وقوله تعالى: { يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ } يعني: يوم القيامة، حين تبيض وجوه أهل السنة والجماعة، وتسودّ وجوه أهل البِدْعَة والفرقة، قاله ابن عباس، رضي الله عنهما (تفسير القرآن العظيم)
وقال تعالى: وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ(هود)
قال أبو جعفرالطبري رحمه الله
حدثني يعقوب بن إبراهيم ، وابن وكيع قالا حدثنا ابن علية قال، أخبرنا منصور بن عبد الرحمن قال: قلت للحسن قوله ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ، قال الناس مختلفون على أديان شتى، إلا من رحم ربك، فمن رحم غير مختلفين.
وذكر عن الحسن أيضاً: قالوَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ، قال: أما أهل رحمة الله فإنهم لا يختلفون اختلافاً يضرهم
وذكر عن ابن عباس رضي الله عنهما: قولهوَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْقال: خلقهم فريقين. فريقاً يرحم فلا يختلف، وفريقاً لا يرحم يختلف، وذلك قوله: فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ(جامع البيان في تأويل القرآن)
وقال ابن كثير رحمه الله وقوله: وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَأي ولا يزال الخلف بين الناس في أديانهم واعتقادات مللهم ونحلهم ومذاهبهموآرائهم، قال عكرمة مختلفين في الهدى، قال الحسن البصري مختلفين في الرزقيسخر بعضهم بعضاً، والمشهور الصحيح الأول. وقولهإِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ. أي المرحومين من أتباع الرسل الذين تمسكوا بما أمروا به من الدين، أخبرتهمبه رسل الله إليهم ولم يزل ذلك دأبهم حتى كان النبي وخاتم الرسل والأنبياءفاتبعوه وصدقوه وآزروه ففازوا بسعادة الدنيا والآخرة لأنهم الفرقة الناجيةكما جاء في الحديث المروي في المسانيد والسنن من طرق يشد بعضها بعضاًثم ذكر الأثر التالي عن طاوسعن ابن أبي نجيح عن طاوس أن رجلين اختصماإليه فأكثروا فقال طاوس: اختلفتما وأكثرتما فقال أحد الرجلين: لذلك خلقنافقال طاووس: كذبت. فقال: أليس الله يقول: وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ؟ قال لم يخلقهم ليختلفوا ولكن خلقهم للجماعة والرحمة(تفسير القرآن العظيم)
وقال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله
يخبر تعالى أنه لو شاءلجعل الناس أمة واحدة على الدين الإسلامي، فإن مشيئته غير قاصرة، ولا يمتنععليه شيء. ولكنه اقتضت حكمته أن لا يزالون مختلفين، مخالفين للصراطالمستقيم، متبعين للسبل الموصلة إلى النار، كل يرى الحق فيما قاله، والضلالفي قول غيرهإِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ. فهداهم على العلم بالحق والعمل به، والاتفاق عليه، فهؤلاء سبقت لهم سابقةالسعادة، وتداركتهم العناية الربانية، والتوفيق الإلهي. وأما من عداهم، فهممخذولون موكولون إلى أنفسهم. وقوله: وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْأي: اقتضت حكمته، أنه خلقهم، ليكون منهم السعداء والأشقياء، والمتفقونوالمختلفون، والفريق الذي هدى الله، والفريق الذي حقت عليه الضلالة. ليتبينللعباد عدله، وحكمته، وليظهر ما كمن في الطباع البشرية من الخير والشر،ولتقوم سوق الجهاد والعبادات، التي لا تتم ولا تستقيم إلا بالامتحانوالابتلاء
(تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان)
وقال القرطبي رحمه الله «قال ابن عباس لسمَّاك الحنفي يا حنفي، الجماعةالجماعة، فإنما هلكت الأمم الخالية لتفرقها، أما سمعت الله عز وجل يقول «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا(الجامع لأحكام القرآن)
وقال تعالى: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ(الأنعام: 153)
قال ابن جرير رحمه الله: يقول تعالى ذكره: وهذا الذي وصاكم به ربكم أيها الناس في هاتين الآيتين من قوله: قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْوأمركم بالوفاء به، هو صراطه، يعني طريقه ودينه الذي ارتضاه لعبادهمستقيماً يعني: قويماً لا أعوجاج به عن الحق فاتبعوه. يقول: فاعملوابه، واجعلوه لأنفسكم منهاجاً تسلكونه فاتبعوه ولا تتبعوا السبل يقول: ولاتسلكوا طريقاً سواه، ولا تركبوا منهاجاً غيره، ولا تبغوا ديناً خلافه مناليهودية والنصرانية والمجوسية، وعبادة الأوثان، وغير ذلك من الملل، فإنهابدع وضلالات فتفرق بكم عن سبيله يقول: فيشتت بكم إن اتبعتم السبل المحدثةالتي ليست لله بسبل ولا طرق، ولا أديان أتباعكم إياها عن سبيله، يعني عنطريقه ودينه الذي شرعه لكم وارتضاه، وهو الإسلام الذي وصى به الأنبياءوأمر به الأمم قبلكم
ثم ذكر ابن جرير رحمه الله بسنده عن ابن مسعود رضي الله عنه قالخط لنارسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً خطاً. فقال: هذا سبيل الله، ثم خط عنيمين ذلك الخط وعن شماله خطوطاً، فقال: هذه سبل على كل سبيل منها شيطانيدعو إليها، ثم قرأ هذه الآية: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ. ثم ذكر بسنده أيضاً أن رجلاً قال لابن مسعود: ما الصراط المستقيم؟ قال: تركنا محمد صلى الله عليه وسلم، في أدناه، وطرفه في الجنة، وعن يمينه جواد،وعن يساره جواد، وثم رجال يدعون من مر بهم، فمن أخذ في تلك الجواد انتهتبه إلى النار، ومن أخذ على الصراط انتهى به إلى الجنة، ثم قرأ ابن مسعود: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا. الآية
(جامع البيان في تأويل القرآن)
وقال ابن كثير رحمه الله قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ. وفي قوله: أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِونحو هذا في القرآن قال: أمر الله المؤمنين بالجماعة ونهاهم عن الاختلافوالتفرقة وأخبرهم أنه إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين اللهونحو هذا. قاله مجاهد وغير واحد(تفسير القرآن العظيم)
وقال تعالى شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ(الشورى 13)
وقال ابن كثير رحمه الله { أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ } أي: وصى الله [سبحانه و] تعالى جميع الأنبياء، عليهم السلام، بالائتلاف والجماعة، ونهاهم عن الافتراق والاختلاف. (تفسير القرآن العظيم)
وقال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله
{ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ } أي: ليحصل منكم الاتفاق على أصول الدين وفروعه، واحرصوا على أن لا تفرقكم المسائل وتحزبكم أحزابا، وتكونون شيعا يعادي بعضكم بعضا مع اتفاقكم على أصل دينكم.ومن أنواع الاجتماع على الدين وعدم التفرق فيه، ما أمر به الشارع من الاجتماعات العامة، كاجتماع الحج والأعياد، والجمع والصلوات الخمس والجهاد، وغير ذلك من العبادات التي لا تتم ولا تكمل إلا بالاجتماع لها وعدم التفرق. (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان)
وقال الشيخ محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي رحمه الله
قَوْلُهُ - تَعَالَى - : وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ .الضَّمِيرُ فِي قَوْلِهِ : (فِيهِ) ، رَاجِعٌ إِلَى الدِّينِ فِي قَوْلِهِ : (أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ) .وَمَا تَضَمَّنَتْهُ هَذِهِ الْآيَةُ الْكَرِيمَةُ مِنَ النَّهْيِ عَنِ الِافْتِرَاقِ فِي الدِّينِ - جَاءَ مُبَيَّنًا فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ ، وَقَدْ بَيَّنَ - تَعَالَى - أَنَّهُ وَصَّى خَلْقَهُ بِذَلِكَ ، فَمِنَ الْآيَاتِ الدَّالَّةِ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ - تَعَالَى - : وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا الْآيَةَ. وَقَوْلُهُ - تَعَالَى - : وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ. وَقَدْ بَيَّنَ - تَعَالَى - فِي بَعْضِ الْمَوَاضِعِ أَنَّ بَعْضَ النَّاسِ لَا يَجْتَنِبُونَ هَذَا النَّهْيَ ، وَهَدَّدَهُمْ عَلَى ذَلِكَ ، كَقَوْلِهِ - تَعَالَى - : إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ. لِأَنَّ قَوْلَهُ : لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِلَى قَوْلِهِ : يَفْعَلُونَ - فِيهِ تَهْدِيدٌ عَظِيمٌ لَهُمْ .وَقَوْلُهُ - تَعَالَى - فِي سُورَةِ «قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ» : وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ
فَقَوْلُهُ : وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً أَيْ : إِنَّ هَذِهِ شَرِيعَتُكُمْ شَرِيعَةً وَاحِدَةً ، وَدِينُكُمْ دِينٌ وَاحِدٌ ، وَرَبُّكُمْ وَاحِدٌ فَلَا تَتَفَرَّقُوا فِي الدِّينِ .
وَقَوْلُهُ - جَلَّ وَعَلَا - : فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُمْ لَمْ يَجْتَنِبُوا مَا نُهُوا عَنْهُ مِنْ ذَلِكَ .
وَقَوْلُهُ - تَعَالَى - : فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ فِيهِ تَهْدِيدٌ لَهُمْ وَوَعِيدٌ عَظِيمٌ عَلَى ذَلِكَ . وَنَظِيرُ ذَلِكَ قَوْلُهُ - تَعَالَى - فِي سُورَةِالْأَنْبِيَاءِ : إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ فَقَوْلُهُ - تَعَالَى - : كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ فِيهِ أَيْضًا تَهْدِيدٌ لَهُمْ وَوَعِيدٌ عَلَى ذَلِكَ ، وَقَدْ أَوْضَحْنَا تَفْسِيرَ هَذِهِ الْآيَاتِ فِي آخِرِ سُورَةِ الْأَنْبِيَاءِ فِي الْكَلَامِ عَلَى قَوْلِهِ - تَعَالَى - : إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً الْآيَةَ(أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن)
وقال الإمام السيوطي رحمه الله
أخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن قتادة : { أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه } . قال : تعلموا أن الفرقة هلكة ، وأن الجماعة ثقة
(الدر المنثور في التأويل بالمأثور)
وقال الإمام البخاري في صحيحه في كتاب الاعتصام بالكتاب و السنة: بابقوله تعالى: و كذلك جعلناكم أمَّةً وسَطاً و ما أمر النبي صلى الله عليهوسلم بلزوم الجماعة وهم أهل العلم.
وقال الإمام مسلم في كتاب الإمارة من صحيحه: باب وجوب ملازمة جماعةالمسلمين عند ظهور الفتن، وفي كل حال، و تحريم الخروج على الطاعة ومفارقةالجماعة.
وقد ارشد الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى الإجتماع ،وحذر من التفرق
فعنْ حُذَيْفَةَ بْنَ اليَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: كَانَ النّاسُيَسْأَلُونَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم عَنِ الخَيْرِ، وَكُنْتُأَسْأَلُهُ عَنِ الشّرّ، مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلتُ: يَا رَسُولَالله إنّا كُنّا فِي جَاهِلِيّةٍ وَشَرِّ، فَجَاءَنَا الله بِهَذَاالخَيْرِ، فَهَل بَعْدَ هَذَا الخَيْرِ شَرّ؟ قَالَ: نَعَمْفَقُلتُ: هَل بَعْدَ ذَلِكَ الشّرّ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَفِيهِ دَخَنٌقُلتُ: وَمَا دَخَنُهُ؟ قَالَ: قَوْمٌ يَسْتَنّونَ بِغَيْرِ سُنّتِي، وَيَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ، فَقُلتُ: هَل بَعْدَ ذَلِكَ الخَيْرِ مِنْ شَرَ؟ قَالَ: نَعَمْ، دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ إلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا»، فَقُلتُ: يَا رَسُولَ الله صِفْهُمْ لَنَا، قَالَ: نَعَمْ، قَوْمٌ مِنْ جِلدَتِنَا، وَيَتَكَلّمُونَ بِأَلسِنَتِنَاقُلتُ: يَا رَسُولَ الله فَمَا تَرَى إنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: تَلزَمُ جَمَاعَةَ المُسْلِمِينَ وَإمَامَهُمْفَقُلتُ: فَإنْ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ؟ قَالَ: فَاعْتَزِل تِلكَ الفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضّ عَلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ حَتّى يُدْرِكَكَ المَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ (متفق عليه(
قال ابن بطال معلقاً على هذا الحديث: "فيه حجة لجماعة الفقهاء في وجوب لزوم جماعةالمسلمين، وترك القيام على أئمة الجور، ألا ترى أنه - صلى الله عليه وسلم - وصفأئمة زمان الشر فقال: دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها، فوصفهمبالجور والباطل والخلاف لسنته؛ لأنهم لا يكونون دُعاةً على أبواب جهنم إلا وهم علىضلال، ولم يقل فيهم تعرف منهم وتنكر كما قال في الأولين، وأمر مع ذلك بلزوم جماعةالمسلمين وإمامهم، ولم يأمر بتفريق كلمتهم، وشق عصاهم"
(شرح ابن بطال 19/39)
وقال النووي -رحمه الله تعالى-: “وفي حديث حذيفة: هذا لزوم جماعة المسلمينوإمامهم ووجوب طاعته، وإن فسق وعمل المعاصي فتجب طاعته في غير معصية” هـ، وقد بوَّب النووي لهذا الحديث بقوله: باب وجوب ملازمة جماعة المسلمينعند ظهور الفتن وفي كل حال وتحريم الخروج على الطاعة ومفارقة الجماعة
وقال الطبري -رحمه الله تعالى-: والصواب أن المراد من الخبر لزوم الجماعةالذين في طاعة من اجتمعوا علي تأميره، فمن نكث بيعته خرج عن الجماعة
وقال الإمام البخاري في صحيحه في كتاب الاعتصام بالكتاب و السنة: بابقوله تعالى: {و كذلك جعلناكم أمَّةً وسَطاً} و ما أمر النبي صلى الله عليهوسلم بلزوم الجماعة وهم أهل العلم
وعَنوَن الإمام النسائي في سننه: قتلُ من فارق الجماعة
وعقد الإمام الترمذي في سننه باباً سمَّاه: باب ما جاء في لزوم الجماعة.
و قال أبو عيسى الترمذي رحمه الله تعالى في سننه: و تفسير الجماعة عند أهل العلم هم أهل الفقه والعلم والحديث.
و قول الترمذي هذا موافقٌ لما تقدّم من قول الإمام البخاريِّ رحمه الله في معنى الجماعة: هم أهل العلم.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: وَسُمُّوا أَهْلَ الْجَمَاعَةِ؛ لِأَنَّالْجَمَاعَةَ هِيَ الِاجْتِمَاعُ وَضِدُّهَا الْفُرْقَةُ؛ وَإِنْ كَانَلَفْظُ الْجَمَاعَةِ قَدْ صَارَ اسْمًا لِنَفْسِ الْقَوْمِالْمُجْتَمِعِينَ
وقال أيضاً: وَلِهَذَا كَانَ مِنْ أُصُولِ أَهْلِ السُّنَّةِوَالْجَمَاعَةِ: لُزُومُ الْجَمَاعَةِ؛ وَتَرْكُ قِتَالِ الْأَئِمَّة(مجموع الفتاوى)
وعنْ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: ((وَعَظَنَارَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْماً بَعْدَ صَلَاةِالْغَدَاةِ مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَاالْقُلُوبُ، فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُإِلَيْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَالسَّمْعِوَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَىاخْتِلَافاً كَثِيراً، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّهَاضَلَالَةٌ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِالْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ(الترمذي (2600)، السلسلة الصحيحة (6/234.)
قال المباركفوري رحمه الله
و"ليس المراد بسنة الخلفاء الراشدين إلا طريقتهم الموافقة لطريقته - صلى الله عليهوسلم - قال القاري في المرقاة: "فعليكم بسنتي" أي بطريقتي الثابتة عني واجباً أومندوباً، وسنة الخلفاء الراشدين فإنهم لم يعملوا إلا بسنتي، فالإضافة إليهم إمالعملهم بها، أو لاستنباطهم واختيارهم إياها(تحفة الأحوذي (2/57).
وقال الإمام ابن عبد البر رحمه الله
وكذلك في هذا الحديث أمر عند الافتراق والاختلاف بالتمسك بسنته وسنة الخلفاءالراشدين من بعده، والسنة: هي الطريقة المسلوكة، فيشمل ذلك التمسك بما كان عليه هووخلفاؤه الراشدون من الاعتقادات والأعمال والأقوال، وهذه هي السنة الكاملة، ولهذاكان السلف قديماً لا يطلقون اسم السنة إلا على ما يشمل ذلك كله"
(جامع العلوم والحكم 28/15)

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم أَنّهُ قَالَ: مَنْخَرَجَ مِنَ الطّاعَةِ، وَفَارَقَ الجَمَاعَةَ، فَمَاتَ، مَاتَ مِيتَةًجَاهِلِيّةً، وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عُمِّيَّةٍ، يَغْضَبُلِعَصَبَةٍ، أَوْ يَدْعُو إلَى عَصَبَةٍ، أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً،فَقُتِلَ، فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيّةً، وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمّتِي، يَضْرِبُبَرَّهَا وَفَاجِرَهَا، وَلاَ يَتَحَاشَ مِنْ مُؤْمِنِهَا، وَلاَ يَفِيلِذِي عَهْدٍ عَهْدَهُ، فَلَيْسَ مِنّي وَلَسْتُ مِنْهُ (مسلم(
وإن مما يبيح دم المسلم مفارقة الجماعة المسلمة بالارتداد، والخروج عليها فعَنْعَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يَحِلُّ دَمُامْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُاللَّهِ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ: النَّفْسُ ِالنَّفْسِ، وَالثَّيِّبُ الزَّانِي،وَالْمَارِقُ مِنْ الدِّينِ التَّارِكُ لِلْجَمَاعَة(رواه البخاري 6370، ومسلم (3175.)
"أي الذي ترك جماعة المسلمين، وخرج من جملتهم، وانفرد عن أمرهم بالردة، فقوله: "المفارق للجماعة" صفة مؤكدة للتارك لدينه قال النووي: "هو عام في كل مرتد عنالإسلام بأي ردة كانت فيجب قتله إن لم يرجع إلى الإسلام. قال العلماء: ويتناولأيضاً كل خارج عن الجماعة ببدعة، أو بغي، أو غيرهما، وكذا الخوارج، واعلم أن هذاعام يخص منه الصائل ونحوه فيباح قتله في الدفع، وقد يجاب عن هذا بأنه داخل فيالمفارق للجماعة، أو يكون المراد لا يحل تعمد قتله قصداً إلا في هؤلاء الثلاثة
(عون المعبود 9/387)
وعن جابر بن سمرة قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآنا حلقا فقال : " مالي أراكم عزين (رواه مسلم )
قال النووي رحمه الله: "معناه النهي عن التفرق والأمر بالاجتماع(شرح النووي 4/153)
قال الإمام الألباني رحمه الله
بالعين والزاي أي متفرقين، وقد وصل اهتمام الرسول عليه السلام بالنهي عن التفرق في المكان وعن ابتعاد الناس بعضهم عن بعض إلى درجة أنه نهاهم عن ذلك حتى في الصحراء، حتى في السفر فقد روى الإمام أحمد في مسنده بإسناد قوي عن أبي ثعلبة الخشني قال: كنا إذاسافرنا مع النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - نزلنا في الوديان والشعاب فقال لنا يوماً: إنما تفرقكم هذا في الوديان والشعاب من عمل الشيطان» قال أبو ثعلبة: «فكنا بعد ذلك إذا نزلنا في مكان اجتمعنا، أي انضم بعضنا إلى بعض حتى لو جلسنا على بساط لوسعنا
(موسوعة العلامة الإمام مجدد العصر محمد ناصر الدين الألباني)
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : إن الله يرضى لكم ثلاثًا : أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا، وأن تُناصحوا من ولاه الله أمركم.(رواه مسلم)
يقول النووي -رحمه الله- في شرح هذا الحديث العظيم : "وأما الاعتصام بحبل الله فهو التمسك بعهده وهو اتباع كتابه العزيز وحدوده والتأدب بأدبه. والحبل يطلق على العهد وعلى الأمان وعلى الوصلة وعلى السبب وأصله من استعمال العرب الحبل في مثل هذه الأمور لاستمساكهم بالحبل عند شدائد أمورهم ويوصلون بها المتفرق فاستعير اسم الحبل لهذه الأمور.وأما قوله -صلى الله عليه وسلم- ولا تفرقوا فهو أمر بلزوم جماعة المسلمين وتآلف بعضهم ببعض وهذه إحدى قواعد الإسلام".(شرح مسلم)
وقال ابن عبدالبر -رحمه الله تعالى الظاهر في قوله ويرضى لكم أن تعتصموا بحبل الله جميعاً أنه أرادالجماعة
وعن عمررضي الله عنه : عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة(صحيح سنن الترمذي)
قال ابن العربي -رحمه الله تعالى- في شرحه معنى عليكمبالجماعة قال: يحتمل معنين
أحدهما: أن الأمة إذا اجتمعت على قول فلا يجوز لمن بعدهم أن يحدث قولاً آخر·
الثاني: إذا اجتمعوا على إمام فلا تحل منازعته ولا خلعه، وهذا ليس على العموم، بل لو عقد بعضهم لجاز ولم يحل لأحد أن يعارض

وعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في حجة الوداع نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها فرب حامل فقه ليس بفقيه
ثلاث لا يغل عليهن قلب امرىء مؤمن إخلاص العمل لله والمناصحة لائمة المسلمين ولزوم جماعتهم فإن دعاءهم يحيط من ورائهم
(صحيح لغيره صحيح الترغيب والترهيب)
وعن زيد بن ثابت قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول نضر الله امرأ سمع منا حديثا فبلغه غيره فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ورب حامل فقه ليس بفقيه ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم إخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الأمر ولزوم الجماعة فإن دعوتهم تحيط من وراءهم
(رواه أبو داود والترمذي وحسنه والنسائي صحيحصحيح الترغيب والترهيب)
وعن جبير بن مطعم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيف خيف منى يقول : نضر الله عبدا سمع مقالتي فحفظها ووعاها وبلغها من لم يسمعها فرب حامل فقه له ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن إخلاص العمل لله (صحيح لغيره صحيح الترغيب والترهيب)
قال ابن الأثير -رحمه الله تعالى- “والمعنى أن هذه الخلالالثلاث تستصلح بها القلوب، فمن تمسك بها طهر قلبه من الخيانة والدَّغَلوالشر
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى فهذهالثلاث تجمع أصول الدين وقواعدَه، وتجمع الحقوق التيلله ولعباده وتنتظم مصالح الدنيا والآخرة
(مجموع الفتاوى)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- “فقد جمع في هذه الأحاديث بينالخصال الثلاث إخلاص العمل لله ومناصحة أولي الأمر ولزوم جماعة المسلمينوهذه الثلاث تجمع أصول الدين وقواعده وتجمع الحقوق التي لله ولعباده وتنتظممصالح الدنيا والآخرة؛ وبيان ذلك أن الحقوق قسمان حق لله وحق لعباده فحقالله أن نعبده ولا نشرك به شيئاً كما جاء لفظه في أحد الحديثين؛ وهذا معنىإخلاص العمل لله كما جاء في الحديث الآخر، وحقوق العباد قسمان خاص وعام،أما الخاص فمثل بر كل إنسان والديه وحق زوجته وجاره فهذه من فروع الدين؛لأن المكلف قد يخلو عن وجوبها عليه ولأن مصلحتها خاصة فردية، وأما الحقوقالعامة فالناس نوعان رعاة ورعية فحقوق الرعاة مناصحتهم وحقوق الرعية لزومجماعتهم فإن مصلحتهم لا تتم إلا باجتماعهم وهم لا يجتمعون على ضلالة، بلمصلحة دينهم ودنياهم في اجتماعهم واعتصامهم بحبل اللهجميعاً فهذه الخصالتجمع أصول الدين، وقد جاءت مفسرة في الحديث الذي رواه مسلم عن تميم الداريقال قال رسول الله الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة قالوا لمن يارسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم؛ فالنصيحة للهولكتابه ولرسوله تدخل في حق الله وعبادته وحده لا شريك له، والنصيحة لأئمةالمسلمين وعامتهم هي مناصحة ولاة الأمر ولزوم جماعتهم فإن لزوم جماعتهم هينصيحتهم العامة، وأما النصيحة الخاصة لكل واحد منهم بعينه فهذه يمكن بعضهاويتعذر استيعابها على سبيل التعيين
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى: “وقوله صلى الله عليه وسلم ثلاث لايَغِلُّ عليهن قلب مسلم· إلى آخره أي لا يحمل الغل ولا يبقى فيه مع هذهالثلاثة فإنها تنفي الغل والغش وهو فساد القلب وسخايمه فالمخلص لله إخلاصهيمنع غل قلبه ويخرجه ويزيله جملة؛ لأنه قد انصرفت دواعي قلبه وإرادته إلىمرضاة ربه فلم يبق فيه موضع للغل والغش وقوله: ومناصحة أئمةالمسلمين هذا أيضاً مناف للغل والغش فإن النصيحة لا تجامع الغل إذ هي ضدهفمن نصح الأئمة والأمة فقد برئ من الغل وقوله ولزوم جماعتهم” هذا أيضاًمما يطهر القلب من الغل والغش فإن صاحبه للزومه جماعة المسلمين يحبلهم مايحب لنفسه ويكره لهم ما يكره لها ويسوؤه ما يسوؤهم ويسره ما يسرهم؛ وهذابخلاف من انحاز عنهم واشتغل بالطعن عليهم والعيب والذم لهم كفعل الرافضةوالخوارج والمعتزلة وغيرهم فإن قلوبهم ممتلئة نحلاً وغشاً
(مفتاح دار السعادة (ص:79))

وقال شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى: “لم يقع خلل في دينالناس ودنياهم إلا بسبب الإخلال بهذه الثلاث أو بعضهاهـ·( مجموع مؤلفات الشيخ)
وقال الشيخ عبد العزيز الراجحي
ومعنى: (لا يغل عليهن قلب مسلم): الغلول: هو الإخفاء، يعني: لا يخفي هذا ويترك هذا الشيء وإنما يلزم الجماعة، وينصح ولاة الأمور ويحب الخير لهم.
( شرح صحيح ابن حبان)
وقال الشيخ عبد الكريم الخضير
((ثلاث لا يغل)) يعني لا يبقى في قلب مؤمن غل معها، إذا اجتمعت في قلب مؤمن فإنه لن ينطوي على غل، ((لا يغل عليهن قلب مسلم)) يعني معهن قلب مسلم، ((إخلاص العمل لله)) إخلاص العمل هذا شرط في صحة كل عبادة، هذا بالنسبة لما يتعلق بمعاملة الخالق، وأيضاً ((مناصحة ولاة الأمور)) وقد سبق هذا الأمر في الدين النصيحة لأئمة المسلمين ((مناصحة ولاة الأمور، ولزوم جماعة المسلمين)) لأن الشذوذ على المسلمين خطر، والذئب إنما يأكل من الغنم القاصية، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم، لا يجوز للإنسان أن يشذ عن عموم المسلمين، لا برأيه، ولا بفعله، ولا بنفسه، إلا في أوقات الفتن التي يخشى على نفسه منها، فيوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع فيها شعف الجبال، فإذا توافرت هذه الأمور: الإخلاص، والمناصحة، ولزوم الجماعة، فإن قلب هذا المسلم الذي توافرت لديه لا ينطوي على غل، فلنحرص على ما ذكر.(شرح جوامع الأخبار)
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " نَضَّرَ اللهُ عَبْدًا سَمِعَ مَقَالَتِي هَذِهِ فَحَمَلَهَا، فَرُبَّ حَامِلِ الْفِقْهِ فِيهِ غَيْرُ فَقِيهٍ، وَرُبَّ حَامِلِ الْفِقْهِ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، ثَلَاثٌ لَا يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ صَدْرُ مُسْلِمٍ: إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ، وَمُنَاصَحَةُ أُولِي الْأَمْرِ، وَلُزُومُ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ، فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ
(صحيح لغيره مسند أحمد)
وعن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أكرموا أصحابي فإنهم خياركم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يظهر الكذب حتى إن الرجل ليحلف ولا يستحلف ويشهد ولا يستشهد ألا من سره بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة فإن الشيطان ثالثهم ومن سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن "
( صحيح مشكاة المصابيح)
قال الإمام الشافعي رحمه الله هذا الحديث في كتابه الرسالة وعقب عليه بقولهفما معنى أمر النبي بلزوم جماعتهم ؟ قلت لا معنى له إلا واحد، فإن قيلفكيف لا يحتمل إلا واحدًا ؟ قلت إذا كانت جماعتهم متفرقة في البلدان فلايقدر أحد أن يلزم جماعة أبدان متفرقين، وقد وجدت الأبدان تكون مجتمعة منالمسلمين والكافرين والأتقياء والفجار، فلم يكن في لزوم الأبدان معنى، لأنهلا يمكن، ولأن اجتماع الأبدان لا يصنع شيئًا، فلم يكن للزوم جماعتهم معنى،إلا ما عليه جماعتهم من التحليل والتحريم والطاعة فيهما، ومن قال بما تقولبه جماعة المسلمين فقد لزم جماعتهم، ومن خالف ما تقول به جماعة المسلمينفقد خالف جماعتهم التي أمر بلزومها
وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله لا يجمع أمتي أو قال أمة محمد صلى الله عليه وسلم على ضلالة ويد الله مع الجماعة
وتفسير الجماعة عند أهل العلم هم أهل الفقه والعلم والحديث قال و سمعت الجارود بن معاذ يقول سمعت علي بن الحسن يقول سألت عبد الله بن المبارك من الجماعة فقال أبو بكر وعمر قيل له قد مات أبو بكر وعمر قال فلان وفلان قيل له قد مات فلان وفلان فقال عبد الله بن المبارك وأبو حمزة السكري جماعة قال أبو عيسى وأبو حمزة هو محمد بن ميمون وكان شيخا صالحا وإنما قال هذا في حياته عندنا .(رواه الترمذي وصححه الألباني)
قال المباركفوري رحمه الله في شرحه للحديث الحديث يدل على أن اجتماعالمسلمين حق، والمراد إجماع العلماء ولا عبرة بإجماع العوام، لأنه لا يكونمن علم
(تحفة الأحوزي)
وعن عرفجة بن شريح الأشجعي قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر يخطب الناس فقال إنه سيكون بعدي هنات وهنات فمن رأيتموه فارق الجماعة أو يريد يفرق أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم كائنا من كان فاقتلوه فإن يد الله على الجماعة فإن الشيطان مع من فارق الجماعة يركض (رواه النسائي وصححه الألباني)
وعن أنس بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما كان الله ليجمع هذه الامة على ضلالة أبدا ويد الله على الجماعة هكذا ، فعليكم بالسواد الاعظم ، فإنه من شذ شذ في النار " قال الشيخ رحمه الله في مقدمة الصحيحة المجلد الرابع رواه ابن ابي عاصم في الستة واسناده ضعيف كما بينته في ضلال الجنة رقم 80 ، ولكنه حسن بمجموع طرقه كما شرحته في الصحيحة 1331 وغيره " انظر هداية الرواة 171 – (تراجع العلامة الألباني فيما نص عليه تصحيحا وتضعيفا )
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان فعليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية
رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم
( حسن صحيح صحيح الترغيب والترهيب)
وعن النعمان بن بشير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
الجماعة رحمة والفرقة عذاب ( حسن ظلال الجنة في تخريج السنة لابن أبي عاصم)
وعن الحارث الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " آمركم بخمس بالجماعة والسمع والطاعة والهجرة والجهاد في سبيل الله وإنه من خرج من الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يراجع ومن دعا بدعوى الجاهلية فهو من جثى جهنم وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم " . رواه أحمد والترمذي
( صحيح مشكاة المصابيح)

وعن ابن عمر . بلفظ : " من خرج من الجماعة قيد شبر ، فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه حتى يراجعه و من مات و ليس عليه إمامة و جماعة فإن موتته موتة جاهلية و قال الحاكم :" صحيح على شرط الشيخين " . وافقه الذهبي .( السلسلة الصحيحة)
وعن زيد بن أسلم قال دخل ابن عمر على ابن مطيع زمان الفتنة وقال قربوا إلى أبي عبد الرحمن وسادة فقال ابن عمر إنما جئت لأخبرك بكلمتين سمعتهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله يقول من نزع من طاعة لم يكن له يوم القيامة حجة ومن مات مفارقا للجماعة فإنه يموت ميتة جاهلية
(صحيح ظلال الجنة في تخريج السنة لابن أبي عاصم)
وعن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا " ثم شبك بين أصابعه . (متفق عليه)
وعن النعمان بن بشير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضوا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " . (متفق عليه)
وعن عرفجه الاشجعى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم ويفرق كلمتكم فاقتلوه (رواه مسلم)
وعن فضاله بن عبيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا تسأل عنهم: رجل فارق الجماعة وعصى إمامه ومات عاصيا، وعبد أبق فمات، وأمرأة غاب عنها زوجها يكفيها المؤنة فتبرجت من بعده(صحيح صحيح الترغيب والترهيب)
وعن الحارث الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " آمركم بخمس بالجماعة والسمع والطاعة والهجرة والجهاد في سبيل الله وإنه من خرج من الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يراجع ومن دعا بدعوى الجاهلية فهو من جثى جهنم وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم " . رواه أحمد والترمذي
(صحيح مشكاة المصابيح)
وعن أبى هريره رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من خرج عن الجماعة ومات فميتة جاهلية( رواه مسلم)
وقال العلامة الصنعاني ـ رحمه الله تعالى في شرح حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ من خرج عن الطاعة وفارق الجماعة ومات فَمِيتَتُهُ ميتَةٌ جَاهلية
(قوله: "عن الطاعة" أي: طاعة الخليفة الذي وقع الاجتماع عليه. وكان المراد خليفة أي قطر من الأقطار، إذ لم يُجْمِعِ الناس على خليفة في جميع البلاد الإسلامية من أثناء الدولة العباسية، بل استقل أهل كل إقليم بقائم بأمورهم. إذ لو حُملَ الحديث على خليفة اجتمع عليه أهل الإسلام لقَلَّت فائدتُهُ.
وقوله: "وفارق الجماعة" أي: خرج عن الجماعة الذين اتفقوا على طاعة إمام انتظم به شملهم، واجتمعت به كلِمَتُهُمْ، وحاطَهُم عن عدوهم) اهـ
( سبل السلام شرح بلوغ المرام من أدلة الأحكام: 3/499)
وعن عبد الله: ابن مسعود -رضي الله عنه أنه قال:"يا أيها الناس، عليكم بالطاعة والجماعة، فإنها حبل الله الذي أمرَ به، وإنّ ما تكرهون في الجماعة والطاعة، هو خيرٌ مما تستحبون في الفرقة(اعتقاد أهل السنة)
وقال الإمام اللالكائي: وعن الأوزاعي قال: كان يقال خمس كان عليها أصحابمحمد صلى الله عليه و سلم والتابعون بإحسان: لزوم الجماعة، واتباع السنة،وعمارة المساجد، وتلاوة القرآن، والجهاد في سبيل الله(اعتقاد أهل السنة)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه منطريقة أهل السنة والجماعة اتباع آثار رسول الله باطنًا وظاهرًا، واتباعسبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، واتباع وصية رسول الله حيثقال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بهاوعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعةضلالة يعلمون أن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد ويؤثر كلام الله علىغيره من كلام أصناف الناس، ويقدمون هدي محمد على هدي كل أحد، وبهذا سمُّواأهل الكتاب والسنة، وسموا أهل الجماعة؛ لأن الجماعة هي الاجتماع وضدهاالفرقة، وإن كان لفظ الجماعة قد صار اسمًا لنفس القوم المجتمعين، والإجماعهو الأصل الثالث الذي يعتمد عليه في العلم والدين، وهم يزنون بهذه الأصولالثلاثة جميع ما عليه الناس من أقوال وأعمال باطنة أو ظاهرة مما له تعلقبالدين، والإجماع الذي ينضبط هو ما كان عليه السلف الصالح، إذ بعدهم كثرالاختلاف وانتشرت الأمة
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: وَسُمُّوا أَهْلَ الْجَمَاعَةِ؛ لِأَنَّالْجَمَاعَةَ هِيَ الِاجْتِمَاعُ وَضِدُّهَا الْفُرْقَةُ؛ وَإِنْ كَانَلَفْظُ الْجَمَاعَةِ قَدْ صَارَ اسْمًا لِنَفْسِ الْقَوْمِالْمُجْتَمِعِينَ
وقال أيضاً: وَلِهَذَا كَانَ مِنْ أُصُولِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ: لُزُومُ الْجَمَاعَةِ؛ وَتَرْكُ قِتَالِ الْأَئِمَّة(مجموع الفتاوى)
وقال أيضاً فليس هناك ما يُصلح دين الناس ودنياهم إلاّ الاجتماع والائتلافُ، وليس هناكما يفسد عليهم ما ذكر إلاّ الافتراق والاختلاف، فإنّ الجماعة قوّةومنَعَة، والفرقةَ فشلٌ وهَلَكة، ولن تستصلح قلوب العباد ولن يفشوا الأمنفي البلاد إلاّ بخصـال ثلاث ذكرهـا النبي صلى الله عليه وسلَّم في حديثه «ثَلاثُ خِصَالٍ لاَ يُغَلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُسْلِمٍ أَبَدًا،إِخْلاَصُ العَمَلِ للهِ، وَمُنَاصَحَةُ وُلاَةِ الأَمْرِ، وَلُزُومُالجَمَاعَةِ، فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ بِهِم مِنْ وَرَائِهِمْ». فهذهالثلاث كما قال ابن تيمية «تجمع أصول الدين وقواعدَه، وتجمع الحقوق التيلله ولعباده وتنتظم مصالح الدنيا والآخرة(مجموع الفتاوى)

قال الإمام بن حجر
وحيث جاء الأمر بلزوم جماعة المسلمين فالمراد بها الجماعة المنتظمة بنصبالحاكم كما قرّره ابن جرير حين قال: «والصواب أنّ المراد من الخبر بلزومالجماعة، الذين في طاعة من اجتمعوا على تأميره، فمن نكث عن بيعته خرج عنالجماعة».( فتح الباري)
فهذا التفسير من هذا الإمام الجهبذ يدلّ على أنّ الاجتماعوالائتلاف، وحمايةَ بيضة الدين، وصونَ أعراض المسلمين إنّما يكون تحت لواءالجماعة الأمّ التي ليس لها اسم تعرف به إلاّ الإسلام والمسلمين "هُوَسَمَّاكُمُ المُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ"( سورة الحجّ)
وقال ابن أبي حاتم رحمه الله
وهذه الجماعة الأمّ التي تضمّالحاكم والمحكومَ، والعالم والجاهلَ، والبرّ والفاجرَ، والتي تذوب فيها كلّالجماعات والتكتّلات، وتسقط أمامها كلّ الولاءات والبيعات، فهي الجماعةالشرعية الوحيدة التي جاء الأمر بملازمتها والانضواء تحت رايتها، فلا طاعةولا ولاءَ إلاّ لمن ولاّه الله أمر المسلمين وجمعهم تحت إمرته وقيدتها ولوترك جائرًا ظالمًا، وهو واحد في الأمّة ولا يمكن أن يتعدّد بتعدّد الجماعاتوالأحزاب، كما أراد أن يفهمه بعض الناس جهلاً أو تجاهلاً، وهذا هو الفهمالذي استقرّ عند سلف الأمّة وخيارها، ينبئك به ما رواه ابن أبي حاتم بسندهإلى سماك بن الوليد الحنفي أنّه لقي ابن عباس بالمدينة فقال: ما يقول فيسلطان علينا يظلموننا ويشتموننا، ويعتدون علينا في صدقاتنا، ألا نمنعهم؟قال ابن عبـاس: «لا، أعطهم يا حنفي ! » ثمّ قال: يا حنفي: الجماعة الجماعة،إنّما هلكت الأمم الخالية بتفرّقـها، أمـا سمعت اللهَ عزّ وجلّ يقـول وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُو(تفسير ابن أبي حاتم)

قال الإمام الطحاوي رحمه الله ضمن عقيدة أهل السنة والجماعة، ونرى الجماعة حقًا وصوابًا، والفرقة زيغًا وضلالاً(شرح الطحاوية)
وقال نُعيم بن حماد إذا فسدت الجماعة فعليك بما كانت عليه الجماعة قبل أن تفسد وإن كنت وحدك ، فإنك أنت الجماعة حينئذٍ

قال أبو المظفر السمعانياعلمأن الله تعالى أمر خلقه بلزوم الجماعة ونهاهم عن الفرقة وندبهم إلىالاتباع وحثهم عليه وذم الابتداع وأوعدهم عليه ، وبين ذلك في كتابه وفي سنةرسوله
فالأمر بالجماعة والائتلاف هو أمر منالله تعالى لعباده المؤمنين، وأمر من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأمته،والأمر للوجوب كما هو معلوم ومقرر في علم الأصول، وعلى قدر امتثال المؤمنين لهذاالأمر تكون سعادتهم في الدنيا، وحسن العاقبة في الآخرة










قديم 2012-04-07, 00:39   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
طارق المتيجي
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية طارق المتيجي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي هل يجوز للعلماء...........

ربي يهدينا وإياكم ، ويبصرنا بعيوبنا ، ويرفع عنده مكانتنا ، ويرزقنا بالتواضع ، ويشغلنا بأمور أنفسنا

ويبعد عنا الهوى والتعصب ، ويجنبنا الغيبة وسوء الضن بالناس

ويغفر لنا ذنوبنا التي هي مثل زبد البحر ، إكتسبناها باحتقار غيرنا ،

كما أتمنى لكل المسلمين ربي يحفظهم ، وينور حياتهم ، ربي إحفظ لساني حتى لاأغتب إخوتي المسلمين

أحبهم كلهم كلهم تبا لهذه التقسيمات والمسميات

نحن مسلمون وكفى كما سمانا ربنا ، (( هو الذي سماكم المسلمين من قبل ))

الله إحفض علماءنا في كل أرجاء الدنيا ، وارحم شهداءنا ، وأعد لنا قدسنا الحزين

واحفض مصر وأهلها والجزائر وأهلها و........

أشهدك يارب أن لا تكشف عوراتنا ، أسألك ربي في هذا اليوم الذي هو من أيامك أن تجمع كلمة هذه الأمة

هلى كلمة سواء

اللهم إهدي وسامح من إتهم إخوانه المسلمين ظلما وبهتانا بالبدع


آآآآآآآآآآآآآآآآمين










قديم 2012-04-07, 01:10   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
التوحيد الخالص
عضو محترف
 
الصورة الرمزية التوحيد الخالص
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طارق المتيجي مشاهدة المشاركة
ربي يهدينا وإياكم ، ويبصرنا بعيوبنا ، ويرفع عنده مكانتنا ، ويرزقنا بالتواضع ، ويشغلنا بأمور أنفسنا

ويبعد عنا الهوى والتعصب ، ويجنبنا الغيبة وسوء الضن بالناس

ويغفر لنا ذنوبنا التي هي مثل زبد البحر ، إكتسبناها باحتقار غيرنا ،

كما أتمنى لكل المسلمين ربي يحفظهم ، وينور حياتهم ، ربي إحفظ لساني حتى لاأغتب إخوتي المسلمين

أحبهم كلهم كلهم تبا لهذه التقسيمات والمسميات

نحن مسلمون وكفى كما سمانا ربنا ، (( هو الذي سماكم المسلمين من قبل ))

الله إحفض علماءنا في كل أرجاء الدنيا ، وارحم شهداءنا ، وأعد لنا قدسنا الحزين

واحفض مصر وأهلها والجزائر وأهلها و........

أشهدك يارب أن لا تكشف عوراتنا ، أسألك ربي في هذا اليوم الذي هو من أيامك أن تجمع كلمة هذه الأمة

هلى كلمة سواء

اللهم إهدي وسامح من إتهم إخوانه المسلمين ظلما وبهتانا بالبدع


آآآآآآآآآآآآآآآآمين

السؤال

سُئل – حفظه الله تعالى- عن افتراق أمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد وفاته؟




الجواب

أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فيما صحّ عنه أن اليهود افترقوا على إحدى وسبعين فرقة، والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وأن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة، وهذه الفرق كلها في النار إلا واحدة، وهي ما كان على مثل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.

وهذه الفرقة هي الفرقة الناجية التي نجت في الدنيا من البدع، وتنجو في الآخرة من النار، وهي الطائفة المنصورة إلى قيام الساعة التي لا تزال ظاهرة قائمة بأمر الله عز وجل.

وهذه الفرق الثلاث والسبعون التي واحدة منها على الحق، والباقي على الباطل. قد حاول بعض الناس أن يعددها، وشعّب أهل البدع إلى خمس شعب، وجعل من كل شعبة فروعاً ليصلوا إلى هذا العدد الذي عينه النبي صلى الله عليه وسلم ورأى بعض الناس أن الأولى الكف عن التعداد لأن هذه الفرق ليست وحدها هي التي ضلت بل قد ضلّ أناس ضلالاً أكثر مما كانت عليه من قبل، وحدثت بعد أن حصرت هذه الفرق باثنتين وسبعين فرقة، وقالوا إن هذا العدد لا ينتهي، ولا يمكن العلم بانتهائه إلا في آخر الزمان عند قيام الساعة، فالأولى أن نجمل ما أجمله النبي صلى الله عليه وسلم ونقول إن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، ثم نقول كل من خالف ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فهو داخل في هذه الفرق.

وقد يكون الرسول صلى الله عليه وسلم، أشار إلى أصول لم نعلم منها الآن إلا ما يبلغ العشرة وقد يكون أشار إلى أصول تتضمن فروعاً كما ذهب إليه بعض الناس فالعلم عند الله عز وجل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مصدر الفتوى: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين - (ج 1/ ص 37) [ رقم الفتوى في مصدرها: 8]









قديم 2012-04-07, 01:10   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
التوحيد الخالص
عضو محترف
 
الصورة الرمزية التوحيد الخالص
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم :
فهذا شرح جميل وماتع لحديث إفتراق الأمة
للشيخ العلامة فلاح إسماعيل مندكار حفظه الله تعالى
للإستماع :
1 هنا
2 هنا










قديم 2012-04-07, 06:13   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
عبد الله-1
مشرف منتديات انشغالات الأسرة التربوية
 
الصورة الرمزية عبد الله-1
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أكيد وجب عليهم أن يبينوا الحق ويحذروا من الباطل وهذا من مقاصد الشريعة الغراء ومن باب النصح الواجب للمسلمين ويدخل أيضا في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .










قديم 2012-04-07, 06:15   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك على هذه النيرات

**سُئِلَ الشيخ ابن باز : بعض الطُّلاَّب السلفيين يقولون : لابـُدَّ أن نجتمع على عهد وعلى بيعة لأميرٍ لنا وإن كُنَّا على المنهج السلفي ، لسنا في الجماعات الأُخرى ؟
فأجاب الشيخ بقوله : (( ما يحتاج بيعة ولا شيء أبداً ، يكفيهم ما كفى الأولين . الأولون طلبوا العلم وتعاملوا بالبر مِن دون بيعة لأحد )).
**************************
منزلة العقل في الاسلام وهو كلام يستند الى كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
انه امر صغير , فلا تنظر الى صغره ,وانظر الى اثره, انه شيء عظيم , لو ازلته عن انسان فانه سيترك كل رقي وينقلب الى اسفل سافلين ,واكثر عمله انه معكوس على باقي الامور ,من تصرفات الفرد الى مظهره الى كل شيء انساني , فمن يخدم جسمه ويهتم بشكله كثيرا لن يختلف في انسانيته عن من اهتم بمنظره بشكل مقبول:
الفرق بيننا وبين باقي المسلمين اننا لا نجيز اصلا اختلاف العقل الصحيح والنقل الصحيح .
اما الباقون من المعتزلة والفلاسفة فهم يقدمون العقل على النقل , وهذا العمل وان تزين لك ورأيته جيد الا انه قول قبيح ’, لماذا؟
لان النقل الصحيح انما عرفنا صحته بالنظر العقلي وامعان العقل بالخبر ,
ولم يقتصر نظرنا فقط ان من نقل يحفظ وامين بل احترز من كثير من الامور كالخطاء والنسيان وتغير الالفاظ , فالنظر في صحة الحديث مفتوح في كل عصر وان قفله القفال فانما اقفل على نفسه رحمه الله,اما اهل العلم قاطبة فيجيزون النظر في الحديث وخصوصا من حيث العلل . وهي علوم انما استقيت من قواعد عقلية تستبعد الخطأ .فالذي عرف عنه انه كذب ولو مرة لا يؤخذ حديثه والذي لا يظبط عما ينقل رفض حديثة ومن كان في دينه امر يجيز الكذب على مخالفه رفض حديثة . وان تتبعت اكثر الناس الذين رفض حديثهم ستجدهم قوم اجلاء ولكن لسبب رفض حديثة

يقول عزوجل
"وان تدعوهم الى الهدى لا يتبعوكم .سواء عليهم ادعوتموهم ام انتم صامتون"
وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنّاً إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ
وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ

إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً










قديم 2012-04-07, 08:49   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
مهاجر إلى الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية مهاجر إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fort1fort مشاهدة المشاركة
س :هل يجوز للعلماء أن يبينوا للشباب وللعامة خطر التحزب والتفرق؟

تشكر على نقل الفتوى وحفظ الله مشايخنا الاجلاء


خطر ذلك بينه الله في كتابه ونبيه في سنته......

قال تعالى :
{{واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ....}}

{{ إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء .....}} .........الخ









قديم 2012-04-07, 09:13   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
ريحانة الجزائرية
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك يا اخي

يؤيد بعضهم بعضاً على ما يريد سواء كان حقاً أو باطلاً وينصر بعضهم بعضاً فيما يهوى سواء كان محقاً أو مبطلاً فلما جاء الإسلام أمر بالوحدة والالتئام ومنع التفرق والانقسام لأن التفرق والانقسام يؤدي إلى التصدع والانفصام لذلك فهو يرفض التحزب والانشطار في قلب الأمة المحمدية الواحدة التي تدين لربها بالوحدانية ولنبيها بالمتابعة.وكما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - «… فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا»
وكما قال عليه السلام: «ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة …»
وبعض الجهال يستدل بهذه الأدلة على وجوب التسليم والإذعان للاختلاف؛ لأن الله أراده! وهذا يلتبس على من لا يفرق بين ما أراده الله وقضاه كونا، وما أراده وقضاه شرعا.
فالخلاف مما قضاه الله وأراده كونا لحكمة بالغة؛ حتى يتميز المتبع من المبتدع، ويقوم المتبع بمجاهدة المبتدع بالحجة والبيان. لذا وجد علماء ربانيين بالمراصاد لهؤلاء ويجب ان يبينوا الحق على الباطل ...
(( والله سبحانه وتعالى جعل أهل الحق حزباً واحداً قدراً وشرعاً وناط به الفلاح في أنفسهم والغلبة على أعدائهم فقال: { أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } [المجادلة: 22] ، وقال أيضاً: { وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ } [المائدة: 56] وكان هذا الحزب متمثلاً في جيل الصحابة رضي الله عنهم والتابعين لهم بإحسان، وكانوا ينابذون بشدة ويناصبون أشدَّ العداء كلَّ من يفتُّ في عضد هذه الجماعة بمفهوميها (( العلميّ المنهجيّ )) و(( السياسيّ )) ويخرج عليها من حيث العقيدة والسلوك والسياسة.

وجوب تحذير الشباب والعوام من الجماعات الحزبية

سئل فضيلة الشيخ العلاّمة صالح الفوزان: هل يجوز للعلماء أن يبيّنوا للشباب وللعامة خطر التحزب والتفرق والجماعات؟
فأجاب فضيلته: ( نعم يجب بيان خطر التحزب وخطر الانقسام والتفرق ليكون الناس على بصيرة لأنه حتى العوام الآن انخدعوا ببعض الجماعات يظنون أنها على الحق، فلا بد أن نبين للناس المتعلمين والعوام خطر الأحزاب والفرق لأنهم إذا سكتوا قال الناس : العلماء كانوا عارفين عن هذا وساكتين عليه، فيدخل الضلال من هذا الباب، فلا بد من البيان عندما تحدث مثل هذه الأمور، والخطر على العوام أكثر من الخطر على المتعلمين، لأن العوام مع سكوت العلماء يظنون أن هذا هو الصحيح وهذا هو الحق). اهـ [الأجوبة المفيدة ص (68)]

سماحة شيخ الإسلام في عصره الإمام عبد العزيز بن باز
– رحمه الله تعالى –

(1)- س: ماواجب علماء المسلمين حيال كثرة الجمعيات والجماعات في كثير من الدول الإسلامية وغيرها، واختلافها فيما بينها حتى إن كل جماعة تضلل الأخرى. ألا ترون من المناسب التدخل في مثل هذه المسألة بإيضاح وجه الحق في هذه الخلافات، خشية تفاقمها وعواقبها الوخيمة على المسلمين هناك ؟
ج: إن نبينا محمداً - صلى الله عليه وسلم - بين لنا درباً واحداً يجب على المسلمين أن يسلكوه وهو صراط الله المستقيم ومنهج دينه القويم ، يقول الله تعالى : {وأنَّ هَذَا صِرَاطي مُسْتَقِيمَاً فاتَّبعوهُ وَلا تتبعُوا السُبُلَ فَتَفَرَّق بكم عَن سَبيْلِه ذَلِكم وَصَّاكم به لعَلكم تَتَّقون}
كما نهى رب العزة والجلال أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - عن التفرق واختلاف الكلمة؛ لأن ذلك من أعظم أسباب الفشل وتسلط العدو كما في قوله جل وعلا: { وَاعتَصِمُوا بحبل اللَّه جَميعاً وَلا تَّفرَّقُوا } وقوله تعالى: { شَرَعَ لَكم من الدينِ مَا وَصَّى به نُوحَاً وَالذِي أوحَيْنَا إليكَ وَمَا وَصَّيْنا بِه إبرَاهيْمَ وَمُوسَى وَعيسَى أنْ أقيمُوا الدينَ وَلا تتفرَّقوا فيه كَبُرَ على المشركينَ مَا تَدْعُوهُم إليْه }.
فهذه دعوة إلهية إلى اتحاد الكلمة وتآلف القلوب. والجمعيات إذا كثرت في أي بلد إسلامي من أجل الخير والمساعدات والتعاون على البر والتقوى بين المسلمين دون أن تختلف أهواء أصحابها فهي خير وبركة وفوائدها عظيمة.
أما إن كانت كل واحدة تضلل الأخرى وتنقد أعمالها فإن الضرر بها حينئذ عظيم والعواقب وخيمة.

فالواجب على المسلمين توضيح الحقيقة ومناقشة كل جماعة أو جمعية ونصح الجميع بأن يسيروا في الخط الذي رسمه الله لعباده ودعا إليه نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - ، ومن تجاوز هذا أو استمر في عناده لمصالح شخصية أو لمقاصد لا يعلمها إلا الله ـ فإن الواجب التشهير به والتحذير منه ممن عرف الحقيقة ، حتى يتجنب الناس طريقهم وحتى لا يدخل معهم من لا يعرف حقيقة أمرهم فيضلوه ويصرفوه عن الطريق المستقيم الذي أمرنا الله باتباعه في قوله جل وعلا : { وأنَّ هَذَا صِرَاطي مُسْتَقِيمَاً فاتَّبعوهُ وَلا تتبعُوا السُبُلَ فَتَفَرَّق بكم عَن سَبيْلِه ذَلِكم وَصَّاكم به لعَلكم تَتَّقون }
ومما لا شك فيه أن كثرة الفرق والجماعات في المجتمع الإسلامي مما يحرص عليه الشيطان أولا وأعداء الإسلام من الإنس ثانياً، لأن اتفاق كلمة المسلمين ووحدتهم وإدراكهم الخطر الذي يهددهم ويستهدف عقيدتهم يجعلهم ينشطون لمكافحة ذلك والعمل في صف واحد من أجل مصلحة المسلمين ودرء الخطر عن دينهم وبلادهم وإخوانهم وهذا مسلك لا يرضاه الأعداء من الإنس والجن، فلذا هم يحرصون على تفريق كلمة المسلمين وتشتيت شملهم وبذر أسباب العداوة بينهم ، نسأل الله أن يجمع كلمة المسلمين على الحق وأن يزيل من مجتمعهم كل فتنة وضلالة، إنه ولي ذلك والقادر عليه)).
[مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (5/202ـ204)]









موضوع مغلق

الكلمات الدلالية (Tags)
الله


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 04:29

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc