13 الـخـطـأ و الـصـواب - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم الخـــواطر

قسم الخـــواطر قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء النّثريّة.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

13 الـخـطـأ و الـصـواب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-10-11, 14:54   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ابو محمد بن عبد الله
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










Icon24






شكرا على الموضوع والمشاركات وجزاكم الله الجنة








 


رد مع اقتباس
قديم 2011-10-11, 15:25   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
روح القلم
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية روح القلم
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل خاطرة المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم أيتها الأريج


بالنسبة لقضية الخطاء و الصواب

علينا أدراكها بالعقل ...

و المشكلة التي تواجهنا و نحن نهرب عن مواجهتها هي أننا نمارس الخطاء و نفتعل صوابه ببعض المبررات التي نزينها له
و الحقيقة أن المستقبل سوف يجعل ذلك الخطاء اكبر و متسع و ظاهر و لا يمكننا اخفاءه بأي حال من الاحوال و سنعلم حينها اننا كنا نخادع انفسنا بتغطيته و تنزيهه عن كل الشوائب ... الامر من الاول سيكون ثقيلا على النفس

بالنسبة للصواب اضافة الى ماقاله بعض الاخوة هنا أقول بأن النفس حين تتوجه لممارست الصواب فإنها تكون مندفعة له و مرتاحة و دون ان يعتريها التردد و حتى أن ذلك الامر يكون واضحا جدا و لا يحتاج الى تفكير أو اعادة صياغة ذهنية له



شيء واحد يمكن له ان يؤكد لنا صواب او خطاء تلك الافعال هو صوت الضمير الذي سيبعث اشارات اجابية في نفسية الشبر و هناك علاقة على الرضى و الارتياح مما فعلنا و ان كان اشارات سلبية فهذا يقصد به عدم الرضى و ندم و تأنيب و التذمر ....


الخطاء ان طالت مدته و لم يصلح فسوف يحفر في الذاكرة و سيكون متابعا لنا في حياتنا

و سوف يتبعنا شعور بعدم الارتياح مطلقا ...

هناك بعض الاخطاء لا يمكن لنا اصلاحها ، لكن يتطلب منا فقط عدم تكرارها

بالنسبة للمقول الى حد كبير اتفق فيها لانها قد استوقفتني في حياتي كثيرا ، و الحياة تجارب و مدرسة لا حدود لها
فقط علينا تحكيم العقل في كل ما خطوة نخطوها في هذه الدنيا


و موقفي من أخطائي هي أنها جيدة و قد ساعدتني كثيرا على تدارك العديد من الامور ، لم تكن أبدا ضررا لي بقدر ما كانت تصحيح مسار متعثر طالتي في بعض الاحيان

تقديري










رد مع اقتباس
قديم 2011-11-02, 19:00   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أريج الغار
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أريج الغار
 

 

 
الأوسمة
الفائز في مسابقة أحسن خاطرة 
إحصائية العضو










Icon24

أعتذر جدا من الجميع على تأخري ..
أتمنى أن أجد منكم تفهما ..









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-03, 19:40   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
هبة الله الرحمن
عضو محترف
 
الصورة الرمزية هبة الله الرحمن
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا أعتذر على عدم دخول موضوعك
لأن قررت أن لاأرد عليه الا إذا رأيت صاحبته عادت
أهلا بعودتك يا غالية نسال الله أن تكون قد تغير الأحوال
أما بخصوص الخطأ والصواب
فرأى البسيط
هو أننا نقف فى الحياة أمام متناقضات
الصواب والخطأ
الخير والشر
الحقيقة والخيال
والحلال والحرام
المهم ان أخطأنا فليس نهاية العالم
من خطأنا نتعلم من خطأنا نستمر من خطأنا نبنى ولا نهدم
المهم أن يكون الضمير يقوم بمهامه الصحيحة
حفظك الله يا غالية
وعيد مبارك وكل عام
وأنت الأفضل
والأجمل
وفى أحسن حال
صاحبة المد الطويل تحيك











رد مع اقتباس
قديم 2011-11-05, 14:19   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
الأستـ كريم ــاذ
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية الأستـ كريم ــاذ
 

 

 
إحصائية العضو










B11 فلسفــة الخطأ

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أريج الغار مشاهدة المشاركة

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


تطلب مني التفكير في حلقة جديدة وقتا
و إني استرأيت أن أمدد المهلة بين واحدة و أخرى
حتى لا أتسبب في ملل لديكم ..



بعد أن أخذت من الحياة بعضا قليلا من التجربة
وجدتني تجردت من أشياء في سبيل أخرى
وجدتني بذرت و جنيت ، و زللت و أصبت
و لكني لم أهتد إلى مفهوم صريح للخطأ و الصواب
فما هو المعنى الحقيقي لكليهما ؟
و كيف نحكم على الشيء إن كان صائبا أو دون ذلك ؟

أحيانا نحصل على فرص للتعديل من أخطائنا أو محوها كليا
فهل يلعب الضمير دورا في الحصول على هذه الفرص ؟
و هل كل الأخطاء قابلة للتصحيح و الغفران و النسيان ؟

" لا تقف كثيرا عند أخطاء ماضيك ، فهي ستجعل حاضرك جحيما و مستقبل حطاما و لكن يكفيك منها وقفة اعتبار "

إلى أي مدى يمكن أن نحكم على هذه المقولة بأنها صائبة ؟
و ما هو موقفك من الأخطاء التي ارتكبتها في حياتك / فكلنا خطاؤون بدرجات / ؟




ملاحظة : من الممكن إضافة تساؤلات أخرى سواء من طرف القراء أو صاحبة الموضوع .



و شكرا لكل من مرّ علينا و إن كان تصفحا سريعا
نتمنى أن تشاركونا فنستفيد ..

سلامي و احترامي للجميع

بسم الله الرحمن الرحيم، وبه أستعين
وصلّ اللهم على المصطفى الأمين، وسلم كثيرا إلى يوم الدين
وعلى آله المطهّرين، وعلى خلفائه الراشدين، وعلى جميع من اتبعهم في هذا الدين
ثم أما بعد:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحببت أن أرد عليك آنستي وأختي أريج
وازداد حبي لمقالة "فلسفة الخطأ" للأستاذ لطفي الزوقة
وهأنذا أنشرها
أرجو أن تنتفعي بها

المنهج الإسلامي ألطف المناهج بالناس وأكثر المناهج رحمة وشفقة على أخطاء البشر، كيف لا وهو دين رب العالمين ومنهجه، الذي قال عنه أفضل أنبيائه صلى الله عليه وسلم: ".. ولا أحد أحب إليه العذر من الله، ومن أجل ذلك بعث الرسل مبشرين ومنذرين" متفق عليه.

وكيف لا وهو منهج أفضل المرسلين الذي قال: "من قال في يوم: سبحان الله وبحمده مائة مرة حطت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر" متفق عليه.

هذا الإسلام اللطيف الجميل يحاول البعض أن يصوره على أنه منهج دموي، وأتباعه يتوقون إلى جلد الظهور وقطع الأعضاء، وأنهم متشوقون لرؤية الأخطاء ليطبقوا الحدود.

كيف يصدق هذا وأتباع هذا المنهج الإسلامي يتداولون في منهجهم أنه "من أكمل السعادة تعظيم شعائر الله ثم التوجه بالشفقة على خلقه".

ويتدارسون قول نبيهم: "من قال اللهم اغفر لي وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.. كتب له بكل نفس مسلمة حسنة"، فكيف يتمنى لهم الأخطاء وهو يدعو لهم بالهداية والمغفرة؟!

وفي الوقت نفسه يحذر نفسه من مجرد سوء الظن في هذا المخطئ فيكرر على نفسه قول نبيه الكريم: "لا تشمت بأخيك فيرحمه الله ويبتليك" رواه الترمذي وحسَّنه.

فلنتعرف معًا على فلسفة الإسلام مع الخطأ، لنتعرف على رحمة الإسلام:

أولاً: إن الإسلام يرى أن الخطأ قدر من أقدار الله، ولا بد من احترام أقدار الله، وأن الله يجريها على عباده لنعلم مدى ضعفنا وعجزنا، فبقبح الخطأ وقصور الضعف البشري يظهر جمال الكمال الرباني؛ ولذلك قال ابن القيم: "أنين المستغفرين أحب إلى الله من زجل المسبحين".

فبصفات المخطئين تظهر صفات رب العالمين من المغفرة والرحمة والتوبة والحلم والعفو.

ثانيًا: أن الخطأ ليس معرة، واكتشافه والحديث فيه ليس مضرة، ما دام أنه يزجر من أجل أن نصل إلى الصواب، فالخطأ والصواب وجهان لعملة واحدة هي عمله الحياة.

ومن أجل تأكيد هذا المعنى نجد أن الخطأ يقع من أفاضل الناس، وأكابر الصحابة، حتى أن العلماء اختلفوا في عصمة النبي فقال بعضهم- وهوالأصوب– إنه معصوم في أمور الرسالة والتبليغ عن رب العالمين، والكبائر، أما في الأمور الحياتية والمعيشية والاجتماعية فهو بشر، وليس أدل على ذلك من حديث تأبير النخل- حين أمر النبي الصحابة بترك تلقيح النخل بأنفسهم فلم ينتج في هذا العام- وسورة عبس.

وقد يقع الصحابي الفاضل في خطأ واضح كما حدث من أبي ذر مع بلال حين قال له: يا ابن السوداء، ومن حذيفة بن اليمان مع خادمه حين ألقى الكأس في وجهه لما طلب منه كأس ماء فجاءه بكأس من فضة. كما ثبت ذلك عند البخاري.

لذا قال التابعي الجليل جبير بن نفيل: لقد استقبلت الإسلام من أوله فلم أزل أرى في الناس صالحًا وطالحًا" وقال سعيد بن المسيب في قاعدة من قواعد الجرح والتعديل: "ليس من شريف ولا عالم ولا ذي فضل إلا وفيه عيب، ولكن من الناس من لا ينبغي أن تذكر عيوبه، فمن كان فضله أكثر من نقصه وهب نقصه لفضله".

ثالثًا: إن الأصل في التعامل مع الأخطاء هو الستر وليس الفضح، أو الرفع إلى الحاكم.

فمن رأى شخصًا على خطأ، ولو كان مما يوجب الحد، فالأصل أن يستره ما لم يكن قصد صاحب الخطأ نشره بين الناس؛ كالقوادين، والمجاهرين المصرِّين، وتجار المخدرات.

وما لم يترتب على هذا الخطأ ضرر جسيم بعد نصح وتعليم، أو خيانة عظمى تضرر بعموم البلاد.

ولذلك نجد النبي صلى الله عليه وسلم حين يأتيه شخص بخطأ موجب للحد، يحاول أن يدفعه عنه ويلقنه حجة الخروج من الخطأ، كما في قصة ماعز رضي الله عنه الذي زنا، بل يزجر الشهود حين يأتونه فرحين بإثبات تهمة على رجل، فعن ابن مسعود أنه قال: أتى أناس برجل للنبي صلى الله عليه وسلم وقالوا: هذا فلان تقطر لحيته خمرًا، فغضب النبي وقال: "إنا نهينا عن التجسس، ولكن إن يظهر لنا شيء نأخذ به" رواه أبو داود، وقال النووي: صحيح على شرط البخاري ومسلم. وهذا على عكس النيابات وممثلي الادعاء في القوانين الوضعية ينصبون الفخاخ للمخطئين لإيقاعهم في العقوبة.

رابعًا: أن العقوبات الشرعية المقررة لعلاج أخطاء البشر هي منزَّلة من رب البشر، والله أعلم بما يصلح عباده وهو أرحم بهم من أنفسهم بأنفسهم، فلا يجب الاعتراض عليها بهذه الصورة الفجة من قبل وسائل الإعلام، قبل وضعها في إطارها الحقيقي الذي أوضحناه.

هذا هو منهجنا الإسلامي، فأنصفوا يا معارضين، وافقهوا يا مؤيدين، وأحسنوا العرض يا مدافعين. والسلام عليكم أجمعين.
المصدر: بقلم لطفي محمد الزوقة


ولك سلامي واحترامي









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-05, 14:22   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
الأستـ كريم ــاذ
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية الأستـ كريم ــاذ
 

 

 
إحصائية العضو










B11 فلسفة الخطأ والصواب



فلسفة الخطأ والصواب
الكاتب : حامد علي عبد الرحمن ال حامد

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد : فلسفة الخطأ والصواب موضوع عميق يحمل دلالات فكرية بأبعاد فلسفية متشعبة ومتشبعة أيضا بالخلاف النسبي ... وليس من السهولة بمكان الكتابة فيه ، ولذلك كان من الواجب قبل الكتابة تكثيف القراءة والبحث في كل ما له صلة أو علاقة بالموضوع . حتى إذا ما كتبت أكتب بنكهة مكتنزة بالمفيد ومطرزة بالجديد
ومن المظان الأولى التي خطر على بالي البحث فيها كتابات الأوائل ومن ذلك: كتاب تحرير القواعد المنطقية وشرح الرسالة الشمسية للرازي ورسائل الحكمة والطبيعيات لابن سيناء وكتاب المنطق لديوي قرأت ما استطعت الوصول إليه من كتابات الغزالي والفارابي وابن رشد . قلت لنفسي : ربما أجد في كتابات الفلاسفة قواعد منطقية لتحديد الصواب والخطأ ، تساعدني فيما عزمت عليه بحيث لا أكرر موجوداً ولا أكتب مكتوباً إلا شارحا أو موضحا أو محللا أو أقلها أبدأ من حيث انتهوا . ولكن للأسف لم تزدني تلك القراءات إلا حيرة وضياع ، فأغلب تلك الكتابات فلسفية بحتة موغلة في الغموض والضبابية مكتوبة بلغة صعبة وعبارات مموهة ، وفسر الماءَ بعد الجهد بالماءِ ،ولم أجد فيها ما يشبع نهمي أو يشفي غليلي ، ورجعت وأنا صفر اليدين أقول في نفسي يكفي الإياب والسلامة غنيمة .ولذلك طرحت كل ذلك واستعنت بالله وعزمت على الكتابة معتمدا على ما علق في الذاكرة من قراءات وحكم وخبرات وتجارب .
تحديد الصواب والجزم به يبقى نسبي إلى حد ما ، فالحكم على الشيء فرع عن تصوره ، والتصور عادة يعتمد على التراكمات الثقافية لدى الأشخاص ، فلكل ثقافته الخاصة وحصيلته المعرفية التي تشكل تصوره وعن هذا التصور تأتي القناعات التي تصدر عنها الأفعال وردود الأفعال والأحكام . يُقال : ليس عاقلا من يعرف الخير من الشر بلالعاقل من يعرف خير الخيرين وشر الشرين .
وعملي هذا ما هو إلا محاولة ، فإن أحسنت فبتوفيق الله جلّ علمه وقدرته وإن قصرت فهذا حال البشر . وتكفيني المحاولة شرفا ً.
بعد هذه التوطئة .... وكبداية دعونا نصطلح على تعريف منطقي للخطأ والصواب الصواب : كل قول أو فعل أو سلوك جرّ منفعة للنفس أو للغير دون أن يكون هناك إضرار بالنفس أو بالغير وهو في الدين الإسلامي عمل الطاعات واجتناب المحرمات قربة إلى الله العلي العظيم .
الخطأ : كل قول أو فعل أو سلوك زاد ضرره على نفعه وجرّ ضرر سواء على النفس أو على الغير وهو في الدين الإسلامي ترك الطاعات وارتكاب المحرمات .

إذا أردنا أن نتكلم عن الخطأ والصواب كان لزاما أن نذكر بعض خصائص النفس البشرية وطبائعها الغريزية .
إبليس والدنيا ونفسي والهوى ................ كيف الخلاص وكلهم أعدائي

قال جل وتبارك وتعالى في سورة يوسف : (( وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ ))
خلق الله النفس البشرية بطبائعها الغريزية ومنها : - حب المال والولد وحب الجاه وحب الهوى والشهوات ... الخ وأيضا جبلها على الغيرة والتي تولّد الحقد والحسد و جبلها أيضا على الطمع وعدم القناعة وذلك يولد الأنانية والظلم .
خلقنا الله بكل ذلك اختبار وامتحان لنا وزاد على ذلك أن خلق الشيطان ومنحه القدرة على الوسوسة والإغواء ليميز الخبيث ( الخطأ ) من الطيب (الصواب) قال تعالى : (( ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب )) آل عمران آية 179
وقال سبحانه وتعالى : { أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُواالسَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ } [الجاثية:21]
إذاً فإن تفاعلنا وتعاملنا مع تلك الغرائز هو ما يرفعنا إلى عالم الملائكة أو يهبط بنا إلى عالم الحيوان ... كل روح ترتفع بقدر صفائها وصدقها بقدر ضبطها لتلك الغرائز والسيطرة عليها .

تصوراتنا وتراكماتنا المعرفية ودورها في الحكم على قضية ما وبالتالي دورها في تقدير الخطأ والصواب .
في اعتقادي أن تلك التراكمات وتلك الثقافات هي منبع السلوك خطأ كان أو صواب فحصيلة المعلومات المتوفرة عن الشيء هي مصدر الحكم عليه . لن يكون حكمك صواب إذا كانت معلوماتك خطأ
ومن أهم واغزر مصادر المعلومات الأولية التي باشرناها قصرا واستحوذت على مفاهيمنا هي ما تلقيناه من الأسرة والمجتمع المحيط بها .

وينشأ ناشئ الفتيان فينا ...............على ما كان عوده أبوه
إن الشاب الذي نشأ في مجتمع أغلبه يدخن أو يشيش أو يتعاطى القات أو ... الخ لا شك أنه سينظر إلى ذلك كله على أنه إذا لم يكن صواب فهو ليس خطأ ... أيضا الشاب الذي فتح عينيه على الدنيا وهو يسمع .... الألفاظ البذية والكلمات النابية واللعن والسب تلقاها على أنها جزء لا يتجزأ من الألفاظ اليومية الدارجة حتى في الترحيب فالبعض يرحب بصديقه وينك يــا .... !!!!!! فمن الطبيعي أن يعيش نفس الدور أو في أفضل الحالات نجده لا ينكر ذلك ولا يستغربه ... مجتمعات أخرى لا تنكر السرقة والنهب والسلب والاعتداء بل تعتبرها رجولة ...وهذا يتضح أيضا في تعامل البعض مع ميراث المرأة وتعليمها وحقوقها إلى درجة أن هناك من يستحي من ذكر اسم زوجته أو أبنته أو أخته أو أمه معتبرا اسمها عيب لا لشيء إلا أنه تلقى ذلك من الأسرة والمجتمع . والأمثلة على ذلك كثيرة وهكذا ... يتحلق الصغار يستمعون .. المغامرات .. الفتوحات .. البطولات .. الخزعبلات ... الخرافات وبالتالي إنبهار .. إعجاب .. تأثر .. تقليد .. سلوك .
أيضا من ناحية أخرى الناس أعداء ما جهلوا .... فلو عرضنا جهاز إلكتروني على شخص في بادية أو في قرية نائية وهو لم يره من قبل ... نجده لا يعيره بال ولا يكترث له وربما لو أعطيناه مجانا لا يأخذه لأنه لا يعرف قيمته وهذا أيضا ما حصل في بداية ظهور السيارات والمذياع والتفلزيون والجوال والنت .... الخ . اعترض عليها البعض وحاربها ... لأنهم لم يستوعبوا قيمتها أو فائدتها ، فثقافتهم كان لها دور في تقديرهم للصواب والخطأ .
وننتقل بعد ذلك إلى مصدر مهم من مصادر المعلومات وهو الصاحب والجليس
المشاعر عدوى ... أنت تضحك أو تبتسم عندما ترى غيرك يضحك دون معرفة السبب وتحزن وتتغير ملامحك عندما ترى شخص يبكي دون معرفة السبب ... وكذلك التشاؤم التفاؤل الطموح وحتى الألفاظ والعادات كلها عدوى ...
وهذا كله يؤثر في الحكم على الأمور صواب كانت أو خطأ وبالتالي يؤثر على السلوك فكم لا حظنا من تغيرت نظرته للأمور وأصبح يحكم عليها بطريقة مختلفة تماما وربما تغير من مناهض إلى منافح لا لشيء إلا لأنه جلس مع فلان أو سمع من علان ... ويتضح ذلك جليا في أصحاب الشخصيات الضعيفة سريعة التأثر نجده يتحول من شخص مهتم مجتهد حريص إلى مهمل كسول خامل أيضا يتغير لبسه وألفاظه وعادته فيكتسب بعض الطباع التي ربما تخرب بيته وحياته .
في كتاب كيف تكون سعيدا وناجحا للدكتور توفيق أحمد القصير ص 109 يثبت أن للجسم والعقل والروح طاقات وهالات يمكن قياسها بالأجهزة يقول عن هالة الروح : (( هذه الهالة أكثر الهالات توهجا وأكثرها وضوحا وهي مركز الدفاع الأول الذي زود الله به الإنسان لحمايته من الشياطين والجن والمؤثرات الطاقية العدائية مهما كان مصدرها .... والطاقات السالبة ... كما أن هذه الهالة أيضا تكشف عن حالة الإنسان الروحية ومدى انتعاشه وتدهوره وإحباطه وصلاحه أو فساده ومدى طبيعته أو عدوانيته وروحانيته وشجاعته وعاطفيته ... انتهى )) فإذا أدركنا أن هناك طاقات سلبية تنتقل من شخص إلى أخر فينبغي علينا المحافظة على سلامة أرواحنا وعلى طاقاتنا وذلك باختيار من نجالس والابتعاد عن السلبية والتقليد والتبعية . و أن لا يدفعنا الإعجاب بشخص ما مهما كانت قرابته أو علمه أن نقلد كل حركاته وسكناته يجب أن يكون لنا رأي وكلمة وموقف . فلا نأخذ منه إلا ما يتفق مع العقل والصواب . ومن ناحية أخرى ينبغي أن لا نكابر عند معرفة الصواب فليس هناك خطأ أكبر من عدم الاعتراف بالخطأ
وتذكر أن هناك أثنان لا يغيران رأيهما أبدا الميت والجاهل

يتوج مصادر المعلومات تلك مصدر غاية في الأهمية وهو الدراسة وطلب العلم وليس لذلك سن محددة حتى ولو كان ذلك في سن متقدمة ... فعن طريق التعليم الذاتي والقراءة الحرة تحقق ما لم يحققه غيرك وربما تسبق حملة الشهادات العليا وتحصل على المعلومات النافعة والمفيدة والتي سوف تساعدك على التغيير كما تساعدك في تمييز الصواب من الخطأ .

إذا كنت لا تدري ولم تك بالذي ................. يسائل من يدري فكيف اذا تدري
- العادات ودورها في التغيير بل دورها في التميز وتحقيق الطموحات تكمن خطورة العادات في أنها تصبح جزء من حياتنا نتهاون فيها ونستمر عليها حتى نصل إلى نوع من الإدمان الذي يسيطر علينا نفسيا وجسديا فلا نستطيع الفكاك منها أو تركها بسهولة .... هذه العادات يا ترفع الإنسان فوق !! يا تخفضه تحت وتجعله في ذيل القائمة !!
كل الناس الذين نجحوا أو حققوا شيء في حياتهم كان لديهم عادات حسنة دفعتهم إلى تحقيق الآمال والطموحات وأيضا كل الأشخاص الفاشلين كان لديهم عادات سيئة سحبتهم إلى الإخفاق والفشل .
وإليكم بعض الأمثلة على العادات المثالية : العبادات وما أجمل أن تكون كل عاداتنا عبادة وقربة إلى الله ولا ينبغي أن تكون عادة فقط ومن ذلك المحافظة على صلاة الجماعة في المسجد ومن ذلك أيضا الذكر بعد الصلاة والسنن وقراءة القرآن وصلاة الوتر .... الخ كل ذلك وأكثر يمكن أن نعود نفوسنا ونروضها وندربها عليه .
غير ذلك ... الترتيب والتنظيم ... القراءة .... النوم باكرا ... الانضباط في العمل ... عدم تأجيل الأعمال وتأخيرها ... المحافظة على الوعد ... الصدق ... عدم الغيبة والنميمة ... تعود الكلمة الطيبة والابتسامة ... المثابرة والصبر ... النظافة ... والسواك .. والرياضة ... وعادات الأكل والشرب السليمة ... الخ كل تلك العادات الحسنة مجرد ما يتعودها الإنسان تسهل عليه وتصبح جزء من حياته وبها يحقق النجاح والتميز .
وإليكم بعض العادات الضارة وربما القاتلة
التهاون في العبادات والطاعات ... والسهر والاستراحات ... الدخان والشيشة ... الإنترنت السلبي كالشات وألعاب الشبكة والمواقع الخليعة ... التلفزيون والقنوات والأفلام .... الخروج من العمل بدون سبب ... الكسل وتأخير الأعمال ... الغيبة والنميمة والتكلم في أعراض الآخرين .... عادات الأكل والشرب ... الخ
كل تلك العادات مجرد ما يتعودها الشخص يدمن عليها ويصعب عليه تركها مستقبلا وتصير جزء من حياته وتسحبه إلى الفشل والقلق والمرض والإثم وربما خسارة الدنيا والآخرة نسأل الله السلامة .
تذكر أنه كلما طالت فترة العادة السيئة كلما صعب عليك الخروج منها وكلما طالت فترة العادة الحسنة سهلت علينا واصحبنا نتمتع بها .
- قواعد وحكم تساعد في تمييز الصواب عن الخطأ .
أعرض موضوعك على النقاط التالية فإذا اجتازها فهو بالتأكيد صواب 1-علّمنا نبينا صلى الله عليه وسلم قواعد تساعدنا على معرفة الصواب من الخطأ ومن الأحاديث التي ورد فيها الصواب والخطأ : (( البر حسن الخلق والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس )) صحيح مسلم ، (( دع ما يريبك إلى مالا يريبك ..)) النسائي ، (( ما نهيتكم عنه فاجتنبوه ... )) متفق عليه ، (( الحلال بين والحـرام بين وبينهما أمورمشتبهات لا يعـلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فـقـد استبرأ لديـنه وعـرضه ومن وقع في الشبهات وقـع في الحرام كـالراعي يـرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه.. )) متفق عليه ، (( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهورد .. )) متفق عليه .
2-ما زاد ضرره عن نفعه خطأ وهذه قاعدة مهمة جدا جدا في تحديد الصواب من الخطأ ... طبق ذلك في الأكل في الشرب في النوم في التواصل في العطاء ..... الخ أي موضوع تحتار في الحكم عليه أنظر هل ضرره زاد على نفعه وأحكم .
3-الهوى مطية الخطأ يقال : إذا أدرت أن تعرف الصواب فاسأل ضميرك وإذا أردت أن تعمل الصواب فخالف شهوتك . 4-الزيادة كالنقصان والإفراط كالتفريط والصواب يكون عادة في التوازن والوسطية وهذه أيضا قاعدة مهمة جدا في تحديد الصواب والخطأ برغم أن الوسطية نسبية إلى حد ما وهنا يجب أن نعرف أن وسط الشيء أعلاه في الفائدة والنفع .
اللهم أرنا الحق حقاً وأرزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه اللهم أهدنا إلى أحسن الأقول والأفعال لا يهدي لأحسنها إلا أنت وأصرفنا عن سيئها لا يصرف عن سيئها إلا أنت هذا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الـخـطـأ, الـصـواب


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 02:33

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc