= أردت التجرد من آدميتي ، أردت الشغل عند سيدي الحاكم =

[رابحي نـائل]

أردت التعري من آدميتي .فظلت الشغل عند سيدي الحاكم ...ولطالما تستهويني الجرأة على غيري أردت العمل عند سيدي الحاكم وأكون مستشارا له ، الآمر المطيع في مملكته ..لا ينطق بحكم حتى يستشيرني ولا يدخل عنده ملكا ولا خدما ولا زبونا حتى يستشيرني ولأني فرضت شخصيتي وهيبتي في حماه ومملكته بحكم أنني تجردت من إنسانيتي عند سيدي الحاكم فأصبحت أنا الآمر الناهر وويح و ويل لمن عصى أمري ولم يطبق بندي وبما كل بنود وقوانين ودستور سيدي الحاكم أصبحت تحت إمرتي وبما إنني تواقا للحكم بفارغ صبر فسأحكم كما يحلوا لي وبدون أي ضمير يؤنبني .. ولنبدأ الجلوس على عرش وكرسي الحاكم .. وعنت الوجوه وعلت الرؤوس الى مستشارها الجديد فبدأ الكل يهنئني ويقدم لي رفيع الهدايا ونفيس الغنائم وجميل التحف وبدائع الجواهر والدرر.... وأنا أترفع وأترفع ولأني أصبت بالغرور والكبرياء والفشل. ولأني متجرد من إنسانيتي عند سيدي الحاكم .لم أبالي لهم بشيء ولم أعر لهم أي إهتمام ولأني أعرف كلهم وبدون إستثناء لهم حاجة في نفس يعقوب فلزمت كرسي الحكم بجبن وضعف ولم أدخر لهم لا سمعا ولا كلاما ولا وقارا والكل في هيبة ووقار والكل ينظر ويترقب بعين ناظرة لمستشارها راضية لسعيها طامعة ...يتخافتون يتهامسون خفية يا هل ترى كيف يسـيّـر شؤون الحكم والمملكة ..وتتعاقب الايام والازمان أتلذذ بالحكم بين العشي والأبكار .. لا أستقبل أحدا ولا أسمع أحدا ولا أكلم أحدا إلا أصحاب النفوس الضعيفة ومن سولت له نفسه بتقديم الهباء والخِراج والجزية طواعية و كراهية ... وبعدما صادرت الاراضي والحدائق والبساتين والشقق والفيلات وعلى ضفاف الانهار والبحار وأوتيت من الرشاوي والفدية والهدايا ملئي الأرض ذهبا وسافرت جميع بقاع العالم ولم نترك مكانا جميلا إلا وبت فيه بيات الملوك الموقرين المبجلين وبين الهوينى والأخرى أتفقد شؤون الحاكم ورعيته ومملكته ولأنني متجرد من إنسانيتي فلا يهمني أمر الحاكم كثيرا بقدر ما يهمني طمعي وجشعي وحب نفسي ........هذا هو حال إنسانيتي بعدما تجردتْ آدميتي

تقبل الله صيامكم وقيامكم وثبت الأجر إن شاء الله


اللهم بلغنا رمضان الكريم